تشدد لبيد لم يوقف «زحف» نتنياهو نحو العودة إلى الحكم

استطلاعات للرأي أوضحت تراجعاً للقائمة المشتركة للأحزاب العربية

صورة أرشيفية لبنيامين نتنياهو في عام 2020 (د.ب.أ)
صورة أرشيفية لبنيامين نتنياهو في عام 2020 (د.ب.أ)
TT

تشدد لبيد لم يوقف «زحف» نتنياهو نحو العودة إلى الحكم

صورة أرشيفية لبنيامين نتنياهو في عام 2020 (د.ب.أ)
صورة أرشيفية لبنيامين نتنياهو في عام 2020 (د.ب.أ)

أظهرت ثلاثة استطلاعات رأي جديدة في إسرائيل أن معسكر رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو، يتقدم بخطوات واثقة نحو العودة إلى الحكم، إذ أصبح مرجحاً أن يحصل على أغلبية تمكنه من تشكيل حكومة برئاسته. وتم نشر الاستطلاعات الثلاثة في القنوات التلفزيونية الثلاث المركزية، الرسمي «كان 11» والتجاريين «قناة 12» و«قناة 13».
وأشار اثنان من الاستطلاعات إلى أن معسكر نتنياهو سيحصل على 60 أو 61 مقعدا، بينما معسكر لبيد يراوح ما بين 54 و57 مقعدا.
ولكن استطلاع «القناة 12» أشار إلى أن معسكر نتنياهو 58 ومعسكر لبيد 57. وعندما سئل المستطلعون عن الشخصية المناسبة في نظرهم لتولي منصب رئيس الحكومة، حظي نتنياهو كالمعتاد على أكثرية 45 في المائة مقابل 32 في المائة ليائير لبيد، كما حظي نتنياهو بنفس النسبة (45 في المائة) لو كان منافسه بيني غانتس الذي حصل على 27 في المائة فقط.
وتؤكد هذه النتائج أن محاولات التشدد الذي يبديه رئيس الوزراء يائير لبيد، تجاه الفلسطينيين وتجاه الملف الإيراني، لا يجديه نفعاً في منافسة نتنياهو في ملعب اليمين. فرغم رفد معسكر لبيد بشخصية عسكرية كبيرة مثل رئيس أركان الجيش السابق غادي آيزنكوت، وعودة اسم «حزب الجنرالات» إلى التكتل الذي يقوده وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الأسبق بيني غانتس، فإن حظوظه الانتخابية تبدو متراجعة.
فقد شن لبيد عملية حربية في قطاع غزة وحملة مستمرة لتنفيذ اعتقالات واسعة في الضفة الغربية وخطة لتصفية وجود الجهاد الإسلامي في جنين ونابلس قتل خلالها عشرات الفلسطينيين، فضلاً عن التساهل مع المستوطنين الذين يتوسعون في مناطق فلسطينية، وعمليات هدم البيوت يومياً، ومهاجمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس على تصريحاته في برلين حول 50 مذبحة إسرائيلية ضد فلسطينيين، ورغم كل ذلك فإن جمهور اليمين يفضل «اليمين الأصلي» بقيادة نتنياهو ويعتبر تشدد لبيد وغانتس «خطوات وإجراءات مصطنعة».
كما أظهرت الاستطلاعات الثلاثة تراجعاً في تمثيل القائمة المشتركة للأحزاب العربية الوطنية التي تعمل من خلال صفوف المعارضة، والتي تضم ثلاثة أحزاب: الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة بقيادة النائب أيمن عودة والحركة العربية للتغيير بقيادة النائب أحمد طيبي والتجمع الوطني الديمقراطي بقيادة النائب سامي أبو شحادة، من 6 مقاعد حالياً إلى 5 مقاعد. والمقعد الذي تخسره يذهب إلى «القائمة العربية الموحدة» للحركة الإسلامية بقيادة النائب منصور عباس، التي تعتبر أول تجمع عربي يشارك في الائتلاف الحكومي في تاريخ إسرائيل. فمن 4 نواب لها اليوم سترتفع وفق الاستطلاعات الثلاثة الجديدة إلى 5 مقاعد.
ويبدو أن الجمهور العربي الذي يقاطع غالبيته الانتخابات يعاقب القائمة المشتركة، التي تشهد صراعات داخلية تهدد بانسحاب أحد أقطابها (التجمع) وتفككها، بينما يكافئ الحركة الإسلامية على انتخاب قائمتها بشكل منظم بلا صراعات. يذكر أن نسبة التصويت بين العرب لم تتعد 45 في المائة في الانتخابات الأخيرة وحسب الاستطلاعات يمكن أن تهبط إلى 41 في المائة فقط.
وأجمعت نتائج الاستطلاعات الثلاثة على تصاعد قوة الحزب الأشد تطرفاً في إسرائيل اليوم، «عوتسما يهوديت» (عظمة يهودية) الذي يقوده عضو الكنيست، إيتمار بن غفير، والذي يدعو صراحة لتشجيع الفلسطينيين على الرحيل من وطنهم وجعل إسرائيل «دولة طاهرة لليهود». فهذا الحزب، الذي قرر الانشقاق عن تكتل «الصهيونية الدينية» بقيادة النائب بتسليل سموترتش، سيحظى بثمانية مقاعد حسب أحد الاستطلاعات، وبتسعة مقاعد حسب الاستطلاعين الآخرين. بينما حزب سموترتش سيسقط ولن يتجاوز نسبة الحسم حسب أحد الاستطلاعات، ويفوز بأربعة وبسبعة مقاعد حسب الاستطلاعين الآخرين.
واللافت في هذا الاستطلاع أن دخول الجنرال آيزنكوت إلى حزب غانتس «المعسكر الوطني»، لم يحدث تغييراً على الخريطة الحزبية، وهو ممثل اليوم بـ14 نائباً. وقد منحته الاستطلاعات حتى الآن 10 مقاعد أو 11 مقعداً. ومنذ دخول آيزنكوت أصبحت قوته 12 مقعداً حسب أحد الاستطلاعات، و12 حسب الثاني، و14 حسب الاستطلاع الثالث. وبحسب استطلاع «القناة 13»، يهبط حزب الليكود من الأرقام التي منحتها له الاستطلاعات الأخيرة (33 - 35 مقعدا)، إلى 30 مقعداً. ولكن معسكره يرتفع إلى 61 مقعدا، فيما حزب لبيد «يش عتيد» يرتفع من 17 اليوم إلى 23 مقعدا. وبحسب استطلاع «كان 11»، يفوز الليكود بـ33 مقعدا ويفوز حزب لبيد بـ22 مقعدا. وبحسب استطلاع القناة 12 يحصل الليكود برئاسة نتنياهو على 34 مقعدا ولبيد على 23 مقعدا.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

زوجة نتنياهو تطلب اعتبارها ضحية لهجوم استهدف منزل العائلة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة نتنياهو يصلان إلى مطار سيدني في أستراليا 22 فبراير 2017 (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة نتنياهو يصلان إلى مطار سيدني في أستراليا 22 فبراير 2017 (رويترز)
TT

زوجة نتنياهو تطلب اعتبارها ضحية لهجوم استهدف منزل العائلة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة نتنياهو يصلان إلى مطار سيدني في أستراليا 22 فبراير 2017 (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة نتنياهو يصلان إلى مطار سيدني في أستراليا 22 فبراير 2017 (رويترز)

طلب محامي سارة نتنياهو - زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو - من المحكمة الاعتراف بزوجة رئيس الوزراء كضحية لهجوم الصواريخ البحرية في التحقيق بإطلاق النار على منزل رئيس الوزراء في قيسارية، رغم أن سارة نتنياهو لم تكن موجودة في المنزل وقت الحادث.

في استئنافه للمحكمة، ادعى أورييل نزري، محامي عائلة نتنياهو، أن سارة نتنياهو تستحق وضع ضحية جريمة وفقاً لأحكام قانون حقوق ضحايا الجريمة، حسب صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية.

تم القبض على 4 مشتبه بهم، بمن فيهم العميد (احتياط) عوفر دورون، بالقضية في وقت سابق من نوفمبر (تشرين الثاني). وفقاً للشرطة، كان المشتبه بهم يقومون بدوريات وجمع معلومات استخباراتية عن المنزل لعدة أيام قبل الحادث. ويشتبه في أن الـ4 فحصوا الترتيبات الأمنية حول المنزل الخاص، بما في ذلك نظام الأمن والكاميرات، لمعرفة ما إذا كان نتنياهو هناك، وبحثوا عن طرق لتجنب تصويرهم من كاميرات الأمن.

وأضافت الشرطة الإسرائيلية أن المشتبه بهم أوقفوا مركباتهم في المنطقة وساروا حتى وصلوا إلى نقطة تبعد 200 متر من المنزل، وأطلقوا منها الألعاب النارية.

وقالت مصادر مطلعة على تفاصيل التحقيق لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية: «من المهم التأكيد على أن هذه الألعاب النارية من المفترض أن تُطلق... نحو السماء... لأن احتراقها قوي جداً».

وادعى المحامي نزري أن الهجوم يشكّل عملاً إرهابياً لإلحاق الضرر بالدولة والديمقراطية، حسبما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.