بدأت القوات الأوكرانية هجوماً مضاداً في الجنوب طال انتظاره، ويهدف إلى إبعاد القوات الروسية إلى الجانب الآخر من نهر دنيبر واستعادة السيطرة على مدينة خيرسون المحتلة، وفق ما أعلنت السلطات المحلية يوم الاثنين. وقال المسؤول المحلي ومستشار الحاكم الإقليمي، سيرغي خلان، للتلفزيون الأوكراني: «اليوم، شُنت هجمات قوية بالمدفعية على مواقع العدو، وعلى مجمل أراضي منطقة خيرسون المحتلة. إنها بداية نهاية احتلال منطقة خيرسون».
وأكد أن للقوات الأوكرانية «الأفضلية» على الجبهة الجنوبية بعد ضربات عدة في الأسابيع الأخيرة استهدفت جسوراً في منطقة خيرسون وهدفت إلى إعاقة العمل اللوجيستي للجيش الروسي.
وكانت وسائل إعلام أوكرانية قد نقلت في وقت سابق عن المتحدثة باسم القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني ناتاليا غومينيوك أن قوات كييف تهاجم «في اتجاهات عدة» عند هذه الجبهة. وذكرت مجموعة «كاخوفكا» العسكرية الأوكرانية عبر فيسبوك أنها لاحظت انسحاب وحدة من المقاتلين الانفصاليين الموالين لموسكو من مواقعها في المنطقة.
وقالت القيادة العسكرية الأوكرانية في المنطقة إن قصف ممرات الإمداد والتموين الروسية في الجنوب في الآونة الأخيرة «أضعف العدو بلا شك»، مضيفة أن أكثر من عشرة مستودعات للذخيرة الروسية تعرضت لضربات خلال الأسبوع الماضي. وسيطرت القوات الروسية منذ بدء الغزو على مدينة خيرسون (280 ألف نسمة) على ضفاف نهر دنيبر. وهذه المنطقة أساسية بالنسبة إلى الزراعة الروسية، كما أنها استراتيجية كونها تحاذي شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في مارس (آذار) 2014.
من جهة أخرى، قال حاكم إقليمي إن أحد المارة وعدداً غير محدد من السكان قتلوا بعد قصف روسي لمنازل في مدينة ميكولايف الأوكرانية يوم الاثنين. وكتب فيتالي كيم حاكم الإقليم على تيليغرام قبل دقائق من تأكيد سقوط قتلى، أن «منطقة وسط المدينة تتعرض لقصف مكثف. ما زالت هناك صواريخ تُطلق. لا تغادروا الملاجئ».
في غضون ذلك، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس أنه من المقرر عقد مؤتمر دولي من الخبراء لمناقشة إعادة إعمار أوكرانيا في 25 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل في برلين. وتعهد شولتس، في الخطاب الذي ألقاه يوم الاثنين في جامعة كارلوفا «تشارلز» في العاصمة التشيكية براغ، بدعم مستدام لأوكرانيا التي تعرضت للهجوم من قبل روسيا، وقال: «سنبقي على هذا الدعم على نحو موثوق به وطالما كان ضرورياً... هذا ينطبق على عملية إعادة إعمار البلد المدمر التي ستستغرق أجيالاً». وأكد شولتس أن هذا يتطلب تنسيقاً دولياً واستراتيجية ذكية ومرنة. وسيكون ذلك محور المؤتمر المقرر عقده في برلين، الذي دعا إليه شولتس مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين.
وقال شولتس إنه يريد أن تتولى ألمانيا «مسؤولية خاصة» في مساعدة أوكرانيا في تعزيز أنظمة المدفعية والدفاع الجوي، متعهداً أن تواصل برلين دعمها «مهما اقتضى الأمر». وأضاف: «أستطيع أن أتصور ألمانيا تأخذ على عاتقها مسؤولية خاصة في بناء قدرات المدفعية والدفاع الجوي الأوكرانية»، داعياً الحلفاء إلى تنسيق «تقسيم العمل بشكل موثوق به وطويل الأمد» فيما يتعلق بالدعم العسكري لأوكرانيا. وتابع: «هدفنا هو التوصل إلى قوات عسكرية أوكرانية حديثة قادرة على الدفاع عن البلاد بشكل دائم».
وقال المستشار الألماني: «نسأل أنفسنا في الوقت الحالي مرة أخرى، أين سيمتد الخط الفاصل بين أوروبا الحرة هذه والأوتوقراطية الإمبريالية الجديدة في المستقبل». وأضاف: «لقد تحدثت عن نقطة تحول في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط)... لذلك يعتبر الهجوم الوحشي على أوكرانيا أيضاً هجوماً على النظام الأمني في أوروبا».
أوكرانيا تشن هجوماً مضاداً لاستعادة خيرسون
شولتس: ألمانيا لديها مسؤولية خاصة لبناء قدرات كييف العسكرية
أوكرانيا تشن هجوماً مضاداً لاستعادة خيرسون
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة