هناك مثل إيطالي شائع يقول إن «الحساء الذي يُعاد تسخينه لا يكون مذاقه جيداً أبداً كما تتمنى» ومع ذلك، عاد إنتر ميلان ويوفنتوس إلى بعض لاعبيهما القدامى خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، على أمل أن يساعدهما هؤلاء النجوم في الحصول على البطولات والألقاب التي حصلا عليها من قبل.
ولم يكن النيراتزوري بحاجة إلى إعادة بناء الفريق بشكل كبير، خاصة أنه أنهى الموسم الماضي في المركز الثاني خلف ميلان بفارق نقطتين فقط، وكان يعرف بالضبط ما هو العنصر المؤثر الذي فقده من التشكيلة التي نجحت في الفوز بلقب الدوري الإيطالي الممتاز في الموسم السابق. لقد كان المهاجم البلجيكي العملاق روميلو لوكاكو هو هداف إنتر ميلان وأحد أكثر لاعبي الفريق صناعة للأهداف أيضاً في موسم 2020 - 2021. وبالتالي، كانت عودته إلى إنتر ميلان على سبيل الإعارة من تشيلسي، بعد أقل من 12 شهراً فقط من بيعه مقابل 115 مليون يورو، بمثابة انقلاب مثير في سوق الانتقالات.
لوكاكو سيكون أمام تحدٍ صعب هذا الموسم (أ.ب)
وتلقى المهاجم البلجيكي ترحيباً مختلطاً، حيث حذرت رابطة ألتراس الفريق في بيان مكتوب من أنه لا يمكن الاحتفال به باعتباره «الملك»، كما كان الأمر عليه من قبل. وكان هناك اختلاف في وجهات النظر حتى بين حشود الجماهير التي وصلت لاستقباله، وهو الأمر نفسه، الذي حدث مع الآلاف الذين شاركوا مقطع فيديو له وهو يرتدي التاج الملكي أمام ملعب «سان سيرو» بعد تعديل لفيلم «سيد الخواتم: عودة الملك». فهل ينجح لوكاكو في تحطيم أعداء إنتر ميلان للمرة الثانية؟
لقد كان الموسم الذي قضاه في تشيلسي محبطاً للغاية، حيث سجل ثمانية أهداف في 25 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه عاد إلى فريق لا يزال يضم معظم اللاعبين الذين ساعدوه على التألق من قبل.
لا يزال إنتر ميلان يمتلك لاوتارو مارتينيز لمرافقة لوكاكو في خط الهجوم، فضلاً عن نيكولو باريلا ومارسيلو بروزوفيتش في خط الوسط، ويرافقهما الآن هاكان تشالهان أوغلو وهنريك مخيتاريان. لقد رحل إيفان بيريسيتش وأشرف حكيمي من على الأطراف، لكن دينزل دومفريز قدم مستويات جيدة في مركز الظهير الأيمن الموسم الماضي، وأظهر روبن غوسينز كفاءته مع أتالانتا ومنتخب ألمانيا من قبل.
اليوفي يأمل في استعادة هيمنته على الدوري الإيطالي (الموقع الرسمي لنادي يوفنتوس)
لكن الاختلاف الأكبر بالطبع يتمثل في المدير الفني، لقد كان المدير الفني الإيطالي أنطونيو كونتي هو من ساعد لوكاكو على تقديم أفضل ما لديه قبل عامين.
لم يعد سيميوني إنزاغي باختراع العجلة عندما تولى القيادة الفنية لكونتي، لكنه سعى إلى أن من الصعب على المنافسين توقع ما يفعله إنتر ميلان، حيث جعل الفريق أقل اعتماداً على التحركات التي يتم التدريب عليها من قبل.
لقد أعرب لوكاكو عن إعجابه بالأسلوب الذي يتبعه إنزاغي الصيف الماضي، قبل أن يقدم تشيلسي عرضاً للاعب البلجيكي كان من الصعب تجاهله. قد يضطر إنتر ميلان للقيام بعملية بيع أخرى في نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية، في ظل التقارير التي تفيد بأن النادي قد يبيع دومفريز أو ميلان سكرينيار لموازنة أموره المالية، لكن من الواضح أن هناك حالة من التفاؤل داخل النادي في الوقت الحالي.
