75 % من دعاوى الاعتداء الجنسي في دمشق ضحاياها أطفال

TT

75 % من دعاوى الاعتداء الجنسي في دمشق ضحاياها أطفال

كشف قاضي محكمة بداية الجزاء في دمشق، طارق الكردي، أن 75 في المائة من دعاوى الاعتداء الجنسي في دمشق ضحاياها أطفال، وأن أغلب الاعتداءات التي تقع على أطفال دون سن العشر سنوات، تؤدي إلى الوفاة.
وقال الكردي في تصريح لإذاعة محلية إن دعاوى الاعتداء الجنسي بمختلف درجاته التي ترد لمحاكم دمشق تُقدَّر بـ7 - 8 حالات شهرياً، مشيراً إلى أن هذه النسبة قد ترتفع في فترات وتقل في أخرى. وبحسب الكردي، فإن المحاكم السورية تتعامل مع قضايا الاعتداء والقتل، لكنها لا تُطرح في وسائل الإعلام، كما جرى في قضية قتل الطفلة جوى الاستنبولي، لأن الأصل هو عدم طرحها على الإعلام قبل صدور قرار قضائي بإدانة الفاعل.
وبيَّن القاضي الكردي أنه إذا كانت الحالة لطفل تحت 12 سنة تذهب لقاضي التحقيق في حال وجود إيذاء أو عنف، أما إذا كانت فوق 12، مع رضا وقبول، تذهب لبداية الجزاء.
وخلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، انشغلت وسائل الإعلام السورية ومواقع التواصل الاجتماعي والشارع السوري، بقضية الطفلة جوى الاستنبولي ذات الثلاث سنوات التي عُثِر على جثتها بعد أيام قليلة من اختفائها. وخرجت مظاهرات في الحي الذي تقطنه أسرة جوى في مدينة حمص تطالب بالكشف عن الجاني. وفور إعلان وزارة الداخلية إلقاء القبض على القاتل، هاجم متظاهرون منزله وأحرقوه، كما حاصروا أقارب القاتل.
وأحيطت القضية بكثير من الغموض الناجم عن تضارب الأنباء الرسمية المتعلقة بتفاصيل الجريمة؛ فبعد إعلان تقرير الطب الشرعي الأول بأن سبب وفاة الطفلة الضرب بأداة حادة على الرأس، وعدم وجود أثر لاعتداء جنسي، بثَّت وزارة الداخلية اعترافات مصوَّرة للقاتل قال فيها إنه استدرج الطفلة إلى منزله بتاريخ 8 أغسطس (آب)، كونه من الجيران، واعتدى عليها جنسياً، ثم قتلها ووضع جثتها في كيس بلاستيكي ورماها ليلاً في حاوية القمامة.
اعترافات المتهم جاءت صادمة في برودها، وكأنه يلقي نصاً تم تلقينه إياه، ليتحدث عن جريمة مروعة، ما أثار انتقادات المتابعين للإعلام الرسمي، لبثه تقريراً فيه انتهاك فاضح للقيم الإنسانية، وأيضاً لتناقض تلك الاعترافات مع البيانات السابقة لوزارة الداخلية المتعلقة بالقضية. ونتيجة لتلك الانتقادات، اضطر التلفزيون الرسمي إلى تقديم الاعتذار وحذف التقرير من معرَّفاته الإلكترونية، ليبقى على معرفات وزارة الداخلية.
وكان من التداعيات أيضاً، تقديم رئيس مركز الطبابة الشرعية في حمص، استقالته، لتناقض تقرير الطب الشرعي الأول مع الاعترافات فيما يخص سبب الوفاة. وأعيد استخراج جثة الطفلة للوقوف على سبب الوفاة بما يتطابق مع اعترافات القاتل.
وفي تبرير لتلك التناقضات، قال مدير الهيئة العامة للطب الشرعي، الدكتور زاهر حجو: «عندما تم إخطارنا بالحادث وتقديم اللجنة الطبية تقريراً لنا كهيئة عامة للطب الشرعي، كان تصريحنا بعدم تأكيد أو نفي وجود اعتداء جنسي بناء على تقرير اللجنة الأولية التي لم تستطع تأكيد ذلك، والسبب عدم قيامها بالتشريح».
وقال إن «سبب الوفاة لم يكن دقيقاً أبداً». وأكد حجو أنه بعد استخراج جثة الطفلة من القبر، توصلت الطبابة إلى استنتاجات حول سبب وزمن الوفاة، وهي وجود اعتداء جنسي، وإلى قناعة مطلقة «بتتالي الأحداث وتوافقها مع اعترافات المتهم».
هذا وقد نالت قضية الطفلة جوى اهتماما رسمياً لافتاً وغير مسبوق في قضايا مماثلة، وكلف الرئيس بشار الأسد، وزير الداخلية، بتقديم واجب العزاء لأهل الطفلة.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)
TT

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)

قرر مصرف الإمارات المركزي تعليق نشاط تحويل الأموال لشركة «الرازوقي» للصرافة العاملة في الدولة، لمدة 3 سنوات، وذلك بسبب انتهاك قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

وبحسب بيان للمصرف المركزي، أرسل نسخة منه لـ«الشرق الأوسط» قال إنه تم إغلاق فرعين للشركة في منطقتي المرر وديرة بدبي، حيث اتُّخذت هذه الإجراءات الإدارية بموجب المادة 14 من قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

ووفقاً للبيان، فإن المصرف المركزي يعمل من خلال مهامه الرقابية والإشرافية، على ضمان التزام جميع شركات الصرافة ومالكيها وموظفيها، بالقوانين السارية في البلاد، والأنظمة والمعايير المعتمَدة من المصرف المركزي، مشيراً إلى أنه يهدف للحفاظ على شفافية ونزاهة النظام المالي للدولة.

وتنص المادة 14 من قانون غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب في الإمارات أنه يجب على جميع المرخص لهم الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية الحالية الخاصة بمواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب المحددة من قِبل المصرف المركزي، والتصدي لمخاطر غسل الأموال، وتمويل الإرهاب من خلال التدابير الوقائية المناسبة لردع إساءة استخدام القطاع قناةً للأموال غير المشروعة، والكشف عن غسل الأموال، وأنشطة تمويل الإرهاب، وإبلاغ وحدة المعلومات المالية في المصرف المركزي عن أي معاملات مشبوهة.