إثيوبيا تدعو إلى ضغط دولي على إقليم تيغراي لقبول مفاوضات سلام

سفيرها في الخرطوم أكد أن أطرافاً خارجية تمد المتمردين بالسلاح

TT

إثيوبيا تدعو إلى ضغط دولي على إقليم تيغراي لقبول مفاوضات سلام

اتهم السفير الإثيوبي لدى السودان، يبتال أميرو، أطرافاً كثيرة لم يسمها بالتدخل ودعم «جبهة تحرير تيغراي» لتأجيج الصراع في بلاده، داعياً المجتمع الدولي ودول الجوار إلى الضغط على «تيغراي» لحملها على الجلوس إلى طاولة مفاوضات سلام، وأبدى في الوقت ذاته استعداد بلاده للعودة إلى مفاوضات سد النهضة برعاية الاتحاد الأفريقي.
وأكد السفير في مؤتمر صحافي بالخرطوم، أمس، صحة إسقاط الجيش الإثيوبي طائرة عبرت أجواء بلاده آتية من السودان، وقال في هذا الخصوص إن دعم الأطراف الخارجية «جبهة تحرير تيغراي»؛ «كثير وضخم جداً ومعروف، وهذه الطائرة دليل على محاولة إرسال أسلحة وذخائر عبر الجو»، مشيراً إلى أن الحكومة الإثيوبية تدعو المجتمع الدولي ودول الجوار، التي تتأثر سلباً بالنزاع، إلى الضغط على «جبهة تحرير تيغراي»، التي وصفها بـ«الإرهابية، للجلوس إلى طاولة المفاوضات، والكف عن الجرائم التي ترتكبها ضد المدنيين». كما أكد أن إثيوبيا «دولة عظيمة، ولن تنهار بسبب الضغوطات الخارجية، أو بسبب تمرد في إقليم معين، وتستطيع وحدها حسم هذه المشكلة، لكنها ترفض أي تدخلات خارجية في شأنها الداخلي».
في سياق ذلك، كشف السفير عن بعض الصدامات العسكرية التي تقودها «جبهة تحرير تيغراي» في شمال البلاد. وأوضح أنه رغم انسحاب الجيش الفيدرالي الإثيوبي بعد سيطرته الكاملة على الإقليم، فإن «جبهة تيغراي»؛ «شنت هجوماً عسكرياً واسعاً على إقليمي العفر والأمهرا وارتكبت انتهاكات بشعة، وإبادة جماعية ضد المدنيين العزل، وقامت باغتصاب النساء، وتدمير دور العبادة ونهبها»، مبرزاً أن الجيش الإثيوبي الفيدرالي تمكن من طرد مقاتلي «تيغراي» من الإقليمين، فيما أعلنت الحكومة وقف النار لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لإقليم «تيغراي» والأقاليم الأخرى.
وأضاف السفير الإثيوبي أن حكومة بلاده لا ترغب في الدخول في جولة حرب ثالثة، رغم أن «جبهة تيغراي»؛ «ليست مستعدة للمفاوضات والوصول إلى سلام، وتضع شروطاً مسبقة لعرقلة حل الأزمة»؛ حسب تعبيره. كما اتهم السفير الإثيوبي «جبهة تيغراي» بـ«تجنيد الأطفال القصر، وإرسالهم إلى ميادين القتال في المعارك التي تدور حالياً في إقليمي الأمهرا والعفر شمال البلاد». وقال أميرو بهذا الخصوص: «إذا لم تكف (جبهة تيغراي) عن جرائمها، فإن الحكومة الإثيوبية ستكون مجبرة على اتخاذ الإجراءات المناسبة لاستباب الأمن، وبسط هيمنة الدولة في كل أقاليم البلاد».
وأضاف المتحدث ذاته أنه يجب على دول الجوار والمجتمع الدولي أن «يلعبوا دوراً إيجابياً في الضغط على (تيغراي) حتى تجلس إلى طاولة المفاوضات بغية حل المشكلات بطريقة سلمية»، مبرزاً في هذا السياق أن السودان دولة «جارة، ويجب أن تضغط على هذه المجموعة لحل المشكلات عبر طاولة المفاوضات».
وبشأن سد النهضة؛ قال السفير إن بلاده على استعداد للجلوس إلى طاولة المفاوضات، التي يرعاها الاتحاد الأفريقي، والتي تجمع الدول الثلاث؛ إثيوبيا والسودان ومصر، مضيفاً أن الملء الثالث للسد انتهى بنجاح، وأنه تم تشغيل التوربين وإنتاج الكهرباء. كما أشار إلى أن الملء الثالث لم يؤثر سلباً على دولتي المصب السودان ومصر، وخفف المشكلات التي يسببها الفيضان في السودان.
وفي هذا السياق، ذكر أميرو باللقاء الذي جمع بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، على هامش قمة «الإيقاد» بالعاصمة الكينية نيروبي في يوليو (تموز) الماضي، بهدف حل مشكلة سد النهضة والحدود عبر الحوار وطاولة المفاوضات.


مقالات ذات صلة

ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

العالم ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

أثار عدم التوصل إلى اتفاق، بعد محادثات سلام أولية بين الحكومة المركزية الإثيوبية، ومتمردي إقليم «أوروميا»، تساؤلات حول مستقبل تلك المحادثات، واحتمالات نجاحها، وأسباب تعثرها من البداية. ورأى خبراء أن «التعثر كان متوقعاً؛ بسبب عمق الخلافات وتعقيدها»، في حين توقّعوا أن «تكون المراحل التالية شاقة وصعبة»، لكنهم لم يستبعدوا التوصل إلى اتفاق. وانتهت الجولة الأولى من المحادثات التمهيدية بين الطرفين، دون اتفاق، وفق ما أعلنه الطرفان، الأربعاء.

العالم رئيس الحكومة الإثيوبية يُعلن مقتل عضو بارز في الحزب الحاكم

رئيس الحكومة الإثيوبية يُعلن مقتل عضو بارز في الحزب الحاكم

أعلن رئيس الحكومة الإثيوبية آبي أحمد اليوم (الخميس) مقتل مسؤول الحزب الحاكم في منطقة أمهرة الواقعة في شمال البلاد. وقال آبي أحمد عبر «فيسبوك»، إنّ «أولئك الذين لم يتمكّنوا من كسب الأفكار بالأفكار، أخذوا روح شقيقنا جيرما يشيتيلا». واتهم أحمد، وفقا لما نقلته وكالة «الصحافة الفرنسية»، «متطرّفين يتسمون بالعنف» بالوقوف وراء هذا العمل الذي وصفه بـ«المخزي والمروّع».

«الشرق الأوسط» (أديس أبابا)
العالم محادثات سلام «غير مسبوقة» بين حكومة إثيوبيا ومتمردي «أورومو»

محادثات سلام «غير مسبوقة» بين حكومة إثيوبيا ومتمردي «أورومو»

تنطلق في تنزانيا، الثلاثاء، محادثات سلام غير مسبوقة بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية ومتمردي إقليم أوروميا، ممثلين في «جبهة تحرير أورومو» التي تخوض معارك مع القوات الحكومية بشكل متقطع منذ عقود. وتسعى أديس أبابا لإبرام اتفاق سلام دائم مع متمردي الإقليم، الذي يشغل معظم مناطق وسط البلاد، ويضم مجموعة من الفصائل المسلحة التابعة لقومية الأورومو، على غرار ما حدث في «تيغراي» شمالاً، قبل 5 أشهر، خشية دخول البلاد في حرب جديدة مع تصاعد التوتر بين الجانبين. وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي زار مدينة نكيمتي بالإقليم مؤخراً، أن «جولة مفاوضات ستبدأ معهم (جيش تحرير أورومو) الثلاثاء في تنزانيا»، في أ

محمد عبده حسنين (القاهرة)
شمال افريقيا هل تستغل إثيوبيا اضطرابات السودان لحسم «الخلاف الحدودي»؟

هل تستغل إثيوبيا اضطرابات السودان لحسم «الخلاف الحدودي»؟

عاد الخلاف الحدودي بين إثيوبيا والسودان، بشأن منطقة «الفشقة»، إلى الواجهة، بعد أنباء سودانية عن نشاط «غير اعتيادي» للقوات الإثيوبية ومعسكراتها، في المنطقة المتنازع عليها، منذ بداية الاضطرابات الأخيرة في السودان.

محمد عبده حسنين (القاهرة)
أفريقيا إثيوبيا: متمردو تيغراي يُظهرون «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام

إثيوبيا: متمردو تيغراي يُظهرون «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام

أظهر متمردو إقليم «تيغراي» شمال إثيوبيا، «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام، الموقَّع قبل نحو 5 أشهر، مع الحكومة الفيدرالية بأديس أبابا، وذلك بتسليمهم مزيداً الأسلحة، ضمن عملية نزع سلاح الإقليم ودمج مقاتليه في الجيش الوطني. وحسب نائب مفوض «إعادة التأهيل الوطني»، العميد ديريبي ميكوريا، اليوم (الخميس)، فإن «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي سلمت الدفعة الأولى من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة المتنوعة التي تم جمعها حول منطقة دينقولات في إقليم تيغراي». وأنهى اتفاق السلام، الموقّع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حرباً عنيفة استمرت عامين، راح ضحيتها الآلاف، حسب منظمات دولية.

