احتفالات مصرية بتعامد الشمس على «معبد هيبس»

أمسية فلكية وتدريب الجمهور على استخدام التليسكوب

تعامد الشمس على معبد هيبس (الصفحة الرسمية للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية على فيسبوك)
تعامد الشمس على معبد هيبس (الصفحة الرسمية للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية على فيسبوك)
TT

احتفالات مصرية بتعامد الشمس على «معبد هيبس»

تعامد الشمس على معبد هيبس (الصفحة الرسمية للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية على فيسبوك)
تعامد الشمس على معبد هيبس (الصفحة الرسمية للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية على فيسبوك)

احتفلت مصر صباح اليوم (الثلاثاء) بتعامد الشمس على معبد هيبس بمدينة الخارجة في محافظة الوادي الجديد (جنوب غربي القاهرة)، وسط حضور علمي وأثري وإعلامي.
وتتعامد الشمس على المعبد لتدخل إلى قدس الأقداس مرتين كل عام يومي 7 أبريل (نيسان) و6 سبتمبر (أيلول) من كل عام، وبدأت الاحتفالات مساء أمس (الاثنين) بأمسية فلكية وأنشطة علمية وثقافية، استمرت حتى صباح يوم التعامد، حيث جرت وقائع رصد الظاهرة فلكيا ما بين الشروق والسادسة والنصف صباحا.

وقال المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في بيان له إن «أشعة الشمس تصل إلى قدس الأقداس بالمعبد عندما تكون الزاوية الأفقية للشمس 83 درجة من اتجاه الشمال».
ورصد المعهد ظاهرة التعامد صباح اليوم باستخدام أجهزة التليسكوب الخاصة بمركزه الإقليمي بمدينة الخارجة، والذي تم تدشينه خلال الاحتفالية وسط حضور أثري وعلمي وإعلامي، واستضاف المركز الإقليمي الجديد أمسية فلكية مساء أمس تضمنت تدريب جمهور الحضور على رصد السماء باستخدام التليسكوبات الفلكية التي وفرها للمناسبة.

ويلفت المعهد إلى أنه من بين المهام التي يتبناها خلال الاحتفالات بظاهرة تعامد الشمس على المعابد المصرية المختلفة نشر الوعي العلمي الصحيح بين أطياف المجتمع المصري، وأيضا «التعريف بإنجازات المصريين القدماء وإظهار قدراتهم الفلكية والهندسية، وتغيير مفهوم الجمهور العام من مجرد المشاهدة إلى الفهم العلمي للظاهرة وحساب أوقاتها بالبرامج الفلكية ورصدها بالأجهزة الفلكية الحديثة وإجراء محاكاة لها باستخدام الوسائل التعليمية».

وقال الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية لـ«الشرق الأوسط» إن «القدماء المصريين برعوا في كافة أنواع العلوم، ومنها العلوم الفلكية، ولم يكتف المصري القديم برؤية الشمس والكواكب وغيرها، بل قام بحساب شروقها وغروبها وعرف مداراتها ووضع التقاويم اعتمادا عليها، كما قاموا بتقسيم اليوم إلى أجزاء (ساعات) واستخدموا أشكالا مختلفة من الأدوات الفلكية مثل المزولة الشمسية والساعة المائية وقاموا بتقسيم السنة إلى فصول».
ويعد معبد هيبس بمدينة الخارجة في محافظة الوادي الجديد من أقدم المعابد المصرية، وكلمة «هيبس» هي الاسم القديم لمدينة الخارجة، والاسم اليوناني للكلمة المصرية القديمة «هبت» وتعني المحراث، وظل المعبد مغلقا لسنوات إلى أن أعيد افتتاحه في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2015 عقب عمليات ترميم بلغت تكلفتها 71 مليونا و650 ألف جنيه (الدولار يعادل 19.21 جنيه مصري).

ومن أشهر المعابد المصرية التي تلقى احتفالات تعامد عليها وإقبالا كبيرا خلال رصده، معبد رمسيس الثاني بمدينة أبو سمبل (جنوب مصر) حيث تم بناؤه لتدخله أشعة الشمس من خلال ممر محسوب طوله واتجاهه وارتفاع مدخله بدقة متناهية لتدخله الشمس مرتين في العام يومي 21 فبراير (شباط) و21 أكتوبر، قبل أن يتأخر موعد التعامد ليوم واحد بعد نقل المعبد من مكانه بالتعاون مع منظمة اليونيسكو عام 1968 لتدخل الشمس إلى قدس الأقداس بالمعبد يومي 22 فبراير و22 أكتوبر من كل عام.
وأشار القاضي إلى أن «الحسابات الفلكية لتعامد الشمس على بعض المعابد ظلت سرا علميا مبهما لسنوات طويلة، لكن الآن تمكنا من معرفة تفاصيلها العلمية، وأصبح بإمكاننا أن نشيد أي مبنى ونضبط الحسابات لتتعامد عليه الشمس في أي توقيت نحدده».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مصر تتابع التحقيقات في مقتل أحد مواطنيها بإيطاليا

مقر وزارة الخارجية المصرية في العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة (الخارجية المصرية)
مقر وزارة الخارجية المصرية في العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة (الخارجية المصرية)
TT

مصر تتابع التحقيقات في مقتل أحد مواطنيها بإيطاليا

مقر وزارة الخارجية المصرية في العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة (الخارجية المصرية)
مقر وزارة الخارجية المصرية في العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة (الخارجية المصرية)

تتابع مصر التحقيقات التي تجريها السلطات الإيطالية في ميلانو حول ملابسات واقعة مقتل شاب مصري (19 عاماً). ووفق إفادة لوزارة الخارجية والهجرة المصرية، الجمعة، وجه وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي القنصلية المصرية في ميلانو بمتابعة إجراءات وسير التحقيقات مع السلطات الإيطالية، والوقوف على تقرير جهات الاختصاص لمعرفة ملابسات واقعة الوفاة، فور الانتهاء من التحقيقات.

وبحسب صحيفة «كوري ديلا سيرا» الإيطالية، فإن الحادث وقع بمنطقة «كورفيتو»، والشاب المصري سقط خلال وجوده على دراجة نارية «سكوتر» يقودها شاب تونسي، في أثناء محاولتهما الفرار من ملاحقة الشرطة «بسبب سير الشابين عكس الاتجاه بالطريق». وأوضحت الصحيفة أن المدعي العام فتح تحقيقاً في الحادث، بينما جرى توقيف الشاب التونسي قائد الدراجة النارية للتحقيق معه.

وتصدرت إيطاليا المرتبة الأولى من حيث استقبال المهاجرين المصريين في 2023 بحسب بيانات «الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء»، فيما تقدر أعداد الجالية المصرية في إيطاليا بأكثر من 650 ألف مصري، بوصفها أكبر جالية مصرية في أوروبا التي يوجد فيها 1.5 مليون مصري على الأقل، وفق تقديرات شبه رسمية.

وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي (الخارجية المصرية)

مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق للشؤون الأوروبية، السفير جمال بيومي، قال لـ«الشرق الأوسط» إن مثل هذه الحوادث يصاحبها تحرك عاجل من القنصلية المصرية لمتابعة سير التحقيقات ونتائجها. وأضاف أن التعامل في التحقيقات يجري وفق قوانين الدولة التي وقع فيها الحادث، ويكون هناك تواصل بين مسؤول القنصلية وعائلة الضحية باستمرار مع تمكينهم من الاطلاع على ما يسمح به من معلومات حول القضية، مشيراً إلى "ضرورة عدم استباق نتائج التحقيقات حول ملابسات الواقعة.

وبحسب وسائل إعلام إيطالية فإن والد الشاب المصري يقيم في إيطاليا منذ 11 عاماً، ويتعاون مع السلطات الإيطالية في التحقيقات، وسبق أن طالب بـ«الكشف عن ملابسات وفاة نجله بناء على التحقيقات التي تجرى مع الشاب التونسي الموقوف، وأحد قوات الشرطة».

وتداول مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، مقاطع فيديو، قالوا: «إنها لأعمال شغب في ميلانو ضد الشرطة على خلفية مقتل الشاب المصري»، فيما نفى والد الشاب المصري «علاقة الأسرة بهذه الأعمال»، وفق تقارير إعلامية.

مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق قال: «إن مثل هذه الحوادث لا تؤثر عادة على العلاقات الدبلوماسية، خصوصاً حال التأكد من عدم وجود تعمد في الواقعة»، لافتاً إلى أنه حال «ارتكاب الضحية خطأ»، فإن القنصلية المصرية «لا يمكنها سوى محاولة العمل على إنهاء الإجراءات بأسرع وقت».