الأسد منع إيران من الرد على الهجمات الإسرائيلية «منذ 3 سنوات»

الرئيس السوري أبلغ قراره لقاسم سليماني وخليفته قاآني

صورة بالأقمار الصناعية لشركة «بلانيت لابس بي بي سي» تُظهر الأضرار في مطار حلب الدولي بعد القصف الإسرائيلي مساء الأربعاء (بلانيت لابس / أ.ب)
صورة بالأقمار الصناعية لشركة «بلانيت لابس بي بي سي» تُظهر الأضرار في مطار حلب الدولي بعد القصف الإسرائيلي مساء الأربعاء (بلانيت لابس / أ.ب)
TT

الأسد منع إيران من الرد على الهجمات الإسرائيلية «منذ 3 سنوات»

صورة بالأقمار الصناعية لشركة «بلانيت لابس بي بي سي» تُظهر الأضرار في مطار حلب الدولي بعد القصف الإسرائيلي مساء الأربعاء (بلانيت لابس / أ.ب)
صورة بالأقمار الصناعية لشركة «بلانيت لابس بي بي سي» تُظهر الأضرار في مطار حلب الدولي بعد القصف الإسرائيلي مساء الأربعاء (بلانيت لابس / أ.ب)

ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، الجمعة، أن الرئيس السوري بشار الأسد، منع الإيرانيين قبل 3 سنوات من شن أي هجمات ضد إسرائيل عبر الأراضي السورية، بغرض تخفيف الاحتكاك، وهو أمر أصدره مباشرة لقائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري قاسم سليماني، قبل اغتياله، ولا يزال ساري المفعول.
وشنت إسرائيل مئات الغارات ضد التموضع الإيراني في سوريا خلال هذه السنوات، من دون رد إيراني مباشر، أو حتى عبر مجموعات مسلحة شكلتها طهران في الجزء غير المحتل من هضبة الجولان للعمل ضد إسرائيل.
كانت صحيفة «نيويورك تايمز» أكدت الأسبوع الماضي أن الأسد منع الإيرانيين منذ حوالي عام من الرد على إسرائيل، لكن «هآرتس» قالت إن ذلك معمول به منذ 3 سنوات. وحسب الصحيفة الأميركية، فإن السوريين لا يريدون شن هجوم ضد إسرائيل من أراضيهم، لأن ذلك يهدد باندلاع حرب شاملة ستساهم كثيراً في زعزعة الوضع في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من الضعف. وبسبب هذا الطلب، استهدفت الميليشيات المسلحة التي تتبع لإيران، القواعد الأميركية في سوريا، أملاً منها بأن يدفع ذلك الولايات المتحدة إلى الضغط على إسرائيل لوقف ضرباتها.
وقالت «هآرتس» إنه بعد اغتيال سليماني عام 2020 أعاد الأسد تعليماته لإسماعيل قآني، الذي خلفه. وتابعت الصحيفة أنه بدلاً من مثل هذه الهجمات، لجأت إيران بواسطة الميليشيات الموالية لها إلى الرد على الهجمات الإسرائيلية بإطلاق طائرات بدون طيار وقذائف صاروخية باتجاه قاعدة التنف الأميركية في جنوب سوريا.
وجاء التقرير بعد يومين من قصف نُسب لإسرائيل واستهدف مطار حلب الدولي في شمال سوريا، ونظام ملاحة يستخدمه مطار دمشق.
ووجه وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الخميس، تحذيراً قاسياً لإسرائيل بشأن الضربات الجوية. وقال إن إسرائيل «تلعب بالنار»، وتخاطر بنشوب صراع عسكري أوسع.
ولا يعلق الجيش الإسرائيلي عامة على ضربات محددة في سوريا، لكنه أقر بتنفيذ مئات الغارات ضد الجماعات المدعومة من إيران التي تحاول الحصول على موطئ قدم في البلاد. ويقول الجيش إنه يهاجم أيضاً شحنات أسلحة يعتقد أنها متجهة إلى تلك الجماعات، على رأسها «حزب الله» اللبناني.
وفي وقت سابق من هذا العام، تسببت الضربات الجوية المنسوبة إلى إسرائيل في إلحاق أضرار جسيمة بمطار دمشق الدولي، مما أدى إلى توقف الحركة الجوية بالكامل لمدة أسبوعين.
وتقول إسرائيل إن أسلحة كبيرة نسبياً يتم تهريبها عبر سوريا على خطوط شحن إيرانية، غالباً ما تهبط في مطار دمشق الدولي وقاعدة التياس (التيفور) بالقرب من مدينة تدمر في وسط سوريا، وتخزن بعدها في مستودعات في المنطقة قبل نقلها بالشاحنات إلى لبنان.
وفي دمشق، أعلنت وزارة النقل السورية أنها تواصل العمل لإعادة مطار حلب الدولي إلى الخدمة بعد القصف الصاروخي الإسرائيلي مساء الأربعاء. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن بيان للوزارة: «تتابع كوادرنا الفنية في المؤسسة العامة للطيران المدني بالتنسيق والتعاون مع شركاتنا الوطنية المختصة ترميم وإصلاح الأضرار الناجمة عن العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مطار حلب الدولي». وأشار البيان إلى أن الكوادر الفنية «تكثف كل جهودها لاستئناف تشغيل المطار ضمن إجراءات السلامة والأمان وتأمين هبوط وإقلاع الطائرات وتخديم المسافرين وعودته بشكلٍ كامل للخدمة». ويُفترض أن تكون هذه الجهود قد اكتملت بحلول ظهر الجمعة.
ولفت بيان وزارة النقل السورية إلى أنه «بالنسبة لمطار دمشق الدولي، فالتوقف لبعض التجهيزات التي تضررت جراء الاعتداء الإسرائيلي لا يؤثر على عمل المطار وهو مستمر بتقديم وتخديم حركة الملاحة الجوية بشكلٍ طبيعي».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