بوغبا عاد إلى ناديه السابق لكن البعض يشكك في استمرار وهجه
قد لا يكون الأمر نفسه صحيحاً في يوفنتوس. لقد أشعلت عودة النجم الفرنسي بول بوغبا حالة من الحماس والإثارة في البداية، حيث ذكّرت الجماهير بالوقت الذي فاز فيه فريقهم بالبطولات والألقاب ولعب في النهائيات الأوروبية. لقد كان الجميع يعلم أن بوغبا لم يعد نفس اللاعب الذي رحل في عام 2016. لكن حتى خلال الست السنوات المحبطة التي قضاها اللاعب في مانشستر يونايتد فإنه أظهر لمحات من مهاراته وقدراته الكبيرة وخلق العديد من الفرص، التي تظهر أنه لا يزال لاعباً من الطراز العالمي. في غضون ذلك، كان خط وسط يوفنتوس يعاني بشكل كبير، ويكفي أن نعرف أن اللاعب الذي كان من المتوقع أن يحل بوغبا محله في خط الوسط، وهو أدريان رابيو، قد صنع هدفين ولم يحرز أي هدف في 32 مباراة لعبها الموسم الماضي.
لكن على الأقل كان رابيو متاحاً للعب، على عكس بوغبا الذي غاب عن 80 مباراة خلال المواسم الثلاثة الماضية بسبب الإصابة، وبالتالي لم يشعر أحد بالدهشة عندما تعرض اللاعب لإصابة قوية في الركبة من المتوقع أن تبعده عن الملاعب لمدة شهر على الأقل من بداية الموسم الجديد!
ودعم البيانكونيري صفوفه بلاعبين آخرين، حيث تعاقد مع النجم الأرجنتيني أنخيل دي ماريا، الذي يضيف خبرات كبيرة لخط الهجوم، كما يُعد غليسون بريمر إضافة رائعة لخط الدفاع، رغم أنه تنتظره مهمة شاقة للغاية لتعويض رحيل كل من جورجيو كيليني وماتيس دي ليخت.
دي ماريا ضمن النجوم الذين استقطبهم اليوفي هذا الصيف (الموقع الرسمي لنادي يوفنتوس)
وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف سيلعب فيليب كوستيتش في الدوري الإيطالي الممتاز، بعد عام واحد من انهيار صفقة انتقاله إلى لاتسيو، وسط اتهامات من نادي لاتسيو بأن المدير الرياضي لنادي إينتراخت فرانكفورت قد أرسل عنوان بريد إلكتروني خاطئ للنادي الإيطالي، وهو ما تسبب في عدم وصول عرض لاتسيو إلى النادي الألماني.
ورغم ذلك، كان من المفترض أن يؤدي وصول بوغبا إلى تغيير ديناميكية هذا الفريق، لأسباب كثيرة ربما تكون أبرزها العلاقة الوثيقة التي بناها مع المدير الفني، ماسيميليانو أليغري. لقد اعتادا على البقاء سوياً بعد نهاية التدريبات خلال فترتهما السابقة معاً في تورينو، متحدين بعضهما بعضاً في مسابقات الرماية وكرة السلة.
ووصل الفارق بين البطل ميلان ويوفنتوس إلى 16 نقطة كاملة الموسم الماضي.
وإذا كان إنتر ميلان ويوفنتوس قد أعادا نجومهما السابقين، فقد تعاقد الروسونيري مع المهاجم البلجيكي تشارلز دي كيتليري البالغ من العمر 21 عاماً، والذي يصل طوله إلى 1.92 متر، والذي يستطيع اللعب في مركز صانع الألعاب وعلى الأطراف، وسجل 14 هدفاً مع نادي كلوب بروج الموسم الماضي ووصف بأنه النجم القادم لكرة القدم البلجيكية.
ويقدم ديفوك أوريغي وياسين عدلي، المزيد من الخيارات في الخط الأمامي. لكن تظل هناك أسئلة كثيرة حول من سيقود خط الهجوم إذا فشل النجم الفرنسي المخضرم أوليفييه جيرو، البالغ من العمر 35 عاماً، في تكرار الأداء الاستثنائي الذي قدمه الموسم الماضي والذي سجل خلاله في جميع المباريات الكبرى، لكن ميلان يشعر بالثقة قبل كل شيء لأنه احتفظ بالنواة الأساسية للفريق الشاب الذي فاز باللقب الموسم الماضي والذي لا يزال قادراً على التطور والتحسن تحت قيادة ستيفانو بيولي.
لكن هل هناك أي فرق أخرى قادرة على المنافسة على لقب الدوري الإيطالي الممتاز؟ لقد احتل نابولي المركز الثالث في جدول الترتيب الموسم الماضي، لكن منذ ذلك الحين تخلى عن خدمات قائده، لورينزو إنسيني، وثاني قائد للفريق، كالديو كوليبالي، ومعشوق الجماهير دريس ميرتينز.
وعلاوة على ذلك، فإن الأجواء المحيطة بالنادي أصبحت سامة ومشحونة للغاية، في ظل استمرار الاحتجاجات ضد مالك النادي، أوريليو دي لورينتيس.
إنزاغي مطالب بتقديم الدعم للنجم البلجيكي كي يقدم كل ما لديه (رويترز)
تفيد تقارير بأن نابولي لا يزال مهتماً بالتعاقد مع نجم ساسولو، جياكومو راسبادوري، ولاعب فيرونا، جيوفاني سيميوني. وقدم الوافد الجديد خفيشا كفاراتسخيليا مستويات مثيرة للإعجاب في فترة الاستعداد للموسم الجديد، لكن الفجوة التي تركها كوليبالي، على وجه الخصوص، سيكون من الصعب التغلب عليها.
وفي الطرف الآخر، هناك روما الذي لا يزال منتشياً بالفوز بأول بطولة أوروبية في تاريخه. لقد حضر ما يقرب من 10 آلاف مشجع لاستقبال النجم الأرجنتيني باولو ديبالا المنضم حديثاً للفريق، والذي انضم إلى خط هجوم قوي بالفعل يضم كلاً من تامي أبراهام ولورنزو بيليغريني ونيكولو زانيولو. وقد يضيف أندريا بيلوتي مزيداً من العمق لهذا الفريق.
وفي ظل الدعم الكبير الذي تلقاه خط وسط الفريق بالتعاقد مع النجم الهولندي جورجينيو فينالدوم، فهل من المتوقع أن يظهر روما كحصان أسود وينافس على لقب الدوري الإيطالي الممتاز هذا الموسم؟ في الحقيقة، يتعين على الفريق أن يكون هدفه الأول هو احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى في جدول الترتيب، على الأقل.
ولتحقيق هذا الهدف، قد يواجه روما منافسة من فيورنتينا، الذي أنهى الموسم الماضي في المركز السابع تحت قيادة فينتشنزو إيطاليانو ويطمح في اتخاذ خطوة أخرى للأمام من خلال إعادة لوكا يوفيتش إلى مستواه السابق. وفي المقابل، لم يدعم لاتسيو وأتالانتا صفوفهما بشكل قوي خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، لكنهما سيتنافسان على احتلال أحد المراكز المؤهلة للمشاركة في البطولات الأوروبية. وخلفهما، يجب أن تعمل أندية مثل ساسولو وتورينو وفيرونا على إعادة اكتشاف نفسها من جديد من دون جيانلوكا سكاماكا، وبريمر وسيميوني (إذا غادر كما هو متوقع) على التوالي. ويأمل بولونيا في الحفاظ على خدمات نجمه ماركو أرناوتوفيتش بعد تراجع اهتمام مانشستر يونايتد بضم اللاعب النمساوي.
وعلى الجانب الآخر، قد تكون معركة الهبوط مفتوحة على مصراعيها، خاصة بعدما قام فريقان صاعدان بتحركات مثيرة للاهتمام في سوق الانتقالات. لقد تعاقد كريمونيزي مع سيريل ديسيرز، الذي قاد فينورد الهولندي للوصول إلى المباراة النهائية لدوري المؤتمر الأوروبي بتسجيله 10 أهداف، وكذلك ديفيد أوكيريك من فينيسيا.
ولا تزال تحركات مونزا في سوق الانتقالات لافتة للأنظار، حيث تعاقد النادي مع ماتيو بيسينا، وستيفانو سينسي، وأندريا بيتانيا، وجيانلوكا كابراري، بالإضافة إلى خط دفاع جديد بالكامل - مارلون سانتوس، وأندريا رانوكيا، وأندريا كاربوني - يضم لاعبين يمتلكون خبرات كبيرة على أعلى مستوى.
من المعروف أن نادي مونزا مملوك لرجل الأعمال الشهير سيلفيو برلسكوني، ونائب رئيس النادي هو أدريانو غالياني، وهي الشراكة التي قادت ميلان للحصول على 29 بطولة على مدار 31 عاماً. ربما لا يتمكن الرجلان من تحقيق نفس الإنجازات التي حققاها مع ميلان، لكن من المثير حقاً رؤية ما سيقومان به خلال الفترة المقبلة.
لوكاكو وبوغبا لن يكونا «ملكين» في الإنتر واليوفي بعد عودتهما
كتيبة النجوم الشابة قد تضعهما أمام تحدٍ صعب في الدوري الإيطالي
لوكاكو وبوغبا لن يكونا «ملكين» في الإنتر واليوفي بعد عودتهما
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة