الجريمة في الوسط العربي بإسرائيل تحصد حياة أم وابنتها

رئيس بلدية اللد: لو كانوا يهوداً لتوقفت البلاد

صورة متداولة بمواقع التواصل للشرطة الإسرائيلية في موقع الجريمة
صورة متداولة بمواقع التواصل للشرطة الإسرائيلية في موقع الجريمة
TT

الجريمة في الوسط العربي بإسرائيل تحصد حياة أم وابنتها

صورة متداولة بمواقع التواصل للشرطة الإسرائيلية في موقع الجريمة
صورة متداولة بمواقع التواصل للشرطة الإسرائيلية في موقع الجريمة

أفاق الوسط العربي في إسرائيل على جريمة قتل جديدة ومروعة راحت ضحيتها امرأة وابنتها، فيما أصيبت ابنتها الثانية بجروح متوسطة بمدينة اللد.
وقتلت منار حجاج (34 عاماً)، وابنتها خضرة (14 عاماً)، فيما أصيبت الابنة الأخرى مريم (توأم خضرة) في إطلاق نار استهدفهن، بعد يوم واحد فقط من قتل الصحافي نضال إغبارية (44 عاماً)، من أم الفحم في جريمة إطلاق نار على سيارته.
وفاقمت جريمة قتل الأم وابنتها الغضب العربي ضد الجريمة وضد الشرطة الإسرائيلية المتهمة بالتقاعس في مواجهة هذه الجريمة بالوسط العربي، لكنه أيضاً فاقم غضب المسؤولين الإسرائيليين. ودان رئيس بلدية اللد يائير ريفيفو «لامبالاة إسرائيل»، وسط سلسلة من أعمال القتل وأحداث العنف.
وقال ريفيفو لموقع «واينت» الإخباري في موقع إطلاق النار: «لا تزال هناك موجة مجنونة من العنف مستعرة في هذا البلد، وبخاصة في المجتمع العربي، وأنا آسف لقول هذا، لكن البلد لم يستيقظ». وأضاف: «لو كان هذا العدد من جرائم القتل في المجتمع اليهودي، لكانت البلاد قد توقفت (…) هذا انتهاك لأمن جميع سكان البلاد، يهوداً وعرباً على حد سواء، وما يثير سخطي هو أن هؤلاء القتلة الأشرار ليس لديهم أي موانع. هذه ليست قضية مجرمين يقتلون مجرمين، بل الأشخاص العاجزين وغير القادرين على الدفاع عن أنفسهم، وهو ببساطة أمر مروع».
كما هاجمت فداء شحادة، العضو في بلدية اللد، الوضع في المدينة ووصفته بأنه خارج عن السيطرة. وقالت شحادة: «لقد كانوا جيراناً هادئين ولم يؤذوا أحداً أبداً. نحن نعيش في الغرب المتوحش، حيث في وسط مدينة اللد - بالقرب من مركز الشرطة ومبنى البلدية - تُقتل النساء».
وجاءت الانتقادات المتصاعدة على الرغم من أن الشرطة فتحت تحقيقاً في عملية القتل باللد التي تعد الأخيرة في موجة الجرائم المستمرة.
وقال قائد الشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي في بيان، إن التحقيق في جرائم القتل باللد يمثل «أولوية قصوى» للشرطة، وإنه سيتم تعزيز وجود سلطات إنفاذ القانون في المدينة.
وكشف شبتاي عن إقامة هيئة جديدة مؤلفة من نحو 300 شرطي، ستعمل في المدينة خلال الأسابيع المقبلة.
لكن حتى مساء الثلاثاء لم تكن الشرطة اعتقلت أحداً على خلفية قتل الأم وابنتها اللتين لم تكونا مهددتين بأي شكل، بحسب التحقيقات الأولية.
وقال موقع «واينت» الإسرائيلي إن إطلاق النار قد يكون على صلة بخلاف مع زوج حجاج، وهو مجرد تقييم أولي (أي عملية انتقامية من الزوج).
وكانت حجاج وبناتها يفرغن أغراض البقالة من السيارة عندما تم إطلاق النار عليهن من مسافة قريبة، فقتلت الأم وإحدى بناتها، فيما نجت الأخرى بسبب عطل في السلاح المستخدم.
وسلطت الجريمة الجديدة الضوء على حجم العنف في المجتمع العربي بإسرائيل وفشل محاربته منذ سنوت طويلة.
ورفع هذا القتل العدد الكلي إلى 75 منذ مطلع العام، بحسب جمعية «مبادرات إبراهيم»، التي قالت إن من بين القتلى 9 نساء.
ودخل رئيس الوزراء يائير لبيد على الخط، وأجرى محادثات مع مسؤولين أمنيين حول جرائم القتل. وجاء في بيان أصدره لبيد، أن «القتل المروع لمنار وابنتها خضرة الذي ينضم لسلسلة من أعمال العنف التي وقعت في الأيام الأخيرة يلزمنا تشديد إجراءات إنفاذ القانون وتكثيف انتشار الشرطة في المدن وتشديد العقوبات التي تفرض على كل عمل عنيف، وسنكثف الجهود لكبح الجريمة وتخفيض مستوى العنف في المجتمع العربي بشتى الوسائل المتاحة لنا».
وقبل عملية قتل الأم وابنتها، اعتقلت الشرطة أحد سكان مدينة الطيبة بسبب حادثة سابقة، حين تم خطف رجل مصاب يبلغ من العمر 40 عاماً، من قبل عدد من المسلحين من داخل سيارة إسعاف كانت تقله إلى المستشفى.
ومع توالي عمليات القتل، حاول وزير الأمن العام عومر بارليف شرح أسباب فشل الحكومة في محاربة الجريمة العربية، قائلاً إن «سنوات من الإهمال تتطلب سنوات من التصحيح».
وأضاف: «مقتل الصحافي نضال إغبارية في أم الفحم ومنار حجاج وابنتها خضرة في اللد - إلى جانب إطلاق النار في الطيبة، الذي تحقق فيه الشرطة حالياً - يثبت مرة أخرى، للأسف، أن محاربة الجريمة في المجتمع العربي صعبة ومعقدة وتتطلب فترة طويلة جداً من نشاط الشرطة والإنفاذ المشدد والحازم».


مقالات ذات صلة

العثور على 5 جثث مقطعة في شاحنة بالمكسيك

أميركا اللاتينية عناصر من الشرطة المكسيكية، في إسكوبيدو، المكسيك 20 أبريل 2022 (رويترز)

العثور على 5 جثث مقطعة في شاحنة بالمكسيك

عُثر على 5 جثث على الأقل مقطَّعة الأوصال، الخميس، بشاحنة في غواناخواتو بوسط المكسيك التي تشهد حرباً مفتوحة بين كارتلات المخدرات، على ما أفادت به السلطات.

«الشرق الأوسط» (مكسيكو سيتي)
المشرق العربي تظهر الصورة زنزانة في سجن صيدنايا الذي عُرف بأنه «مسلخ بشري» في عهد نظام الأسد بينما يبحث رجال الإنقاذ السوريون عن أقبية مخفية محتملة في المنشأة في دمشق في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

محققو الأمم المتحدة أعدوا قوائم بآلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا

وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية بأربعة آلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا، آملين مع سقوط الرئيس بشار الأسد بضمان المحاسبة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي صورة ملتقطة في 4 ديسمبر 2020 في جنيف بسويسرا تظهر غير بيدرسن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

مبعوث الأمم المتحدة يندد ﺑ«وحشية لا يمكن تصورها» في سجون نظام الأسد

قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا إن الفظاعات التي شهدها سجن «صيدنايا» ومراكز الاحتجاز الأخرى في سوريا، تعكس «الوحشية التي لا يمكن تصورها» التي عاناها السوريون.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
أوروبا الطفلة البريطانية الباكستانية الأصل سارة شريف التي قضت بفعل الضرب في أغسطس 2023 (متداولة)

القضاء البريطاني يدين بالقتل والدَي طفلة توفيت جرّاء الضرب

أدان القضاء البريطاني والدَي الطفلة الإنجليزية الباكستانية الأصل سارة شريف التي قضت بفعل الضرب في أغسطس 2023 بعد تعرضها لسوء المعاملة على مدى سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا نساء أيزيديات يرفعن لافتات خلال مظاهرة تطالب بحقوقهن والإفراج عن المختطفين لدى تنظيم «داعش» المتطرف في الموصل بالعراق... 3 يونيو 2024 (رويترز)

السجن 10 سنوات لهولندية استعبدت امرأة أيزيدية في سوريا

قضت محكمة هولندية بالسجن عشر سنوات بحق امرأة هولندية أدينت بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بإبقائها امرأة أيزيدية عبدة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.