تواجه حركة الطيران المدني في مطار بن غوريون الدولي، تشويشا متصاعدا في الشهور الأخيرة من جراء إشعاعات رادارات «القبة الحديدية». وحسب شكاوى من عدة طيارين فإنهم يشعرون بهذا التشويش على مسافة تبدأ بالساحل الجنوبي لتركيا وتمتد نحو الأجواء القريبة من سوريا ولبنان وقبرص وحتى الأجواء الإسرائيلية.
وقالت مصادر في حركة الطيران في تل أبيب، إن التقديرات الإسرائيلية في الماضي كانت تعتقد بأن منظومات عسكرية روسية هي التي تسبب هذا التشويش، لكنها ترى اليوم أنه من الجائز أن وسائل إسرائيلية أيضاً تسهم في حجب أنظمة الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية. وبحسب صحيفة «هآرتس» (الثلاثاء)، فإن التشويش مرتبط بما كان أعلنه وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، مؤخراً، من أن «إسرائيل ودولا مجاورة لها أقاموا منظومة دفاعية جوية إقليمية، تضع تحديا أمام إسرائيل ودول أخرى في الشرق الأوسط».
وقال غانتس خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إن هذه المنظومة تواجه «محاولات إيران لاستهداف دول المنطقة بواسطة قذائف صاروخية، وصواريخ موجهة عن بعد وطائرات بدون طيار». وكانت منظمة الأمان الجوي «يوروكونترول»، قد ذكرت في الماضي أن المسؤول الأساسي عن الارتفاع في تشويش منظومة GPS الجوية في شرقي البحر المتوسط هي أنظمة مضادة لطائرات بدون طيار، كالتي نشرتها روسيا في سوريا من أجل الدفاع عن قاعدتها هناك من هجمات منظمات مسلحة. ولكنها عادت لتؤكد بأنه «ليس مستبعدا أن جزءا من التشويش نابع من منظومات إسرائيلية مشابهة (لتلك الروسية)». وأن «سلطة الطيران المدني الإسرائيلية تصدر بين حين وآخر تحذيرات للطيارين، تفيد أنه طوال ساعات معينة في تاريخ مستقبلي يتوقع حدوث تشويش على المنظومة».
وفي أعقاب ذلك تساءلت الصحيفة العبرية: «كيف تعلم السلطات في إسرائيل بذلك مسبقا إذا لم تكن ضالعة بهذا الأمر؟». وقال طيارون إسرائيليون مدنيون، إن التشويش تزايد في الآونة الأخيرة وباتوا يشعرون به في الأجواء المذكورة. وأصدرت سلطة الطيران المدني الإسرائيلية، في يونيو (حزيران) الماضي، تحذيرا للطيارين حول التشويش المتوقع أن يستمر حتى نهاية العام الحالي على الأقل». ونقلت «هآرتس» عن مسؤولين في الجيش الإسرائيلي، تعليقا على السؤال حول ما إذا كانت إسرائيل تستخدم وسائل لتشويش أنظمة GPS من أجل منع هجمات بطائرات بدون طيار، فقالوا إن الجيش «يعمل في أبعاد متنوعة ضد تهديدات في جميع الجبهات. وإلى جانب إسرائيل، توجد في الحيز الإقليمي جهات كثيرة أخرى تعمل بطرق متنوعة من أجل الدفاع عن نفسها». وحسب الخبراء العسكريين في تل أبيب، فإن تشويش GPS يمارس لأسباب عسكرية من خلال الحجب والاختطاف. فإذا أرادت جهة معادية تشويش العمل السليم والمتواصل لمستقبلات GPS، بإمكانها أن تبث بقوة باتجاه مجال الموجات ذات العلاقة، وحجب الجهاز عن التقاط إشارة القمر الاصطناعي وبذلك عرقلة عمله السليم.
وفي عملية التشويش من نوع آخر، تبث الجهة المعادية إشارات تتسبب للمستقبل في التركيز على مصدر بث الإشارات المعادي بدلا من الإشارة الصادرة عن القمر الاصطناعي. وعندها يزود جهاز البث المعادي مستقبل الـGPS بمعطيات زائفة للزمن والموقع، ويتسبب للمستقبل في حساب موقع خاطئ واستعراضه أمام طيار أو قبطان سفينة. وكشف تقرير، في العام 2019، عن آلاف عمليات التضليل بواسطة GPS من جانب روسيا وكذلك من جانب إيران، نفذت بهجوم سيبري من أجل السيطرة على سفينة بريطانية في الخليج. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن قبطان طائرة تابعة لشركة الطيران الإسرائيلية «إل عال»، قوله إنه «يوجد أمران يتم الشعور بهما. الأول هو «حجب غبي»، أي تراجع في دقة ملاحة الطائرة. وفي الآونة الأخيرة بدأ ما يشبه «سرقة» الإشارة وعندها «تظهر» الطائرة في مكان آخر، وهذا ليس بالأمر الخطير وإنما المزعج». يقول القبطان: «حدث أنني وصلت إلى الهبوط في مطار بن غوريون وتلقيت فجأة تحذيرا حول اقترابي من الأرض، لأن الـGPS اعتقد أنني في جبال القدس».
رادارات القبة الحديدية تشوش على الطيران فوق مطار بن غوريون
تصدره منظومة دفاعية إقليمية موجهة ضد إيران
رادارات القبة الحديدية تشوش على الطيران فوق مطار بن غوريون
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة