طردت ألبانيا طاقم البعثة الدبلوماسية الإيرانية لدى تيرانا على خلفية إحباط هجوم إلكتروني استهدف مؤسسات حكومية ألبانية في منتصف يوليو (تموز) الماضي.
وقال رئيس الوزراء الألباني إيدي راما، اليوم الأربعاء، إن بلاده قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وأمرت بمغادرة الدبلوماسيين وموظفي السفارة الإيرانيين في غضون 24 ساعة، بعد تحقيق في هجوم إلكتروني.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1567579074700140547
وقال راما في بيان بالفيديو أرسل إلى وسائل الإعلام «قررت الحكومة على الفور قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الاسلامية الإيرانية». وأضاف «رد الفعل الصارم هذا... يتناسب تماما مع خطورة وجسامة الهجوم الإلكتروني الذي هدد بشل الخدمات العامة ومحو الأنظمة الرقمية واختراق سجلات الدولة وسرقة المراسلات الإلكترونية الحكومية على الإنترنت، وإثارة الفوضى والانفلات الأمني في البلاد». وأضاف أن «تحقيقًا معمّقًا قدّم لنا دليلًا لا لبس فيه» على أن الهجمات «دبّرتها ورعتها» طهران.
يأتي ذلك، بعدما رجحت شركة «منديانت» الأميركية المتخصصة بالأمن السيبراني الشهر الماضي، أن يكون قراصنة تابعون للحكومة الإيرانية وراء الهجوم الإلكتروني بهدف إلى تعطيل المؤتمر السنوي لمنظمة خلق «مجاهدي خلق» المعارضة في ألبانيا.
وتوترت العلاقات بين طهران وتيرانا في السنوات الأخيرة بعدما وافقت الدولة الواقعة في منطقة البلقان على أن تستقبل على أراضيها 3000 من أعضاء في منظمة «مجاهدي خلق»، أبرز فصائل المعارضة الإيرانية في المنفى، بناء على طلب من واشنطن والأمم المتحدة في 2013.
وأرجأت منظمة «مجاهدي خلق» في يوليو(تموز) مؤتمراً عالمياً في ألبانيا مخصصاً للدعوة إلى تغيير النظام في إيران، «بناء على توصيات من الحكومة الألبانية لأسباب أمنية وبسبب تهديدات إرهابية ومؤامرات».
وقبل الغاء المؤتمر حذرت السفارة الأميركية في تيرانا بشكل منفصل من «تهديد محتمل» يستهدف القمة، حاضة مواطنيها في ألبانيا على تجنب الحدث وعدم لفت الأنظار. وقالت إن «الحكومة الأميركية تدرك وجود تهديد محتمل يستهدف القمة العالمية لإيران الحرة».
و فتحت النيابة الألبانية تحقيقات في حلقة تجسس محتملة واستجوبت عددا من الأشخاص، لكن لم تنشر النتائج.
وقال متحدث باسم مجاهدي خلق لـ«الشرق الأوسط»، حينذاك إنه «طوال أربعين عاماً مضت لم تدخر الفاشية الحاکمة في إيران جهداً في استهداف (مجاهدي خلق) بشتى الأساليب من ارتكاب المجزرة العامة للسجناء السياسيين إلى ملفات الإرهاب وعمليات القتل المتتالية ومنها عملية تفجير قاعة (فيليبت) عام 2018 بواسطة القنبلة على يد دبلوماسي في السفارة. فلذلك التهديدات التي يطلقها نظام الملالي ليست أمراً جديداً بالنسبة لنا».
ولاحقا، اقترحت وكالة أنباء «فارس»؛ التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، أن تستهدف إيران جماعة «مجاهدي خلق» التي تتخذ من ألبانيا مقراً لها، بطائرات مسيرة وصواريخ. وقالت إن «(استخدام) الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية الإيرانية لضرب مقر منظمة (مجاهدي خلق) في ألبانيا لا يواجه أي حظر قانوني، وعلى سلطات طهران وضع العمل العسكري على جدول الأعمال بعد توجيه التحذير اللازم للحكومة الألبانية».
يُذكر أنه في 30 يونيو(حزيران) 2018 كان يفترض أن يستهدف تفجير في فيلبانت قرب باريس، التجمع السنوي الكبير للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وهو تحالف من المعارضين يضم في صفوفه حركة «مجاهدي خلق».
في اليوم نفسه من ذلك العام، أوقفت الشرطة البلجيكية زوجين بلجيكيين من أصل إيراني يعيشان في أنتويرب وبحوزتهما 500 غرام من بيروكسيد الاسيتون المتفجر وصاعق في سيارتهما. وجرى توقيفهما في اللحظة الأخيرة وتمكنت المعارضة من إقامة تجمعها الذي حضرته شخصيات مهمة.
ألبانيا تقطع العلاقات مع إيران... وتأمر دبلوماسييها بالمغادرة
اتهمتها بشنّ هجوم إلكتروني
ألبانيا تقطع العلاقات مع إيران... وتأمر دبلوماسييها بالمغادرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة