بايدن ينتقد أنصار ترمب... ويحذّر من تهديد التطرف

الرئيس السابق يعتبر تفتيش منزله «غير مبرر»

مقر إقامة ترمب في «بالم بيتش» (رويترز)
مقر إقامة ترمب في «بالم بيتش» (رويترز)
TT

بايدن ينتقد أنصار ترمب... ويحذّر من تهديد التطرف

مقر إقامة ترمب في «بالم بيتش» (رويترز)
مقر إقامة ترمب في «بالم بيتش» (رويترز)

حمل الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، على مناصري سلفه دونالد ترمب الذين يشوهون برأيه «روح» البلاد، في كلمة ألقاها في فيلادلفيا، مهد الولايات المتحدة.
وكرّس بايدن خطابه لتسليط الضوء على «المعركة المتواصلة حول روح الأمة». وفي خطوة لها دلالات رمزية كبيرة، اختار البيت الأبيض أن يلقي بايدن خطابه قرب المبنى الذي أُقرّ فيه إعلان استقلال الولايات المتحدة والدستور الأميركي. كما تشكّل ولاية بنسيلفانيا في شرق البلاد، مفتاح الفوز بانتخابات نصف الولاية التشريعية في نوفمبر (تشرين الثاني). ومن المقرر أن يزور بايدن هذه الولاية ثلاث مرات خلال الأسبوع الراهن.
وأكدت الناطقة باسم البيت الأبيض، مارين جان-بيار، الأربعاء خلال مؤتمرها الصحافي اليومي أن بايدن «يرى أن تهديد المتطرفين يثقل كاهل ديمقراطيتنا»، في إشارة واضحة لـ «جمهوريي ماغا» الذين ينتهجون شعار «فلنجعل أميركا عظيمة مجددا (ماغا)». وأضافت الناطقة: «إنهم لا يحترمون دولة القانون»، ذاكرة في خطوة غير معهودة أسماء بعض النواب الجمهوريين الذين وجهوا نداءات لاستخدام العنف ضد شخصيات عامة. وأضافت كارين جان-بيار: «يرى الرئيس، وهذا هو السبب في إلقاء كلمته في ساعة الذروة، أن غالبية من الأميركيين يعتبرون أن علينا (..) إنقاذ القيم الأساسية لبلادنا».
- تفتيش «غير مبرر»
في سياق متصل، رأى الرئيس الأميركي السابق، الأربعاء، أن تفتيش القضاء الأميركي منزله بحثا عن وثائق سرية مطلع أغسطس (آب) «غير مبرر»، في رد على نص إجرائي نشرته وزارة العدل الأميركية ويتضمن مبررات عملية التفتيش. واستبقت تصريحات ترمب جلسة قضائية، كانت مقررة الخميس، لدراسة طلب تقدم به الرئيس السابق الأسبوع الماضي بأن يطلع خبير مستقل على الوثائق التي صادرها مكتب التحقيقات الفيدرالي من منزله.
كما تأتي تصريحاته عبر وكلاء الدفاع عنه ردا على نص مرافعة نشرته وزارة العدل ليل الثلاثاء إلى الأربعاء يوضح بأدق التفاصيل أسباب عملية الدهم. وتوضّح هذه الوثيقة الإجرائية الأسباب التي دفعت مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى تفتيش مقر ترمب لاستعادة وثائق «سرية للغاية» احتفظ بها بعد مغادرته البيت الأبيض رغم الطلبات المتكررة بإعادتها.
وقالت وزارة العدل إن التحقيق يسعى خصوصا إلى تحديد ما إذا كان دونالد ترمب أو أقاربه قد تورطوا في سلوك يمكن إدانته جنائيا عبر السعي إلى منع مكتب التحقيقات الفيدرالي من استعادة هذه الوثائق. وأضافت أن مكتب التحقيقات الفيدرالي اكتشف قبل العملية «أدلة من مصادر عديدة» تظهر أن «المستندات السرية» لا تزال موجودة في مقر إقامة ترمب في مارالاغو بولاية فلوريدا. وتابعت أن الشرطة «حصلت أيضا على أدلة تفيد بأن وثائق حكومية أخفيت أو نقلت على الأرجح (...) وأن أعمالا جرت لعرقلة تحقيقها أيضا على الأرجح».
وروت الوزارة خصوصا كيف ذهب موظفو مكتب التحقيقات الفيدرالي للمرة الأولى إلى مارالاغو لاستعادة عدد من الملفات، وأدلى أحد أعضاء فريق ترمب «بإفادة تحت القسم» أكد فيها أنها آخر ما بقي في المنزل.
لكن خلال عملية الدهم الشهر الماضي، عثرت الشرطة الفيدرالية على نحو ثلاثين صندوقا تحوي وثائق شديدة الحساسية ومصنفة بين «السرية والسرية للغاية»، إلى درجة أن محامي مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل طلبا «تصاريح» ليتمكنا من الاطّلاع عليها.
- عاصفة سياسية
وكتب ترمب على شبكته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشال»، الأربعاء، «إنه لأمر مروع (...) ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي الوثائق بشكل عشوائي على الأرض أثناء عملية تفتيش مارالاغو (ربما لجعلها تبدو وكأنني فعلت ذلك!)»، مؤكدا أنه رفع السرية عنها من قبل. ويندد الجمهوري الذي يفكر في الترشح للانتخابات الرئاسية لعام 2024، منذ أشهر «بحملة اضطهاد» سياسية ضده.
وقال محامو ترمب في وثيقة قضائية الأربعاء إن عملية التفتيش التي أثارت عاصفة سياسية «غير مسبوقة وغير ضرورية ولا أساس قانونيا» لها، في إطار «بحث خاطئ لتجريم حيازة رئيس سابق لأرشيف رئاسي وشخصي في مكان آمن». ورأى المحامون أن المحققين ما كان يجب أن يفاجئهم وجود وثائق سرية في أرشيف البيت الأبيض. وكتبوا أن «التبرير المزعوم لفتح هذا التحقيق الجنائي هو الاكتشاف المفترض لمعلومات حساسة داخل الصناديق الـ15» لوثائق صادرة عن الرئاسة محفوظة في مقر إقامة ترمب في فلوريدا، واستعادها الأرشيف الوطني في يناير (كانون الثاني). وأضافوا: «لكن هذا الاكتشاف كان يجب أن يكون متوقعا في ضوء طبيعة المحفوظات الرئاسية. بعبارة أخرى، فكرة احتواء المحفوظات الرئاسية على معلومات حساسة لم يكن ينبغي أن تكون مصدر قلق».


