إثيوبيا تتهم «تيغراي» بـ«قتل المدنيين» وتدمير الممتلكات

غداة زيارة المبعوث الأميركي لأديس أبابا

تجمع لإثيوبيين في واشنطن دعماً لحكومة آبي أحمد في مواجهة انتقادات دولية لتعاملها مع نزاع «تيغراي» (وزارة الخارجية الإثيوبية)
تجمع لإثيوبيين في واشنطن دعماً لحكومة آبي أحمد في مواجهة انتقادات دولية لتعاملها مع نزاع «تيغراي» (وزارة الخارجية الإثيوبية)
TT

إثيوبيا تتهم «تيغراي» بـ«قتل المدنيين» وتدمير الممتلكات

تجمع لإثيوبيين في واشنطن دعماً لحكومة آبي أحمد في مواجهة انتقادات دولية لتعاملها مع نزاع «تيغراي» (وزارة الخارجية الإثيوبية)
تجمع لإثيوبيين في واشنطن دعماً لحكومة آبي أحمد في مواجهة انتقادات دولية لتعاملها مع نزاع «تيغراي» (وزارة الخارجية الإثيوبية)

اتهمت الحكومة الإثيوبية «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي» بـ«قتل المدنيين» وتدمير الممتلكات، وذلك غداة زيارة المبعوث الأميركي مايك هامر إلى أديس أبابا في محاولة لوقف النزاع الدموي في شمال البلاد.
ويخوض متمردو «تيغراي» نزاعاً مسلحاً مع الحكومة الفيدرالية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2020. تسبب في مقتل وتشريد الآلاف.
ويتبادل الجانبان الاتهامات بشأن تجدد القتال قبل نحو أسبوعين، في مخالفة لاتفاق وقف إطلاق النار، ضمن «هدنة إنسانية» دامت خمسة أشهر.
وقالت إرجوجي تسفاي، وزيرة المرأة والشؤون الاجتماعية بالحكومة الإثيوبية، إن الجبهة الشعبية «واصلت مهاجمة القرى وقتل المدنيين الأبرياء والاغتصاب والنهب وتدمير الممتلكات، مما أدى إلى تفاقم الأزمات الإنسانية في ولايتي أمهرا وعفر».
وعلى هامش «المؤتمر الدولي التاسع للسياسات بشأن الطفل الأفريقي»، الذي عقد في أديس أبابا، الأربعاء، بمشاركة وزراء من مالاوي وجنوب السودان وسيراليون وغامبيا، بالإضافة إلى مسؤولين رفيعي المستوى من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وخبراء في حقوق الطفل ومنظمات المجتمع المدني، قالت تسفاي إن «الحكومة تسعى جاهدة للتخفيف من مخاطر التهديد الوطني لإحداث التحول الاجتماعي والاقتصادي في البلاد من خلال تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي المحلي».
على الجهة المقابلة، يؤكد المتمردون أن القوات الإثيوبية تشن هجماتها بمشاركة الجيش الإريتري. وأوضح غيتاتشو رضا المتحدث باسم سلطات تيغراي أن «هناك معارك عنيفة جداً» في عدة مناطق في تيغراي وكذلك في ضواحي المنطقة.
وأطلقت 35 منظمة إثيوبية من المجتمع المدني (الثلاثاء) «نداء عاجلاً من أجل السلام»، أوضحت فيه أن النزاع في تيغراي ومناطق أخرى من إثيوبيا لم يحرم المواطنين من حقوقهم الأساسية فحسب - مثل الحق في الحياة والأمن الجسدي وسبل العيش والتنقل - بل وصل إلى نقطة أصبح فيها بقاء البلد مهدداً بحد ذاته». وأضافت: «في حال لم تتم تسوية هذه النزاعات سلمياً نخشى من أن تدخل بلادنا في أزمة لن تتمكن من الخروج منها».
وتأتي تلك التطورات، غداة زيارة يقوم بها المبعوث الأميركي مايك هامر إلى إثيوبيا في محاولة لوقف النزاع.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعلن في الأيام الماضية عن مجيء هامر إلى إثيوبيا «للدعوة إلى وقف فوري للأعمال العدائية وبدء محادثات سلام». لكن منذ ذلك الحين، لزمت السلطات الأميركية في واشنطن وسفارتها في أديس أبابا الصمت إزاء هذه الزيارة.
وقال ناطق باسم الأمم المتحدة في نيويورك لوكالة «الصحافة الفرنسية» إن المبعوثة الخاصة للمنظمة الدولية إلى منطقة القرن الأفريقي هانا سيروا «التقت نظيرها المبعوث الأميركي (الاثنين) في أديس أبابا». وأضاف الناطق: «من غير المرتقب تنظيم أي بعثة مشتركة للمبعوثين الخاصين».
وخلال زيارته السابقة إلى إثيوبيا نهاية يوليو (تموز) الماضي، أثار هامر ونظيرته من الاتحاد الأوروبي آنيت ويبر التي رافقته، استياء السلطات الإثيوبية، بعد أن دعا المبعوثان إلى إعادة التيار الكهربائي والاتصالات والبنوك في منطقة تيغراي، فضلاً عن «تسهيل وصول العاملين في المجال الإنساني»، كـ«شروط مسبقة» وضعها المتمردون ورفضتها أديس أبابا لبدء جولة محادثات سلام لم تتحقق.


مقالات ذات صلة

ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

العالم ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

أثار عدم التوصل إلى اتفاق، بعد محادثات سلام أولية بين الحكومة المركزية الإثيوبية، ومتمردي إقليم «أوروميا»، تساؤلات حول مستقبل تلك المحادثات، واحتمالات نجاحها، وأسباب تعثرها من البداية. ورأى خبراء أن «التعثر كان متوقعاً؛ بسبب عمق الخلافات وتعقيدها»، في حين توقّعوا أن «تكون المراحل التالية شاقة وصعبة»، لكنهم لم يستبعدوا التوصل إلى اتفاق. وانتهت الجولة الأولى من المحادثات التمهيدية بين الطرفين، دون اتفاق، وفق ما أعلنه الطرفان، الأربعاء.

العالم رئيس الحكومة الإثيوبية يُعلن مقتل عضو بارز في الحزب الحاكم

رئيس الحكومة الإثيوبية يُعلن مقتل عضو بارز في الحزب الحاكم

أعلن رئيس الحكومة الإثيوبية آبي أحمد اليوم (الخميس) مقتل مسؤول الحزب الحاكم في منطقة أمهرة الواقعة في شمال البلاد. وقال آبي أحمد عبر «فيسبوك»، إنّ «أولئك الذين لم يتمكّنوا من كسب الأفكار بالأفكار، أخذوا روح شقيقنا جيرما يشيتيلا». واتهم أحمد، وفقا لما نقلته وكالة «الصحافة الفرنسية»، «متطرّفين يتسمون بالعنف» بالوقوف وراء هذا العمل الذي وصفه بـ«المخزي والمروّع».

«الشرق الأوسط» (أديس أبابا)
العالم محادثات سلام «غير مسبوقة» بين حكومة إثيوبيا ومتمردي «أورومو»

محادثات سلام «غير مسبوقة» بين حكومة إثيوبيا ومتمردي «أورومو»

تنطلق في تنزانيا، الثلاثاء، محادثات سلام غير مسبوقة بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية ومتمردي إقليم أوروميا، ممثلين في «جبهة تحرير أورومو» التي تخوض معارك مع القوات الحكومية بشكل متقطع منذ عقود. وتسعى أديس أبابا لإبرام اتفاق سلام دائم مع متمردي الإقليم، الذي يشغل معظم مناطق وسط البلاد، ويضم مجموعة من الفصائل المسلحة التابعة لقومية الأورومو، على غرار ما حدث في «تيغراي» شمالاً، قبل 5 أشهر، خشية دخول البلاد في حرب جديدة مع تصاعد التوتر بين الجانبين. وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي زار مدينة نكيمتي بالإقليم مؤخراً، أن «جولة مفاوضات ستبدأ معهم (جيش تحرير أورومو) الثلاثاء في تنزانيا»، في أ

محمد عبده حسنين (القاهرة)
شمال افريقيا هل تستغل إثيوبيا اضطرابات السودان لحسم «الخلاف الحدودي»؟

هل تستغل إثيوبيا اضطرابات السودان لحسم «الخلاف الحدودي»؟

عاد الخلاف الحدودي بين إثيوبيا والسودان، بشأن منطقة «الفشقة»، إلى الواجهة، بعد أنباء سودانية عن نشاط «غير اعتيادي» للقوات الإثيوبية ومعسكراتها، في المنطقة المتنازع عليها، منذ بداية الاضطرابات الأخيرة في السودان.

محمد عبده حسنين (القاهرة)
أفريقيا إثيوبيا: متمردو تيغراي يُظهرون «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام

إثيوبيا: متمردو تيغراي يُظهرون «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام

أظهر متمردو إقليم «تيغراي» شمال إثيوبيا، «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام، الموقَّع قبل نحو 5 أشهر، مع الحكومة الفيدرالية بأديس أبابا، وذلك بتسليمهم مزيداً الأسلحة، ضمن عملية نزع سلاح الإقليم ودمج مقاتليه في الجيش الوطني. وحسب نائب مفوض «إعادة التأهيل الوطني»، العميد ديريبي ميكوريا، اليوم (الخميس)، فإن «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي سلمت الدفعة الأولى من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة المتنوعة التي تم جمعها حول منطقة دينقولات في إقليم تيغراي». وأنهى اتفاق السلام، الموقّع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حرباً عنيفة استمرت عامين، راح ضحيتها الآلاف، حسب منظمات دولية.

محمد عبده حسنين (القاهرة)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.