أبناء المشاهير المصريين... يرثون الشهرة أم المتاعب؟

عدد منهم قرر العيش في «جلباب آبائهم» بمجالات فنية ورياضية

محمد عادل إمام (فيسبوك)
محمد عادل إمام (فيسبوك)
TT

أبناء المشاهير المصريين... يرثون الشهرة أم المتاعب؟

محمد عادل إمام (فيسبوك)
محمد عادل إمام (فيسبوك)

على غرار الكثير من الأسر المصرية التي تورّث أبناءها مهناً وحرفاً ووظائف متنوعة، يختار عدد كبير من أبناء مشاهير الرياضة والتمثيل والغناء العيش في جلباب آبائهم وعدم المغامرة بعيداً عن مجالات آبائهم، فعلى تترات الأعمال الفنية تبرز أسماء أبناء النجوم من خلال كتابة الاسم ثلاثياً، وفي مجال كرة القدم، يتعرف الجمهور على أشبال لاعبي التسعينات الذين بدأوا غزو عالم كرة القدم خصوصاً في قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك.
وأعاد تألق لاعب كرة القدم الشاب مصطفى شوبير حارس مرمى النادي الأهلي، في المباراة التي جمعت فريقه بإنبي أخيراً، ذكريات أبيه أحمد شوبير إلى الأذهان.

مصطفى شوبير مع والده

ويثير استكمال أبناء المشاهير مسيرة آبائهم ردوداً متباينة في مصر، فبينما يصفهم البعض بأنهم «أبناء عاملين»، وهو تعبير شعبي ساخر يعني أن الابن يعمل مدعوماً بنفوذ والده ويكون التعبير مرتبطاً في الغالب بنظرة سلبية مفادها أنه ليس من الضروري أن يكون الابن موهوباً مثل والده، بحيث يجري التربص بمستوى أداء الابن حتى يثبت العكس، ويؤكد أنه خامة مميزة ومستقلة وتستحق هذه المكانة. في المقابل، ينال ابن النجم المشهور إشادات واسعة لدى تألقه، ليثبت المقولة الشهيرة «ابن الوز عوّام».
ولم يستطيع الإعلامي أحمد شوبير كتمان سعادته بابنه العام الماضي، على الهواء في أثناء تقديمه أحد البرامج الرياضية على قناة مصرية، عندما قال: «يا سعدي يا هناي بابني الذي يشارك مع النادي الأهلي في كأس العالم للأندية ويفوز معه بالميدالية البرونزية».
كما شهد الموسم الكروي الجاري توهج اثنين من المواهب الجديدة في نادي الزمالك، بطل الدوري في 2022، وهما سيف فاروق جعفر، نجل فاروق جعفر الملقب بـ«ملك خط الوسط» في القلعة البيضاء، ويوسف أسامة نبيه، نجل أسامة نبيه نجم الفريق السابق وعضو الجهاز الفني الحالي.
ويؤكد المحلل الرياضي محمد البرمي، أنه «على المستطيل الأخضر تحديداً لن يمكنك أن تلعب اعتماداً على اسم والدك، فالجماهير سريعة الغضب ولا ترحم أحداً»، ضارباً المثل بـ«شريف إكرامي، نجل الحارس التاريخي للأهلي الكابتن إكرامي، الذي لم يقدم أداءً مقنعاً مع القلعة الحمراء، فاستغنى عنه الفريق لينتقل إلى فريق آخر»، على حد تعبيره.

شريف إكرامي مع والده (فيسبوك)

ويضيف البرمي لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الظاهرة موجودة على مستوى العالم من خلال نماذج كثيرة، من بينها أبناء النجم البرازيلي رونالدينو والأرجنتيني دييجو سيميوني والفرنسي زين الدين زيدان، فرغم الأسماء الرنانة للآباء لم يستطع الأبناء الصعود على أكتافهم»، لافتاً إلى أنه «ربما يستطيع الأب مساعدة ابنه ومنحه الفرصة في المراحل السنية المبكرة عبر إلحاقه بصغار الناشئين، لكنه لن يستطيع فرضه على الفريق الأول».
وتتردد أصداء ظاهرة أبناء المشاهير في مجال آخر لا يقل أهمية هو التمثيل حيث الأضواء والنجومية، ويعد محمد عادل إمام، نجل «الزعيم»، أحد أبرز الأمثلة في هذا السياق. حيث جاء الظهور الأول للنجم الشاب في فيلم «عمارة يعقوبيان» عام 2006، حيث لعب دوراً رئيسياً في عمل يجمع والده مع نور الشريف وخالد الصاوي وهند صبري، ما جعل البعض يتهمه على مواقع التواصل الاجتماعي بأنه «ممثل بالواسطة»، لمشاركته والده في الكثير من الأعمال التلفزيونية، لكنه قدم بطولة عدد من الأفلام والمسلسلات، وأصبح أحد نجوم شباك التذاكر المعروفين، حسب نقاد.
ويرى الناقد الفني محمد رفعت أن «عمل الابن في مجال أو تخصص أبيه هو ظاهرة اجتماعية شائعة في مصر والعالم، حيث رأينا نجماً عالمياً مثل كيرك دوغلاس ينجب فناناً أكثر شهرة منه هو مايكل دوغلاس»، مؤكداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المستهجن في الأمر هو محاولة النجم فرض ابنه على مجال بعينه، لأن هذه المحاولات ستبوء بالفشل لا ريب ما لم يكن الابن يتمتع بالقبول الجماهيري لا سيما في مجال الغناء كما رأينا في حالة أبناء بعض المطربين مثل علي الحجار ومدحت صالح ومحمد الحلو وفاطمة عيد وعفاف راضي»، على حد تعبيره.
ويأخذ نقاد على كلٍّ من رانيا فريد شوقي ورانيا محمود ياسين ودنيا سمير غانم ومي نور الشريف «إصرارهن على الاسم الثلاثي ما يعني أنهن يردن تذكرة الجمهور بآبائهم ويرفضن تقديم تجربتهن بشكل مستقل».
وتنسحب ظاهرة «أبناء المشاهير» كذلك على مجال الثقافة والأدب، إذ يرى الكثير من نقاد الأدب أنه «رغم المجهودات الطيبة التي يقدمها هؤلاء في مجالات الشعر الغنائي وشعر العامية والقصة القصيرة والمسرح، فإن مجمل تجربتهم لا يمكن مقارنتها بالتأثير العميق لآبائهم، على غرار بهاء صلاح جاهين، ونسمة يوسف إدريس، ومعتزة صلاح عبد الصبور، وأمين فؤاد حداد» وغيرهم.


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

قطعة من كعكة زفاف الملكة إليزابيث بـ2200 جنيه إسترليني

الكعكة النادرة جداً (دار المزادات)
الكعكة النادرة جداً (دار المزادات)
TT

قطعة من كعكة زفاف الملكة إليزابيث بـ2200 جنيه إسترليني

الكعكة النادرة جداً (دار المزادات)
الكعكة النادرة جداً (دار المزادات)

بيعت قطعة «نادرة جداً» من كعكة زفاف الملكة إليزابيث الثانية والأمير فيليب في مزاد بمقابل 2200 جنيه إسترليني.

وعُثر عليها في حقيبة سفر تحت سرير مالكتها، بعد 77 عاماً من تقديم الأخيرة الكعكة الأصلية بطول 9 أقدام (2.7 متر) إلى 2000 ضيف.

وذكرت «بي بي سي» أنّ الأميرة إليزابيث آنذاك قد أهدتها إلى مدبّرة المنزل في قصر هوليرود هاوس بأدنبره من عام 1931 إلى عام 1969، ماريون بولسون.

وفي هذا السياق، قال جيمس غرينتر من دار «ريمان دانسي» للمزادات في كولشيستر: «إنها اكتشاف حقيقي... بمثابة كبسولة زمنية صغيرة من الكعكة المجيدة».

وبيعت الكعكة، التي كان من المتوقَّع بدايةً أن تُحصِّل 500 جنيه إسترليني، لمُشترٍ من الصين اقتناها عبر الهاتف.

رسالة الشكر على الجهود (دار المزادات)

وكانت بولسون قد مُنحت قطعةً لشكرها على إعداد خدمة الحلوى «المبهجة» للمتزوّجين حديثاً. وظلّت تحتفظ بها حتى وفاتها في الثمانينات، عندما وُضعت تحت السرير مع بعض ممتلكاتها.

حُفظت الكعكة في صندوق تقديمها الأصلي، مُرفقةً برسالة من الملكة، مؤرَّخة بنوفمبر (تشرين الثاني) 1947، تقول: «زوجي وأنا تأثّرنا بشدّة لعلمنا بتقديم هدية زفاف مُبهجة كهذه. فتقديم الحلوى اللطيفة أسرتنا نحن الاثنين».

واتصلت عائلة بولسون الأسكوتلندية بأصحاب المزادات، في وقت سابق من هذا العام، سعياً إلى بيعها. وتكوّنت كعكة الزوجين الملكيين الفخمة من 4 طبقات، وازدانت بمختلف المشروبات لضيوف حفل الزفاف في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) 1947.

بدوره، قال غرينتر، الخبير الملكي لدار «ريمان دانسي»، إنّ قطعة بولسون كانت الأولى على الإطلاق التي تُباع «بأكملها».

وتابع: «تحتوي على مكوّناتها الأصلية، وهو أمر نادر جداً. رأيتُ صوراً لها. ملأت نصف الغرفة، كانت هائلة». وختم حديثه: «لم تعُد في أفضل حالاتها. لا أعتقد أنني سأرغب في تناولها».