لجنة تحقيق يمنية تسلّم النائب العام ملفات 5 آلاف انتهاك لحقوق الإنسان

مطالب بإنشاء نيابة ومحكمة متخصصة

أطفال يمنيون قامت الميليشيات الحوثية بتجنيدهم للقتال في صفوفها (التواصل الاجتماعي)
أطفال يمنيون قامت الميليشيات الحوثية بتجنيدهم للقتال في صفوفها (التواصل الاجتماعي)
TT

لجنة تحقيق يمنية تسلّم النائب العام ملفات 5 آلاف انتهاك لحقوق الإنسان

أطفال يمنيون قامت الميليشيات الحوثية بتجنيدهم للقتال في صفوفها (التواصل الاجتماعي)
أطفال يمنيون قامت الميليشيات الحوثية بتجنيدهم للقتال في صفوفها (التواصل الاجتماعي)

أعلنت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاك حقوق الإنسان في اليمن (حكومية مستقلة) تسليم النائب العام ملفات خمسة آلاف انتهاك استكملت التحقيق فيها، وطالبت بإنشاء نيابة ومحكمة مختصتين بقضايا انتهاكات حقوق الإنسان.
وفيما اشتكت اللجنة من عدم تجاوب وزارتي الدفاع والداخلية مع الرسائل التي توجهها إليهما بشأن انتهاكات مرتبطة بمنتسبي الوزارتين، أطلقت في مؤتمر صحافي في عدن تقريرها العاشر، وذكرت فيه أنها وثقت ما يزيد على 3609 انتهاكات خلال الفترة من 1 يوليو (تموز) العام الماضي وحتى 31 يوليو من هذا العام موزعة على 40 نوعا من الانتهاكات في مختلف أنحاء البلاد سقط خلالها 5151 ضحية من الجنسين.
وأوضحت اللجنة أنها استمعت خلال هذه الفترة إلى أكثر من 9897 شاهدا ومبلغا، واطلعت على 9376 وثيقة إلى جانب مراجعة وتحليل كمية من الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو المتعلقة بقضايا الانتهاكات.
وفي رد أعضاء اللجنة على أسئلة الصحافيين، أكدوا أنهم أحالوا القضايا التي تم استكمال ملفات التحقيق فيها، والتي يزيد عددها على خمسة آلاف قضية إلى النائب العام الذي سيتصرف بها وفق مقتضيات القانون، إلى جانب قضايا أخرى تم إحالتها في السابق.
وجدد أعضاء اللجنة مطالبة مجلس القضاء الأعلى بإنشاء نيابة ومحكمة متخصصة بالنظر في قضايا الانتهاكات، في حين أكد عضوان في اللجنة لـ«الشرق الأوسط» أن وزارتي الداخلية والدفاع أكثر الجهات التي أظهرت عدم تعاون مع اللجنة خلال فترة عملها، حيث تجاهلتا لمرات كثيرة الخطابات الموجهة من اللجنة التي تحقق في انتهاكات اتهم فيها منتسبون لهاتين الوزارتين.
ومع ذلك، أكد عضوا اللجنة أن مناطق عسكرية وقادة محاور تجاوبوا مع الأسئلة التي وجهت لهم من اللجنة، وإن كانت ردودهم غير مقنعة ولا تستند إلى إثباتات، حيث تعمل اللجنة على تنفيذ جولات ميدانية إلى مراكز الشرطة والسجون في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة للاطلاع على أوضاع المحتجزين وسلامة الإجراءات القانونية، كما عقدت لقاءات مع السلطات القضائية في محافظات تعز ومأرب وعدن تم خلالها إبلاغهم بملاحظات اللجنة على أوضاع المحتجزين في ضوء زيارتها الميدانية، وناقشت معهم دور القضاء في التخفيف من اكتظاظ السجون وكفالة مبادئ المحاكمة العادلة.
ووفق ما جاء في التقرير فقد بلغ عدد الضحايا في صفوف المدنيين خلال الفترة المشمولة 905 أشخاص منهم 432 قتيلا بينهم 72 طفلا، و861 جريحا بينهم 194 طفلا.
وبشأن واقعة استهداف مدنيين في مدينة مأرب مطلع العام الجاري والتي قتل وجرح خلالها 34 مدنيا خلصت تحقيقات اللجنة وإفادات الشهود بمسؤولية ميليشيات الحوثي ممثلة بالمحافظ المعين من قبلها مبارك المشن الزايدي ووزير دفاع الميليشيات محمد العاطفي عن ارتكاب هذه المجزرة، كما أفضت التحقيقات في قصف مبنى شرطة مدينة تعز، وإصابة 11 مدنيا في 4 مايو (أيار) الماضي إلى ضلوع الميليشيات الحوثية في هذه الجريمة.
وبخصوص استمرار تجنيد الأطفال رصدت اللجنة وقائع تجنيد في مديرية برط العنان في محافظة الجوف وأخرى في مديرية يريم بمحافظة إب ومثلها في محافظة المحويت، وفي منطقة الأحصون في محافظة مأرب، من خلال إغراء صغار السن بالسلاح ورواتب شهرية، وخلصت إلى ضلوع قيادات ميليشيات الحوثي في تلك الوقائع والزج بصغار السن في جبهات القتال، حيث لقي بعضهم مصرعهم في حين لا يزال البقية يقاتلون في صفوف الميليشيات حتى وقت الانتهاء من إعداد التقرير الذي سيعرض الشهر المقبل خلال المؤتمر السنوي لمجلس حقوق الإنسان في جنيف.
وبشأن التحديات والعوائق التي تواجهها اللجنة ذكر التقرير الذي اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أن أهم هذه التحديات هي استمرار الحرب وما نتج عنها من أعمال عسكرية وزيادة في عدد الانتهاكات، وتكرار مخالفة أطراف الصراع لالتزاماتها المتعلقة بتطبيق مبادئ القانون الدولي الإنساني أثناء العمليات العسكرية، وعدم تعاون بعض أطراف النزاع مع اللجنة والاكتفاء بالاعتماد على الراصدين والباحثين الميدانيين.
كما شكت اللجنة من صعوبة الحصول على الوثائق والمحررات الطبية والجنائية، ومن الجهد المضاعف للتحقيق في الانتهاكات القائمة على النوع الاجتماعي ضد الإناث وإحجام كثير من الضحايا عن التبليغ، والنزوح الكثير والمتعدد وانتقال الشهود وصعوبة التنقل بين المناطق.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

«الوزراء اليمني» يناقش إنقاذ الاقتصاد في اجتماع استثنائي

جانب من اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء اليمني في عدن الخميس (سبأ)
جانب من اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء اليمني في عدن الخميس (سبأ)
TT

«الوزراء اليمني» يناقش إنقاذ الاقتصاد في اجتماع استثنائي

جانب من اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء اليمني في عدن الخميس (سبأ)
جانب من اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء اليمني في عدن الخميس (سبأ)

عقدت الحكومة اليمنية في العاصمة المؤقتة عدن، الخميس، اجتماعاً استثنائياً برئاسة رئيس مجلس الوزراء أحمد عوض بن مبارك؛ لمناقشة خطة إنقاذ اقتصادي تتوافق مع أولوية الحكومة وبرنامجها في الإصلاحات، وإنهاء الانقلاب الحوثي، واستكمال استعادة الدولة.

وجاء الاجتماع في وقت يعاني فيه الاقتصاد اليمني ظروفاً خانقة بسبب تراجع الموارد، وتوقف تصدير النفط جراء الهجمات الحوثية على موانئ التصدير وتعثر مسار السلام، إثر تصعيد الانقلابيين بحرياً وإقليمياً.

حزم من الأوراق النقدية اليمنية الجديدة والقديمة في أحد البنوك في عدن (غيتي)

وذكرت المصادر الرسمية أن مجلس الوزراء ناقش في الاجتماع المستجدات الاقتصادية والمالية والنقدية والخدمية والمعيشية، وفي المقدمة تقلبات أسعار الصرف، والتحديات المتصلة بالكهرباء، وتقييم مستوى الخطط الحكومية للتعاطي معها.

واستعرضت الحكومة اليمنية في اجتماعها مشروع خطة الإنقاذ الاقتصادي لإثرائها بالنقاشات والملاحظات؛ لتطويرها ومواءمتها مع البرامج والسياسات الحكومية الجاري تنفيذها في مجال الإصلاحات، تمهيداً لإقرارها ورفعها إلى مجلس القيادة الرئاسي.

