كيانات سياسية وأهلية في شرق السودان تطالب بحكم فيدرالي

هدّدت بالمطالبة بحق تقرير المصير إذا تجاهلت السلطات المركزية مطالبها

سودانيون يبحثون عن مكان آمن بعد أن غمرت مياه الفيضانات منازلهم في بلدة عبود (أ.ب)
سودانيون يبحثون عن مكان آمن بعد أن غمرت مياه الفيضانات منازلهم في بلدة عبود (أ.ب)
TT

كيانات سياسية وأهلية في شرق السودان تطالب بحكم فيدرالي

سودانيون يبحثون عن مكان آمن بعد أن غمرت مياه الفيضانات منازلهم في بلدة عبود (أ.ب)
سودانيون يبحثون عن مكان آمن بعد أن غمرت مياه الفيضانات منازلهم في بلدة عبود (أ.ب)

لوّحت أحزاب سياسية وكيانات أهلية ومجتمعية في شرق السودان باللجوء إلى خيار المطالبة بحق تقرير المصير (الانفصال) أو الحكم الذاتي، إذا لم تستجب السلطات المركزية في الخرطوم بمنح الإقليم الحكم الفيدرالي الكامل لولاياته الثلاث (البحر الأحمر وكسلا والقضارف). ونظم مؤيدو «مسار شرق السودان» في اتفاقية «جوبا» للسلام في الخرطوم، أمس، مؤتمراً لمناقشة القضايا المصيرية للإقليم، وهو الاتفاق الذي يجد رفضاً من قوى أخرى مؤثرة في الإقليم، تطالب بإلغائه وإجراء ترتيبات جديدة للمشاركة في السلطة وحكم الإقليم.
ووقع المشاركون في المؤتمر، من زعماء القبائل وقادة الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ولجان المقاومة، على ميثاق سياسي، أكد على وحدة السودان في إطار نظام حكم فيدرالي كامل الصلاحيات.
وقال ممثل تحالف القوى السياسية، محمود طاهر، إن أزمة الشرق ما زالت تراوح مكانها نتيجة غياب الإرادة السياسية لحلها؛ حيث تم استغلال الأزمة لتصفية الصراعات بين المكونين المدني والعسكري. وأضاف طاهر موضحاً: «نحن حريصون على وحدة أهل السودان أرضاً وشعباً، ونرفض تدخل القوى السياسية بالخرطوم في تأجيج الصراعات في الشرق، واستغلالها للوصول إلى السلطة»، مبرزاً أن المدخل لحل الأزمة هو «أن تكف القوى السياسية عن الاستقطاب الحاد بين المكونات السياسية والاجتماعية بالشرق»، داعياً السلطات إلى الالتزام بتنفيذ مسار السلام شرق السودان في اتفاقية «جوبا»، والإسراع في عقد المؤتمر التشاوري المنصوص عليه في الاتفاق ذاته، بالإضافة إلى إجراء المصالحات القبلية وجبر الضرر للمتأثرين من تلك النزاعات. بدوره، دعا زعيم قبيلة الجميلاب، محمد طاهر حسين، جميع المكونات السياسية والأهلية في الشرق إلى تقديم تنازلات، والتوافق على قضايا الإقليم، وحثّ السلطات في الخرطوم على الاهتمام بمعالجة الأزمة. وقال بهذا الخصوص: «نجدد مطالبتنا بمنحنا الحكم الذاتي لولايات الشرق الثلاث في إطار السودان الموحد».
ودعا الميثاق إلى قومية المؤسسات النظامية، في إشارة إلى الجيش والشرطة والأمن، والتأكيد على مهنيتها وحيادها، وتمثيل عادل لشرق السودان في كل المؤسسات العسكرية والمدنية. كما أقر الميثاق، الذي تمّت تلاوته عقب اختتام المؤتمر، اعتماد نظام الحكم الفيدرالي لإقليم شرق السودان، وهدّد بأنه في حال استمر التهميش والاستقطاب الحاد، وتحريض مكونات الإقليم ضد بعضها من قبل المركز، فإن شرق السودان سيذهب في اتجاه تقرير المصير، أو الحكم الذاتي الذي يمثل رأي الأغلبية.
وأشار الميثاق إلى أن المؤتمرين «توافقوا في الوقت الحالي على النظام الفيدرالي للشرق، على أن يضمن ذلك تمثيلاً عادلاً في الحكومة الانتقالية المقبلة وحكم الولايات الثلاث». فيما طالبت القوى السياسية والأهلية، التي شاركت في المؤتمر، بتنفيذ اتفاقية جوبا للسلام، والتعويض عن الصراعات القبلية التي أدت إلى تهتك النسيج الاجتماعي بالإقليم. أما على المستوى القومي، فقد شدد المؤتمر على أهمية التوافق بين جميع الأطراف السودانية على حد أدنى لتشكيل حكومة انتقالية مدنية ببرنامج واضح، تضع في أولوياتها تحقيق الأمن ومعالجة الأزمة الاقتصادية بالبلاد. ودرج زعماء القبائل وقادة الإدارة الأهلية على التهديد باللجوء إلى خيار المطالبة بالحكم الذاتي، على غرار أقاليم أخرى شهدت نزاعات مسلحة مع الحكومة المركزية في الخرطوم. وقد شهد شرق السودان العام الماضي سلسلة من أعمال العنف بين مكونات قبلية خلفت المئات من القتلى وخسائر في الممتلكات.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

تنسيق مصري - أميركي لدفع جهود وقف إطلاق النار في غزة

وزير الخارجية المصري يلتقي مع نظيره الأميركي (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي مع نظيره الأميركي (الخارجية المصرية)
TT

تنسيق مصري - أميركي لدفع جهود وقف إطلاق النار في غزة

وزير الخارجية المصري يلتقي مع نظيره الأميركي (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي مع نظيره الأميركي (الخارجية المصرية)

تجري مصر والولايات المتحدة، مشاورات مستمرة من أجل دفع جهود إبرام هدنة في قطاع غزة مماثلة للتي تبدو وشيكة بين لبنان وإسرائيل، بحسب إفادة وزارة الخارجية المصرية، الثلاثاء.

وتتوسط مصر وأميركا، إلى جانب قطر، منذ أكثر من عام، لتبادل المحتجزين، ووقف الحرب الإسرائيلية في القطاع، والتي راح ضحيتها 44 ألفاً و249 قتيلاً، إلى جانب 104 آلاف و746 إصابة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

وقالت «الخارجية المصرية»، إن لقاء وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، مساء الاثنين، على هامش أعمال اجتماع وزراء خارجية «مجموعة السبع» في إيطاليا، جاء في إطار «التنسيق والتشاور الدوري والعمل المشترك لاحتواء التصعيد بالشرق الأوسط، ومناقشة آخر التطورات بالنسبة لمفاوضات الوقف الفوري لإطلاق النار في كل من قطاع غزة ولبنان».

وقال عبد العاطي إنه «لن يتحقق الأمن أو الاستقرار بالمنطقة، دون استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرضي الفلسطينية»، محذراً من «الخطورة البالغة لاستمرار السياسات الإسرائيلية العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني وتداعياتها الكارثية على أمن واستقرار المنطقة والعالم بأسره، في ظل الانتهاكات المتواصلة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».

وشدد وزير الخارجية المصري على ضرورة «نفاذ المساعدات الإنسانية لقطاع غزة في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشها الفلسطينيون»، مشيراً إلى المؤتمر الوزاري الذي ستستضيفه القاهرة لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة، يوم الاثنين المقبل.

ويتوقّع أن تتّخذ إسرائيل قراراً، الثلاثاء، بشأن وقف إطلاق النار بعد شهرين من الحرب ضد «حزب الله» في لبنان. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس خلال اجتماعه في تل أبيب مع مبعوثة الأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت، إن أي خرق لاتفاق وقف إطلاق النار المحتمل مثل إعادة التسلح في الجنوب، سيدفع الدولة العبرية إلى التصرف «بحزم».

وكثّفت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة جهودها في الأيام الأخيرة، من أجل التوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حزب الله».

وفي لقاء آخر، مع نظيره الإيطالي أنطونيو تاياني، حذر الوزير المصري عبد العاطي، من خطورة الأوضاع في الضفة الغربية نتيجة استمرار إسرائيل في سياسة التوسع الاستيطاني.