«الصحة العالمية» تحذر من «طفرات» لـ«كورونا» خلال أسابيع

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية (أ.ف.ب)
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية (أ.ف.ب)
TT
20

«الصحة العالمية» تحذر من «طفرات» لـ«كورونا» خلال أسابيع

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية (أ.ف.ب)
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية (أ.ف.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن طفرات جديدة لفيروس «كورونا» قد تظهر في الأسابيع المقبل بعد نهاية فصل الصيف الذي شهد تراخياً واسعاً لتدابير الوقاية والاحتواء على الصعيد العالمي، ودعت الحكومات إلى تعزيز أنشطة المراقبة لرصد هذه الطفرات وتحديد مواصفاتها الوراثية، وتجهيز المنظومات الصحية لمواجهة الارتفاع المحتمل في عدد الإصابات الجديدة التي قد تتصاعد بسرعة مع انحسار موجة الحر وبداية فصل البرد والعودة إلى زيادة الاختلاط والتجمعات داخل الأماكن المغلقة.
وكانت آخر البيانات الصادرة عن المنظمة الدولية قد أفادت بأن إجمالي عدد الإصابات المؤكدة قد تجاوز 597 مليوناً، فيما اقترب عدد الوفيات من 6.5 مليون وبلغ عدد الجرعات اللقاحية الموزعة في العالم 12.4 مليار. وجاء في هذه البيانات، التي تنبّه المنظمة دائماً إلى أنها دون الأرقام الحقيقية بكثير، أن عدد الإصابات العالمية خلال الأسبوع الفائت بلغ 5.3 مليون حالة، أي أنه تراجع بنسبة 9 في المائة مقارنة بالأسبوع الذي سبقه، وأن عدد الوفيات الإجمالية بلغ 14 ألفاً، أي بانخفاض عن الأسبوع السابق بنسبة 15 في المائة. وجاء في البيانات الإقليمية أن عدد الإصابات الأسبوعية تراجع أو بقي مستقراً في جميع المناطق، وأن اليابان سجّلت أعلى نسبة زيادة في عدد الحالات الجديدة بلغت 6 في المائة، تلتها كوريا الجنوبية بنسبة 2 في المائة. وكانت الإصابات الجديدة في الولايات المتحدة تراجعت بنسبة 13 في المائة، وفي ألمانيا بنسبة 19 في المائة.
لكن نبّه خبراء المنظمة إلى أن هذه الأرقام لا تعكس دائماً الصورة الحقيقية للمشهد الوبائي في معظم البلدان التي أجرت تعديلات تدريجية على استراتيجياتها الاختبارية، ما أدى إلى تراجع عدد الفحوص الإلزامية التي يخضع لها المواطنون، وبالتالي إلى خفض عدد الحالات التي يتمّ الإبلاغ عنها. يضاف إلى ذلك أن بلداناً كثيرة تتأخر في إرسال بياناتها إلى المنظمة الدولية، الأمر الذي يستدعي تنقيح البيانات الإجمالية باستمرار ويقتضي الحذر في مقاربتها والاستناد إليها لاستخلاص النتائج وبناء تدابير المكافحة والوقاية على أساسها.
وذكّرت المنظمة بأن العدد الرسمي للوفيات الناجمة عن الإصابة بكوفيد منذ مطلع العام الجاري قد تجاوز المليون، ما يشكّل مؤشراً واضحاً على أن الفيروس ما زال يتمتع بقدرة عالية على السريان، وما زال المرض يتسبب في عشرات الوفيات اليومية، حتى في البلدان التي بلغت مستويات مرتفعة من التغطية اللقاحية بالجرعات الإضافية.
ويقول خبراء مركز الطوارئ الصحية التابع للمنظمة إن عودة حركة النقل الجوي إلى الانتعاش منذ مطالع هذا الصيف، وما رافقها من تخفيف تدابير الوقاية والاحتواء، أو إلغائها كلياً في حالات كثيرة، كل ذلك يمهّد لارتفاع أكيد في عدد الإصابات الجديدة خلال الفترة المقبلة، ويزيد من احتمالات ظهور طفرات فيروسية جديدة. وحذّر الخبراء من أن انفجاراً جديداً في عدد الإصابات قد تكون له عواقب خطيرة في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الراهنة، والأزمة المعيشية والغذائية في العديد من البلدان النامية.
وأظهر آخر البيانات المتوفرة لدى منظمة الصحة أن 99 في المائة من تحاليل التسلسل الوراثي للفيروس قد أجريت على متحوّر «أوميكرون» الذي لا تزال طفرته BA.5 هي السائدة على الصعيد العالمي بنسبة 74 في المائة، بعد أن كانت منتشرة بنسبة 71 في المائة في الأسبوع السابق. وأفادت البيانات أيضاً بعض الدراسات والتحاليل الأولية على بعض المتحورات الفرعية الناجمة عن هذه الطفرة، التي قد تكون أكثر فتكاً من المتحور الأصلي وأسرع سرياناً، وليس من المعروف بعد إذا كانت تتمتع بقدرة على التهرّب من المناعة اللقاحية.
إلى جانب ذلك أفادت المنظمة بأن عدد الإصابات المؤكدة في منطقة شرقي المتوسط تراجع للأسبوع الرابع على التوالي وبلغ 75 ألفاً خلال الأيام السبعة الماضية. لكن عدد الحالات الجديدة في العراق ارتفع بنسبة 46.1 في المائة خلال الأسبوع الماضي، فيما ارتفع هذا العدد في اليمن بنسبة 50 في المائة. أما العدد الأكبر للإصابات الجديدة في هذا الإقليم فقد سجلته إيران، حيث تجاوز 34 ألفاً خلال الأسبوع الفائت، بينما في لبنان بلغت نسبة الإصابات من الاختبارات الرسمية 111 حالة لكل مائة ألف مواطن.
وكان عدد الوفيات المؤكدة في إقليم شرقي المتوسط خلال الأسبوع الماضي قد راوح مكانه عند 600 حالة، لكن كان لافتاً أن 471 منها كانت في دولة واحدة هي إيران.
وفي المنطقة الأوروبية، بلغ عدد الإصابات الجديدة 1.3 إصابة خلال الأسبوع الماضي، أي بتراجع طفيف عن الأسبوع السابق، فيما سجّلت بعض البلدان ارتفاعاً في عدد الإصابات، مثل أوكرانيا التي زادت فيها الإصابات بنسبة 40 في المائة، أو الاتحاد الروسي، حيث ازدادت بنسبة 39 في المائة. وبلغ عدد الوفيات في الإقليم الأوروبي أربعة آلاف، أي بانخفاض نسبته 30 في المائة مقارنة مع الأسبوع السابق.
وكان المكتب الإقليمي الأوروبي لمنظمة الصحة قد جدّد تحذيراته بأن نهاية جائحة «كوفيد» ما زالت بعيدة، وأن الموجات الأخيرة دلّت على قدرة الفيروس في مواصلة الانتشار على نطاق واسع رغم اتساع دائرة التغطية اللقاحية وارتفاع نسبة المناعة الجماعية الناجمة عن التعافي من المرض. ونبّه خبراء المكتب، في بيان صدر يوم الجمعة الفائت، إلى أن المنطقة الأوروبية قد تشهد موجة وبائية جديدة مع بداية فصل الخريف أو اقتراب فصل الشتاء، وناشدوا الحكومات تعزيز تدابير الحماية والوقاية للعاملين في القطاع الصحي، والاستعداد لاحتمال ظهور طفرات جديدة.
وكان المدير العام للمنظمة الدولية تيدروس أدهانوم غيبريسوس قد دعا الدول الأعضاء للعودة إلى تطبيق التدابير التي أظهرت فاعليتها في الماضي لاحتواء الفيروس، مثل استخدام الكمامات الواقية وتحسين التهوية وتعزيز إجراءات الرصد والعلاج. وقال إن إدارة البلدان للجائحة هي دون قدراتها، مشيراً بصورة خاصة إلى ضرورة معالجة الحالات الخطرة في المستشفيات، وزيادة الاهتمام بالمرضى الذين يعانون من «كوفيد الطويل»، أي أولئك الذين ما زالوا يقاسون أعراضاً كثيرة بعد فترة طويلة من تعافيهم.
من جهته، أعرب مدير قسم الطوارئ في المنظمة مايك رايان عن قلقه من أن قلّة اختبارات التسلسل الوراثي للفيروس تحول دون التقييم الكافي للطفرات السارية وتلك التي يمكن أن تظهر قريباً، وقال إن «الاختبارات الحالية لا تسمح بتقدير تطور هذه الطفرات وتحديد مواصفاتها».


مقالات ذات صلة

نقص التمويل يهدد بإغلاق 80 % من خدمات الصحة العالمية في أفغانستان

آسيا أفغانيات أمام مصحة علاجية خارج العاصمة كابل (متداولة)

نقص التمويل يهدد بإغلاق 80 % من خدمات الصحة العالمية في أفغانستان

من المرجح أن يؤدي نقص التمويل إلى إغلاق 80 % من مرافق الرعاية الصحية الأفغانية التي تدعمها منظمة الصحة العالمية بحلول شهر يونيو (حزيران).

«الشرق الأوسط» (إسلام أباد )
العالم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يطالب الولايات المتحدة «إعادة النظر» في الخفض الحاد لمساعداتها المخصصة للقطاع الصحي (أ.ف.ب)

«منظمة الصحة العالمية»: خفض المساعدات الأميركية قد يتسبب في خسارة أرواح الملايين

دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الولايات المتحدة، الاثنين، إلى «إعادة النظر» في الخفض الحاد لمساعداتها المخصصة للقطاع الصحي.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
صحتك لقاح الحصبة (رويترز)

عدد حالات الحصبة في أوروبا وآسيا الوسطى يسجل رقماً قياسياً

قالت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، الخميس، إن عدد حالات الإصابة بالحصبة المُبلغ عنها بأوروبا وآسيا الوسطى في 2024 كان الأعلى منذ 27 عاماً.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
الولايات المتحدة​ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (أ.ب)

منظمة الصحة العالمية «تشد الحزام» بعد انسحاب أميركا

وضعت منظمة الصحة العالمية مدة أقصاها سنة واحدة لعقود التوظيف بعد انسحاب الولايات المتحدة من عضويتها.

«الشرق الأوسط» (جنيف )
صحتك شرب الماء ضروري لحياة صحية (أرشيفية - رويترز)

ما كمية الماء الواجب شربها يومياً؟

هل 8 أكواب من الماء كافية لترطيب جسمك في فصل الصيف؟

«الشرق الأوسط» (لندن)

مسؤول أممي يطلق نداءً لتمويل احتياجات 123 مليون نازح حول العالم

خالد خليفة مستشار المفوض السامي وممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي (الشرق الأوسط)
خالد خليفة مستشار المفوض السامي وممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي (الشرق الأوسط)
TT
20

مسؤول أممي يطلق نداءً لتمويل احتياجات 123 مليون نازح حول العالم

خالد خليفة مستشار المفوض السامي وممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي (الشرق الأوسط)
خالد خليفة مستشار المفوض السامي وممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي (الشرق الأوسط)

أطلق مسؤول أممي، نداءً إلى الجهات المعنية، بضرورة توفير التمويل المطلوب لمواجهة حاجة اللاجئين الماسة لاحتواء أوضاعهم الإنسانية والمأساوية، في ظل تزايد عددهم، مشيراً إلى أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تطلب من المانحين توفير 10.248 مليار دولار لتمويل احتياجات اللاجئين والنازحين قسراً عام 2025.

وقال خالد خليفة، مستشار المفوض السامي وممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي، لـ«الشرق الأوسط»: «مع وصول النزوح القسري إلى مستويات غير مسبوقة، لاضطرار نحو 123 مليون شخص إلى النزوح قسراً في جميع أنحاء العالم، فإن تأمين هذه الأموال، سيكون في غاية الأهمية للاستجابة للصراعات الجديدة والأزمات الطويلة الأمد».

وأضاف خليفة: «حتى الآن، تعهدت الحكومات المانحة بتقديم 1.143 مليار دولار، بالإضافة إلى 355 مليون دولار من شركاء القطاع الخاص، ليصل الإجمالي إلى1.5 مليار دولار، وهو ما يغطي 15 في المائة فقط من مجمل الاحتياجات المتوقعة هذا العام».

ولفت، إلى أن المفوضية تعمل بالتنسيق مع الحكومات والدول المضيفة والمنظمات الدولية والشركاء المحليين للاستجابة للاحتياجات الهائلة للاجئين والنازحين داخلياً، وقال خليفة: «نسعى لتأمين الموارد اللازمة لتقديم المأوى والطعام والمياه والرعاية الصحية والتعليم وغيرها من الخدمات الأساسية. بالإضافة إلى ذلك، تعتمد المفوضية على خطط الاستجابة المشتركة بين الوكالات لدعم حكومات البلدان المضيفة في توفير الحماية والمساعدة للاجئين والمجتمعات المضيفة».

وأضاف: «تسعى المفوضية إلى جمع التبرعات وتنسيق الجهود الدولية لضمان توفير الموارد اللازمة لمساعدة اللاجئين. تشمل جهود المفوضية تقديم الدعم الإنساني في حالات الطوارئ وتعزيز القدرات المحلية لتحسين استجابة الحكومات والمجتمعات لأزمات اللاجئين».

وقال خليفة: «بحلول منتصف عام 2024، بلغ عدد النازحين قسراً في العالم أكثر من 122.6 مليون شخص فروا من ديارهم بسبب الحروب والنزاعات وانتهاكات حقوق الإنسان، بزيادة 5 في المائة (أو 5.3 مليون شخص) مقارنةً بنهاية عام 2023. من بين هؤلاء 43.7 مليون لاجئ و72.1 مليون نازح داخلياً».

وأضاف: «فيما يتعلق بالسودان، استمر الصراع في إجبار السكان على الفرار من منازلهم، وأدى إلى نزوح أكثر من 8.9 مليون شخص داخلياً ولجوء 3.4 مليون شخص إلى الدول المجاورة».

وتابع: «على مدى أكثر من 12 عاماً، استمر عدد الأشخاص النازحين قسراً بالارتفاع. وبحلول نهاية شهر يونيو (حزيران) 2024، كان هناك شخص واحد من بين كل 67 شخصاً في عداد النازحين قسراً في جميع أنحاء العالم، أي نحو ضعف ما كان عليه الرقم قبل عقد من الزمن، وهو شخص واحد من بين كل 114 شخصاً».

ووفق خليفة، فإن هذه الزيادة المطردة في أعداد النازحين قسراً، تأتي بسبب تزايد الحروب والصراعات، مثل الحرب في أوكرانيا والسودان، دون وجود أفق لحلول سياسية تنهي تلك الصراعات.

بالإضافة إلى ذلك، طبيعة أوضاع النزوح الممتدة منذ سنوات طويلة، مثل أزمة اللاجئين الروهينغا واللاجئين الأفغان، والأزمة السورية وغيرها من الأزمات التي تتسبب في نزوح الملايين من الأشخاص.

ولفت إلى أن النزاع المسلح الدامي، على حدّ تعبيره، بين القوات المسلحة السودانية و«قوات الدعم السريع» أدى إلى إجبار مئات الآلاف من الأشخاص على مغادرة منازلهم، مشيراً إلى أن المفوضية، تدعو أطراف الصراع كافة في السودان إلى الوصول إلى حل سياسي للأزمة.

وشدد خليفة، على أن استمرار القتال يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني وزيادة أعداد النازحين واللاجئين في أوضاع مأساوية، مبيناً أن المفوضية، تؤكد على ضرورة السماح للسكان بمغادرة مناطق النزاع والبحث عن الأمان، سواء داخل البلاد أو خارجها، والحصول على الحماية من كل أشكال العنف.