هل تتسع الاضطرابات الإثيوبية إقليمياً؟

بعد اتهام «تيغراي» لإريتريا بالمشاركة في الهجوم

شاب إثيوبي يسير بجوار دبابة ضمن مواجهات بين الحكومة وتيغراي عام 2021 (أ.ف.ب)
شاب إثيوبي يسير بجوار دبابة ضمن مواجهات بين الحكومة وتيغراي عام 2021 (أ.ف.ب)
TT

هل تتسع الاضطرابات الإثيوبية إقليمياً؟

شاب إثيوبي يسير بجوار دبابة ضمن مواجهات بين الحكومة وتيغراي عام 2021 (أ.ف.ب)
شاب إثيوبي يسير بجوار دبابة ضمن مواجهات بين الحكومة وتيغراي عام 2021 (أ.ف.ب)

اتهمت «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي»، قوات من دولة إريتريا المجاورة، بمشاركة الحكومية الإثيوبية، في شن هجوم على الإقليم (شمال البلاد)، وسط تحذيرات من اتساع رقعة الاضطرابات بالقرن الأفريقي.
وتجدد القتال بين متمردي تيغراي والقوات الحكومية الإثيوبية، الأسبوع الماضي، كاسراً «هدنة إنسانية» صمدت خمسة أشهر.
ويتبادل الجانبان الاتهامات بشأن مخالفة اتفاق وقف إطلاق النار. وقال متحدث عسكري باسم جبهة تيغراي (الخميس) إن «قوات إثيوبية وإريترية شنت هجوما في الإقليم واستهدفت قوات الجبهة»، فيما اتهم بيان من الحكومة قوات تيغراي بأنها «سبب تجدد القتال».
ووفق القيادة العسكرية لـ«تيغراي» فإن بلدة أديبايو في الشمال تعرضت لهجوم من أربعة اتجاهات. وأضافت في بيان أن حكومة أديس أبابا «بدأت حملة مشتركة مع قوات من إريتريا».
ولم تعلق الحكومة الإريترية على تلك الاتهامات. فيما قالت الحكومة الإثيوبية إن «هجمات قوات تيغراي تصاعدت مما أدى لمقتل مدنيين وفرار السكان وتدمير ممتلكات. كما اتهمت الجبهة بالاستيلاء على المساعدات الغذائية المخصصة للمعوزين في الإقليم».
ويهدد تفجر الأوضاع في إثيوبيا، ثاني أكبر دول أفريقيا من حيث عدد السكان، ليس فقط النظام الفيدرالي في الدولة، بل كذلك دول الجوار، في ظل احتمالية امتداد هذه الاضطرابات إلى باقي الأقاليم الإثيوبية، بحسب الدكتورة نرمين توفيق، خبيرة الشؤون الأفريقية، والمنسق العام لمركز «فاروس للدراسات الاستراتيجية».
تقول توفيق لـ«الشرق الأوسط»، إن «استمرار تفجر الأوضاع على النحو التالي لن يقصر تأثيرها على إثيوبيا وإنما ستمتد إلى دول جوارها، خاصة أنها دولة مهمة ومحورية في منطقة شرق أفريقيا»، لافتة إلى أن إريتريا ستكون أول من يتأثر، لأنها اشتركت في الحرب ضد تيغراي.
كذلك حذرت توفيق من خطورة امتداد تداعيات هذه الاضطرابات إلى دولتي السودان وجنوب السودان، نظرا لـ«موجات النزوح التي يشهدها إقليم تيغراي»، ويزيد الأمر خطورة أن «هذه الدول تعاني من أزمات داخلية طاحنة هي الأخرى».
وقال سلاح الجو الإثيوبي الأسبوع الماضي إنه «أسقط طائرة كانت تنقل أسلحة، عبرت الحدود من السودان المجاورة»، الأمر الذي أثار احتجاج الخرطوم التي استدعت سفير إثيوبيا.
وهناك خلاف بين السودان وإدارة آبي الإثيوبية على خلفية قيام أديس أبابا ببناء سد النهضة.
وحض وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الحكومة الإثيوبية والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي (الأربعاء) على «الوقف الفوري للعمليات العسكرية» والعمل على وضع حد للصراع.
يذكر أن إريتريا أرسلت قوات إلى تيغراي لدعم الجيش الإثيوبي فور اندلاع معارك في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، على الرغم من أن البلدين نفيا علنا وجودهما هناك لمدة خمسة أشهر. وفي منتصف عام 2021، انسحبت القوات الإريترية والإثيوبية من معظم أراضي الإقليم بعد معارك دامية انتزعت فيها قوات تيغراي السيطرة على أراض.
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، قال الرئيس الإريتري إسياس أفورقي لوسائل الإعلام الحكومية إن «قواته ستتدخل مرة أخرى إذا هاجمت قوات تيغراي بلده أو هددت استقرار إثيوبيا».


