«الدراجة النارية» تكتيك جديد لـ«داعش» في البادية السورية

مقتل 80 عنصراً من القوات المحلية والموالية لإيران

عناصر من مقاتلي «داعش» قرب الحدود السورية العراقية (مواقع)
عناصر من مقاتلي «داعش» قرب الحدود السورية العراقية (مواقع)
TT

«الدراجة النارية» تكتيك جديد لـ«داعش» في البادية السورية

عناصر من مقاتلي «داعش» قرب الحدود السورية العراقية (مواقع)
عناصر من مقاتلي «داعش» قرب الحدود السورية العراقية (مواقع)

أدخل تنظيم «داعش» التكتيك القتالي الجديد الذي اتبعه مؤخراً، ويتمثل في استخدامه المكثف للدراجات النارية في هجماته وتحركاته في البادية السورية وفي وضح النهار، واستهدافه مواقع قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية وجعلها في حالة التأهب القصوى والتخبط، وكبدها بذلك خسائر فادحة، في هجماته المباغتة بالدراجات، ضد عدد من مواقعها، وضد القوافل العسكرية على الطرق البرية، في عمق البادية السورية، خلال الأيام الأخيرة الماضية.
وكشفت مواقع وصفحات موالية، خلال الأيام الأخيرة، عن مقتل نحو 80 عنصراً من القوات المحلية والميليشيات الموالية لإيران، وفقدان الاتصال بثلاث مجموعات عسكرية يرافقها ضباط برتب عالية، بعمليات هجومية مباغتة نفذتها مجموعات من تنظيم «داعش»، ضمن مناطق تدمر والسخنة شرق حمص، ومنطقة الرصافة جنوب غربي محافظة الرقة، وعلى الطريق البرية الواصلة بين مدينة تدمر ودير الزور في البادية السورية.
وأوضح ناشط في منطقة دير الزور شرق سوريا، أنه «مع تكثيف قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية حملاتها العسكرية البرية على مدار العام الماضي 2021 للقضاء على فلول تنظيم (داعش)، في البادية السورية التي تتوزع على 6 أجزاء من المحافظات السورية، (دير الزور والرقة وحماة وحمص وريف دمشق) وصولاً إلى الحدود السورية العراقية، طور التنظيم من مهاراته القتالية والهجومية التي تتماشى مع ظروف الحرب في منطقة تكثر فيها الوديان والمرتفعات الجبلية والكثبان الرملية والكهوف التي حفرها خلال السنوات الماضية، والتي تسمح لمقاتليه بالتخفي والابتعاد عن مناظير وكاميرات طائرات الاستطلاع الروسية والإيرانية التي تجوب أجواء البادية السورية ليلا نهاراً». ولفت الناشط المطلع ويدعى جمعة الحسن، أن التنظيم ذهب إلى استخدام الدارجات النارية في عملياته الهجومية ضد مواقع قوات النظام والميليشيات الإيرانية المنتشرة في البادية السورية، لسهولة التنقل بها وعدم كشفها من مسافات بعيدة، إضافة إلى تأمين مستلزماته من طعام وماء عبر الدراجات من مناطق مدنية في دير الزور والرقة (خلسة)، دون التمكن عن الكشف بسهولة عن هوية عناصره وانتمائهم.
ويضيف الحسن المطلع على تفاصيل التنظيم المتطرف في المنطقة: «استطاع مقاتلو تنظيم (داعش)، منذ مطلع شهر أغسطس (آب) الجاري وحتى الآن، من تنفيذ قرابة 23 هجوماً بدراجات نارية وأسلحة متوسطة، منها 12 هجوماً على مواقع عسكرية تابعة للميليشيات الأفغانية الموالية لإيران وحزب الله (العراقي)، في مناطق السخنة والطيبة شرق حمص، ومناطق جبل البشري جنوب غربي دير الزور، وهجمات مماثلة أيضاً بالدراجات النارية استهدفت قوافل نقل عسكرية لقوات النظام السوري على الطرق البرية الواصلة بين مدينة تدمر ودير الزور وطريق أثريا شرق حماة ومحافظة الرقة، وأسفرت عن تدمير 4 حافلات ومقتل وجرح العشرات من عناصر قوات النظام، تزامناً مع فقدان الاتصال بثلاث مجموعات لقوات النظام في منطقتي السخنة والطيبة شرق حمص، ما دفع بسلسلة من المواقع العسكرية للميليشيات الإيرانية الممتدة من مدينة تدمر والسخنة شرق حمص، مروراً بمناطق أثريا شرق حماة وصولاً إلى جبل البشري ودير الزور والرقة، إلى رفع حالة التأهب القصوى والاستنفار على مدار الساعة، لصد هجمات مقاتلي التنظيم المباغتة عبر الدراجات النارية.
ويشير تطوير «داعش»، لمهاراته القتالية ووسائل تنقلاته في البادية السورية، إلى أنه هو المتحكم الفعلي في البادية والقادر على التحكم بالمسارات العسكرية وشن الهجمات في المكان والزمان اللذين يختارهما التنظيم.
ويرى الباحث في الشأن العسكري في سوريا، العقيد مصطفى بكور، أنه «لا يخفى على أحد وجود صراع روسي إيراني على الأرض السورية، من خلال سعي كل دولة إلى بسط نفوذها بشكل أكبر، وقد لوحظ في الآونة الأخيرة تزايد عمليات القصف الجوي ضد مواقع انتشار الميليشيات الإيرانية من قبل التحالف الدولي وإسرائيل، والجميع يعلم أن هذه الهجمات تتم بالتنسيق مع روسيا أو بعلمها».
يضيف، أنه لوحظ مؤخراً تراجع اهتمام روسيا في مكافحة تنظيم (داعش) في البادية السورية ما أعطى التنظيم المجال، لمهاجمة الميليشيات الإيرانية التي كانت تتحرك بحماية الطيران الروسي، «وكل ذلك حسب اعتقادي يأتي في إطار تذمر روسيا من محاولة إيران زيادة انتشارها على الأرض السورية، على حساب التواجد الروسي، في ظل انشغال روسيا في حربها ضد أوكرانيا».


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.