محمد عبده حسنين (القاهرة)

أبرز ردود الفعل الدولية على هجوم نيو أورليانز

شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
TT

أبرز ردود الفعل الدولية على هجوم نيو أورليانز

شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)

أثار هجوم نيو أورليانز، فجر أمس الأربعاء، الذي استهدف محتفلين برأس السنة، وأسفر عن مقتل 15 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات، إدانات دولية.

فيما يأتي أبرزها:

فرنسا

أبدى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تعاطفه «مع الشعب الأميركي الذي نشاطره الألم»، مؤكداً عبر منصة «إكس» أن المدينة التي «ضربها الإرهاب غالية على قلوب الفرنسيين».

وأسس مستعمرون فرنسيون نيو أورليانز، وقد وقع الهجوم في الحي الفرنسي الشهير بالمدينة.

كذلك، قدّم كريستيان إستروسي، رئيس بلدية مدينة نيس الجنوبية التي تعرضت لهجوم دهس عام 2016 أدى إلى مقتل 86 شخصاً، تعازيه.

وقال إن «المأساة التي وقعت في نيو أورليانز، المدينة الشقيقة لنيس، تذكرنا بشكل مؤلم بالمأساة التي شهدناها... أفكارنا مع العائلات والأرواح التي راحت ضحية عملية الدهس في احتفالات منتصف العام الجديد».

المملكة المتحدة

قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، عبر «إكس» إن «الهجوم العنيف الصادم في نيو أورليانز مروع».

وأضاف: «تعاطفي مع الضحايا وعائلاتهم وأجهزة الطوارئ وشعب الولايات المتحدة في هذا الوقت المأسوي».

الصين

قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، خلال مؤتمر صحافي: «صدمنا بهذا الهجوم العنيف»، مضيفة أن «الصين تعارض كل أعمال العنف والإرهاب التي تستهدف المدنيين».

وتابعت: «نحن حزانى على الضحايا، ونعرب عن تعاطفنا مع أسرهم ومع المصابين».

أوكرانيا

قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عبر «إكس» إنه «روّع بالهجوم الذي وقع في نيو أورليانز بالولايات المتحدة الذي أودى بحياة أبرياء وأدى إلى إصابة العديد من الأشخاص».

وأضاف: «نحن على ثقة بأن المسؤولين عن هذا العمل الفظيع سيحاسبون. إن العنف والإرهاب وأي تهديدات لحياة الناس ليس لها مكان في عالمنا، ويجب عدم التسامح معها. نقدم تعازينا الصادقة لأسر الضحايا... أوكرانيا تقف بجانب الشعب الأميركي وتدين العنف».

الاتحاد الأوروبي

عدّت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، عبر منصة «إكس» أن «لا عذر لعنف مماثل»، مبدية «حزنها الكبير».

وأضافت: «نحن نتضامن بشكل كامل مع الضحايا وعائلاتهم خلال هذه اللحظة المأسوية».

الأمم المتحدة

دان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الهجوم «بشدة» و«قدم تعازيه لأسر الذين فقدوا أرواحهم»، «كما تمنى الشفاء العاجل للجرحى» بحسب بيان صادر عن الناطق باسمه.

ألمانيا

قال المستشار الألماني، أولاف شولتس، عبر «إكس»: «إنها أخبار فظيعة من نيو أورليانز».

وأضاف: «أشخاص يحتفلون تؤخذ حياتهم أو يصابون بسبب كراهية لا معنى لها. نحن نحزن مع عائلات الضحايا وأصدقائهم، ونتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين».

إسرائيل

وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، عبر «إكس»: «أشعر بحزن كبير إزاء الهجوم الإرهابي في نيو أورليانز».

وأضاف: «أقدم خالص التعازي لأسر الضحايا. أتمنى الشفاء العاجل للمواطنين الإسرائيليين المصابين وجميع الجرحى... لا مكان للإرهاب في عالمنا».

تركيا

قالت وزارة الخارجية التركية في بيان: «نحن نشعر بحزن عميق جراء الهجوم الذي وقع في نيو أورليانز في الولايات المتحدة».

وأضافت: «نتقدم بتعازينا لأسر وأصدقاء الذين فقدوا أرواحهم... نأمل في أن يتم الكشف عن دوافع الهجوم في أقرب وقت ممكن، وأن تتم محاسبة المسؤولين عنه».