ليبيا: دعوات أميركية وأممية لـ«حوار سلمي» يفضي إلى الانتخابات

باشاغا والدبيبة للقاء برعاية تركية

صورة وزعتها حكومة الدبيبة لزيارته إلى مالطا
صورة وزعتها حكومة الدبيبة لزيارته إلى مالطا
TT

ليبيا: دعوات أميركية وأممية لـ«حوار سلمي» يفضي إلى الانتخابات

صورة وزعتها حكومة الدبيبة لزيارته إلى مالطا
صورة وزعتها حكومة الدبيبة لزيارته إلى مالطا

دخلت تركيا، الخميس، على خط الوساطة المعلنة بين عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة، وغريمه فتحي باشاغا رئيس حكومة «الاستقرار» الموازية، في محاولة جديدة للتوصل إلى اتفاق ينهي صراعهما المحتدم على السلطة في العاصمة طرابلس.
وقالت حكومة باشاغا في بيان مقتضب، إنه وصل مساء الأربعاء إلى تركيا «في زيارة رسمية بدعوة من حكومتها للبحث في المسار السياسي»، بينما نفى السفير التركي لدى ليبيا كنعان يلماز، لوسائل إعلام محلية، وجود أي دعوة رسمية.
وتمهيداً للمحادثات بين الدبيبة وباشاغا، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إنه بحث مع رمضان أبو جناح، نائب الدبيبة، في التطورات الأخيرة والعملية الانتخابية في ليبيا. وكان يفترض، بحسب مصادر ووسائل إعلام محلية، وصول الدبيبة إلى تركيا في وقت لاحق، آتياً من مالطا التي قام «بزيارة عمل رسمية إليها»، وناقش مع رئيس حكومتها روبيرت أبيلا «أفق التعاون بين البلدين في مجالات الصحة والبيئة والثروة البحرية والهجرة غير الشرعية، وفتح المجال الجوي».
من جهتها، أكدت نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية في حكومة الدبيبة، وكريستيان بوك، المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الألمانية لدى ليبيا، خلال اتصال هاتفي، «ضرورة تسريع العملية السياسية، والحفاظ على مخرجات مؤتمر برلين 1 و2، وصولاً إلى انتخابات وطنية برلمانية ورئاسية وفق إطار دستوري متفق عليه».
وقالت المنقوش في بيان، إنهما اتفقا «على رفض أي إجراءات من شأنها زعزعة الاستقرار وهدم الجهود المتتالية، سواء كانت محلية أم دولية، لفرض الأمن في ليبيا وتحقيق الاستقرار والسلام».
وفي السياق ذاته، بحث محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، والسفير الأميركي ريتشارد نورلاند، عبر تقنية «زووم»، مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا. ونقل عن باريرا إشادتها «بجهوده (المنفي) في تحقيق الاستقرار في البلاد». مطالبة ببلورة «موقف موحد، لتعيين مبعوث أممي جديد في أسرع وقت»، ومشيدة بالخطوات التي أنجزها المجلس الرئاسي «في مشروع المصالحة الوطنية».
بدورها، قالت باربرا، إنها تحدثت مع المنفي، حيث استنكرا أعمال العنف الأخيرة في طرابلس، التي اعتبرت وفقاً لبيان وزعته السفارة الأميركية، أنها «عطلت جهود الولايات المتحدة لإعادة تأسيس وجود دبلوماسي في ليبيا»، وقالت «كلما استقر الوضع مبكراً، يصير بإمكاننا استئناف عمليات سفارتنا في أقرب وقت». وأوضحت، أنها اتفقت مع المنفي على ضرورة إجراء «حوار سلمي باتجاه إيجاد قاعدة دستورية للانتخابات لمنع المزيد من عدم الاستقرار والصراع في ليبيا». كما أعربت باربرا عن أملها في «أن تتمكن السفارة من العودة بشكل دائم إلى طرابلس في أقرب وقت ممكن لتقديم الخدمات القنصلية والترويج التجاري والاستشارات التعليمية وغيرها من الخدمات».
من جهتها، أكدت بعثة الأمم المتحدة «أهمية تجنب أي أعمال أو تصريحات قد تقوض الهدوء الهش». وناشدت جميع الأطراف التركيز على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع المزيد من العنف، مشيرة إلى الاشتباكات المسلحة الأخيرة في طرابلس التي أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين وإلحاق أضرار كبيرة في المنشآت المدنية.
وبعدما ذكّرت جميع الأطراف «بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني بحماية المدنيين والمنشآت المدنية، بما في ذلك مراكز الاحتجاز»، رحبت البعثة في بيان لها بما أعلنته السلطات الليبية عن اعتزامها «إزالة المنشآت التابعة للمجموعات المسلحة من الأحياء المدنية في طرابلس». وأشادت «بجهود الوساطة ومنع نشوب النزاع التي تبذلها القيادات المجتمعية واللجنة العسكرية المشتركة ورئيس أركان الجيش في طرابلس»، وحثتهم على مواصلة العمل مع الأطراف المعنية.
كما دعت البعثة إلى «حل الخلافات عبر الحوار»، وأكدت مجدداً «أنه لا يمكن حل الانسداد السياسي الحالي إلا من خلال انتخابات وطنية شاملة تمكّن الشعب الليبي من اختيار قادته وتجديد شرعية المؤسسات»، وقالت، إنه «يجب على القادة الليبيين الاتفاق على مسار يفضي إلى الانتخابات من دون تأخير».
في غضون ذلك، بدأت الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة الدبيبة في تنفيذ خطة لتأمين نطاق العاصمة طرابلس، حيث قالت «قوة دعم مديريات الأمن»، إنها نشرت مساء الأربعاء «بناءً علـى تعليمات الدبيبة، عدداً من الدوريات المشاركة في الخطة الأمنية ضمن باقي مكونات وزارة الداخلية والأجهزة الأخرى من أجل المجاهرة بالأمن، وحفظ الشارع العام وضبط الخارجين عن القانون».
من جهة أخرى، وفي تصعيد جديد لخلافه مع مجلس القضاء، قرر عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، إعادة تنظيم المحكمة العليا. ونص قرار أصدره، على اعتبار تعيين محمد الحافي رئيساً للمحكمة العليا في 20 مايو (أيار) عام 2015، لاغياً؛ لصدوره من (المؤتمر العام) بعد انتهاء ولايته. ونقل مقر انعقاد جلسات المحكمة العليا إلى مدينة البيضاء مؤقتاً، واعتبار انعقادها في غير مقرها القانوني، «غير صحيح ويترتب على ذلك بطلان ما تتخذه من إجراءات».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

