المبعوث الأميركي إلى سوريا يشجع الأحزاب الكردية على الحوار

المبعوث الأميركي نيكولاس جرانجر (الثاني من اليسار) خلال اجتماعه مع قادة الإدارة الذاتية في مدينة القامشلي (الشرق الأوسط)
المبعوث الأميركي نيكولاس جرانجر (الثاني من اليسار) خلال اجتماعه مع قادة الإدارة الذاتية في مدينة القامشلي (الشرق الأوسط)
TT
20

المبعوث الأميركي إلى سوريا يشجع الأحزاب الكردية على الحوار

المبعوث الأميركي نيكولاس جرانجر (الثاني من اليسار) خلال اجتماعه مع قادة الإدارة الذاتية في مدينة القامشلي (الشرق الأوسط)
المبعوث الأميركي نيكولاس جرانجر (الثاني من اليسار) خلال اجتماعه مع قادة الإدارة الذاتية في مدينة القامشلي (الشرق الأوسط)

حضّ مبعوث وزارة الخارجية الأميركية الخاص إلى سوريا نيكولاس جرانجر، الأحزاب الكردية على العودة لطاولة الحوارات وحل القضايا الخلافية العالقة بين طرفي الحركة السياسية، وعقد اجتماعات مع قادة «المجلس الوطني الكردي» المعارض ومسؤولي «الإدارة الذاتية لشمال وشرق» سوريا.
ونقل الدبلوماسي الأميركي لقادة الأحزاب الكردية خلال اجتماع عقده في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، أن القوات الأميركية المنتشرة شرقي البلاد باقية ومستمرة في مهامها لضمان هزيمة تنظيم داعش الإرهابي وإحلال الأمن والاستقرار، مؤكداً التزام الإدارة الأميركية بحل القضية السورية عبر تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2254، وبحث مسار الحوارات بين أحزاب الحركة الكردية المتوقفة منذ عامين.
وقال عضو الهيئة الرئاسية للمجلس الكردي محمد إسماعيل، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن الوفد الذي ترأسه السفير نيكولاس جرانجر «أكد في بداية لقائه أنه مكلف من قبل الإدارة الأميركية بلقاء جميع الأطراف والاستماع إليها، ونقل وجهة نظر واشنطن حول الكثير من القضايا في سوريا»، بما فيها خطوات التطبيع بين تركيا والنظام السوري الحاكم والموقف الأميركي الرافض لأي تطبيع مع حكومة دمشق.
وأشار إسماعيل إلى أن الوفد الكردي نقل إلى الجانب الأميركي مخاوفه من التصعيد الأخير على الحدود السورية - التركية، وتأثير الهجمات التركية البرية والجوية عبر مسيّرات من دون طيار على استقرار المنطقة والقلق من موجات نزوح، لافتاً إلى أن «المبعوث الجديد نقل لنا دعمه للقضية الكردية وشعبه وحقوقه، وتطرقنا إلى الأوضاع المعيشية وتردي الأوضاع الاقتصادية وخلق مناخات إيجابية»، وتخفيف التوترات في معبر سيمالكا وسهولة عبور المدنيين وأعضاء الأحزاب السياسية.
وأضاف السياسي الكردي أنهم طالبوا الوفد الأميركي بالتزام الطرف الثاني «حزب الاتحاد الديمقراطي» بوثيقة الضمانات الموقَّعة بالأحرف الأولى بين الأحزاب الكردية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 قبل عامين «التي وقّعها قائد (قسد) مظلوم عبدي، وضرورة تنفيذ مضمونها». وبحسب إسماعيل، نقلوا للجانب الأميركي الانتهاكات التي طالت أعضاء وأنصار المجلس والاعتقالات الأخيرة في صفوفه. وأضاف: «بحثنا الانتهاكات التي ترتكبها مجموعات مسلحة تابعة لحزب الاتحاد ومسألة التهديدات التي تتعرض لها عوائل قوة (بيشمركة روج) داخل سوريا، وخطف الأطفال القاصرين».
كما عقد السفير الأميركي اجتماعاً مع الإدارة الذاتية، أول من أمس (الأربعاء)، والتقى رئيس دائرة العلاقات الخارجية بدران جيا كرد. وأوضح جرانجر أن موقف بلاده واضح بخصوص استقرار المنطقة ورفض الهجمات التركية التي تهدد زعزعة استقرار أمن وسلامة أهالي شمال شرقي البلاد، بحسب ما نقله جيا كرد في حديثه لـ«الشرق الأوسط». وقال: «أكدوا لنا أنهم يدرسون الخطط والبرامج لرفع مستوى الدعم للمنطقة عبر الإدارة الذاتية، وأنهم موجودون هنا من أجل تأمين الاستقرار وحل الملفات الشائكة والقضاء على (داعش) ومستمرون بالشراكة معنا».
وأوضح المسؤول في الإدارة الذاتية أن الخارجية الأميركية تبذل قصارى جهدها لتشجيع دول وحكومات التحالف الدولي لتسريع عمليات إعادة رعاياها الأجانب إلى بلدانهم، وأضاف: «أكدوا أن هذه مسؤولية المجتمع الدولي ووجود مساعٍ دولية لعقد مؤتمر دولي لحل هذه القضايا العالقة»، في إشارة إلى مخيم الهول وروج شرقي سوريا والمحتجزين الأجانب القابعين في سجون الإدارة الذاتية و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد).
وبحث الجانبان الأوضاع العامة التي تمر بها المنطقة، واستعرض قادة الإدارة مع الجانب الأميركي المخاطر الأمنية التي يتعرض لها سكان القرى الحدودية، جراء زيادة وتيرة القصف التركي العشوائي واستهداف المدنيين وممتلكاتهم في خرق واضح لاتفاقات وقف إطلاق النار.
وشدد جيا كرد على الحفاظ على استقرار المنطقة والتزام جميع الجهات بخفض التصعيد من جميع الجوانب لوجود هذه المخيمات المكتظة. وقال: «طلبنا من الوفد الأميركي النظر إلى الانتهاكات شبه اليومية للاحتلال التركي وقصفه بمسيّراته التي تطول المدنيين، وضرورة زيادة الدعم السياسي والإنساني للحفاظ لإشرافها على مخيم الهول والسجون بشمال شرقي سوريا».
وكان نيكولاس جرانجر عقد اجتماعات مع القيادة العامة لـقوات «قسد» وإدارة مخيم الهول داخل المخيم أول من أمس، وبحث نتائج الحملة الأمنية التي أطلقتها القوات في المخيم في 26 أغسطس (آب) الماضي، وتعهد بتقديم الدعم المستمر للقوات في محاربة الإرهاب ومساندتها ودعم جهود قوى الأمن بضبط المخيم والقضاء على خلايا «داعش» وتعقبها في المخيم.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

