مصر تطمئن مواطنيها في الكويت بشأن خطة توطين للوظائف

قالت إنّ عدد المتضررين دون الألف شخص

رئيس جمعية الصداقة المصرية الكويتية في البرلمان المصري النائب حمدي سعد
رئيس جمعية الصداقة المصرية الكويتية في البرلمان المصري النائب حمدي سعد
TT

مصر تطمئن مواطنيها في الكويت بشأن خطة توطين للوظائف

رئيس جمعية الصداقة المصرية الكويتية في البرلمان المصري النائب حمدي سعد
رئيس جمعية الصداقة المصرية الكويتية في البرلمان المصري النائب حمدي سعد

على خلفية انتشار أنباء عبر وسائل إعلام محلية مصرية عن اتجاه دولة الكويت إلى «تكويت» بعض الوظائف الإدارية وإعطاء الأولوية للمواطن الكويتي، طمأنت مصر مواطنيها مؤكّدة من خلال وزارة القوى العاملة أنّ القرار «لن يؤثّر على كلّ العمالة المصرية»، فيما اعتبر رئيس جمعية الصداقة البرلمانية بين البلدين في حديث إلى «الشرق الأوسط» أنّ القرار «فُهم بشكل خاطئ»، وفق تقديره.
ونفت وزارة القوى العاملة المصرية ما وصفته بـ«الشائعات» التي «تتردّد في بعض وسائل الإعلام بشأن العمالة المصرية في دولة الكويت والأضرار التي تلحق بها، بعد صدور قرار من وزارة الدولة للشؤون البلدية بتكويت العديد من الوظائف في بعض الجهات الحكومية الكويتية».
وقالت الوزارة في بيان عبر صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك» مساء الأربعاء إنّ «القرار الصادر عن وزارة الدولة للشؤون البلدية بالكويت قد سبق صدوره من قبل عامي 2017 و2020 بشأن تكويت العديد من الوظائف في بعض الجهات الحكومية».
وقال النائب حمدي سعد، رئيس جمعية الصداقة المصرية الكويتية في البرلمان المصري لـ«الشرق الأوسط» إنّ «قرار دولة الكويت قديم، وصدرت تصريحات من مسؤولين كويتيين حول الموضوع من وقت إلى الآخر، ويوجد فهم خاطئ للقرار، فهو ينطبق على كلّ العمالة من الدول كافّة، ولا يستهدف العمالة المصرية على وجه التحديد، كما أنّه يقتصر على بعض الوظائف الإدارية».
ورغم الجدل المثار حول القرار؛ «ما زالت العمالة المصرية تتدفّق إلى دولة الكويت في مهن عديدة»، بحسب ما أفاد النائب سعد الّذي قال: «لقد أنهيت (يوم الأربعاء الماضي) إجراءات سفر نحو 5 آلاف عامل مصري إلى دولة الكويت في مهن مختلفة، واستكملت جميع الأوراق والإجراءات بالسفارة الكويتية بالقاهرة».
وشرح أنّه بحكم رئاسته لجمعية الصداقة المصرية الكويتية، ينسّق جهود سفر العمالة المصرية مع السفارة الكويتية بالقاهرة والمسؤولين عن الملف، وأضاف: «لا يوجد أي خطر على العمالة المصرية».
وبحسب رئيس جمعية الصداقة المصرية - الكويتية في البرلمان المصري: «تحتاج الكويت وتطلب جميع المهن من مصر، سواء عمالة التشييد والبناء، أو الوظائف الفنية والعلمية مثل الأطباء والمدرسين والمهندسين وغيرها من التخصصات التي يحتاجها البلد».
ويبلغ عدد العمالة المصرية بالكويت 456 ألفاً و515 عاملاً وفق تقرير للمستشار أحمد إبراهيم، رئيس مكتب تمثيل العمّال بدولة الكويت، تداولته وسائل الإعلام المصرية.
وذكر التقرير أنّ عدد المصريين بالقطاع الحكومي بالكويت لا يتجاوز 31 ألف عامل مصري، بينما يبلغ عدد العاملين بوزارة البلدية الكويتية (المستهدفة بقرار التكويت) وإداراتها أقلّ من 1000 عامل.
وبحسب التقرير: «لن تتأثر هذه العمالة سلباً، بل يتأثر فقط من يعمل بالوظائف الإدارية التي سيتمّ تكويتها وفقاً للقرار»، وأشار التقرير إلى أنّ «القرار يؤثّر على العاملين الوافدين للعمل بوزارة الدولة الكويتية للشؤون البلدية وما يتبعها من إدارات فقط لا غير، ويوجد الكثير من المصريين ممن سبق إنهاء خدماتهم بقرارات التكويت السابقة، تمّ إعادة تعيينهم على عقود الاستعانة بجهات كويتية أخرى».
ومن جانبه، قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب لـ«الشرق الأوسط» إنّ «تأثير قرار دولة الكويت (بتكويت) بعض الوظائف سيكون تأثيره على العمالة المصرية ضئيلاً، إذ ستظلّ بحاجة إلى العمالة في وظائف ومهن مختلفة، كما أنّ القرار يهدف إلى إتاحة بعض الوظائف للمواطن الكويتي، وليس موقفاً من العمالة المصرية وغيرها».
وأوضح بيومي أنّه «من البديهيات أن تستعين أي دولة بالعمالة التي تحتاجها وتستغني عمن لا تحتاجهم، ومن حق الكويت أو أي بلد أن تخصّص بعض الوظائف لمواطنيها، وتطلب عمالة وفق احتياجاتها».


مقالات ذات صلة

السعدون يخوض السباق لـ«الأمة 2023» ووزير النفط يستقيل تمهيداً لدخوله

الخليج السعدون يخوض السباق لـ«الأمة 2023» ووزير النفط يستقيل تمهيداً لدخوله

السعدون يخوض السباق لـ«الأمة 2023» ووزير النفط يستقيل تمهيداً لدخوله

أعلنت وزارة الداخلية الكويتية، الخميس، فتح باب الترشح لانتخاب أعضاء «مجلس الأمة»، اعتباراً من اليوم الجمعة، وحتى نهاية الدوام الرسمي ليوم الرابع عشر من شهر مايو (أيار) الحالي. وأوضحت الوزارة أنه جرى اعتماد 5 مدارس لتكون لجاناً رئيسية في الدوائر الانتخابية الخمس، لإعلان النتائج النهائية للانتخابات. كان مجلس الوزراء قد قرر، في مستهل اجتماعه الاستثنائي، أول من أمس الأربعاء، الموافقة على مشروع مرسوم بدعوة الناخبين لانتخاب أعضاء «مجلس الأمة»، يوم الثلاثاء، الموافق 6 يونيو (حزيران) 2023 المقبل. ونقلت «وكالة الأنباء الكويتية» عن المدير العام للشؤون القانونية في وزارة الداخلية، العميد صلاح الشطي، قوله

ميرزا الخويلدي (الكويت)
الخليج الكويت: انتخابات «أمة 2023» في 6 يونيو

الكويت: انتخابات «أمة 2023» في 6 يونيو

حددت الحكومة الكويتية يوم 6 يونيو (حزيران) المقبل موعداً لإجراء الانتخابات البرلمانية، بعد حلّ مجلس الأمة حلاً دستورياً.

ميرزا الخويلدي (الكويت)
الخليج الكويت تحدد 6 يونيو موعداً للانتخابات التشريعية

الكويت تحدد 6 يونيو موعداً للانتخابات التشريعية

وافق مجلس الوزراء الكويتي، في اجتماعه الاستثنائي الذي عُقد، اليوم الأربعاء، في قصر بيان، على مشروع مرسوم بدعوة الناخبين لانتخاب أعضاء مجلس الأمة، يوم الثلاثاء 6 يونيو (حزيران) المقبل 2023، ورفعه إلى ولي العهد. وجرى حل مجلس الأمة «البرلمان» المنتخَب في 2020، الذي أعادته المحكمة الدستورية في مارس (آذار)، بمرسوم أميري، يوم الاثنين، والعودة للشعب؛ لاختيار ممثليه من جديد. وقالت «الوكالة الرسمية الكويتية»، اليوم، إن مجلس الوزراء قرَّر تعطيل العمل في جميع الوزارات والجهات الحكومية والمؤسسات العامة، يوم الاقتراع، واعتباره يوم راحة. كان ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، قد أعلن، في كلمة ألقاها نيابة عن الأم

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الخليج حلّ «الأمة» الكويتي بمرسوم... وبدء السباق الانتخابي

حلّ «الأمة» الكويتي بمرسوم... وبدء السباق الانتخابي

صدر في الكويت، أمس (الاثنين)، مرسوم أميري بحل مجلس الأمة، بعد أن وافق مجلس الوزراء على مشروع المرسوم، ورفعه إلى ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح في وقت سابق من يوم أمس. وصدر المرسوم باسم ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الذي يتولى بعض صلاحيات الأمير.

ميرزا الخويلدي (الكويت)
الخليج «الوزراء الكويتي» يرفع مرسوم حل مجلس الأمة إلى ولي العهد

«الوزراء الكويتي» يرفع مرسوم حل مجلس الأمة إلى ولي العهد

رفع مجلس الوزراء الكويتي مشروع مرسوم حل مجلس الأمة إلى ولي العهد، بعد موافقته عليه خلال اجتماعه الأسبوعي، اليوم (الاثنين)، برئاسة الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، رئيس المجلس، وذلك بناءً على عرض الرئيس، واستناداً إلى نص المادة 107 من الدستور. كان ولي العهد، الشيخ مشعل الأحمد، قد أعلن الشهر الماضي، حل مجلس الأمة 2020 المعاد بحكم المحكمة الدستورية حلاً دستورياً استناداً للمادة 107، والدعوة لانتخابات عامة في الأشهر المقبلة.

«الشرق الأوسط» (الكويت)

«النفوذ الروسي» في ليبيا يلاحق زيارة المبعوث الأميركي للجنوب

زيارة وفد السفارة الأميركية في ليبيا إلى سبها (السفارة الأميركية على إكس)
زيارة وفد السفارة الأميركية في ليبيا إلى سبها (السفارة الأميركية على إكس)
TT

«النفوذ الروسي» في ليبيا يلاحق زيارة المبعوث الأميركي للجنوب

زيارة وفد السفارة الأميركية في ليبيا إلى سبها (السفارة الأميركية على إكس)
زيارة وفد السفارة الأميركية في ليبيا إلى سبها (السفارة الأميركية على إكس)

ألقى «النفوذ الروسي» في ليبيا بظلاله على تقديرات محللين ليبيين بشأن أبعاد زيارة المبعوث الأميركي الخاص إلى البلاد، ريتشارد نورلاند، غير المسبوقة إلى الجنوب الليبي.

ولم تُكشف تفاصيل كافية عن نتائج مباحثات نورلاند مع رئيس أركان القوات البرية التابعة للقيادة العامة، الفريق صدام، نجل المشير خليفة حفتر، في مدينة سبها الجنوبية، في وقت سابق هذا الأسبوع. لكنّ متابعين تحدثوا عن «رمزية» زيارة نورلاند إلى سبها، خصوصاً أنها «الأولى لمسؤول أميركي للمدينة الجنوبية، في ظل أوضاع أمنية مستقرة بعد موجات انفلات أمني سابقة»، وفق أستاذ العلوم السياسية بجامعة درنة، يوسف الفارسي.

المبعوث الأميركي إلى ليبيا والقائم بالأعمال خلال زيارة لسبها (السفارة الأميركية على إكس)

ويبدو أنه لم تغب «ظلال الخطة الاستراتيجية العشرية لليبيا، ومحاولات احتواء النفوذ الروسي عن زيارة المبعوث الأميركي إلى الجنوب الليبي»، في رأي عضو معهد السياسات الخارجية بجامعة «جون هوبكنز»، حافظ الغويل، الذي يرى أن «امتداد نفوذ روسيا في الجنوب الليبي ليس بمنأى عن توجهات الاستراتيجية الأميركية للمناطق الهشة وزيارة نورلاند»، علماً بأن تسريبات ظهرت منذ مارس (آذار) الماضي تتحدث عن أكثر من جسر جوي تقوده طائرات شحن عسكرية روسية نحو قاعدة براك الشاطئ، الواقعة جنوب البلاد.

من لقاء سابق للدبيبة مع مدير وكالة الاستخبارات الأميركية ويليام بيرنز في طرابلس (الحكومة)

ومنذ أقل من عامين أطلقت إدارة بايدن ما يعرف بـ«استراتيجية الولايات المتحدة لمنع الصراع وتعزيز الاستقرار - الخطة الاستراتيجية العشرية لليبيا»، وتهدف هذه الخطة من بين بنودها إلى «دمج الجنوب الليبي المهمش تاريخياً في الهياكل الوطنية، مما يؤدي إلى توحيد أوسع، وتأمين الحدود الجنوبية».

ومع أن نورلاند اكتفى عقب لقاء صدام حفتر بحديث عام عن الدور الحيوي الذي يلعبه جنوب ليبيا في استقرار المنطقة، وحماية سيادة ليبيا، والتغلب على الانقسامات، فإن زيارته حسب الدكتور أحمد الأطرش، أستاذ العلوم السياسية بـ«جامعة طرابلس»: «قد لا تخرج عن سياقات صراع نفوذ مع موسكو، واستكشاف التمدد الروسي في المنطقة».

وكان اللافت أيضاً حديث المبعوث الأميركي عن دعم الجهود الليبية لتوحيد المؤسسات الأمنية، عبر «الانخراط مع القادة العسكريين الليبيين من جميع أنحاء البلاد»، وهو ما رآه الأطرش في تصريح إلى «الشرق الأوسط» غطاء لحقيقة هذه الزيارة، التي تستهدف موسكو بالأساس، مقللاً من رؤى تستند إلى لقاء سابق جمع بين وزير الداخلية المكلف في غرب البلاد، عماد الطرابلسي وصدام، وهو تصرف أحادي.

من زيارة سابقة لنائب وزير الدفاع الروسي رفقة وفد رفيع المستوى من الحكومة الروسية إلى بنغازي (الشرق الأوسط)

في المقابل، ذهب فريق من المحللين إلى الحديث عن مخاوف أميركية شديدة من توسيع ما سموه بالأنشطة الصينية في ليبيا، إذ إن الجنوب الليبي، وفق المحلل السياسي عز الدين عقيل «يمكن أن يكون محطة مهمة بقطع طريق الحرير الصيني، واستخدامه أيضاً بوصفه قاعدة لإزعاج ومواجهة الصينيين بأفريقيا».

ويستند عقيل إلى ما ذُكر بشأن الصين في إحاطة «الدبلوماسية الأميركية جنيفر غافيتو، حيث كان من المقرر تعيينها سفيرة لواشنطن في طرابلس قبل أن تعتذر في صيف هذا العام».

وفي يونيو (حزيران) الماضي، نبهت غافيتو في بيان أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إلى «النجاحات العميقة» لشركات مرتبطة بالصين في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في ليبيا.

وسبق أن حصلت الصين على حقوق تعدين الذهب الليبي في الجزء الجنوبي من البلاد «بشروط مغرية للغاية» في عهد رئيس الحكومة الليبية السابق، فتحي باشاغا، وفق المستشار في مؤسسة «أنفرا غلوبال بارتنرز»، جوناثان باس، الذي لفت إلى دعم بكين القائد العام لقوات القيادة العامة المشير خليفة حفتر.

يُشار إلى أن منطقة الساحل شهدت خلال العامين الأخيرين الإطاحة ببعض الأنظمة الراسخة الموالية لفرنسا، تزامناً مع انخراط روسيا في المنطقة، بوصفها حليفة للأنظمة الجديدة.

اللافت أنه غداة زيارة نورلاند إلى سبها، كان السفير الروسي لدى ليبيا أيدار أغانين خلف عجلة قيادة الشاحنة الروسية «أورال»، محتفياً، في لقطة لا تخلو من الدلالات، بدخولها السوق الليبية، بعد وصولها بالفعل إلى البلاد ضمن المئات منها إلى جانب الشاحنة «أورال».