«كهف روميل»... إطلالة مصرية على الحرب العالمية الثانية

الاحتفال بذكرى افتتاح متحف مقتنيات القائد الألماني الأبرز

مدخل المتحف
مدخل المتحف
TT
20

«كهف روميل»... إطلالة مصرية على الحرب العالمية الثانية

مدخل المتحف
مدخل المتحف

بالتزامن مع العيد القومي لمحافظة مطروح الحدودية، احتفلت مصر، الخميس، بذكرى تدشين متحف كهف روميل الذي يضم مقتنيات الجنرال الألماني إرفين روميل الملقب بـ«ثعلب الصحراء» وخرائط توثق طريقة إدارته للمعارك خلال الحرب العالمية الثانية، حيث استخدم الكهف مقراً للقيادة.
المتحف عبارة عن كهف من أقدم الكهوف الطبيعية في بمحافظة مطروح، وقد استخدمه الجنرال الألماني مقراً لقيادة قواته خلال الحرب العالمية الثانية، ويقع في جوف ‏الجبل على شكل قوس عند ‏المنحدر الذي يطل على الشاطئ في جزيرة تحمل اسم «روميل» أمام الميناء الشرقي للمدينة، ويبعد عنها مسافة 2.5 كيلومتر.
‏يرجع تاريخ الكهف إلى العصر الروماني؛ واستُخدم مخزناً للقمح والشعير، والمياه، لتصديرها إلى ‏الولايات الرومانية، كما استخدم لإمداد السفن وتزويدها بالمؤن اللازمة لقربه من البحر.‏

جعل روميل الكهف مقراً له وقلعة ‏لإدارة القتال أثناء الحرب العالمية الثانية، وظل مهجوراً حتى ‏عام 1977 ميلادية، إلى أن بدأت المحافظة تحويله إلى متحف عقب قيام مانفيلد روميل (ابن الجنرال الألماني) بإهداء الحكومة المصرية مجموعة من متعلقات والده من أدوات حربية وخرائط للمواقع العسكرية خلال ‏الحرب العالمية الثانية، كما تم تزويد المتحف خلال افتتاحه عام 1991 ببعض الأسلحة الصغيرة من مقتنيات ‏الحرب ‏العالمية، والخريطة التفصيلية لمعركة «الغزالة». وبعد سنوات من الإغلاق، أعيد افتتاح ‏المتحف للجمهور في 25 أغسطس (آب) 2017 بعد عمليات ترميم.
يشكل المتحف إطلالة مصرية على الحرب العالمية الثانية من خلال مقتنياته النادرة. ومن أبرز مقتنياته؛ المعطف الجلدي ‏الشهير، والمنظار، الخاصّان بالقائد الألماني، إلى جانب البوصلة، وملابس عسكرية خاصة به، وخرائطه التي ‏تحوي ملاحظات روميل بخط يده، فضلاً عن مجموعات من الأسلحة.

وقال شريف سعيد، المدير العام للمتاحف التاريخية في وزارة السياحة والآثار لـ«الشرق الأوسط»، إن «المتحف يحمل قيمة تاريخية كبيرة إلى جانب قيمته الأثرية؛ لأنه يمثل توثيقاً للحرب العالمية الثانية التي شكلت نقطة تحول للعالم كله من خلال المقتنيات الخاصة بالجنرال الألماني روميل، ما يبرز تفاصيل فنية وعسكرية لمسار الحرب، خاصة الوثائق والخرائط وما تتضمنه من ملاحظات كتبها بخط يده».
ويتزامن الاحتفاء بالمتحف مع احتفال محافظة مطروح بعيدها القومي الذي يوافق 24 أغسطس من كل عام، وهي ذكرى معركة وادي ماجد بين قبائل مطروح والجيش الإنجليزي عام 1915 ميلادية، وتقع محافظة مطروح في أقصى الشمال الغربي لمصر، وتشتهر بالسياحة البيئية؛ حيث تضم كثيراً من المواقع البيئية المتميزة، مثل محمية أم الغزلان، ومحمية العميد، ومحمية سيوة، التي تضم كثيراً من النباتات والحيوانات والطيور النادرة، كما تضم أيضاً كثيراً من المنتجعات السياحة العلاجية بسبب مناخها الجاف ورمالها الساخنة التي تعالج كثيراً من الأمراض الروماتيزمية وآلام المفاصل والعمود الفقري، كذلك المياه الكبريتية التي تعالج الأمراض الجلدية.


مقالات ذات صلة

احتفاء بحاتم الطائي في حائل

يوميات الشرق احتفاء بحاتم الطائي في حائل

احتفاء بحاتم الطائي في حائل

تنظم وزارة الثقافة السعودية، في مدينة حائل الواقعة شمال البلاد، يوم الجمعة المقبل، مهرجاناً تحت شعار «في ضيافة الطائي»، وذلك احتفاء بابن المدينة الذي أصبح مثالاً للكرم بين العرب، وأحد أبرز شعرائهم على مدار التاريخ. وتحتفل الوزارة بشخصية حاتم الطائي، وقِيمه الحميدة، وأعماله الخالدة في ذاكرة الشعر العربي، ومكانته الثقافية.

يوميات الشرق سقوط أمطار داخل بهو المتحف الكبير يثير جدلاً في مصر

سقوط أمطار داخل بهو المتحف الكبير يثير جدلاً في مصر

قللت وزارة السياحة والآثار المصرية من خطورة سقوط أمطار داخل بهو المتحف الكبير بميدان الرماية، (غرب القاهرة)، وذلك بعد ساعات من الجدل الذي واكب تداول صور ومقاطع مصورة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لسقوط مياه أمطار على تمثال الملك رمسيس الثاني داخل البهو. ونفت الوزارة، في بيان لها، على لسان اللواء عاطف مفتاح، المشرف على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به «وجود خطورة من سقوط هذه الأمطار»، مشيراً إلى «أن تمثال رمسيس الثاني لم ولن يتأثر بمياه الأمطار، وأن المتحف وجميع فراغاته في أفضل حالة من الحفظ». وأوضح أن سقوط الأمطار أمر طبيعي ومتوقع ومدروس في أثناء تصميم وتنفيذ المتحف ولا يُمثل أي

منى أبو النصر (القاهرة)
يوميات الشرق 3 أنصاب جنائزية في حائل والحِجر السعوديتين

3 أنصاب جنائزية في حائل والحِجر السعوديتين

خرجت من أراضي المملكة العربية السعودية عدد كبير من المنحوتات تشهد لتطوّر هذا التعبير الفني خلال مراحل زمنية متلاحقة. تعود أقدم هذه المنحوتات إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد، وهي من الطراز الجنائزي، وأهمّها نصبان يتميّزان بملامحهما الآدمية مصدرهما قرية الكهفة في منطقة حائل، ونصب ثالث مشابه لهما، مصدره منطقة الحِجر في محافظة العلا. تقع منطقة حائل في شمال نجد، في منتصف الجزء الشمالي الغربي من المملكة، وتُعدّ من أقدم مناطق الاستيطان في شبه الجزيرة العربية. وتقع قرية الكهفة في القسم الشرقي من هذه المنطقة.

يوميات الشرق هيكل لأكبر الديناصورات في متحف التاريخ الطبيعي بلندن

هيكل لأكبر الديناصورات في متحف التاريخ الطبيعي بلندن

يُعرض في لندن بدءاً من اليوم الجمعة هيكل عظمي لأحد أكبر الديناصورات، في أوّل معرض مماثل في أوروبا، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وكان هذا الحيوان يعيش قبل نحو مائة مليون سنة في باتاغونيا ويأكل 130 كيلوغراماً من النباتات يومياً. ويُعرَض الهيكل الذي ينتمي إلى عائلة التيتانوصورات والمُسمى «تيتان باتاغونيا» في صالة عرض متحف التاريخ الطبيعي في لندن. وأكد الباحثون أنّه لو كان بوضعية مستقيمة لكان حجمه مماثلاً لمبنى مؤلّف من 5 طوابق. ويشكل الهيكل العظمي البالغ ارتفاعه 37.2 متر نسخة طبق الأصل لأحد التيتانوصورات الستة التي عُثر عليها بعدما اكتشف مزارع أرجنتيني عظمة ضخمة بارزة من الأرض في عام 2010.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم هيكل عظمي لأكبر الديناصورات يُعرض في لندن