مقالات ذات صلة

ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

العالم ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

أثار عدم التوصل إلى اتفاق، بعد محادثات سلام أولية بين الحكومة المركزية الإثيوبية، ومتمردي إقليم «أوروميا»، تساؤلات حول مستقبل تلك المحادثات، واحتمالات نجاحها، وأسباب تعثرها من البداية. ورأى خبراء أن «التعثر كان متوقعاً؛ بسبب عمق الخلافات وتعقيدها»، في حين توقّعوا أن «تكون المراحل التالية شاقة وصعبة»، لكنهم لم يستبعدوا التوصل إلى اتفاق. وانتهت الجولة الأولى من المحادثات التمهيدية بين الطرفين، دون اتفاق، وفق ما أعلنه الطرفان، الأربعاء.

العالم رئيس الحكومة الإثيوبية يُعلن مقتل عضو بارز في الحزب الحاكم

رئيس الحكومة الإثيوبية يُعلن مقتل عضو بارز في الحزب الحاكم

أعلن رئيس الحكومة الإثيوبية آبي أحمد اليوم (الخميس) مقتل مسؤول الحزب الحاكم في منطقة أمهرة الواقعة في شمال البلاد. وقال آبي أحمد عبر «فيسبوك»، إنّ «أولئك الذين لم يتمكّنوا من كسب الأفكار بالأفكار، أخذوا روح شقيقنا جيرما يشيتيلا». واتهم أحمد، وفقا لما نقلته وكالة «الصحافة الفرنسية»، «متطرّفين يتسمون بالعنف» بالوقوف وراء هذا العمل الذي وصفه بـ«المخزي والمروّع».

«الشرق الأوسط» (أديس أبابا)
العالم محادثات سلام «غير مسبوقة» بين حكومة إثيوبيا ومتمردي «أورومو»

محادثات سلام «غير مسبوقة» بين حكومة إثيوبيا ومتمردي «أورومو»

تنطلق في تنزانيا، الثلاثاء، محادثات سلام غير مسبوقة بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية ومتمردي إقليم أوروميا، ممثلين في «جبهة تحرير أورومو» التي تخوض معارك مع القوات الحكومية بشكل متقطع منذ عقود. وتسعى أديس أبابا لإبرام اتفاق سلام دائم مع متمردي الإقليم، الذي يشغل معظم مناطق وسط البلاد، ويضم مجموعة من الفصائل المسلحة التابعة لقومية الأورومو، على غرار ما حدث في «تيغراي» شمالاً، قبل 5 أشهر، خشية دخول البلاد في حرب جديدة مع تصاعد التوتر بين الجانبين. وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي زار مدينة نكيمتي بالإقليم مؤخراً، أن «جولة مفاوضات ستبدأ معهم (جيش تحرير أورومو) الثلاثاء في تنزانيا»، في أ

محمد عبده حسنين (القاهرة)
شمال افريقيا هل تستغل إثيوبيا اضطرابات السودان لحسم «الخلاف الحدودي»؟

هل تستغل إثيوبيا اضطرابات السودان لحسم «الخلاف الحدودي»؟

عاد الخلاف الحدودي بين إثيوبيا والسودان، بشأن منطقة «الفشقة»، إلى الواجهة، بعد أنباء سودانية عن نشاط «غير اعتيادي» للقوات الإثيوبية ومعسكراتها، في المنطقة المتنازع عليها، منذ بداية الاضطرابات الأخيرة في السودان.

محمد عبده حسنين (القاهرة)
أفريقيا إثيوبيا: متمردو تيغراي يُظهرون «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام

إثيوبيا: متمردو تيغراي يُظهرون «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام

أظهر متمردو إقليم «تيغراي» شمال إثيوبيا، «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام، الموقَّع قبل نحو 5 أشهر، مع الحكومة الفيدرالية بأديس أبابا، وذلك بتسليمهم مزيداً الأسلحة، ضمن عملية نزع سلاح الإقليم ودمج مقاتليه في الجيش الوطني. وحسب نائب مفوض «إعادة التأهيل الوطني»، العميد ديريبي ميكوريا، اليوم (الخميس)، فإن «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي سلمت الدفعة الأولى من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة المتنوعة التي تم جمعها حول منطقة دينقولات في إقليم تيغراي». وأنهى اتفاق السلام، الموقّع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حرباً عنيفة استمرت عامين، راح ضحيتها الآلاف، حسب منظمات دولية.

محمد عبده حسنين (القاهرة)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.