مصر تطمئن مواطنيها بالكويت بشأن خطة توطين محلية للوظائف

قالت إن المتضررين دون الألف شخص

الرئيس المصري وأمير دولة الكويت خلال مباحثات جمعتهما بالكويت فبراير الماضي (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري وأمير دولة الكويت خلال مباحثات جمعتهما بالكويت فبراير الماضي (الرئاسة المصرية)
TT

مصر تطمئن مواطنيها بالكويت بشأن خطة توطين محلية للوظائف

الرئيس المصري وأمير دولة الكويت خلال مباحثات جمعتهما بالكويت فبراير الماضي (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري وأمير دولة الكويت خلال مباحثات جمعتهما بالكويت فبراير الماضي (الرئاسة المصرية)

على خلفية انتشار أنباء عبر وسائل إعلام محلية مصرية عن اتجاه دولة الكويت إلى «تكويت» بعض الوظائف الإدارية وإعطاء الأولوية للمواطن الكويتي، طمأنت مصر مواطنيها، مؤكدة من خلال وزارة القوى العاملة أن القرار «لن يؤثر على كل العمالة المصرية»، فيما اعتبر رئيس جمعية الصداقة البرلمانية بين البلدين في حديث إلى «الشرق الأوسط» أن القرار «فُهم بشكل خاطئ»، وفق تقديره.
ونفت وزارة القوى العاملة المصرية ما وصفته بـ«الشائعات» التي «تترد في بعض وسائل الإعلام بشأن العمالة المصرية في دولة الكويت والأضرار التي تلحق بها بعد صدور قرار من وزارة الدولة للشؤون البلدية (بتكويت) الكثير من الوظائف في بعض الجهات الحكومية الكويتية».
وقالت الوزارة في بيان عبر صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك» مساء الأربعاء إن «القرار الصادر عن وزارة الدولة للشؤون البلدية بالكويت قد سبق صدوره من قبل عامي 2017 و2020 بشأن تكويت الكثير من الوظائف في بعض الجهات الحكومية».
وقال النائب حمدي سعد، رئيس جمعية الصداقة المصرية الكويتية بالبرلمان المصري لـ«الشرق الأوسط» إن «قرار دولة الكويت (بتكويت) الوظائف قديم، وتصدر تصريحات من مسؤولين كويتيين حول الموضوع من وقت لآخر، ويوجد فهم خاطئ للقرار، فهو ينطبق على كل العمالة من كافة الدول، ولا يستهدف العمالة المصرية على وجه التحديد، كما أنه يقتصر على بعض الوظائف الإدارية».
وعلى الرغم من الجدل المثار حول القرار؛ «ما زالت العمالة المصرية تتدفق إلى دولة الكويت في مهن كثيرة»، بحسب ما أفاد النائب سعد الذي قال: «لقد أنهيت (يوم الأربعاء الماضي) إجراءات سفر نحو 5 آلاف عامل مصري إلى دولة الكويت في مهن مختلفة، واستكملت كافة الأوراق والإجراءات بالسفارة الكويتية بالقاهرة».
وشرح أنه بحكم رئاسته لجمعية الصداقة ينسق جهود سفر العمالة المصرية مع السفارة الكويتية بالقاهرة والمسؤولين عن الملف، وأضاف: «لا يوجد أي خطر على العمالة المصرية».
وبحسب رئيس جمعية الصداقة المصرية - الكويتية بالبرلمان المصري: «الكويت تحتاج وتطلب جميع المهن من مصر، سواء عمالة التشييد والبناء، أو الوظائف الفنية والعلمية مثل الأطباء والمدرسين والمهندسين وغيرها من التخصصات التي تحتاجها البلد».
ويبلغ عدد العمالة المصرية بالكويت 456 ألفاً و515 عاملا وفق تقرير للمستشار أحمد إبراهيم، رئيس مكتب تمثيل العمال بدولة الكويت تداولته وسائل الإعلام المصرية، وذكر التقرير أن عدد المصريين بالقطاع الحكومي بالكويت لا يتجاوز 31 ألف عامل مصري، بينما يبلغ عدد العاملين بوزارة البلدية الكويتية (المستهدفة بقرار التكويت) وإداراتها أقل من 1000 عامل.
وبحسب التقرير «لن تتأثر هذه العمالة سلبا، بل يتأثر فقط من يعمل بالوظائف الإدارية التي سيتم (تكويتها)». وأشار التقرير إلى أن «القرار يؤثر على العاملين الوافدين للعمل بوزارة الدولة الكويتية للشؤون البلدية وما يتبعها من إدارات فقط لا غير، ويوجد الكثير من المصريين ممن سبق إنهاء خدماتهم بقرارات التكويت السابقة تمت إعادة تعيينهم على عقود الاستعانة بجهات كويتية أخرى».
ومن جانبه قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أمين عام اتحاد المستثمرين العرب لـ«الشرق الأوسط» إن «تأثير قرار دولة الكويت (بتكويت) بعض الوظائف سيكون تأثيره على العمالة المصرية ضئيلا، إذ ستظل بحاجة إلى العمالة في وظائف ومهن مختلفة، كما أن القرار يهدف إلى إتاحة بعض الوظائف للمواطن الكويتي، وليس موقفا من العمالة المصرية وغيرها».
وأوضح بيومي أن «من البديهيات أن تستعين أي دولة بالعمالة التي تحتاجها وتستغني عمن لا تحتاجه، ومن حق الكويت أو أي بلد أن تخصص بعض الوظائف لمواطنيها، وتطلب عمالة وفق احتياجاتها».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الجيش السوداني يتقدم على جبهات القتال في ولاية الجزيرة

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

الجيش السوداني يتقدم على جبهات القتال في ولاية الجزيرة

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

واصل الجيش السوداني، الخميس، تقدمه في المعارك الدائرة في ولاية الجزيرة وسط السودان، وسيطر على بلدة «الشبارقة»، بعد انسحاب «قوات الدعم السريع»، وفق مصادر محلية.

وكانت البلدة أحد أبرز أهداف الجيش في هذه الجبهة، لأنها تمكنه من الناحية العسكرية من التقدم نحو عاصمة الولاية، مدينة ود مدني.

وحقق الجيش السوداني تقدماً كبيراً في جنوب الجزيرة، يوم الأربعاء، حيث سيطر بالكامل على مدينة «الحاج عبد الله»، وعدد من القرى المجاورة لها، فيما تحدث شهود عيان عن توغله في أكثر من قرية قريبة من ود مدني باتجاه الجنوب.

عناصر من «الدعم السريع» في منطقة قريبة من الخرطوم (رويترز)

وقالت «لجان المقاومة الشبارقة»، وهي تنظيم شعبي محلي، «إن القوات المسلحة بسطت سيطرتها الكاملة على البلدة بعد معارك طاحنة».

وأفادت في بيان على موقع «فيسبوك»، بأن الطيران الحربي التابع للجيش «لعب دوراً كبيراً في إسناد الهجوم البري، بتنفيذ ضربات جوية على مواقع قوات الدعم السريع لمنعها من التقدم».

ووفقاً للجان، فقد «استولت القوات المسلحة على كميات من الأسلحة والذخائر كانت مخبأة داخل المنازل في البلدة».

وأظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، عناصر من قوات الجيش أمام لافتة على مدخل الشبارقة، فيما قالت مصادر أخرى، إن اشتباكات عنيفة سجلت بين قوات مشتركة من الميليشيات المسلحة المتحالفة مع الجيش ضد «قوات الدعم السريع» في الأجزاء الشرقية من بلدة «أم القرى» شرق الجزيرة، على بعد نحو 30 كيلومتراً من ود مدني.

وحسب المصادر، فإن القوات المهاجمة، تتقدمها ميليشيا «درع السودان» التي يقودها القائد المنشق عن «الدعم السريع» أبو عاقلة كيكل، فشلت في استعادة البلدة خلال المعارك الشرسة التي دارت الأربعاء.

وقال شهود عيان لــ«الشرق الأوسط»، إن المضادات الأرضية لقوات «الدعم السريع» تصدت لغارات جوية شنها الطيران الحربي للجيش على ارتكازاتها الرئيسية في وسط البلدة.

وتوجد قوات الجيش والفصائل التي تقاتل في صفوفه، على بعد عشرات الكيلومترات من مدينة ود مدني، لكن قوات «الدعم» لا تزال تنتشر بكثافة في كل المحاور المؤدية إلى عاصمة الولاية.

دورية لـ«الدعم السريع» في إحدى مناطق القتال بالسودان (رويترز)

ولم يصدر أي تصريح رسمي من «الدعم السريع»، التي يقودها محمد حمدان دقلو «حميدتي» بخصوص المعارك في ولاية الجزيرة التي جاءت بعد أشهر من التخطيط من قبل الجيش الذي شنّ هجوماً برياً يعد الأوسع والأعنف، وتمكن للمرة الأولى، من التوغل بعمق والسيطرة على عدد من المواقع التي كانت بقبضة «الدعم السريع».

ومنذ ديسمبر (كانون الأول) 2023، سيطرت قوات «الدعم» على 6 محليات في ولاية الجزيرة، ولم يتبق للجيش سوى محلية المناقل التي ما زالت تحت سيطرته، ويسعى عبر محورها لاستعادة الولاية كاملة.

ولكن رغم تقدم الجيش عسكرياً خلال الأشهر الماضية في وسط البلاد والخرطوم، لا تزال «الدعم السريع» تسيطر على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان في الجنوب... وفي حال فرض الجيش سيطرته الكاملة على ولاية الجزيرة، فإنه بذلك سيحاصر «الدعم» في العاصمة الخرطوم من الناحية الجنوبية.

واندلعت الحرب منذ أكثر من 21 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين من منازلهم.