احتجز «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، ناقلة نقط في مضيق هرمز في ثاني حادث من نوعه في غضون أسبوع، في أحدث فصول التصعيد من عمليات الاحتجاز أو الهجمات على سفن تجارية في مياه الخليج، منذ عام 2019. وقال الأسطول الخامس الأميركي إنَّ زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» اقتادت ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما إلى ميناء بندر عباس بعد احتجازها، في مضيق هرمز فجر أمس، حين كانت متَّجهة من دبي إلى ميناء الفجيرة الإماراتي قبالة خليج عُمان. وفي أول رد فعل إيراني، قالت وكالة «ميزان» للأنباء التابعة للسلطة القضائية إنَّ المدعي العام في طهران أعلن أنَّ «احتجاز ناقلة النفط كان بأمر قضائي عقب شكوى من مدعٍ». وجاءت الو

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)

بوريل: لا عذر لإسرائيل لرفض اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

صورة تظهر الدمار في موقع غارة جوية إسرائيلية ليلية استهدفت مدينة النبطية في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
صورة تظهر الدمار في موقع غارة جوية إسرائيلية ليلية استهدفت مدينة النبطية في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

بوريل: لا عذر لإسرائيل لرفض اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

صورة تظهر الدمار في موقع غارة جوية إسرائيلية ليلية استهدفت مدينة النبطية في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
صورة تظهر الدمار في موقع غارة جوية إسرائيلية ليلية استهدفت مدينة النبطية في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

 

طالب جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء إسرائيل بالموافقة على اتفاق مقترح لوقف إطلاق النار في لبنان قال إنه يشتمل على كل الضمانات الأمنية اللازمة لإسرائيل.

وقال بوريل في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع إنه لا يوجد عذر يبرر عدم تنفيذ الاتفاق مع جماعة «حزب الله» المدعومة من إيران، مضيفاً أنه يتعين ممارسة ضغط على إسرائيل للموافقة عليه اليوم.

وذكر مسؤول إسرائيلي كبير أن إسرائيل تبدو مستعدة للموافقة على خطة أميركية لوقف إطلاق النار مع «حزب الله» اليوم الثلاثاء.

وأعلن في الولايات المتحدة وفرنسا أمس (الاثنين) أن المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح وأن الدولتين توشكان على إصدار بيان مشترك تعلنان فيه وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وبينما تضاربت التصريحات ومعلومات المصادر حول موعد إعلان البيان، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر واسعة الاطلاع في واشنطن أن الجانبين الأميركي والفرنسي يستعدان لإعلان هدنة بين لبنان وإسرائيل لمدة 60 يوماً تتضمن بدءاً فورياً بإجلاء عناصر «حزب الله» وأسلحتهم من المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني «بشكل يمكن التحقق منه»، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها منذ بدء الغزو البري المحدود للأراضي اللبنانية. وسيستند الإعلان المرتقب إلى القرار 1701 وسيتضمن إنشاء «آلية مراقبة».