مقالات ذات صلة

ترمب يستكمل تعييناته قبل أسابيع من تنصيبه رئيساً

الولايات المتحدة​ ديفين نونيز (يسار) برفقة ترمب خلال المؤتمر الوطني الجمهوري في ميلووكي بويسكونسن في 17 يوليو (أ.ف.ب)

ترمب يستكمل تعييناته قبل أسابيع من تنصيبه رئيساً

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ترشيحَين جديدَين ضمن إدارته الجديدة، قبل أسابيع من تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ أجسام طائرة تظهر في سماء نيوجيرسي (أ.ب)

المسيرات المجهولة بسماء أميركا تظهر ثغرات في أمنها الجوي

قال مستشار الأمن القومي في الإدارة الأميركية المنتخبة بقيادة دونالد ترمب إن رصد طائرات مسيرة في ولاية نيوجيرسي سلط الضوء على ثغرات في أمن المجال الجوي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

نتنياهو: إسرائيل ليس لديها مصلحة بالدخول في صراع مع سوريا

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إنه تحدث مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بشأن التطورات في سوريا وأحدث مساعي إطلاق سراح الرهائن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية دونالد ترمب يلتقي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في مارس 2019 (رويترز)

تقرير: نتنياهو وترمب يبحثان الوضع في سوريا و«حرب غزة» واتفاق الرهائن

بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الليلة الماضية، الوضع في سوريا، و«حرب غزة»، واتفاق الرهائن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (إ.ب.أ)

«إيه بي سي نيوز» تدفع 15 مليون دولار لمكتبة ترمب الرئاسية لتسوية دعوى تشهير

وافقت شبكة «إيه بي سي نيوز» على دفع 15 مليون دولار لصالح مكتبة دونالد ترمب الرئاسية، لتسوية دعوى قضائية تتعلق بتصريح غير دقيق من المذيع جورج ستيفانوبولوس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.