مصانع سعودية تنجح في قياس تبني تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة

قطاع الأغذية والمشروبات يحوز أكبر نسبة تمويل جريء في المملكة

المصانع السعودية شرعت في تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة وتقنيات الذكاء الصناعي (الشرق الأوسط)
المصانع السعودية شرعت في تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة وتقنيات الذكاء الصناعي (الشرق الأوسط)
TT

مصانع سعودية تنجح في قياس تبني تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة

المصانع السعودية شرعت في تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة وتقنيات الذكاء الصناعي (الشرق الأوسط)
المصانع السعودية شرعت في تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة وتقنيات الذكاء الصناعي (الشرق الأوسط)

نجحت السعودية في تقييم 58 مصنعاً على مؤشر «سيري» الدولي لقياس مستوى تبني تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، ما يعادل أكثر من نصف المنشآت المستهدفة لدى الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن» قوامها 100 مصنع قائم لتصبح نموذجاً لباقي المُصنعين، وذلك في إطار المبادرة النوعية في برنامج الإنتاجية الوطني لمساعدة المنشآت على تحقيق أعلى معدلات الكفاءة.
وتخطو السعودية نحو تسخير تقنيات الثورة الصناعية الرابعة كالذكاء الصناعي، البلوكتشين، السيارات ذاتية القيادة، إنترنت الأشياء، المدن الذكية لصالح المجتمعات كافة، ما يعكس حرص الحكومة لتصبح المملكة رائدة في هذا المجال.
مستجدات عالمية
وأكدت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية أن هذا النجاح يأتي تتويجاً لجهود مواكبة مستجدات القطاع الصناعي العالمي، والحرص على نقل أحدث التقنيات التي تدعم تنافسية المنتجات الوطنية في الأسواق المحلية والإقليمية والدولية، وتعزز منظومة التصدير الوطنية وفق أفضل معايير الجودة المعتمدة، في إطار المبادرات المسندة في برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجيستية «ندلب» اتساقاً مع دورها الرئيس في رؤية 2030.
وقال قصي العبد الكريم، مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي المتحدث الرسمي للهيئة، إن «مدن» اهتمت بتأهيل قدرات العناصر البشرية لتنفيذ مستهدفات برنامج الإنتاجية الوطنية باعتبارها محور استراتيجيتها للتحول الرقمي ونواة لخلق كوادر وطنية قادرة على قيادة التحول بالقطاع الصناعي مستقبلاً، حيث تحتضن 3 مقيمين متخصصين معتمدين من مؤشر «سيري» من أصل 6 مقيمين فقط على مستوى المملكة.
وبين أن مؤشر «سيري» المملوك لمؤسسة «إنسايت» الوحيد المُعتمد حتى الآن من قِبل منتدى الاقتصاد العالمي «دبليو إي إف» لقياس معدلات تبني المنشآت الصناعية لتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، ودعمها بالأدوات اللازمة لرفع جاهزيتها التقنية لهذا الغرض.
التحول الرقمي
وأضاف العبد الكريم، أن برنامج الإنتاجية الوطني تمكن من تدريب 450 قيادياً من 76 مصنعاً على مفاهيم الثورة الصناعية الرابعة وفق أفضل البرامج التدريبية بالتعاون مع شركاء تقنيين عالميين هم شركتا «جنرال إلكتريك» و«ماكنزي»، وهو ما يسهم في تحقيق مستهدفات برنامج تنمية القدرات البشرية ضمن رؤية المملكة 2030.
وزاد أنه تعزيزاً لنجاح مبادرة «الإنتاجية الوطني» على مستوى القطاع الصناعي، فقد انضمت مصانع الهيئة الملكية للجبيل وينبع إلى إطار أعمال البرنامج، وتم تسليم 63 خطة تحوُل رقمي لأكثر من 15 قطاعاً صناعياً، تشكل دعماً لاستراتيجية «مدن» نحو تمكين الصناعة والإسهام في زيادة المحتوى المحلي بالتكامل مع القطاعين العام والخاص في المملكة.
وتتولى «مدن» منذ 2001 تطوير الأراضي الصناعية متكاملة الخدمات، إذ تشرف حالياً على 36 مدينة في أنحاء المملكة تضم أكثر من 4 آلاف مصنع منتج وتحت الإنشاء والتأسيس، بجانب إشرافها على المجمعات والمدن الصناعية الخاصة، وتعمل كذلك على تطوير منظومتها الاستثمارية وتعزيزها بمعايير برنامج جودة الحياة لمواكبة تطلعات شركائها بالقطاع الخاص وتمكين دور المرأة والمنشآت الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال.
وكانت الهيئة قد أطلقت برنامج الإنتاجية الوطني مستهدفة مساعدة المنشآت الصناعية للوصول إلى أعلى معدلات الكفاءة الإنتاجية، عبر وضع خطط تحول لتطبيق مبادئ التميز التشغيلي، وتبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة على 100 مصنع قائم لتصبح نموذجاً لباقي المُصنعين، وذلك بالشراكة مع صندوق التنمية الصناعية السعودي، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.
المصانع الجاهزة
ودشنت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن»، مؤخراً 58 مصنعاً جاهزاً بمساحة 700 متر مربع في مدينة سدير للصناعة والأعمال، لتحفيز دور المنشآت الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال في الاقتصاد الوطني طبقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030.
وأكد المهندس أسامة الزامل، الرئيس التنفيذي المكلف للهيئة، أن تدشين المصانع يأتي دعماً للمنشآت الصغيرة والمتوسطة ورواد ورائدات الأعمال وتشجيعاً للاستثمارات النسائية، ضمن المبادرات المُسندة إلى «مدن» في برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجيستية «ندلب»، واتساقاً مع دورها المحوري في تحقيق النهضة الصناعية التي تنشدها رؤية المملكة 2030 لتعزيز دور القطاع غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي، وإثراء القاعدة التنموية للاقتصاد الوطني.
الصغيرة والمتوسطة
من جانب آخر، أعلنت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة «منشآت» في تقريرها للربع الثاني من العام الجاري الصادر أمس (الأحد) أن عدد المنشآت الصغيرة والمتوسطة تجاوزت 892 ألف منشأة، بزيادة بلغت 25.6 في المائة مقارنة بالربع الرابع من 2021؛ إذ استحوذت الرياض على 35.4 في المائة، بينما تضم مكة المكرمة 21 في المائة منها، في حين بلغت نسبتها في المنطقة الشرقية 12.7 في المائة، ليكشف التقرير عن 81 في المائة من هذه المنشآت تصنف متناهية الصغر وصغيرة. وأوضحت «منشآت» أن قطاع الأغذية والمشروبات حصل على أكبر نسبة من التمويل على مدار النصف الأول من العام الحالي، قياساً بالشركات العاملة في القطاعات الأخرى، وذلك حسب تقرير منصة «ماجنيت» للنصف الأول 2022. وتمكن قطاع الأغذية والمشروبات من الحصول على استثمارات بلغت نحو 178 مليون دولار على مدار النصف الأول من العام الحالي.
وأفصح التقرير عن نمو التمويل الاستثماري الذي حصلت عليه الشركات السعودية الناشئة بنسبة 244 في المائة ليصل إلى 2.19 مليار ريال (584 مليون دولار) في النصف الأول من 2022 على أساس سنوي، حيث صُنفت المملكة كثاني أكثر أسواق رأس المال الجريء نشاطاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الفترة نفسها.
تمكين المرأة
وذكر التقرير أن نسبة المنشآت التي تملكها سيدات بلغت 45 في المائة من إجمالي أصحاب الشركات الناشئة بالمملكة، وهو ما يمثل ضعف النسبة التي تحققت في 2017.
وتأتي هذه الزيادة نتيجة لتمكين المرأة في عالم ريادة الأعمال الذي يضمن تعزيز المزايا التنافسية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة من خلال برامج تطوير المهارات ودمج التقنيات في العمليات التجارية، إلى جانب توفير منتجات وخدمات ملائمة للغرض الذي تسعى رائدات الأعمال إليه، ما يجعلهن أكثر قدرة على المنافسة والتطور.
مؤتمر دولي
من ناحية أخرى، أفصحت اللجنة الوطنية لصناعة الحديد السعودية عن تنظيم «المؤتمر السعودي الدولي الثاني للحديد والصلب» خلال الفترة من 12 إلى 14 سبتمبر (أيلول) المقبل بفندق فور سيزون بالرياض، برعاية وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، ووزير الاستثمار خالد بن عبد العزيز الفالح. وسيشارك في المؤتمر، قرابة 50 متحدثاً من رواد صناعة الحديد ومسؤولين حكوميين ورؤساء تنفيذيين لمشروعات عملاقة، ويتوقع أن يتجاوز عدد الحضور 750 مشاركاً من ذوي العلاقة والاهتمام بما فيهم هيئات إعلامية عالمية وإقليمية ومحلية.
وسيتناول المؤتمر جملة من التحديات التي تواجه صناعة الحديد والصلب السعودية، وما يتصل بواقع التطورات الاقتصادية العالمية وانعكاساتها على واقع هذه الصناعة في السعودية والعالم، حيث سيصوغ المتحدثون والخبراء والمسؤولون الحكوميون مقترحاتهم بشأن الآليات والبرامج التي تعالج هذه التحديات، وتهيئ البيئة أمام تعزيز مكانة السعودية على خريطة صناعة الحديد والصلب العالمية، وخصوصاً استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى هذا القطاع.
وتحتل المملكة المركز العشرين عالمياً بإنتاج سنوي يقارب 20 مليون طن من الحديد والصلب المطابق لأعلى المواصفات والمعايير العالمية، واستهلاك يقارب 15.5 مليون طن، وتكثف جهودها لتعزيز موقعها على خريطة الصناعة العالمية، وذلك بدعم من وزارة الصناعة والثروة المعدنية التي تعمل على مواجهة ظاهرة الإغراق والواردات غير المطابقة للمواصفات العالمية، وتعمل الوزارة على عدد من مسارات الدعم مثل تسهيل وصول المنتجات الوطنية للأسواق العالمية، وتشجيع الاستثمار في القطاع عبر تهيئة بيئة استثمار جاذبة مقرونة ببرامج إرشادية مدروسة بعناية هدفها استقطاب الاستثمار الأجنبي والمحلي على حد سواء، وهو ما سيكشف عن تفاصيله المؤتمر والخطوات والبرامج التي تم اتخاذها لتحسين واقع ومستقبل الصناعة السعودية للحديد والصلب.
وسيناقش المؤتمر التطورات الدولية التي أثرت على الاقتصاد السعودي وكان لها انعكاساتها على صناعة الحديد السعودية، حيث سيتطرق إلى مناقشة أثر جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي، ومرحلة بدء التعافي منها، والاختلالات التي شهدتها سلاسل الإمداد التي لا تزال تلقي بظلالها على الأسواق العالمية، فيما ستكون آثار وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية حاضرة في مناقشات المؤتمر حيث سيبحث مستقبل صناعة الحديد والصلب في ظل أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب.


مقالات ذات صلة

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

الاقتصاد جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

سطرت السعودية التاريخ بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

التراخيص الاستثمارية في السعودية ترتفع 73.7%

حققت التراخيص الاستثمارية المصدرة في الربع الثالث من العام الحالي ارتفاعاً بنسبة 73.7 في المائة، لتصل إلى 3.810 تراخيص.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد نائب رئيس هيئة الأركان العامة وقائد القوات البحرية الملكية السعودية مع باتريس بيرا خلال الملتقى البحري السعودي الدولي 2024 (الشرق الأوسط)

«مجموعة نافال» تتعاون مع الشركات السعودية لتوطين صناعة السفن البحرية

أكد نائب رئيس المبيعات في الشرق الأوسط والمدير الإقليمي لـ«مجموعة نافال» في السعودية باتريس بيرا، أن شركته تنتهج استراتيجية لتطوير القدرات الوطنية في المملكة.

بندر مسلم (الظهران)
الاقتصاد جانب من الاجتماع الاستراتيجي لـ«موانئ» (واس)

«موانئ» السعودية تلتقي كبرى شركات سفن التغذية لتعزيز الربط العالمي

اجتمعت الهيئة السعودية العامة للموانئ (موانئ) مع كبرى شركات سفن التغذية العالمية، بهدف تعزيز الربط العالمي، وزيادة التنافسية على المستويين الإقليمي والدولي.

«الشرق الأوسط» (دبي)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
TT

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)

رفعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، اليوم، تصنيف السعودية إلى «Aa3» من«A1»، مشيرة إلى جهود المملكة لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

وتستثمر المملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم، مليارات الدولارات لتحقيق خطتها «رؤية 2030»، التي تركز على تقليل اعتمادها على النفط وإنفاق المزيد على البنية التحتية لتعزيز قطاعات مثل السياحة والرياضة والصناعات التحويلية.

وتعمل السعودية أيضاً على جذب المزيد من الاستثمارات الخارجية لضمان بقاء خططها الطموحة على المسار الصحيح.

وفي الشهر الماضي، سعى وزير الاستثمار السعودي إلى طمأنة المستثمرين في مؤتمر بالرياض بأن السعودية تظل مركزاً مزدهراً للاستثمار على الرغم من عام اتسم بالصراع الإقليمي.

وقالت موديز في بيان: «التقدم المستمر من شأنه، بمرور الوقت، أن يقلل بشكل أكبر من انكشاف المملكة العربية السعودية على تطورات سوق النفط والتحول الكربوني على المدى الطويل».

كما عدلت الوكالة نظرتها المستقبلية للبلاد من إيجابية إلى مستقرة، مشيرة إلى حالة الضبابية بشأن الظروف الاقتصادية العالمية وتطورات سوق النفط.

وفي سبتمبر (أيلول)، عدلت وكالة «ستاندرد اند بورز» نظرتها المستقبلية للسعودية من مستقرة إلى إيجابية، وذلك على خلفية توقعات النمو القوي غير النفطي والمرونة الاقتصادية.