بيانات الوظائف الأميركية تدعم الأسواق

ترحيب بالأرقام رغم ارتفاع البطالة وتباطؤ الأجور

صعدت وول ستريت بعد بيانات أظهرت ارتفاعاً أقوى من المتوقع للوظائف في أغسطس (رويترز)
صعدت وول ستريت بعد بيانات أظهرت ارتفاعاً أقوى من المتوقع للوظائف في أغسطس (رويترز)
TT

بيانات الوظائف الأميركية تدعم الأسواق

صعدت وول ستريت بعد بيانات أظهرت ارتفاعاً أقوى من المتوقع للوظائف في أغسطس (رويترز)
صعدت وول ستريت بعد بيانات أظهرت ارتفاعاً أقوى من المتوقع للوظائف في أغسطس (رويترز)

صعدت مؤشرات أسواق الأسهم الأميركية عند الفتح يوم الجمعة، بعد بيانات أظهرت ارتفاعاً أقوى من المتوقع للوظائف في أغسطس (آب) الماضي، لكن تباطؤ زيادة الأجور وزيادة البطالة خففا بعض المخاوف بشأن التضخم.
وارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 192.08 نقطة، أو 0.61 في المائة، إلى 31848.50 نقطة. وزاد المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 27.81 نقطة، أو 0.70 في المائة، إلى 3994.66 نقطة. واستهل المؤشر ناسداك المجمع التداولات على ارتفاع 114.01 نقطة، أي 0.97 في المائة، إلى 11899.14. وأظهرت بيانات وزارة العمل الأميركية، أن أرباب الأعمال وظفوا عدداً أكبر بقليل مما كان متوقعاً خلال شهر أغسطس، رغم ارتفاع معدل البطالة إلى 3.7 في المائة. وأوضح التقرير، الذي يحظى بمراقبة لصيقة، أن عدد الوظائف غير الزراعية زاد بمقدار 315 ألف وظيفة الشهر الماضي. وجرى تعديل بيانات يوليو (تموز) بشكل طفيف لتُظهر ارتفاع الوظائف 526 ألفاً وليس 528 ألفاً كما كان في البيانات السابقة.
ومثّل هذا نمواً في الوظائف للشهر العشرين على التوالي. وكان خبراء استطلعت «رويترز» آراءهم توقعوا ارتفاع الوظائف بمقدار 300 ألف. وتراوحت التقديرات بين 75 ألفاً و450 ألفاً. وفي الوقت نفسه، ارتفع معدل البطالة إلى 3.7 في المائة، مقابل 3.5 في المائة في يوليو، وهي نسبة لم يكن قد جرى تسجيلها منذ الجائحة.
ويأتي تقرير الوظائف بعد أسبوع من تحذير رئيس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم بأول، الأميركيين من فترة مؤلمة قادمة من تباطؤ النمو الاقتصادي واحتمال ارتفاع البطالة، بينما يقوم «المركزي الأميركي» بتشديد حاد للسياسة النقدية لكبح جماح التضخم. ومثّل النمو القوي للوظائف الشهر الماضي دليلاً إضافياً على أن الاقتصاد يواصل النمو حتى مع انكماش الناتج المحلي الإجمالي في النصف الأول من العام، كما شكّل مؤشراً آخر على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يزال في حاجة إلى إنعاش سوق العمل. وسبق أن رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مرتين بمقدار 75 نقطة أساس في يونيو (حزيران) ويوليو. وقام البنك منذ مارس (آذار) برفع معدل الفائدة من قرابة الصفر للنطاق الحالي بين 2.25 إلى 2.50 في المائة... وستكون بيانات أسعار المستهلكين لشهر أغسطس، والمتوقع نشرها منتصف الشهر، عاملاً رئيسياً في تحديد المعدل الجديد للفائدة.
وصعد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات أخرى، إلى ذروة جديدة لم يبلغها منذ عقدين عند 109.99، مدفوعاً ببيانات اقتصادية أميركية قوية تظهر انخفاضاً في طلبات إعانات البطالة.
وتراجعت قوة المؤشر في التعاملات الصباحية في البورصات الأوروبية الجمعة، مع هبوطه بنسبة 0.2 في المائة إلى 109.43. ومع ذلك، لا يزال المؤشر في سبيله للارتفاع 0.5 في المائة تقريبا هذا الأسبوع.
وفي أوروبا عوضت الأسهم قدراً من خسائر تكبدتها خلال أسبوع مضطرب تزايدت فيه المخاوف حيال أزمة الطاقة وبيانات التضخم القوي وتوقعات رفع البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الأسبوع المقبل.
وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.7 في المائة منهياً سلسلة خسائر استمرت خمس جلسات، لكنه يتجه لتسجيل خسارة أسبوعية بنحو أربعة في المائة، في ثالث انخفاض أسبوعي على التوالي.
آسيوياً، سجل المؤشر نيكي الياباني أسوأ أسبوع له منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر يوم الجمعة، في حين أنهى اليوم مستقراً، وكان تحت ضغط من مخاوف الرفع الشديد لأسعار الفائدة على مستوى العالم، بينما قدم ضعف الين قدراً ضئيلاً من الدعم. وأغلق نيكي متراجعاً 0.04 في المائة إلى 27650.84 نقطة وسجل انخفاضاً أسبوعياً 3.4 في المائة، في أسوأ خسارة يتكبدها منذ منتصف يونيو. ونزل المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.27 في المائة إلى 1930.17 بعدما لامس أدنى مستوى في ستة أسابيع عند 1.926.05 في وقت سابق من الجلسة، وخسر المؤشر 2.5 في المائة هذا الأسبوع. وقال ماسايوكي كيتشيكاوا، كبير الخبراء الاستراتيجيين في الاقتصاد الكلي في «سوميتومو ميتسوي» لإدارة الأصول «يعتقد الكثيرون في أسواق الأسهم، بما في ذلك اليابان، أن الاتجاه الصعودي محدود جداً، بسبب هذا الموقف المتشدد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي».


مقالات ذات صلة

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

الاقتصاد يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

تواصل الأسهم الأميركية تعزيز تفوقها على منافسيها العالميين، ويعتقد العديد من المستثمرين أن هذه الهيمنة قد تزداد إذا تمكن دونالد ترمب من تنفيذ برنامجه.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت يتحدث خلال فعالية (رويترز-أرشيفية)

حاكم تكساس الأميركية يأمر أجهزة الولاية بوقف الاستثمار في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري غريغ أبوت، الأجهزة المعنية بوقف استثمار أموال الولاية في الصين، وبيع هذه الاستثمارات في أقرب فرصة.

«الشرق الأوسط» (أوستن (تكساس))
الاقتصاد إعلان توظيف على نافذة مطعم «شيبوتل» في نيويورك (رويترز)

الطلبات الأسبوعية لإعانات البطالة الأميركية تنخفض على غير المتوقع

انخفض، الأسبوع الماضي، على غير المتوقع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات بطالة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

مقترحات ترمب الاقتصادية تعيد تشكيل سياسة «الفيدرالي» بشأن الفائدة

قبل بضعة أسابيع، كان المسار المتوقع لبنك الاحتياطي الفيدرالي واضحاً. فمع تباطؤ التضخم وإضعاف سوق العمل، بدا أن البنك المركزي على المسار الصحيح لخفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.