المقاومة تسيطر على مواقع في عدن والضالع.. والميليشيات الحوثية تصعد هجومها للضغط على مفاوضات جنيف

المسلحون الحوثيون يقصفون الأحياء السكنية بالكاتيوشا وقذائف الهاون

المقاومة تسيطر على مواقع في عدن والضالع.. والميليشيات الحوثية تصعد هجومها للضغط على مفاوضات جنيف
TT

المقاومة تسيطر على مواقع في عدن والضالع.. والميليشيات الحوثية تصعد هجومها للضغط على مفاوضات جنيف

المقاومة تسيطر على مواقع في عدن والضالع.. والميليشيات الحوثية تصعد هجومها للضغط على مفاوضات جنيف

شنت الميليشيات الحوثية المسنودة بقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، خلال اليومين الماضيين، هجمات كثيفة، صنفت بالأعنف، وذلك في محاولة منها التقدم والاستحواذ على المزيد من الأراضي، وفي جبهات عدة لا تقتصر فقط على جبهات محافظات جنوبية مثل عدن والضالع وأبين، بل وشملت هذه الهجمات محافظات شمالية وصفها المتابعون السياسيون بأنها تندرج ضمن محاولات الميليشيات الحوثية وقوات صالح لإحراز مكاسب عسكرية تقوي من رصيد موفدها في مفاوضاتها السياسية والدبلوماسية الحالية في العاصمة السويسرية جنيف.
ولم تفلح الهجمات العنيفة في تحقيق نتيجة عسكرية في عدن والضالع وأبين، بقدر ما خسرت فيه الميليشيات وقوات الرئيس المخلوع مواقع كانت تسيطر عليها، وتسببها في مقتل وجرح المئات من أنصارها وأتباعها، علاوة على عشرات القتلى والجرحى بين السكان المدنيين الذين طالهم القصف العشوائي العبثي.
وقتل شخصان وأصيب ثمانية آخرون بجراح إثر قصف قوات موالية للحوثيين وصالح لإحياء سكنية بالشيخ عثمان والمنصورة يوم أمس (الثلاثاء)، وقال مصدر طبي في عدن لـ«الشرق الأوسط»، إن قتلى وجرحى سقطوا أيضا في حي عبد القوي جنوب مدينة الشيخ عثمان جرا سقوط قذيفة كاتيوشا، بينما كانوا أمام متجر صغير كان في الحي السكني. وأضاف المصدر أنه قبل حوادث اليومين المنصرمين كان يوم السبت قد سجلت فيه حالات مماثلة، إذ استقبلت المستشفيات ١١ قتيلا و٧٤ جريحا. وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود في محافظة عدن باستقبالها لـ٢٥٠٠ إصابة خلال المدة الماضية، ومعظمها ناتجة عن المواجهات المسلحة، وأشارت إلى أن ١٨٠٠ حالة إصابة واصلة إليها من عدن. وأفاد سكان المدينة لـ«الشرق الأوسط» بأن عشرات القذائف كانت قد سقطت على أحياء سكنية في مدينتي الشيخ عثمان والمنصورة بعدن مساء أول من أمس (الاثنين).
وكانت الميليشيات المدعمة بقوات موالية للرئيس المخلوع قد قصفت عشوائيا صباح أمس (الثلاثاء) أحياء في مدينة المنصورة وسط عدن، وقال شهود عيان في منطقة حاشد غرب المنصورة، إن هذه القذائف سقطت على أحياء متفرقة من المدينة، محدثة الهلع والخوف بين السكان في هذه الأحياء المكتظة بكثافة سكانية غير مسبوقة نتيجة لحالة النزوح إليها من المدن الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية وقوات صالح.
وفي غضون ذلك، كانت ميليشيات الحوثي وقوات صالح قد قصفت ﺃﺣﻴاء ﺳﻜﻨﻴﺔ، في البساتين والمدينة التقنية وطريق عدن أبين، بقذائف مدفعية الهاون والتي أوقعت عشرات القتلى والجرحى في هذه الأمكنة، من بينهم خمسة ركاب حافلة والذين لقوا حتفهم في طريق عدن أبين شرق عدن. وقال علي الأحمدي الناطق باسم قيادة مجلس المقاومة بعدن لـ«الشرق الأوسط»، إن أول من أمس (الاثنين) شهد تقدما ونصرا في جبهة جعولة شمال مدينة دار سعد، إذ تقدم شباب المقاومة، وسيطروا على خمسة مواقع كانت تحت سيطرة الميليشيات وقوات صالح، وخلال هذه المعركة قتل ثلاثة من أتباع الحوثي وصالح.
وأضاف الأحمدي أن معركة في مزرعة سيلان ظهر أول من أمس والتي قتل فيها أكثر من ثلاثين من الحوثيين وجنود المخلوع، كذلك في بئر أحمد حين تمكن شباب المقاومة من طرد الميليشيات وقوات صالح من المزارع شمال مدينة الشعب مساء ذات اليوم وبدعم طيران التحالف الذي كانت غاراته قد ضربت أهدافها بدقة عالية محدثة فيها خسائر كبيرة. وأشار المتحدث باسم المقاومة إلى أن ضربات الطيران قد أغارت على عدة مواضع توجد بها الميليشيات الحوثية وقوات صالح، إذ تم ضرب دبابة في بير فضل، سبق أن استهدفت شباب المقاومة في بير فضل، ومعها شاص محمل مدفع بي عشرة، إلى جانب استهداف عربة كاتيوشا في بير أحمد في مزرعة فتحي.
وفي جبهة جعولة، شمال دار سعد، ضرب الطيران تسعة مبانٍ متفرقة في مزارع جعولة توجد فيها تجمعات وأسلحة، علاوة لاستهداف الطيران لمبنى يوجد به قناصة في حي النصر في مدينة خور مكسر.
وفي محافظة أبين شرق عدن احتدمت المعارك العنيفة يوم أول من أمس بين المقاومة الجنوبية وقوات موالية للحوثيين وصالح بجبهة عكد. وقال مصدر في مجلس المقاومة بالمنطقة الوسطى لـ«الشرق الأوسط»، إن اللواء العسكري الذي تم تشكيله باشر أولى عملياته العسكرية بقيادة العميد الحمزة الجعدني.
وأفاد شهود عيان بفرار عشرات الجنود والميليشيات الموالية لصالح والحوثي والذين شوهدوا وهم يفرون ناحية مدينة البيضاء عاصمة محافظة البيضاء. إلى ذلك، كان طيران التحالف قد ضرب معسكر 115 في زنجبار وتمكن من تدمير 3 أنفاق يوجد فيها عدد كبير من أفراد الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع.
وفي محافظة الضالع شمال عدن كانت جبهة سناح شمال مدينة الضالع قد شهدت مواجهات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة خلال الأيام الفارطة، وقال مصدر في المقاومة لـ«الشرق الأوسط» إن مدفعية المقاومة الجنوبية قصفت آخر معاقل الميليشيات الحوثية وجيش المخلوع، في الشريط الحدودي السابق، وتحديدا في معسكر القوات الخاصة (الأمن المركزي سابقا). وأضاف المصدر أن هذه المواجهات العنيفة بين رجال المقاومة الجنوبية والميليشيات في منطقه لكمة صلاح ما زالت مستمرة، ولفت إلى أن معركة مساء أول من أمس قتل فيها أحد أبطال المقاومة اسمه مثنى صالح من أبناء مديرية الأزارق، فضلا عن جرح ثلاثة آخرين.
وكانت تعزيزات قد وصلت إلى منطقة المخاشبة شرق الحازة غرب سناح، وهذه القوة عبارة دبابتين وخمسة عشر طقما، وقال مصدر في جبهة سناح لـ«الشرق الأوسط» إن المقاومة الجنوبية تمكنت أول من أمس من السيطرة على حصن ريشان الواقع شرق قعطبة، وإن معسكر الأمن المركزي بات في مرمى نيران المقاومة، وأشار إلى هروب لجماعات من الميليشيات الحوثية وأتباع صالح من مواقعهم باتجاه مدينة قعطبة.
وقصفت قوات التحالف، أمس، عددا كبيرا من مواقع الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في عدد من المحافظات اليمنية. وقالت مصادر محلية وشهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن القصف استهدف مواقع في صنعاء وشبوة والجوف ومأرب، إضافة إلى تعز ومواقع متعددة في محافظتي صعدة وحجة، حيث تنتشر هناك على طول الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية الجماعات المسلحة الموالية للحوثيين.



منصة يمنية تحذر من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي

للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
TT

منصة يمنية تحذر من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي

للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)

حذّرت منصّة يمنية متخصصة في تعقّب الجريمة المنظّمة وغسل الأموال (P.T.O.C) من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي، وكشفت عن بيانات تنشر لأوّل مرة عن مشروع توسع الجماعة، الذي يديره بشكل مباشر «الحرس الثوري» الإيراني، بتنسيق مع ميليشيا «حزب الله» اللبناني.

وتضمن تقرير المنصة، الذي اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، معلومات عن خريطة التوسّع الخارجي للجماعة الحوثية بتكليف من إيران، وخريطة تهريب وتسليح الجماعة، ومفاتيح مشروع التوسّع الحوثي في القرن الأفريقي والمشرفين عليه والمنفّذين.

ابن عم زعيم الجماعة الحوثية خلال تجمع في صنعاء (أ.ف.ب)

ويتناول التقرير نشاط جماعة الحوثيين خارجياً في القرن الأفريقي، ابتداءً من تهريب الأسلحة وتجنيد الأفارقة ومعسكرات تدريبهم، واستخدامهم في الأنشطة الاستخبارية والإرهابية التوسّعية.

ووفق التقرير، أكدت محاضر سرية لاجتماعات ما يسمى «جهاز الأمن والمخابرات» التابع للحوثيين أنه جرى إسناد مسؤولية مشروع التوسّع الخارجي في القرن الأفريقي إلى القيادي عبد الواحد أبو راس، ورئيس الجهاز عبد الحكيم الخيواني، ووكيل الجهاز لقطاع العمليات الخارجية حسن الكحلاني (أبو شهيد)، والقيادي الحسن المرّاني، والقيادي أبو حيدر القحوم، بهدف تحقيق مساعي إيران في التوسّع في القارة الأفريقية والسيطرة على ممرّات الملاحة الدولية.

وأشار التقرير إلى الدور الذي يلعبه نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين الانقلابية، حسين العزّي، من خلال المصادر الدبلوماسية والشخصيات التي تعمل معه في كل من إثيوبيا، وإريتريا، وجيبوتي، والسودان، وكينيا، إذ تُجرى إقامة علاقات استخباراتية وأمنية وسياسية ولوجستية مع الشخصيات والعناصر الموجودة والمقرّبة من جماعة الحوثيين في تلك الدول، والعمل على استقطاب أكبر قدر ممكن من الدبلوماسيين في السفارات اليمنية في تلك الدول.

تجهيز وتدريب

وكشفت المنصة اليمنية في تقريرها عن سعي الحوثيين لإنشاء محطات استخباراتية حسّاسة ودقيقة في كل دول القرن الأفريقي والدول المحيطة باليمن، والعمل على تجهيز وتدريب وتأهيل كوادرها في أسرع وقت ممكن؛ بهدف تفعيلها بشكل مناسب، وفي وقت مناسب، لما يحقّق أهداف ما تُسمّى «المسيرة القرآنية والمصالح المشتركة مع دول المقاومة، خصوصاً إيران، وغزة، ولبنان».

عشرات الآلاف من الأفارقة المهاجرين يصلون سنوياً إلى اليمن (الأمم المتحدة)

وأظهرت الوثائق التي أشار إليها التقرير إلى هدف الحوثيين المتمثّل في التحضير والتجهيز مع العناصر والشخصيات التي جرى إنشاء علاقة معها في أفريقيا لـ«إنجاز أعمال وتحرّكات ونشاط في البحر الأحمر ودول القرن الأفريقي لمساندة الحوثيين في حال ما تعرّضوا لأي ضغوط سياسية أو دبلوماسية دولية خارجية».

واحتوى التقرير على أسماء القيادات المسؤولة عن هذا الملف، ابتداءً من المشرف في «الحرس الثوري» الإيراني المدعو أبو مهدي، وانتهاءً بمالك أصغر قارب تهريب للأسلحة في البحر الأحمر، إضافة إلى علاقة تنظيم «الشباب المجاهدين» الصومالي بجماعة الحوثيين والأفارقة ومافيا تجنيد الأفارقة وتهريبهم من وإلى اليمن، في واحدة من أخطر جرائم الاتجار بالبشر والجريمة المنظّمة.

ويؤكد تقرير منصّة تعقّب الجريمة المنظّمة وغسل الأموال (P.T.O.C) أن جماعة الحوثيين قامت باستقطاب وتجنيد كثير من العناصر الأفريقية من جنسيات مختلفة، خصوصاً عقب اجتياح صنعاء ومحافظات عدّة في سبتمبر (أيلول) 2014، إذ جرى إخضاعهم لدورات ثقافية وعسكرية، وتوزيعهم على جبهات القتال (تعز - الساحل الغربي - مأرب - الحدود)، وأرجع البعض إلى دولهم لغرض التوسّع في أفريقيا.

تعنت الحوثيين أدى إلى تعطيل مسار السلام في اليمن (أ.ب)

كما استقطبت الجماعة - وفق المنصة - كثيراً من الشخصيات والرموز الأفارقة المؤثّرين (قبيلة العفر - الأورومو - أوجادين) بين أوساط الجاليات الأفريقية في صنعاء (الصومالية - الإثيوبية - الإريترية) والاعتماد عليهم في الحشد والاستقطاب من اللاجئين الأفارقة الموجودين في صنعاء، وكذلك من يجري استقطابهم من مناطقهم بالقرن الأفريقي، والتنسيق لهم للوصول إلى صنعاء.

أبو راس والكحلاني

وذكرت المنصة اليمنية في تقريرها أن مسؤول ملف التوسّع الخارجي والقرن الأفريقي في الجماعة الحوثية هو عبد الواحد ناجي محمد أبو راس، واسمه الحركي «أبو حسين»، وهو من مواليد محافظة الجوف اليمنية، إذ تولّى هذا الملف بتوصية مباشرة من قبل قيادات إيرانية سياسية عليا وقيادات في «الحرس الثوري» الإيراني.

ومن أبرز الملفات التي يعمل عليها أبو راس، وفق التقرير، التنسيق مع عناصر «الحرس الثوري» الإيراني، وقيادة الحركة الحوثية للعمل الميداني، كما أنه المسؤول المباشر عن تأمين وإدخال وتهريب عناصر «الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله» من وإلى اليمن.

وتوارى أبو راس - وفق التقرير - عن الأنظار منذ عدة أعوام، ولكنه كان المكلّف السري بأخطر الملفات السياسية والاستخباراتية لدى جماعة الحوثي، إذ كُلّف بمهام وكيل الشؤون الخارجية في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، حتى تعيين المدعو حسن الكحلاني بالمنصب نفسه، وترقية أبو راس لتولي ملف التوسّع الخارجي والقرن الأفريقي، بتوصية واتفاق مباشر بين عبد الملك الحوثي وقيادة «الحرس الثوري» الإيراني.

الحوثيون يطمحون إلى التحول إلى لاعب دولي ضمن المحور الذي تقوده إيران في المنطقة (أ.ب)

وإلى جانب أبو راس يأتي القيادي حسن أحمد الكحلاني، المُعين في منصب وكيل قطاع العمليات الخارجية في جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين، والمعروف بكنيته «أبو شهيد»، وهو من مواليد 1984 في محافظة حجة، ويُعد من القيادات الحوثية الأمنية البارزة؛ إذ نشأ في بيئة حوثية بين صعدة وصنعاء، والتحق بالجماعة في سن مبكّرة.

ويشير التقرير إلى أن الكحلاني كان من خلية صنعاء الإرهابية التي نفّذت عدّة تفجيرات واغتيالات عقب مقتل مؤسّس الجماعة حسين الحوثي في 2004، كما كان من القيادات التي تولت دخول صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014، وتولّى قيادة المجموعة التي أصدرت توجيهاً بمنع طائرة أمريكية من الإقلاع من مطار صنعاء، بحجة تفتيشها قبل المغادرة. وعقب هذا الحادث، جرى اغتيال والده في أكتوبر (تشرين الأول) 2014 على أيدي مسلّحين مجهولين يستقلون دراجة نارية في صنعاء.

ويعمل حسن الكحلاني حالياً - وفق المنصة - تحت إشراف عبد الواحد أبو راس، ويعرف ارتباطه الوثيق بـ«الحرس الثوري» الإيراني، ويحاول عبر هذه العلاقة فرض نفسه باعتباره الرجل الأول في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، الأمر الذي يعكس حالة من الصراع بينه وبين عبد الحكيم الخيواني رئيس الجهاز.

قيادات في ملف التوسع

يشير تقرير المنصة اليمنية إلى القيادي الحوثي أدهم حميد عبد الله العفاري (أبو خليل) ويذكر أنه المختص في ملف الجاليات الأفريقية الموجودة في اليمن، خصوصاً في صنعاء، إذ كُلّف بمهام التواصل المستمر والتنسيق برؤساء الجاليات (إثيوبية- صومالية - إريترية - سودانية - جيبوتية).

عناصر حوثيون في صنعاء خلال تجمع حاشد دعا له زعيمهم (أ.ف.ب)

كما يعمل العفاري على حشد العناصر الأفريقية وإلحاقهم بالدورات العسكرية والثقافية، وبعدها يجري توزيعهم على جبهات (الساحل الغربي - مأرب - الحدود - تعز)، وفي مهام استخباراتية داخل بلدانهم.

وإلى ذلك يعد العفاري، المسؤول عن التنسيق مع النقاط الأمنية التابعة للحوثيين لإدخال العناصر الأفريقية إلى مناطق الحوثيين، ويتولى أيضاً مهام أخرى، أبرزها صرف المخصّصات المالية للعناصر الأفريقية.

أما الشخص الرابع المسؤول عن ملف التوسّع الخارجي الحوثي إلى القرن الأفريقي فهو أسامة حسن أحمد المأخذي، واسمه الحركي (أبو شهيد)، وهو - وفق التقرير - أحد العناصر الحوثية العاملة في جهاز الأمن والمخابرات، وملف المسار الأفريقي، وتتلخّص مهمته في التنسيق مع الشخصيات الأفريقية المؤثّرة في كل من (الصومال - إثيوبيا - إريتريا - جيبوتي - السودان) من أجل حشدهم لتدريبهم وتأهيلهم، وإلحاقهم بصفوف ميليشيا الحوثي، بصفتهم مقاتلين وعاملين في الدول القادمين منها، وبصفتهم عناصر استخباراتية، تقوم بمهام مختلفة، منها نشر الفكر الحوثي، والقيام بالعمليات الاستخباراتية، وتهريب الأسلحة، والاتجار بالبشر، ونقل المخدرات عبر البحر من وإلى القرن الأفريقي واليمن.

الجماعة الحوثية متهمة بتجنيد اللاجئين الأفارقة بالترغيب والترهيب (الأمم المتحدة)

إلى ذلك أورد التقرير أسماء 16 شخصية أفريقية، هم أبرز المتعاونين مع الجماعة الحوثية للتوسع في القرن الأفريقي، يتصدرهم، تاجو شريف، وهو مسؤول عن الجالية الإثيوبية في صنعاء، والتحق بدورات ثقافية حوثية، ويعمل على استقطاب وتجنيد عناصر أفريقية لصالح العمل العسكري والاستخباراتي الحوثي.

ويرى التقرير في توصياته أن التوسع الحوثي في القرن الأفريقي يمثل تهديداً كبيراً يستدعي تحركاً دولياً وإقليمياً عاجلاً، من خلال خطة رادعة متكاملة توقف التوسع والنشاط الخارجي بشكل كامل، وبما يعزز الاستقرار والأمن في المنطقة.