المحكمة الدستورية في تايلند تعلّق مهام رئيس الوزراء

TT

المحكمة الدستورية في تايلند تعلّق مهام رئيس الوزراء

علّقت المحكمة الدستورية في تايلند، أمس الأربعاء، مهام رئيس الوزراء برايوت شان - أو - شا بينما تنظر في قضية قد تتم إقالته بموجبها قبل أشهر من موعد الانتخابات العامة المتوقعة. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن المحكمة وافقت على الاستماع إلى القضية التي رفعتها أحزاب في المعارضة تقول إن برايوت الذي تولى السلطة إثر انقلاب عام 2014 وصل إلى الحد الأقصى لولايته البالغ ثماني سنوات. ووافق القضاة بخمسة أصوات مقابل أربعة، على تعليق مهام برايوت، إلى حين اتّخاذ قرار بشأن القضية، وفق ما جاء في بيان للمحكمة.
وذكر البيان أن «المحكمة نظرت في الالتماس والوثائق المدّعمة ورأت أن الوقائع التي بني عليها الطلب تشير إلى مبررات معقولة للاشتباه بوجود قضية بناء على الطلب». وتابع: «بالتالي، كان هناك تصويت بالأغلبية (خمسة مقابل أربعة) لصالح تعليق مهام (برايوت) كرئيس للوزراء، (في قرار) يدخل حيّز التنفيذ 24 أغسطس (آب) 2022، إلى حين صدور قرار للمحكمة». وأمهلت المحكمة برايوت 15 يوماً للردّ على القضية المرفوعة ضدّه. وسيتولى براويت وونغسوان، وهو أحد نواب رئيس الوزراء الحالي، مهام رئاسة الوزراء بشكل مؤقت، إلى حين البتّ بالقضية. وقال وسانو كريا - نغام، وهو أيضاً نائب لرئيس الوزراء: «ستواصل الحكومة الحالية مهمتها كالمعتاد لأن الجنرال برايوت لم يُقَل من منصبه إنّما عُلّقت مهامه فقط». واعتبر بيتا ليمجارونرات، قائد حزب «فاك كاو كلاي» (التحرّك إلى الأمام) المعارض، الذي كان من الأحزاب التي دعمت الالتماس، أن البلاد تحتاج إلى قيادة جديدة. وقال بيتا لصحافيين في البرلمان: «الأمر أشبه بالتجديف بقارب داخل حوض الاستحمام، انطلاقاً من الجنرال برايوت وصولاً إلى الجنرال برايوت».
ليست المرة الأولى التي تؤثّر المحكمة الدستورية على سير السياسة التايلاندية. فقد ألغت نتائج الانتخابات العامة عامي 2006 و2014.
يحظر دستور تايلند منذ عام 2017 على رئيس الوزراء أن يبقى في المنصب لأكثر من ثماني سنوات في المجموع. وتقول الأحزاب المعارضة إن برايوت الذي تولى السلطة في عام 2014 قد بلغ الحدّ الأقصى من السنوات التي يسمح له فيها بالعمل في السلطة. واحتشد مئات المتظاهرين المناهضين للحكومة عند نصب الديمقراطية في بانكوك الثلاثاء قبل صدور قرار المحكمة. ومن المقرر تنظيم مزيد من المظاهرات. ويقول مناصرو برايوت إن احتساب مدة وجوده في السلطة بدأ حين وُضع دستور عام 2017. ومنهم من يعتبر أنه بدأ بعد الانتخابات العامة في 2019.
إذا تبعت المحكمة هذا المنطق، يمكن لبرايوت أن يبقى في الحكم عملياً حتى عام 2025 أو حتى 2027، في حال فوزه في الانتخابات العامة المقرر إجراؤها بحلول مارس (آذار). ووصل برايوت، الذي كان قائداً سابقاً للجيش، إلى السلطة، بعد انقلاب عسكري أطاح بحكومة يينغلاك شيناواترا المُنتخبة ديمقراطياً.
ترأس فيما بعد حكومة المجلس العسكري لخمس سنوات بعدما عيّنه الملك في المنصب في 24 أغسطس 2014. ثمّ بقي في رئاسة الوزراء بعد الانتخابات العامة التي جرت في عام 2019. وأظهر استطلاع حديث أن ثلثي المستطلعين يريدون أن يترك برايوت منصبه على الفور. وفي عهد برايوت، سجّلت المملكة التايلاندية أسوأ نشاط اقتصادي لها خلال 30 عاماً. وواجهت حكومته انتقادات حول إدارتها لتفشي «كوفيد - 19». واستقطبت المسيرات المؤيدة للديمقراطية في عام 2020. بقيادة الشباب في بانكوك، عشرات آلاف الأشخاص في ذروتها، وكانت استقالة برايوت من المطالب الرئيسية للحركة الاحتجاجية حينذاك.
ووضعت الشرطة أمس الأربعاء حاويات شحن في بعض الشوارع قرب مبانٍ حكومية تحسباً لحصول أي احتجاجات جديدة.


مقالات ذات صلة

ملك تايلاند يعين ابنته الصغرى «ميجور جنرال» في الجيش

العالم ملك تايلاند يعين ابنته الصغرى «ميجور جنرال» في الجيش

ملك تايلاند يعين ابنته الصغرى «ميجور جنرال» في الجيش

أعلنت الجريدة الرسمية في تايلاند تعيين الأميرة سيريفانافاري ناريراتانا راجاكانيا متخصصة في الجيش التايلاندي الملكي برتبة «ميجور جنرال»، بحسب وكالة «بلومبيرغ» للأنباء. وأعلن الملك ماها فاجير الونجكورن أمس (الجمعة) تعيين كريمته التي تبلغ من العمر 36 عاماً في أحدث جولة من الترقيات العسكرية، والتي تدخل حيز التنفيذ اعتباراً من الأول من أبريل (نيسان) المقبل. وتحمل الأميرة درجة الماجستير في التصميم من غرفة اتحاد تصميم الأزياء الباريسية، بالعاصمة الفرنسية، وأصبحت مصممة أزياء ولديها ماركة باسم «سيريفانافاري». والأميرة هي الابنة الصغرى للملك، بينما الابنة الكبرى للملك الأميرة باجراكيتيابها نقلت إلى المس

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
الخليج السعودية وتايلاند تعفيان حاملي الجوازات الدبلوماسية والخاصة من التأشيرة

السعودية وتايلاند تعفيان حاملي الجوازات الدبلوماسية والخاصة من التأشيرة

وقَّعت السعودية وتايلاند، في بانكوك، اليوم (الأربعاء)، مذكرة تفاهم بشأن إعفاء حاملي الجوازات الدبلوماسية والخاصة من تأشيرة الدخول، بعد عام من سماح الرياض بسفر مواطنيها إلى هناك، ودخول التايلانديين البلاد، وذلك عقب 3 عقود من الحظر. جاء توقيع المذكرة خلال استقبال دون برامودويناي نائب رئيس الوزراء وزير خارجية تايلاند، للمهندس وليد الخريجي نائب وزير الخارجية السعودي، الذي يقوم بزيارة رسمية لبانكوك التقى فيها أيضاً نظيره فيجافات إيزارابهاكدي، ورئيس البرلمان تشوان ليكباي، كلّاً على حدة. وجرى، خلال اللقاءات، استعراض علاقات الصداقة وأوجه التعاون بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة، بال

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
يوميات الشرق دونغبيتش برومثب وسط أفراد أسرته بعد إنقاذه من الكهف (أرشيفية - أ.ب)

وفاة صبي جرى إنقاذه من كهف تايلند عام 2018 بإصابة في الرأس

تُوفي قائد فريق كرة القدم التايلندي، والذي جرى إنقاذه وزملائه من الكهف في تايلند عام 2018.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم جانب من تلوث الهواء في بانكوك (وسائل إعلام تايلاندية)

ليس بسبب كورونا... بانكوك تحث سكانها على العمل من المنزل وارتداء الكمامات

بعد نحو عامين من دخول مناطق واسعة حول العالم في إغلاقات وعمل الموظفين من المنزل وإلزامية ارتداء الكمامات بسبب فيروس «كوفيد-19»، حثّت السلطات التايلاندية سكان بانكوك على العمل من المنزل، والالتزام بارتداء الكمامات في الأماكن المفتوحة، ليس بسبب كورونا وإنما في ظل تفاقم مستويات تلوث الهواء في واحدة من أعلى مدن العالم من حيث معدلات زيارتها. ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، اليوم (الأربعاء)، عن حاكم بانكوك، تشادشارت سيتيبونت، قوله في بيان له أمس الثلاثاء، إن سكان المدينة الذين يزيد عددهم على 10 ملايين نسمة، يجب أن يعملوا من منازلهم إذا أمكن ذلك، أو أن يتحولوا من استخدام سياراتهم الشخصية إلى خيارات ال

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
العالم السفينة «سوخوتاي» قبل غرقها بالكامل (أ.ف.ب)

غرق سفينة حربية تايلاندية... و31 بحاراً في عداد المفقودين

فُقد 31 من عناصر البحرية التايلاندية إثر غرق سفينتهم قبالة السواحل الجنوبية الشرقية للبلاد بعيد منتصف ليل أمس (الأحد)، وفق ما أعلنت السلطات. وكانت السفينة «سوخوتاي» التابعة لسلاح البحرية تقوم بدورية في خليج تايلاند، على بعد 37 كيلومتراً من رصيف «بانغ سابان» في براشواب خيري خان (جنوب) عندما واجهت أمواجاً قوية وتسربت المياه إلى داخلها. وأطلقت السلطات عملية إنقاذ بعد تضرر الأنظمة الإلكترونية للسفينة، وأظهرت صور نشرها سلاح البحرية السفينة مائلة على جانبها. وقال المتحدث باسم البحرية؛ الأدميرال بوغكرونغ موترادبالين: «ما زلنا نبحث عن 31 مفقوداً».

«الشرق الأوسط» (بانكوك)

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، نشرتها اليوم الجمعة، قالت ميركل إن ترمب «تحد للعالم، خاصة للتعددية».

وقالت: «في الحقيقة، الذي ينتظرنا الآن ليس سهلا»، لأن «أقوى اقتصاد في العالم يقف خلف هذا الرئيس»، حيث إن الدولار عملة مهيمنة، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وعملت ميركل مع أربعة رؤساء أميركيين عندما كانت تشغل منصب مستشار ألمانيا. وكانت في السلطة طوال ولاية ترمب الأولى، والتي كانت بسهولة أكثر فترة متوترة للعلاقات الألمانية الأمريكية خلال 16 عاما، قضتها في المنصب، والتي انتهت أواخر 2021.

وتذكرت ميركل لحظة «غريبة» عندما التقت ترمب للمرة الأولى، في البيت الأبيض خلال شهر مارس (آذار) 2017، وردد المصورون: «مصافحة»، وسألت ميركل ترمب بهدوء: «هل تريد أن نتصافح؟» ولكنه لم يرد وكان ينظر إلى الأمام وهو مشبك اليدين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يحضران حلقة نقاشية في اليوم الثاني من قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا... 8 يوليو 2017 (أ.ف.ب)

ونقلت المجلة عن ميركل القول: «حاولت إقناعه بالمصافحة بناء على طلب من المصورين لأنني اعتقدت أنه ربما لم يلحظ أنهم يريدون التقاط مثل تلك الصورة... بالطبع، رفضه كان محسوبا».

ولكن الاثنان تصافحا في لقاءات أخرى خلال الزيارة.

ولدى سؤالها ما الذي يجب أن يعرفه أي مستشار ألماني بشأن التعامل مع ترمب، قالت ميركل إنه كان فضوليا للغاية وأراد معرفة التفاصيل، «ولكن فقط لقراءتها وإيجاد الحجج التي تقويه وتضعف الآخرين».

وأضافت: «كلما كان هناك أشخاص في الغرفة، زاد دافعه في أن يكون الفائز... لا يمكنك الدردشة معه. كان كل اجتماع بمثابة منافسة: أنت أو أنا».

وقالت ميركل إنها «حزينة» لفوز ترمب على كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت: «لقد كانت خيبة أمل لي بالفعل لعدم فوز هيلاري كلينتون في 2016. كنت سأفضل نتيجة مختلفة».