مسلحون موالون لباشاغا يحتشدون لدخول طرابلس

«الوطني الليبي» قال إنه سيتدخل في الصراع «إذا طلب منه الشعب ذلك»

جانب من التحشيدات العسكرية قرب مطار طرابلس الدولي (أ.ف.ب)
جانب من التحشيدات العسكرية قرب مطار طرابلس الدولي (أ.ف.ب)
TT

مسلحون موالون لباشاغا يحتشدون لدخول طرابلس

جانب من التحشيدات العسكرية قرب مطار طرابلس الدولي (أ.ف.ب)
جانب من التحشيدات العسكرية قرب مطار طرابلس الدولي (أ.ف.ب)

تواصل أمس التحشيد العسكري في مختلف أنحاء العاصمة الليبية طرابلس، على الرغم من التحذيرات والمخاوف المتصاعدة محلياً ودولياً من مخاطر اندلاع مواجهات مسلحة، وظهر اللواء أسامة الجويلي، رئيس المنطقة العسكرية الغربية الموالي لفتحي باشاغا، وهو يتفقد «السرية الطبية» التابعة لقواته، بعد رفع جاهزيتها وجمعها في جنوب غربي طرابلس.
واحتشدت مجموعات مسلحة موالية لحكومة باشاغا في مناطق شرق وغرب طرابلس، في محاولة جديدة لدخول العاصمة، ووضع الترتيبات لتمكين الحكومة الجديدة من تسلم المقرات الرسمية من حكومة عبد الحميد الدبيبة، رئيس «الوحدة» الوطنية، الذي رفض تسليم السلطة لغريمه باشاغا.
وعلى الرغم من أن اللواء أحمد المسماري، المتحدث الرسمي باسم المشير خليفة حفتر، قائد «الجيش الوطني»، أكد في تصريحات تلفزيونية أمس أن «الجيش» لا يدعم أي طرف ولا علاقة له بالصراع على السلطة في طرابلس، لكنه أضاف موضحا «إذا طالبنا الشعب الليبي بالتدخل في طرابلس فسنكون في الموعد». واعتبر أن «طبول الحرب تدق في طرابلس»، لافتا إلى إنشاء الميليشيات غرفة عمليات عسكرية شاملة هناك برئاسة محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي.
وتابع المسماري قائلا: «نحن لا نؤيد فريقا ضد آخر، ونرجو ألا تحل الأمور بالحرب، وأن يتم تسليم السلطة للحكومة المنتخبة من البرلمان بشكل سلمي للوصول إلى الانتخابات». مؤكدا التزام قيادة الجيش باتفاق وقف إطلاق النار، والتأكيد على أنها «ليست طرفا في أي صراع سياسي، ولن تقوم بأي عملية عسكرية في طرابلس، ولن تساند أي طرف على الآخر». كما كشف النقاب عن اشتراط الميليشيات على الدبيبة «الشرعية والتمويل» لدعمه، واعتبر أن ما وصفه بقرارات الدبيبة العشوائية تشرّع وجود وتصرفات هذه الميليشيات، وأنه لا سلطة للجنة العسكرية المشتركة (5 5) على ميليشيات طرابلس.
من جانبه، نقل محمد الحداد، رئيس أركان القوات الموالية لحكومة الدبيبة، عقب اجتماعه مساء أمس مع بعض القيادات العسكرية والأمنية بقاعدة طرابلس البحرية، تأكيد هؤلاء على «منع الاقتتال بكل أشكاله بين الإخوة، والوصول إلى حلول سلمية بعيدا عن الحرب لإنهاء الصراع القائم بين الأطراف السياسية، ووضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار». مؤكدين أنهم «جاهزون للدفاع وردع أي قوة تهدد أمن وسلامة العاصمة».
في سياق ذلك، قال آمر جهاز الطيران الإلكتروني، العميد عبد الهادي مخلوف، أمس، إن الاجتماع الذي تم بتوجيه من محمد المنفي باعتباره القائد الأعلى للجيش الليبي، انتهى إلى الاتفاق على حماية المدنيين من أي قوة تحاول زعزعة أمن العاصمة. فيما نأت «القوى العسكرية والأمنية» في طرابلس بنفسها عن الصراعات السياسية، والاقتتال بكل أشكاله، وكشفت في بيان لها عن «فشل الجهود لمنع نشوب حرب جديدة»، مشيرة إلى أنها «تواصلت مع كافة الأطراف لمنع وقوع الحرب، والوصول إلى حلول سلمية لإنهاء الصراع القائم بين الأطراف السياسية، لكن أطرافا أخرى تسعى إلى وقوع الحرب ومصرّة عليها لأغراض مختلفة». لافتة إلى التواصل بين جميع الأطراف بغية الوصول إلى حلول بعيدة عن الحرب والقتال، والعودة لتحكيم العقل، ووضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار، وتحمل مجالس النواب والدولة والرئاسي مسؤولياتهم في ذلك.
إلى ذلك، أكد متحدث باسم القيادة الأميركية في أفريقيا «أفريكوم» تحطم طائرة موجهة عن بعد تابعة للقوات الجوية الأميركية بالقرب من مدينة بنغازي بشرق ليبيا. وقال في تصريح وزعه على وسائل الإعلام المحلية إن الطائرة كانت تعمل لدعم ما وصفه بـ«الالتزامات الدبلوماسية للسفير الأميركي والمبعوث الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، المقرر إجراؤها في شرق ليبيا، وبالتنسيق مع السلطات الليبية المختصة». وأضاف المتحدث دون الخوض في المزيد من التفاصيل أن «الحادث قيد التحقيق، وليست لدينا أي معلومات أخرى في الوقت الحالي».
في شأن آخر قال خالد المشري، رئيس مجلس الدولة، إنه ناقش أمس في طرابلس مع القائم بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة، ريزدون زينينغا، الأزمة السياسية، والحلول الممكنة للجمود في المسار الدستوري، بما يؤدي لتنظيم انتخابات على أُسس دستورية وقانونية.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.