الجزائر: ترقب تشكيل حكومي جديد بعد عزل 10 محافظين

الرئيس تبون في اجتماع سابق لمجلس الوزراء (الرئاسة)
الرئيس تبون في اجتماع سابق لمجلس الوزراء (الرئاسة)
TT

الجزائر: ترقب تشكيل حكومي جديد بعد عزل 10 محافظين

الرئيس تبون في اجتماع سابق لمجلس الوزراء (الرئاسة)
الرئيس تبون في اجتماع سابق لمجلس الوزراء (الرئاسة)

بينما عزل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون 6 ولاة (محافظين)، وقام بتعيين 6 إداريين بنفس الصفة، تترقب الأوساط السياسية والإعلامية في البلاد تشكيل حكومة جديدة مطلع عام 2025، في سياق فوز تبون بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية، التي جرت في السابع من سبتمبر (أيلول) الماضي.

وأفادت الرئاسة الجزائرية، في بيان، أمس، بأن تبون «أنهى مهام» محافظي ولايات أم البواقي والجلفة ومعسكر وخنشلة وبرج باجي مختار وسكيكدة. كما قرر نقل 10 محافظين إلى ولايات أخرى مع تعيين 6 محافظين جدد، من دون ذكر أسباب هذه التغييرات.

لكن مراقبين يعتقدون أنها مرتبطة بعجز عن حل مشاكل كثيرة مرتبطة بالتنمية بالنسبة للذين صدر بحقهم قرار العزل، وإعطاء نفس جديد للمشروعات المعطلة في مناطق عديدة، بخصوص المحافظين الذين تم نقلهم بين الولايات التي يبلغ عددها الإجمالي 58.

الرئيس تبون مع الوزير الأول (الرئاسة)

وعد مراقبون التغييرات التي شهدها قطاع المحافظين في الإدارة الحكومية «مذاقاً مسبقاً» لتشكيل حكومي جديد، يرتقب أن يتم الإعلان عنه بعد التوقيع على قانون المالية 2025، وهو إجراء تعودت الرئاسة على إحداثه في آخر يوم من كل سنة.

ويرتبط الطاقم الحكومي المنتظر بالدورة الرئاسية الجديدة، التي فاز بها الرئيس تبون في الاستحقاق الأخير، بعد أن توقعت الأحزاب ووسائل الإعلام الإعلان عنه بعد الانتخاب.

وبعد أن أدى تبون «اليمين الدستورية» في 17 سبتمبر، إيذاناً ببدء ممارسة ولاية ثانية، قدم له الوزير الأول نذير العرباوي استقالة طاقمه الوزاري في اليوم نفسه، لكن الرئيس رفضها، وطلب «تأجيل الاستقالة من أجل مواصلة العمل في ملفات عاجلة تتطلب دراية بالوضع من قبل وزراء حاليين»، وفق بيان للرئاسة، تحدث يومها عن «الحاجة لمواصلة العمل، من أجل نجاح الدخول المدرسي والجامعي والمهني، بالإضافة إلى إعداد مشروع قانون المالية لسنة 2025 قبل عرضه على البرلمان».