أثار ناشط سياسي «ملحد»، يدعى تشاز ستيفنز، جدلاً واسعاً في ولاية تكساس بمطالبته بوضع لافتات تحمل شعار «نحن نثق بالله» باللغة العربية إلى جانب العبارة باللغة الإنجليزية، التي طالبت سلطات الولاية بوضعها في كافة المدارس. وامتد الجدل إلى ولايات أميركية أخرى في ظل خلاف حول المبدأ الدستوري بفصل الدين عن الدولة، والأفكار المتعلقة بالحرية الدينية، ومدى ومجال سلطات الولاية في فرض شعارات ترتبط بدين محدد على الأميركيين الملحدين الذين لا يؤمنون بأي دين. كما دار سجال آخر حول استخدام اللغة الإنجليزية فقط، وليس لغات أخرى مثل العربية والصينية والإسبانية ما دام جزء كبير من الأميركيين يتحدرون من أصول مختلفة. ووجدت هذه الحملة مؤيدين ونقاشاً واسعاً حول القوانين التي تفرض شعارات دينية على طلبة المدارس.
وبدأت القصة التي نشرتها وسائل إعلام أميركية عدة، بينها «واشنطن بوست»، مع سن ولاية تكساس قانوناً جديداً برعاية السيناتور الجمهوري عن الولاية بريان هيوز. وينص القانون على أن أي مدرسة ابتدائية أو ثانوية أو مؤسسة للتعليم العالي يحب أن تعلق ملصقاً دائماً، وفي مكان واضح، يحمل عبارة «نحن نثق بالله» (بالإنجليزية) إلى جانب علم ولاية تكساس. ونص القانون على توفير هذه الملصقات من التبرعات الخاصة التي تحصل عليها المدارس. وطالبت سكان الولاية بالتبرع بالأموال أو شراء هذه اللافتات.
وجادل ستيفنز - الذي يعيش في ولاية فلوريدا - بأن المشرعين يستفزون الناس غير المؤمنين وليسوا يهوداً أو مسيحيين، وأبدى انزعاجه من إقحام الدين في المدارس الحكومية، قائلاً إن هذا الأمر مزعج بغض النظر عما إذا كان الشخص مؤمناً أم لا. ورأى هذا الناشط السياسي أن القانون لا يحدد أن يكون الشعار مكتوباً باللغة الإنجليزية، لذا قرر بدء حملة لجمع التبرعات لإرسال ملصقات إلى المدارس في جميع أنحاء ولاية تكساس مع كتابة الشعار باللغة العربية. وقال، «بصفتي فناناً، فكرت أن اللغة العربية جميلة». وأشار إلى أن هدفه هو «كشف النفاق»، وقلب البيروقراطية على نفسها. وبدأ ستيفنز في تنظيم حملة لجمع الأموال لإنتاج الشعار باللغة العربية وبلغات أخرى، وإغراق المدارس الحكومية بملصقات تحمل شعار «نحن نثق بالله» بلغات أخرى، معترضاً على القانون الذي يفرض كتابة الشعار باللغة الإنجليزية فقط.
وفي مقابل حملة ستيفنز، شنت منظمات جمهورية ومسيحية حملات لطبع ملصقات بالشعار ذاته باللغة الإنجليزية فقط، وتوزيعه في مدارس هيوستن ودالاس ومدن أخرى داخل الولاية. وأشار كيمي لين كينغ أستاذ العلوم السياسية في جامعة شمال تكساس إلى أن القانون رقم 797 الذي أقرته سلطات ولاية تكساس العام الماضي، لا يحدد اللغة المستخدمة في الشعار، ولذا يمكن المجادلة حول المعنى الواضح للتشريع باللغة الإنجليزية، وما يمثله من خطاب ترعاه الحكومة برسالة محددة تريد إيصالها، ومن ناحية أخرى يمكن القول إن القانون غامض لأنه لا يمنع كتابته بلغات أخرى. ويوضح أستاذ العلوم السياسية أنه إذا تم الطعن في القانون، فمن المرجح أن تدافع السلطات في تكساس عن العبارة من منطلق مبدأ حرية التعبير، وهو ما يعطي الولاية نفوذاً أكبر وحماية أوسع. وأضاف كينغ أن ولايات مثل تكساس وفلوريدا وتنيسي وولايات أخرى لديها قوانين مماثلة، مما يجعل الأمر أقرب إلى عاصفة يمكن أن تصل إلى المحكمة الدستورية العليا.
وتعد عبارة «نثق بالله» (In God We Trust) الشعار الرسمي للولايات المتحدة، وقد اعتمدها الكونغرس عام 1856، وهي عبارة مكتوبة أيضاً على الدولار العملة الرسمية للولايات المتحدة. وترجع أصول العبارة كشعار سياسي إلى الحرب الأهلية الأميركية، حيث أراد أنصار الاتحاد التأكيد على ارتباطهم بالله ورفع الروح المعنوية للجنود.
سجال حول رفع شعار «نثق بالله» بالعربية في مدارس أميركية
سجال حول رفع شعار «نثق بالله» بالعربية في مدارس أميركية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة