عسكريون تابعون للدبيبة يتعهدون بالدفاع عن طرابلس

ميليشيا مسلحة تنفي منع مغادرة نواب البرلمان إلى بنغازي

صورة وزعتها رئاسة أركان قوات حكومة «الوحدة» لاجتماع غرفة عملياتها الميدانية
صورة وزعتها رئاسة أركان قوات حكومة «الوحدة» لاجتماع غرفة عملياتها الميدانية
TT

عسكريون تابعون للدبيبة يتعهدون بالدفاع عن طرابلس

صورة وزعتها رئاسة أركان قوات حكومة «الوحدة» لاجتماع غرفة عملياتها الميدانية
صورة وزعتها رئاسة أركان قوات حكومة «الوحدة» لاجتماع غرفة عملياتها الميدانية

أكد بعض العسكريين الموالين لعبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة، خلال اجتماع لغرفة العمليات الميدانية بالعاصمة طرابلس مساء أمس، جاهزيتهم للدفاع وردع أي قوة تهدد أمن المدينة وسلامتها.
وقالت رئاسة أركان القوات الموالية للدبيبة، في بيان أمس، إن الاجتماع، الذي ترأسه رئيس أركان القوات البرية، الفيتوري غريبيل وضم مسؤولين عسكريين وأمنيين، ناقش «سبل فرض الأمن والسلم في المنطقة، ومنع الاقتتال بكل أشكاله بين الإخوة، ووضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار».
في سياق آخر، نفى «جهاز الردع» التابع لحكومة الدبيبة مسؤوليته عن منع نواب المنطقة الغربية في مجلس النواب من الالتحاق بجلسته التي كانت مقررة في مدينة بنغازي بشرق البلاد، أمس.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن أحمد بن سالم الناطق باسم «جهاز الردع» أنه لا علاقة له بهذا القرار، لافتًا إلى أن الجهاز لا يسيطر على صالة كبار المسؤولين بمطار معيتيقة بالعاصمة طرابلس وليس من صلاحياته المنع من السفر.
في المقابل، أعرب عدد من أعضاء مجلس النواب المتواجدين في بنغازي عن بالغ قلقهم لما تعرض له زملاؤهم بطرابلس من سوء معاملة تلاها منع رحلتهم المغادرة من طرابلس إلى بنغازي لحضور جلسة المجلس العادية التي كانت مقررة أمس الاثنين، واعتبروا في بيان لهم أن ما حدث يؤكد ما نبهوا عليه سابقاً من محاولات التدخل في عمل المجلس عبر كل الوسائل كالمنع من التنقل والتهديد الشخصي للنواب كالذي حصل بجلسة التصويت على منح الثقة للحكومة.
وطالب الأعضاء، النائب العام بالتحقيق فيما حصل وحملوا المسؤولية للحكومة المنتهية الولاية والمسيطرة على العاصمة طرابلس بقوة السلاح وفرض الأمر الواقع، في إشارة إلى حكومة الدبيبة.
وقالوا إنهم يحملون هذه الحكومة المسؤولية على سلامة أعضاء مجلس النواب، وأعربوا عن مخاوفهم من وقوع القضاء تحت سلطان التشكيلات المسلحة والقوى الخارجة عن القانون.
بدوره، تجاهل الدبيبة التعليق على هذه التطورات، لكنه استغل اجتماعه بطرابلس مساء أمس مع السفير الإيطالي جوزيبي بوتشينو، للتأكيد على أهمية الاتفاق على توحيد الموقف الدولي نحو وجود خريطة طريقة واضحة المعالم، تتضمن تنفيذ الانتخابات باعتبارها الوسيلة الوحيدة للحفاظ على استقرار البلاد ووحدتها، مشيراً بحسب بيان وزعه مكتبه، إلى ضرورة إصدار القاعدة الدستورية، وإيجاد شرعية شعبية لها حتى تبنى العملية الانتخابية على أساس سليم.
وشدد الدبيبة على أهمية الشراكة الاقتصادية الليبية الإيطالية، لافتاً إلى بحث عدد من الملفات الاقتصادية والسياسية بين البلدين.
كما أعرب الدبيبة عن تطلعه للتعاون مع ليز تراس التي هنأها على فوزها في بيان مقتضب مساء أمس على «تويتر» برئاسة الحكومة البريطانية، وزعامة حزب المحافظين، في مجالي الطاقة والتنمية ودعم المسار الديمقراطي والانتخابات في ليبيا.
https://twitter.com/Dabaibahamid/status/1566874225138450435
إلى ذلك، أبلغ خالد المشري رئيس مجلس الدولة، أعضاءه في جلسة عقدت مساء أمس في طرابلس أن بعض المسؤولين الأتراك؛ الذين التقاهم في زيارته الأخيرة إلى تركيا ومنهم وزيرا الخارجية والدفاع ورئيس الاستخبارات، أعربوا له عن رؤيتهم للحل في ليبيا بأنه لا يمكن أن يكون إلا بالحوار بعيداً عن استخدام لغة العنف والسلاح، وضرورة الإسراع بإنجاز الانتخابات بصورة عاجلة.
وقال بيان للمجلس إن المشري طالب بالتحقيق في الاشتباكات التي حصلت في العاصمة طرابلس قبل أيام؛ مشيراً إلى أنه وإزاء اعتراض عدد من أعضاء المجلس على إجراء أي محاكمة لمدنيين أمام القضاء العسكري، تم تكليف اللجنة القانونية بالمجلس بإعداد رد قانوني بالخصوص يبين عدم جواز محاكمة مواطنين مدنيين أمام القضاء العسكري أو النيابة العسكرية.
في شأن آخر، أغلق أهالي مدينة غريان أمس، مقر مديرية الأمن بالمدينة الواقعة على بعد 80 كيلومتراً جنوب العاصمة بالسواتر الترابية، احتجاجاً على تكليف مدير جديد لها من وزارة الداخلية بحكومة الدبيبة.
وانتقدوا في بيان لهم قيام الوزارة بمحاولة فرض رئيس جديد للمديرية، وهددوا بالدعوة للإضراب لعام في حالة عدم تراجعها عن القرار.
وكانت المديرية قد أعلنت في بيان لها أن رئيسها وجميع الأعضاء العاملين بها بعيدون عن الأحداث الأخيرة التي شهدتها المدينة، مشيرة إلى أنها منذ إنشائها تقوم بمهامها على أكمل وجه، واعتبرت أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها المدينة قد صدرت عن كافة مكوناتها مدنياً وعسكرياً ومؤسسات المجتمع المدني.
وكانت حكومة «الاستقرار» الموازية برئاسة فتحي باشاغا، اتهمت أمس، الجامعة العربية بمخالفة دورها المعهود في التضامن الكامل مع دولة ليبيا في أزمتها، عبر سماحها بتولي حكومة الدبيبة رئاسة الدورة الحالية لاجتماعاتها على المستوى الوزاري.
وقالت الحكومة، في بيان لها إن الجامعة العربية بهذا «ستشكك في نزاهة وشرعية جلساتها المنعقدة تحت رئاسة جسم منتحل صف الشرعية»، واعتبرت أن هذه الإجراءات تهدد الاستقرار ووحدة ليبيا وتمثل الانحياز إلى طرف سياسي منتهية ولايته وفاقد للشرعية والقانونية.


مقالات ذات صلة

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

شمال افريقيا «ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

حلت نجلاء المنقوش، وزيرة الشؤون الخارجية الليبية، أمس بتونس في إطار زيارة عمل تقوم بها على رأس وفد كبير، يضم وزير المواصلات محمد سالم الشهوبي، وذلك بدعوة من نبيل عمار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج. وشدد الرئيس التونسي أمس على موقف بلاده الداعي إلى حل الأزمة في ليبيا، وفق مقاربة قائمة على وحدتها ورفض التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية. وأكد في بيان نشرته رئاسة الجمهورية بعد استقباله نجلاء المنقوش ومحمد الشهوبي، وزير المواصلات في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، على ضرورة «التنسيق بين البلدين في كل المجالات، لا سيما قطاعات الاقتصاد والاستثمار والطاقة والأمن».

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

أكدت السعودية أمس، دعمها لحل ليبي - ليبي برعاية الأمم المتحدة، وشددت على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، حسبما جاء خلال لقاء جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا ورئيس البعثة الأممية فيها. وتناول الأمير فيصل في مقر الخارجية السعودية بالرياض مع باتيلي سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، والجهود الأممية المبذولة لحل الأزمة. إلى ذلك، أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، فيما شهدت طرابلس توتراً أمنياً مفاجئاً.

شمال افريقيا ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

فتحت الانشقاقات العسكرية والأمنية التي عايشتها ليبيا، منذ رحيل نظام العقيد معمر القذافي، «بوابة الموت»، وجعلت من مواطنيها خلال الـ12 عاماً الماضية «صيداً» لمخلَّفات الحروب المتنوعة من الألغام و«القنابل الموقوتة» المزروعة بالطرقات والمنازل، مما أوقع عشرات القتلى والجرحى. وباستثناء الجهود الأممية وبعض المساعدات الدولية التي خُصصت على مدار السنوات الماضية لمساعدة ليبيا في هذا الملف، لا تزال «قنابل الموت» تؤرق الليبيين، وهو ما يتطلب -حسب الدبلوماسي الليبي مروان أبو سريويل- من المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في هذا المجال، مساعدة ليبيا، لخطورته. ورصدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في تقر

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

أكدت السعودية دعمها للحل الليبي - الليبي تحت رعاية الأمم المتحدة، وضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، وجاءت هذه التأكيدات خلال اللقاء الذي جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. واستقبل الأمير فيصل بن فرحان في مقر وزارة الخارجية السعودية بالرياض أمس عبد الله باتيلي وجرى خلال اللقاء بحث سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، إضافة إلى استعراض الجهود الأممية المبذولة لحل هذه الأزمة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا «الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

«الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي، عن دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية (غرب البلاد) في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، وذلك في ظل توتر أمني مفاجئ بالعاصمة الليبية. وشهدت طرابلس حالة من الاستنفار الأمني مساء السبت في مناطق عدّة، بعد اعتقال «جهاز الردع» بقيادة عبد الرؤوف كارة، أحد المقربين من عبد الغني الككلي رئيس «جهاز دعم الاستقرار»، بالقرب من قصور الضيافة وسط طرابلس. ورصد شهود عيان مداهمة رتل من 40 آلية، تابع لـ«جهاز الردع»، المنطقة، ما أدى إلى «حالة طوارئ» في بعض مناطق طرابلس. ولم تعلق حكومة عبد الحميد الدبيبة على هذه التطورات التي يخشى مراقبون من اندلاع مواجهات جديدة بسببها،

خالد محمود (القاهرة)

مقتل 9 مهاجرين وفقدان 6 آخرين قبالة سواحل تونس

حرس جزر الكناري الإسبانية يقدم مساعدات لمهاجرين أفارقة انطلقوا من سواحل تونس بعد غرق مركبهم (إ.ب.أ)
حرس جزر الكناري الإسبانية يقدم مساعدات لمهاجرين أفارقة انطلقوا من سواحل تونس بعد غرق مركبهم (إ.ب.أ)
TT

مقتل 9 مهاجرين وفقدان 6 آخرين قبالة سواحل تونس

حرس جزر الكناري الإسبانية يقدم مساعدات لمهاجرين أفارقة انطلقوا من سواحل تونس بعد غرق مركبهم (إ.ب.أ)
حرس جزر الكناري الإسبانية يقدم مساعدات لمهاجرين أفارقة انطلقوا من سواحل تونس بعد غرق مركبهم (إ.ب.أ)

قضى تسعة مهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، وفُقد ستة آخرون، بعد غرق قاربهم قبالة السواحل التونسية، أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا، وفق ما أفاد مصدر قضائي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، اليوم الخميس. ووفق شهادات 27 مهاجراً آخرين أنقذهم الحرس البحري التونسي، كان هناك 42 شخصاً على متن القارب، الذي أبحر، ليل الثلاثاء، من منطقة جبنيانة في ولاية صفاقس (وسط شرق)، وفق المتحدث القضائي فريد بن جحا. لكن بسبب سوء الأحوال الجوية، انقلب قاربهم قبالة سواحل ولاية المهدية، الواقعة على مسافة نحو مائة كيلومتر شمال صفاقس، قبل أن يرصدهم صياد ويُبلّغ السلطات. وأضاف بن جحا أنه جرى انتشال تسع جثث، وما زال ستة مهاجرين في عداد المفقودين، وأنقذ 27، وجميعهم من أفريقيا جنوب الصحراء، في حين تتواصل عمليات البحث.

من جهته، أعلن الحرس الوطني التونسي، اليوم الخميس، انتشال سبع جثث، وإنقاذ 27 مهاجراً كانوا على متن قارب تسربت إليه المياه في عرض البحر. وأفاد الحرس الوطني بأن المهاجرين المنحدرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، انطلقوا من سواحل وسط تونس، قبل أن يتعطل محرك القارب. وعلى أثر ذلك تدخلت الوحدات البحرية لإنقاذ المهاجرين، أمس الأربعاء، بعد تلقيها إخطاراً بتعطل القارب.

وتُعدّ صفاقس والمهدية من المناطق الرئيسية التي ينطلق منها المهاجرون التونسيون والأجانب؛ في محاولة للوصول إلى السواحل الإيطالية. وإلى جانب ليبيا، تُعدّ تونس، التي لا تبعد بعض سواحلها أكثر من 150 كيلومتراً عن جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، نقطة الانطلاق الرئيسية في شمال أفريقيا للمهاجرين الساعين لعبور البحر الأبيض المتوسط.

وفي نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قضى ثلاثة مهاجرين تونسيين، على أثر غرق قاربهم قبالة سواحل المهدية. وفي نهاية أكتوبر (تشرين الأول) المنصرم، عُثر على 15 جثة مجهولة الهوية قبالة سواحل المهدية. وقبلها بشهر واحد فقط، أنقذ الحرس البحري 36 مهاجراً؛ 20 تونسياً، و16 مصرياً، بعدما انجرف قاربهم المعطل نحو ولاية نابل في شرق البلاد. ومنذ مطلع العام، سجل المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ما بين 600 و700 وفاة، أو اختفاء مهاجرين أبحروا من السواحل التونسية، بعد تسجيل أكثر من 1300 وفاة واختفاء عام 2023.

ووفق أحدث بيانات منصة «مهاجرون مفقودون»، التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، فُقد أو تُوفي 2050 شخصاً، العام الحالي، في البحر المتوسط.