ونقلت وكالة «سبأ» الرسمية أن مجلس الوزراء أجرى نقاشاً مستفيضاً لتقييم الخطة، والتي تتوافق في عدد من جوانبها مع المسارات الرئيسية لأولويات الحكومة والمتمثلة في استكمال استعادة الدولة، وإنهاء الانقلاب، وتحقيق السلام، ومكافحة الفساد، وتعزيز الشفافية والمساءلة، إضافة إلى الإصلاح المالي والإداري، وتنمية الموارد الاقتصادية، والتوظيف الأمثل للمساعدات والمنح الخارجية وتوجيهها وفقاً للاحتياجات والأولويات الحكومية.

وبحسب الوكالة، أقرت الحكومة تشكيل لجنة وزارية برئاسة وزير المالية، وعضوية وزراء التخطيط والتعاون الدولي، والصناعة والتجارة، والكهرباء والطاقة، والنقل، والخدمة المدنية والتأمينات، والنفط والمعادن، والبنك المركزي اليمني، والأمانة العامة لمجلس الوزراء، ومكتب رئيس الوزراء، لدراسة الخطة واستيعاب الملاحظات المقدمة عليها، وإعادة عرضها على المجلس خلال أسبوعين من تاريخه للمناقشة واتخاذ ما يلزم.

مواءمة الخطة

وأفاد الإعلام الرسمي بأن مجلس الوزراء كلف اللجنة الوزارية بمواءمة خطة الإنقاذ مع برنامج الحكومة ومصفوفة الإصلاحات وخطة التعافي الاقتصادي والخطط القطاعية للوزارات، وغيرها من السياسات التي تعمل عليها الحكومة، وتحديد الأولويات، وما تم إنجازه، ومتطلبات تنفيذ الخطة، والخروج بوثيقة اقتصادية موحدة يتم الاستناد إليها في عمل الدولة والحكومة، بحسب الأولويات العاجلة.

رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وشدد مجلس الوزراء اليمني على تحديد التحديات بما يتناسب مع الواقع والمتغيرات، وسبل معالجتها بطريقة مناسبة والمسؤولية التشاركية والواجبات بين الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي.

وركزت نقاشات الحكومة على أهمية مراعاة الخطة لمسببات الوضع الاقتصادي الكارثي الذي فاقمته هجمات الحوثيين على المنشآت النفطية وخطوط الملاحة الدولية، وتحديد جوانب الدعم المطلوبة من شركاء اليمن في التنمية من الدول والمنظمات المانحة.

وأكد اجتماع الحكومة اليمنية تحديد السياسات التي تم تنفيذها والجاري العمل عليها، والتي تضمنتها الخطة، والتحديات والمعوقات التي حالت دون تنفيذ بعضها، ومقترحات المعالجة.

نقص الوقود

اطلع مجلس الوزراء اليمني في اجتماعه على تقارير من الوزراء المعنيين، حول الإشكالات القائمة في تزويد محطات الكهرباء بالوقود في العاصمة المؤقتة عدن، والجهود المبذولة لتجاوزها، والإجراءات العاجلة لوضع الحلول لتحقيق الاستقرار النسبي في خدمة الكهرباء، واستمرار إمدادات المياه للمواطنين.

وطبقاً للإعلام الرسمي، تم التأكيد بهذا الخصوص على توفير كميات إسعافية من الوقود لمحطات الكهرباء، وعلى العمل لتأمين كميات أخرى إضافية لضمان استقرار الخدمة.

الحكومة اليمنية تعاني تدهوراً حاداً في الاقتصاد بسبب نقص الموارد وتوقف تصدير النفط (سبأ)

كما وجه الاجتماع الحكومي وزيري المياه والكهرباء بالتنسيق لتأمين احتياجات تشغيل آبار المياه، من الكهرباء والوقود اللازم لاستمرار الضخ، وتفادي توقف إمدادات المياه للسكان في عدن.

وإلى ذلك، استمع مجلس الوزراء اليمني إلى إحاطات حول نتائج حملات ضبط محلات الصرافة المخالفة والمضاربين بالعملة في عدن والمحافظات المحررة، وضبط أسعار السلع والمتلاعبين بالأسعار، وشدد على مواصلة الحملات والتنسيق بين الجهات الأمنية والسلطات العدلية المختصة في هذا الجانب، طبقاً لما أورده الإعلام الرسمي.