كيف يعزز النظام الغذائي الغني بالألياف صحة القلب؟

يقاوم الالتهابات ويقلل مخاطر النوبات القاتلة

كيف يعزز النظام الغذائي الغني بالألياف صحة القلب؟
TT

كيف يعزز النظام الغذائي الغني بالألياف صحة القلب؟

كيف يعزز النظام الغذائي الغني بالألياف صحة القلب؟

لا يحصل غالبية الأميركيين على قدر كبير من الألياف التي توجد بوفرة في الحبوب الكاملة ونباتات أخرى.

الألياف والقلب
ربما تكون مدركاً للتأثيرات الإيجابية للألياف على صحة الجهاز الهضمي للمرء، إلا إن هذه الكربوهيدرات المعقدة لطالما جرى الربط بينها وبين تحسن صحة القلب أيضاً. واليوم، بدأ الباحثون في اكتساب فهم أفضل للآليات المختلفة وراء هذه المزايا الإيجابية في الألياف. في هذا السياق؛ أوضح الدكتور إريك ريم، بروفسور الأوبئة وعلم التغذية لدى «مدرسة تشان للصحة العامة» التابعة لجامعة هارفارد: «حتى الدراسات المبكرة التي تعود إلى خمسينات وستينات القرن الماضي أشارت إلى وجود أمر مهم فيما يتعلق بالألياف وقدرتها على الوقاية من أمراض القلب». ومنذ ذلك الحين، تشير نتائج مستخلصة من تجارب سريرية قصيرة المدى، وكثير من التجارب الضخمة طويلة المدى والقائمة على المراقبة، إلى أن الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف ربما تقلص مخاطر التعرض لنوبات قلبية أو سكتات دماغية بنسبة تصل إلى 30 في المائة. وفي الوقت الحالي، تعكف دراسات أخرى على استكشاف حجم وأنماط الألياف التي توجد فارقاً في صحة القلب.
هل تقاوم الألياف الالتهابات؟ من بين أحدث الدراسات في هذا الصدد واحدة نشرت في 31 مارس (آذار) 2022 في «جاما نتورك أوبين»، التي عكفت على تفحص حجم الألياف التي يجري تناولها من جانب 4125 بالغاً من كبار السن من الذين شاركوا في دراسة حول صحة القلب والأوعية الدموية، بدأت عام 1989 وتابعت المشاركين حتى عام 2015.
واكتشف الباحثون أن تناول كثير من الألياف، خصوصاً من الحبوب، يرتبط بانخفاض مستوى الالتهابات، حتى إن زيادة كمية الألياف اليومية بمقدار 5 غرامات فقط ارتبطت بانخفاض كبير في مستويات «البروتين التفاعلي سي C - reactive protein (CRP)» في الدم، وهو البروتين الذي يعدّ نتاجاً ثانوياً للالتهابات على صلة وثيقة بمخاطر التعرض لنوبات قلبية. ويبدو أن هذه الفوائد تسهلها تريليونات الميكروبات التي تعيش في أمعائنا (ميكروبيوم الأمعاء)، والتي كانت محل تفحص متزايد على امتداد العقد الماضي.

دور «الألياف الغذائية»
توجد الألياف في الغالب في الأطعمة النباتية، وغالباً ما توصف بأنها قابلة للذوبان (ذلك أنها تمتزج مع الماء لتكوين مادة شبيهة بالهلام) أو غير قابلة للذوبان (أي تمر عبر القناة الهضمية دون تغيير يذكر). ويجري تكسير أو تحلل بعض الألياف - المعروفة باسم «الألياف القابلة للتخمير» أو «الألياف الغذائية (fermentable or prebiotic fiber)» - بواسطة البكتيريا الموجودة في القولون لتكوين أحماض دهنية قصيرة السلسلة. بعد ذلك، تنتشر هذه المركبات عبر مجرى الدم وتتفاعل مع مستقبلات محددة على الخلايا التي تهدئ الالتهابات. وعلى ما يبدو، تلعب هذه الأحماض الدهنية دوراً في الحفاظ على مستويات السكر في الدم وضغط الدم والكولسترول، فضلاً عن المساعدة في منع تخثر الدم الضار، حسبما شرح الدكتور ريم.
جدير بالذكر هنا أن غالبية الألياف الغذائية ألياف قابلة للذوبان. وتتضمن المصادر الجيدة لهذه الألياف، الحبوب الكاملة مثل الشوفان والشعير. إلا إن الفاصوليا والفواكه والخضراوات المجففة تحتوي كذلك على ألياف غذائية، مع وجود كميات كبيرة منها في الثوم الخام والبصل والكراث والهليون. ومع ذلك، فإنه نظراً إلى أن ميكروبيوم كل شخص فريد ومعقد ومتنوع، فمن الصعب دراسته. حتى الآن؛ لا يوجد دليل على أن الألياف الغذائية مفيدة بشكل واضح أكثر من الأنواع الأخرى، ومعظم الأطعمة تحتوي على أكثر من نوع واحد. عن ذلك، قال الدكتور ريم إن الألياف غير القابلة للذوبان لها مزايا أخرى قد تسهم في صحة القلب، على سبيل المثال، تستغرق الأطعمة المليئة بالألياف غير القابلة للذوبان، مثل نخالة القمح واللوز والقرنبيط والتوت، وقتاً أطول في الأكل والهضم، لذا فهي أكثر إشباعاً (وأقل في السعرات الحرارية) مما عليه الحال مع كمية مماثلة من الأطعمة منخفضة الألياف. أما عن وجبة الدكتور ريم المفضلة الغنية بالألياف؛ فهي شطيرة زبدة الفول السوداني والمربى على خبز الحبوب الكاملة الكثيف. للحصول على مصدر إلهام لإضافة مزيد من الألياف إلى نظامك الغذائي، راجع القائمة المرفقة، والتي تحتوي مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بالألياف وتوفر نحو 32 غراماً من الألياف.
* «رسالة هارفارد للقلب»
- خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

للتغلب على ترمب في لعبة يجيدها... هاريس تستخدم سلاح «الفرح» وليس «السياسة»

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس (أ.ف.ب)
TT

للتغلب على ترمب في لعبة يجيدها... هاريس تستخدم سلاح «الفرح» وليس «السياسة»

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس (أ.ف.ب)

يبدو أن المرشحة للانتخابات الرئاسية الأميركية كامالا هاريس تنتهج أسلوب منافسها دونالد ترمب من ناحية التركيز على إثارة المشاعر بدلاً من الخوض في السياسات في الحملة الانتخابية، وتأمل أن تساعدها دعوتها «للفرح» على إلحاق الهزيمة بالجمهوري في اللعبة التي يجيدها، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

منذ انسحاب الرئيس جو بايدن من الانتخابات وترشيح الحزب الديمقراطي لها في يوليو (تموز) لخوض المعركة، تتسارع حملة هاريس فيما لم يبق سوى شهرين على الاستحقاق في نوفمبر (تشرين الثاني).

وبخلاف استثناءات قليلة تجنبت المؤتمرات الصحافية والمقابلات والنقاشات المطولة بشأن السياسات، بل إن المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الذي سماها رسمياً، ركز على شعار بث «الفرح». ويبدو أن أسلوب مخاطبة المشاعر ينجح.

فبينما كان ترمب يتقدم بفارق كبير عن بايدن، حققت هاريس تقدماً وبات المرشحان متقاربين في 6 ولايات رئيسية بحسب أحدث استطلاعات الرأي. والتحول في الأسلوب لبث رسالة تثير المشاعر، بحسب خبراء، استراتيجية سياسية فعالة.

وقالت أستاذة الاتصالات في جامعة «إيه آند إم» بتكساس، جنيفر ميرسيكا: «نظنُّ أننا نفكر مثل العلماء، نحسب الأدلة والوقائع أمامنا بانتباه وموضوعية».

ومخاطبة ما يسمى بالحقائق العاطفية، أي الأشياء التي «تبدو حقيقية»، حتى لو لم تدعمها الأدلة التي خلصت إليها التجارب، أمر قوي، وفق ميرسيكا. و«عندما يحاول المتحدثون الإقناع بناءً على حقائق مؤثرة، يصبح من الصعب مساءلتهم؛ لأنه من الصعب النقاش ضد مشاعر ما».

الابتعاد عن بايدن

والابتعاد عن حملة بايدن التي اعتمدت بشدة على كون ترمب «تهديداً للديمقراطية»، كان مدهشاً. ومنذ انسحابه من السباق الانتخابي أظهر استطلاع أجرته «نيويورك تايمز» وجامعة «سيينا»، «تراجع الغضب والاستسلام بين الناخبين من الحزبين، فيما ارتفع منسوب الفرح».

وقالت الأستاذة المساعدة في مجال القانون والعلوم السياسية بجامعة «هارفارد»، مشاعل مالك، إن انعطافة هاريس يمكن تفسيرها من خلال «الإرهاق» الذي يمكن أن تسببه المشاعر السلبية.

وأضافت: «أعتقد أن الخوف فشل في إلهام شريحة أوسع من الناخبين الديمقراطيين المحتملين، والذين استنفدت طاقة كثير منهم نتيجة السلبية التي سيطرت على الأخبار». وتابعت: «يبدو أن الرسالة حول الفرح تسعى لتخفيف بعض هذا الإرهاق وتقديم بديل للخوف». ورأت في ذلك وسيلة لهاريس لتمييز نفسها عن رئيسها الحالي بايدن.

ويصبح الأمر أكثر صعوبة عند التعمق في القضايا وليس التركيز على الأجواء.

وفيما يتعلق بدعم الولايات المتحدة لحرب إسرائيل في غزة على سبيل المثال، حاولت هاريس إرضاء المنتقدين الديمقراطيين بشكل كبير من خلال تغيير النبرة بشأن الأعداد الكبيرة للقتلى المدنيين الفلسطينيين. لكن من غير المرجح أن يؤدي هذا إلى حل الخلاف الصغير ولكن المهم في الحزب.

«غزو» المهاجرين

يستخدم المرشح الجمهوري منذ سنوات أسلوب مخاطبة المشاعر، وكثيراً ما كانت خطاباته مشبعة بالبلاغة وتنقصها الحقائق، أو يملأها الخيال.

في هذه الحملة ركز الرئيس السابق على ما سمّاه «غزو» المهاجرين للولايات المتحدة. ويطلِق على مدن أميركية «مناطق حرب».

في خطاب خلال حملته مؤخراً في ميشيغان، قال ترمب إن «كامالا هاريس ستجلب الجريمة والفوضى والدمار والموت».

وفي مقابلة أجريت في 27 أغسطس (آب) مع مقدم البرامج الحوارية، فيل ماكغرو، كرر ترمب عبارة من خطابه الانتخابي «إذا فازت، فسوف يدمرون بلدنا».

قد تكون الرسالة مضللة لكنها تخاطب مشاعر يعدها أنصار ترمب حقيقية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت مشاعل مالك، إن خطاب ترمب بشأن الفخر والاستياء «يشبه إلى حد كبير خطاب الشعبويين في جميع أنحاء العالم، ليس فقط في أوروبا ولكن أيضاً في أميركا اللاتينية وجنوب آسيا». وعدَّت ذلك «قصة مألوفة... وعادة لا تنتهي الأمور على خير».