تبعات التصعيد الحوثي تحرم سكان صنعاء من البهجة بالعيد

طفلة يمنية تشتري دمية من متجر ألعاب أطفال قبيل عيد الفطر (رويترز)
طفلة يمنية تشتري دمية من متجر ألعاب أطفال قبيل عيد الفطر (رويترز)
TT
20

تبعات التصعيد الحوثي تحرم سكان صنعاء من البهجة بالعيد

طفلة يمنية تشتري دمية من متجر ألعاب أطفال قبيل عيد الفطر (رويترز)
طفلة يمنية تشتري دمية من متجر ألعاب أطفال قبيل عيد الفطر (رويترز)

استقبل سكان العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء عيد الفطر هذا العام، وسط أوضاع سيئة جعلت الأغلبية منهم يفضلون البقاء مع عائلاتهم في المنازل، وعدم السفر إلى قراهم، ولا حتى الخروج إلى المتنفسات والحدائق العامة كما كانوا يعهدون ذلك خلال فترات ما قبل الانقلاب والحرب.

ومع استمرار أزيز المقاتلات الأميركية وقصفها المُكثف على مناطق متفرقة بصنعاء وريفها، يتحدث لـ«الشرق الأوسط» سكان قريبون من مواقع حوثية تعرضت أخيراً للقصف، عن أنهم عاشوا الجحيم ذاتها خلال الليالي القليلة الفائتة، بسبب دوي الغارات وخوفهم على ذويهم.

ويقول السكان إن سماء مدينتهم وريفها لم تعد تضيء في أثناء الليل بالألعاب النارية التي يطلقها أطفالهم ابتهاجاً بالعيد؛ بل تشتعل بالقذائف شديدة الانفجار التي تستهدف مواقع الحوثيين.

ويتحدث ماهر -وهو أحد السكان في ريف صنعاء- عن أن الجماعة الحوثية اعتادت طيلة فترة ما بعد الانقلاب أن تترك لهم قُبيل كل عيد أو أي مناسبة أخرى منغصات بالجملة، لتُفسِد عليهم مظاهر الفرحة.

من آثار قصف أميركي على موقع خاضع للحوثيين في صنعاء (أ.ب)
من آثار قصف أميركي على موقع خاضع للحوثيين في صنعاء (أ.ب)

ويتهم ماهر (25 عاماً) في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، الانقلابيين المدعومين من إيران، باستدعاء الضربات الأميركية الجديدة على صنعاء وبقية المدن، والاستمرار في تصعيدهم العسكري، بالتزامن مع التعسف وفرض الجبايات.

وتشير التقديرات إلى أن نحو 70 في المائة من سكان صنعاء كانوا خلال فترة ما قبل الحرب يفضلون قضاء أيام العيد خارج العاصمة، إما في الأرياف والمدن التي ينحدرون منها، وإما في مناطق ساحلية، منها الحديدة والعاصمة المؤقتة عدن.

تكيف مع الصراع

أجبر الصراع المستمر والمنغصات الحوثية وما رافقها من أوضاع متدهورة كثيراً من السكان في صنعاء وريفها على البقاء خلال أيام العيد بالمنازل، وعدم السفر إلى أي أماكن أخرى، خوفاً على حياتهم من الغارات المستمرة.

ومع استمرار الضغوط التي يُمارسها الأطفال والعائلات ضد أرباب الأسر لإجبارهم على مغادرة صنعاء صوب قراهم ومدنهم، أو حتى الخروج إلى الحدائق فيما تبقى من أيام العيد، لجأ كثير من الآباء إلى ابتكار ألعاب متواضعة بالقرب من منازلهم، حتى يتمكن أطفالهم من اللعب فيها، وتناسي فكرة ترك المنازل؛ خصوصاً في هذه الأيام التي تستقبل فيها صنعاء ومدن أخرى مزيداً من الضربات الأميركية.

آباء في صنعاء يصنعون لأبنائهم أراجيح قرب المنازل (الشرق الأوسط)
آباء في صنعاء يصنعون لأبنائهم أراجيح قرب المنازل (الشرق الأوسط)

ويبدي عصام -وهو موظف حكومي في صنعاء- شعوره بالحزن نتيجة عدم تمكنه هذا العيد، وللعام الخامس على التوالي، من السفر مع زوجته وأبنائه إلى قريته الكائنة في ضواحي مدينة إب، لقضاء إجازة العيد بين أهله وأصدقائه. ويرجع ذلك إلى تردي وضعه المادي والمعيشي نتيجة الحرب، وما خلَّفته من انقطاع الرواتب وانحسار فرص العمل وغياب أبسط الخدمات.

وذكر الموظف الحكومي والألم يعتصر قلبه أن والدته الثمانينية كانت دائماً تنتظره بفارغ الصبر قبيل كل عيد، حتى يصل إليها لقضاء إجازة العيد سوياً، ولكن ظروفه المستمرة في التدهور وقفت حجر عثرة بينه وبين ما يتمناه.

موجة غلاء

يكابد السكان في صنعاء ومدن يمنية أخرى خاضعة للحوثيين وضعاً معيشياً وإنسانياً صعباً، وموجة غلاء غير مسبوقة في أسعار الملابس، بما فيها تلك المستعملة والمكسرات والحلوى، وغيرها من متطلبات العيد، يرافقها أيضاً غياب لأي مظاهر البهجة بالعيد.

واعتاد اليمنيون شراء كميات كبيرة من الحلوى والمكسرات في الأعياد، والتي تعرف بـ«جعالة العيد» لتقديمها للضيوف خلال الزيارات المتبادلة في هذه المناسبات، أو تبادلها مع الأقارب والأصدقاء، ولكن لم يعد يقوم بالشراء في السنوات الأخيرة إلا المقتدرون منهم.

وفي موازاة المعاناة المعيشية وتوقف معظم السكان في صنعاء عن الاحتفال بالعيد، اتخذ الانقلابيون الحوثيون العيد فرصة لمواصلة تصعيدهم العسكري المحلي والإقليمي، وتكثيف إقامة الفعاليات الاحتفالية لأتباعهم ومقاتليهم في الجبهات؛ حيث ينفقون الأموال الطائلة.