سافر حول العالم عبر تطبيق «جوّي»

برنامج يتعقب حركة الطائرات حول العالم

سافر حول العالم عبر تطبيق «جوّي»
TT

سافر حول العالم عبر تطبيق «جوّي»

سافر حول العالم عبر تطبيق «جوّي»

«فلايت رادار 24» هو واحدٌ من مواقع عدّة تجمع معلومات عامّة عن مواقع الطائرات، ومسارات الرحلات، وسجلّات الملكية، وارتفاعات التحليق، وغيرها الكثير لعرضها في خريطة تفاعلية. ومن خلاله يستطيع النّاس الاطلاع على تفاصيل عن الطائرات ووجهاتها في أي مكان من العالم، حتّى في القارة القطبية الجنوبية.

- حلّق بالأجواء
لم تكن كريستين ديبل، موظفة سابقة في منظّمة الحماية البيئية، تملك معرفة كبيرة عن الطيران، ولكنّ هذا التطبيق ساعد في إشباع حبّها للسفر وفضولها المشتعل لمعرفة ما يجري حولها. وقالت ديبل إنّ «ما فاجأها في (فلايت رادار) هو إطلاقه العنان لمخيّلتها. ماذا يفعل هؤلاء النّاس على متن الطائرة؟ هل يذهبون في عطلة؟ أو في رحلة عمل؟»
تشعر ديبل بالكثير من الحماس عندما تحدّق برموز الطائرات في التطبيق وتتخيّل السائحين على متن الرحلة وهم يحلّقون من مطار قريب باتجاه مدينة لشبونة، وتتعاطف مع الأهل عندما ترى صورة افتراضية لطوّافة طوارئ متوجّهة إلى مستشفى أطفال محلّي «هنا، تجدون قصصا من جميع الأنواع»، على حدّ تعبيرها.
تعتبر مواقع تعقّب النشاط الجوي مثالًا آخر على التقنيات التي تكشف النقاب عن معلومات مخفية وتتيحها للجميع. وكشف إيان بيتشينيك، مدير الاتصالات في التطبيق، أنّ «فلايت رادار 24» Flightradar24 انطلق منذ نحو 20 عاما للترويج لموقع حجوزات سويدي. بعدها، سخّر مسؤولو الشركة في مشروع الموقع، تقنية البث التلقائي للمراقبة التابعة، وبدأ موظّفوه بتثبيت أجهزة متلقيات على الأسطح في السويد لالتقاط إرسالات الراديو الصادرة عن طائرات ترسل مواقعها لطائرات أخرى ولأجهزة تنظيم النشاط الجوي.

- تعقّب الرحلات
قال بيتشينيك إنّ الخريطة التفاعلية التي تظهر النشاط الجوي حازت على شعبية أكثر من خدمة الحجوزات، وهكذا ولدت خدمة تعقّب الرحلات الجوية.
ينتشر في العالم اليوم نحو 34 ألف جهاز متلقٍّ تابع لموقع «فلايت رادار 24» وافق أفراد الجمهور على وضعها على أسطح منازلهم ومبانيهم التجارية وفي بقعٍ أخرى. يجمع الموقع هذه الإشارات مع معلومات أخرى أبرزها قاعدة بيانات خاصة بمالكي الطائرت وجداول رحلات الطائرات التجارية، ويضع هذه البيانات جميعها في خريطة رقمية.
قد يتساءل البعض ما إذا كانت هذه الخريطة تشكّل خطرا على سلامة الناس والمسافرين، ولكنّنا علمنا من ممثلي إدارة الطيران الفيدرالية أنّ الوكالة قلّصت البيانات المتوفرة عن الطائرات المرتبطة بوزارة الدفاع، ووزارة الأمن الداخلي، ووزارة العدل، فضلا عن أنّ طائرة الرئاسة الأميركية لا تظهر على الموقع. يستطيع مالكو الطائرات المدنية أيضا طلب الحدّ من الإفصاح عن بيانات السفر الخاصة بهم.
ولكن بيتشينيك يؤمن بأهمية توفير معلومات للجمهور في الوقت الحقيقي عن النشاط في الفضاء الجوي المشترك. وعلمنا من موقع «فلايت رادار 24» أيضا أنّ استعمال خدمات التعقّب شهد ارتفاعا كبيرا خلال فترة تعليق السفر الجوي بسبب الجائحة في بعض مناطق العالم.
توجد مواقع أخرى لتعقّب الرحلات الجوية أبرزها «فلايت أوير» و«إي دي إس - بي إكستشينج»، ولكنّ جيري داير وجيلي بريستوود اللذين يديران «بيغ جيت تي في»، قناة متخصصة بالطيران على منصة يوتيوب، قالا إنّ «فلايت رادار 24» هو التطبيق المفضّل لمعظم الفضوليين ومحبّي الطيران.
وأضافا أنّ البعض يستخدمون التطبيق لتقدير أوقات وصول أصدقائهم وأفراد عائلتهم المسافرين، ويستخدمه أيضا القلقون من السفر لطمأنة أنفسهم لسلامة فكرة السفر بالطائرة. بدورها، تستخدم المنظّمات الإخبارية خدمات تعقّب الطائرات لتتبّع إشارات المسؤولين التنفيذيين في الشركات الكبرى ومعرفة وجهات سفرهم.
وتعلم ديبل جيدا أنّ التطبيق لا يحلّ محلّ السفر الحقيقي، ولكنّه يمنحها «إحساسا بالاتصال مع العالم الكبير»، على حدّ تعبيرها.

- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

اعتقال راكب حاول تحويل مسار طائرة مكسيكية إلى أميركا «بالقوة»

يوميات الشرق طائرة تابعة لشركة «فولاريس» المكسيكية (رويترز)

اعتقال راكب حاول تحويل مسار طائرة مكسيكية إلى أميركا «بالقوة»

اعتُقل راكب على متن رحلة مكسيكية من إل باجيو إلى تيخوانا، بعد محاولته تحويل مسار الطائرة إلى الولايات المتحدة «باستخدام القوة».

«الشرق الأوسط» (مكسيكو سيتي)
الاقتصاد طائرات تابعة لشركة «لوفتهانزا» في أحد المطارات (رويترز)

المفوضية الأوروبية توافق على استحواذ «لوفتهانزا» على حصة في «إيتا»

وافقت المفوضية الأوروبية على استحواذ شركة «لوفتهانزا» الألمانية للطيران على حصة في شركة الطيران الحكومية الإيطالية «إيتا».

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم تظهر هذه الصورة التي التقطتها قوات الدفاع الجوي اليابانية قاذفة صينية من طراز «H  -6» تحلق فوق بحر الصين الشرقي في 24 مايو 2022 (رويترز)

الجيشان الروسي والصيني ينفّذان دورية جوية مشتركة فوق بحر اليابان

قال التلفزيون المركزي الصيني (سي سي تي في)، إن الجيشَين الصيني والروسي نفَّذا الدورية الجوية الاستراتيجية المشتركة التاسعة في المجال الجوي فوق بحر اليابان.

«الشرق الأوسط» (بكين - موسكو)
الاقتصاد شعار «طيران الإمارات» على طائرة ركاب بمطار دبي الدولي (رويترز)

«طيران الإمارات»: تأخير تسليم طائرات بوينغ عرقل قدرتنا على التوسع

قال رئيس «طيران الإمارات» إن الشركة «محبَطة» لأنها تحتاج إلى طائرات، مضيفاً أنه لو جرى تسليم طائرات بوينغ 777-9 إكس في الموعد المحدد لكُنا قد حصلنا على 85 طائرة

«الشرق الأوسط» (دبي)
يوميات الشرق طائرة تابعة لشركة «ساوث ويست» الأميركية (أ.ب)

إخلاء طارئ لطائرة بعد اشتعال النيران في هاتف أحد الركاب واحتراق مقعد

تمكن طاقم طائرة من إجلاء أكثر من 100 راكب بعد أن اشتعلت النيران في هاتف أحد المسافرين على متن طائرة تابعة لشركة «ساوث ويست» الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».