السنغالي باتيلي أمام «مهمة صعبة» في ليبيا تبدأ بـ«توحيد الخصوم»

غويتريش عيّنه مبعوثاً خاصاً له إلى البلاد وسط ترحيب محلي ودولي

عبد الله باتيلي المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا (البعثة الأممية لدى البلاد)
عبد الله باتيلي المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا (البعثة الأممية لدى البلاد)
TT

السنغالي باتيلي أمام «مهمة صعبة» في ليبيا تبدأ بـ«توحيد الخصوم»

عبد الله باتيلي المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا (البعثة الأممية لدى البلاد)
عبد الله باتيلي المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا (البعثة الأممية لدى البلاد)

عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، رسمياً، السياسي والدبلوماسي السنغالي عبد الله باتيلي، ممثلاً خاصاً له إلى ليبيا ورئيساً لبعثة الأمم المتحدة للدعم في البلاد، وسط تعويل كبير على الدور المرتقب الذي سيلعبه.
وعقب الإعلان عن قرار تعيين باتيلي، اليوم (السبت)، تسابقت الأطراف المحلية والدولية للتأكيد على دعمها الكامل له، «بما يضمن العمل على حل الأزمة السياسية في ليبيا».
وتنتظر باتيلي، الذي قالت عنه البعثة الأممية لدى ليبيا إنه يمتلك خبرة 40 عاماً في العملين السياسي والدبلوماسي، مهمة توصف بـ«الصعبة»، إذ يستوجب عليه العمل على «توحيد الخصوم» في البلاد، بما يضمن العودة بهم سريعاً إلى طاولة التفاوض السياسي.
وتعاني ليبيا من الصراع الدامي على السلطة، بداية من مطلع مارس (آذار) الماضي بين عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية»، وفتحي باشاغا، المكلف برئاسة حكومة جديدة من قبل مجلس النواب.
ويرفض الدبيبة، تسليم السلطة إلا لجهة منتخبة، فيما يصر باشاغا على تسلم مهامه، معتبراً حكومة الدبيبة «منتهية الولاية»، مما تسبب في تعطيل المفاوضات السياسية والعودة للاحتكام إلى السلاح.
وباتيلي، المولد عام 1947، حاز درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة برمنغهام بالمملكة المتحدة، وكذلك الدكتوراه من جامعة «الشيخ أنتا ديوب» التي درس فيها التاريخ لفترة طويلة.
وقالت البعثة الأممية لدى ليبيا، في بيان اليوم، إن المبعوث الجديد، الذي يجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية، بجانب لغات محلية، يمتلك خبرة تزيد عن 40 عاماً في العمل مع حكومته الوطنية، والمؤسسات الأكاديمية والمنظمات الإقليمية ومنظومة الأمم المتحدة، وفي أحدث مهامه مع الأمم المتحدة، عمل خبيراً مستقلاً للمراجعة الاستراتيجية لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عام 2021.
وشغل باتيلي، في السابق، منصب نائب الممثل الخاص للأمين العام لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي بين عامي 2013 - 2014، وممثلاً خاصاً لوسط أفريقيا، كما ترأس مكتب الأمم المتحدة الإقليمي لوسط أفريقيا في الغابون في الفترة من عام 2014 إلى 2016.
ولفت البعثة الأممية إلى أنه في عام 2018، تم تعيين باتيلي مستشاراً خاصاً للأمين العام بشأن مدغشقر، وفي عام 2019 عمل خبيراً مستقلاً للمراجعة الاستراتيجية لمكتب الأمم المتحدة لغرب أفريقيا.
وكان المبعوث الأممي الجديد شغل مناصب وزارية مختلفة في حكومة بلاده، منها منصب الوزير الأول في مكتب الرئيس المسؤول عن الشؤون الأفريقية (2012 - 2013)، من قبل ذلك تولى منصب وزير الطاقة والموارد المائية (2000 - 2001) ووزير البيئة وحماية الطبيعة (1993 - 1998).
وبعد انتخابه لعضوية الجمعية الوطنية السنغالية في عام 1998، شغل باتيلي، منصب نائب رئيس الجمعية من عام 2001 إلى عام 2006، كما انتخب عضواً في المجموعة الاقتصادية لبرلمان غرب أفريقيا (2002 - 2006).
ويعد باتيلي ثامن مبعوث أممي منذ بداية الأزمة السياسية في ليبيا عقب سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، عام 2011، وآخر هؤلاء الدبلوماسي السلوفاكي كوبيش، الذي عُين في يناير (كانون الثاني) 2021، وكان يمارس مهامه من جنيف، لكن تقدم باستقالته بعد 11 شهراً.
وفيما قال ريتشار نورلاند، مبعوث الولايات المتحدة وسفيرها لدى ليبيا، اليوم، إنه ناقش هاتفياً مع رئيس حكومة «الاستقرار» عقب اجتماعاته المهمة في تركيا، «أهمية وقف تصعيد المواجهة العسكرية في طرابلس وما حولها»، شدد على «الحاجة الملحة لجميع الأطراف للعمل مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الجديد لوضع خريطة طريق واضحة المعالم لإجراء انتخابات مبكرة باعتبارها الحل الوحيد لدعم الاستقرار في ليبيا».
ورحب المجلس الرئاسي الليبية بتعيين باتيلي، مبعوثاً أممياً إلى البلاد، مشيداً «بخبرته واطلاعه على الملف الليبي، وبجهوده المبذولة أثناء قيامه بتقييم ودراسة هيكلة بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا».
وأكد المجلس على دور الأمين العام للأمم المتحدة في «دعم مساعي الليبيين للوصول إلى حلول سلمية، من خلال بعثتها في ليبيا، للذهاب إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية في أقرب الآجال»، آملاً أن يسهم باتيلي «بخبرته الواسعة في مساعدة الليبيين للانتقال إلى الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة التي يتطلع إليها الشعب الليبي».
كما رحب الدبيبة، بتعيين باتيلي، وقال: «نؤكد من جانبنا دعمنا الكامل لعمله وسندفع باتجاه الحل السياسي الشامل الذي يعجل بإصدار قاعدة دستورية توافقية، لإجراء الانتخابات».
ووجه باشاغا، حكومته، بالتواصل مع المبعوث الجديد، بقصد «استكمال تمكين حكومته من مباشرة مهامها لتهيئة الأوضاع الملائمة للوصول بليبيا إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب الآجال».
دولياً، باركت وزارة الخارجية الألمانية، تعيين باتيلي، كما عبر السفير الألماني لدى ليبيا، ميخائيل أونماخت، عن تطلعه للعمل مع المبعوث الأممي. وقال أونماخت، في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» اليوم، «هناك الكثير مما يجب عمله من أجل ليبيا والليبيين؛ وألمانيا على استعداد لدعم جهودكم».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.