هيكل عظمي لأكبر الديناصورات يُعرض في لندن

يُعرض في لندن بدءاً من الجمعة هيكل عظمي جرى صبّه لأحد أكبر الديناصورات على الإطلاق، في أوّل معرض لهيكل عظمي مماثل في أوروبا، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وكان هذا الحيوان يعيش قبل نحو مائة مليون سنة في باتاغونيا ويأكل 130 كيلوغراماً من النباتات يومياً. ويُعرَض الهيكل العظمي للحيوان، الذي ينتمي إلى عائلة التيتانوصورات والمُسمى «تيتان باتاغونيا» في صالة عرض متحف التاريخ الطبيعي في لندن.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصريون يحتفلون بأول أيام العيد في الساحات والشوارع

جانب من احتفال المصريين بالعيد (رويترز)
جانب من احتفال المصريين بالعيد (رويترز)
TT
20

مصريون يحتفلون بأول أيام العيد في الساحات والشوارع

جانب من احتفال المصريين بالعيد (رويترز)
جانب من احتفال المصريين بالعيد (رويترز)

تلونت الساحات والشوارع والميادين بالبهجة، مع احتفال مصريين بأول أيام عيد الفطر المبارك الاثنين، وأداء صلاة العيد والزيارات العائلية والتنزه في الحدائق العامة، وعلى كورنيش النيل تنوعت الاحتفالات.

واحتشد المصريون في الساحات العامة لأداء صلاة العيد في أجواء أسرية امتزجت ببهجة الملابس الجديدة وألوان البالونات التي أطلقت في السماء. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، شارك مصريون صور وتهاني العيد.

والتجمع في صلاة العيد بالنسبة لعائلة الموظف الأربعيني شريف محمود، هو أساس فرحة العيد وبهجته، بحسب ما يقول لـ«الشرق الأوسط»، حيث حرص على اصطحاب زوجته وأولاده الأربعة معه إلى ساحة مسجد الخازندارة بحي شبرا (وسط القاهرة)، لأداء الصلاة وتبادل التهاني مع الجيران، قبل أن يتوجه معهم لزيارة والدته وتهنئتها بالعيد. ويعدّ محمود «فرحة العيد لا تكتمل إلا بالتجمعات الأسرية».

جانب من احتفالات المصريين في أحد شوارع الجيزة (الشرق الأوسط)
جانب من احتفالات المصريين في أحد شوارع الجيزة (الشرق الأوسط)

احتفالات المصريين بالعيد ترتبط بعادات عدة ما زالت منتشرة في الأحياء الشعبية والأرياف، وإن تراجعت بشكل ما في مناطق أخرى، وهي عادات تربط العيد بالزيارات العائلية وتبادل التهاني مع الجيران والأصدقاء، وتبادل أطباق الكعك، وهو ما تشير إليه ربة المنزل الثلاثينية إيمان عبد الله، وتقول لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تلقت نحو 6 أصناف متنوعة من كعك العيد هدايا من جيرانها، وفي المقابل أرسلت لهم جزءاً مما صنعته من كعك».

الاحتفالات الجماعية بدت مظاهرها واضحة في منطقة فيصل بمحافظة الجيزة، حيث احتفل أهالي النوبة بالعيد على طريقتهم، واحتشدوا لتناول إفطار جماعي بعد صلاة العيد على أنغام الموسيقى وأصوات لعب الأطفال، كما احتشد كثير من الشباب للرقص على أنغام الأغنيات الشعبية بالاشتراك مع وافدين سودانيين.

حشد ضخم من المصلين بالقاهرة (أ.ف.ب)
حشد ضخم من المصلين بالقاهرة (أ.ف.ب)

وفي الشوارع انطلق الشباب بعد صلاة العيد يجوبون الميادين الرئيسية ويتنزهون في الحدائق العامة والمراكز التجارية، وإن حالت درجات الحرارة المرتفعة التي جاوزت الثلاثين في القاهرة من الزحام المعتاد في مثل هذا الوقت، ودفعت البعض لتأجيل النزهات إلى المساء.

وكعادته قضى بلال محمد (18 سنة) ليلة العيد مع أصدقائه في حي العجوزة، وامتدت سهرتهم حتى صلاة العيد، حيث تجمعوا لأداء الصلاة وبعدها تناولوا الإفطار قبل أن يعودوا إلى منازلهم. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «سهرة ليلة العيد هي أهم جزء في الاحتفال»، مشيراً إلى أنه يعتزم الخروج مع أصدقائه للتنزه بأحد المراكز التجارية الكبرى في المساء.

ولتأمين الاحتفالات، انتشرت عناصر الشرطة في الشوارع والميادين والساحات العامة، كما نشرت وزارة الداخلية المصرية عدداً من أفراد الشرطة النسائية لـ«مواجهة أي مظاهر للخروج على القانون بما يُبرز الوجه الحضاري للبلاد»، وفق إفادة رسمية لوزارة الداخلية المصرية.

جانب من احتفال المصريين بالعيد (رويترز)
جانب من احتفال المصريين بالعيد (رويترز)

الجدل المصاحب لموعد عيد الفطر هذا العام أربك حسابات الموظف الثلاثيني عادل خيري، حيث كان يخطط مع أسرته لقضاء إجازة العيد في مدينة العين السخنة الساحلية (شرق القاهرة)، اعتقاداً بأن العيد يبدأ الأحد، لكن مع إعلان الاثنين أول أيام العيد، ارتبك المخطط، لا سيما أنه مرتبط بمواعيد أخرى في القاهرة الأربعاء، مشيراً في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «يعتزم قضاء العيد بالقاهرة في الزيارات العائلية ولقاءات الأصدقاء».

وأثارت عملية تحري هلال شهر شوال في مصر حالة من الجدل، بعد التضارب بين الحسابات الفلكية والرؤية الشرعية. ففي الوقت الذي استبق فيه المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر حلول شهر شوال، بالتشديد على أن الحسابات الفلكية تؤكد أن يوم الأحد هو أول أيام عيد الفطر، جاءت الرؤية الشرعية مخالفة، لتعلن الاثنين هو أول أيام العيد.

أجواء مبهجة أعقبت صلاة العيد (الشرق الأوسط)
أجواء مبهجة أعقبت صلاة العيد (الشرق الأوسط)

وشارك محافظ القاهرة الدكتور إبراهيم صابر، عدداً من المواطنين احتفالهم بعيد الفطر في الحديقة الدولية بمدينة نصر، ووزع الورود والحلوى والألعاب على الأطفال. وقال المحافظ في بيان صحافي، إن «العاصمة رفعت درجة الاستعداد القصوى بكل الأحياء ومديريات الخدمات، وألغيت الإجازات طوال أيام عيد الفطر المبارك، مع استمرار التأكد من كفاءة وسلامة الألعاب الترفيهية، وصيانة المسطحات الخضراء وشبكة وأعمدة الإنارة والطرق والممرات والأسوار ودورات المياه، ودعم الحدائق بأفراد الأمن اللازمين للحفاظ على الأمن خلال أيام العيد».

وشهد المحافظون ونوابهم صلاة عيد الفطر المبارك بالمساجد الكبرى، والساحات العامة، بعواصم المحافظات في جميع أنحاء الجمهورية.