«دا بو»... مليونير صيني يصبح سائق تاكسي في بكين

صورة المليونير السابق دا بو في 7 يونيو 2022 (نقلاً عن صحيفة «لوموند» الفرنسية)
صورة المليونير السابق دا بو في 7 يونيو 2022 (نقلاً عن صحيفة «لوموند» الفرنسية)
TT

«دا بو»... مليونير صيني يصبح سائق تاكسي في بكين

صورة المليونير السابق دا بو في 7 يونيو 2022 (نقلاً عن صحيفة «لوموند» الفرنسية)
صورة المليونير السابق دا بو في 7 يونيو 2022 (نقلاً عن صحيفة «لوموند» الفرنسية)

يقول الصيني دا بو (44 عاماً) إنه جنى ثروة من استيراد المأكولات البحرية من كوريا الشمالية، قبل أن يخسر كل شيء ويقرّر أن يصبح سائق سيارة أجرة
نادراً ما يكون سائقو سيارات الأجرة في بكين مسهبين في الكلام، لكنّ دا بو استثناء، فهذا الرجل ذو المظهر الحزين يروي سيرة حياته عن طيب خاطر، وفق تقرير لصحيفة «لوموند» الفرنسية.
يؤكّد دا بو، المولود في إقليم جيلين شمال شرقي الصين، أنّه بفضل التجارة مع كوريا الشمالية، كان مليونيراً لبعض الوقت، قبل أن يخسر كلّ شيء في عام 2010: ماله ووالده وزوجته، ليتحوّل إلى مجرّد شخص ينقل أهل بكين بسيّارة أجرة.
بدأ كلّ شيء في أوائل عام 2000 عندما افتتح الشاب وصديقته من أصل كوري مطعماً في جيلين، ليس بعيداً عن الحدود مع كوريا، وسارت الأعمال بشكل جيد، ولكن بأقلّ ربح مما كان يجنيه أحد زبائنهم، السيّد جين، الذي أطلعهما أنّه من خلال شراء المأكولات البحرية في كوريا الشمالية وإعادة بيعها في الصين، كان يحقّق أحياناً ربحاً قدره 10000 يوان (1460 يورو) يومياً.
لذا؛ قرّر دا بو الانضمام إلى جين الذي يتحدث الكورية وحصل على تأشيرة دخول لكوريا لمدة عام واحد.
كان الرجلان يعبران مرّات عدّة في الأسبوع الحدود بين الصين وكوريا الشمالية، حيث ينزلان في منطقة راجين في كوريا الشماليّة، وهو ميناء يقع على بعد نحو خمسين كيلومتراً من الفندق المصرّح له باستقبال الأجانب، ويشتريان هناك مأكولات البحر لإعادة بيعها في الصين.
سار عمل دا بو بشكل جيّد، كان يشتري 70 كيلوغراماً من المحار مقابل 10 يوانات في راجين في كوريا، ويبيعها بسهولة مقابل 400 يوان في شمال الصين.
وسرعان ما أدرك الشريكان أنّه كلّما ذهبا جنوباً داخل الصين لبيع بضائعهما، كانت أسعار المأكولات البحرية الكورية الشمالية تباع بسعر أغلى، وخاصة السلطعون (سرطان البحر)، الطبق الذي يحبّه الصينيون؛ إذ يمكن بيع صندوق منه بسهولة مقابل 5000 يوان (700 يورو).

مخزون نافق من سرطان البحر
يقول دا بو، إنّ مستقبله كان يبدو مشرقاً نظراً للأرباح التي كان يجنيها، «حتّى جاءت تلك السنة القمرية الجديدة لعام 2010»، ويشير إلى أنّه في ذلك العام، نفقت كلّ سرطانات البحر التي اشتراها في كوريا الشمالية، وكذلك تلك التي اشتراها منافسوه، وذلك بعد بضع ساعات فقط من شرائها.
أجرى مختبر صيني الاختبارات على سرطانات البحر النافقة، فوجد أنّ الكوريين الشماليين حقنوها بمنتج معيّن، لكنّ دا بو لم يفهم سبب قيامهم بذلك، إلّا أنّه متأكّد من أنّها قضت مسمومة بسبب اللّون الغامق الذي أخذته هذه السرطانات عندما نفقت.
خطّط التجار الصينيون لتقديم شكوى، لكنهم أدركوا بسرعة أنّ لا فرصة لديهم في أن ينالوا العدالة في كوريا الشمالية.
ويقول دا بو، إنّه نتيجة هذه الصّفقة المغشوشة، خسر بين عشيّة وضحاها كلّ أمواله: 3 ملايين يوان، ولم يتمكّن من سداد ديون بقيمة مليون، ويضيف «اضطررت إلى بيع مطعمي ومتجرَي يانصيب اشتريتهما في هذه الأثناء»، ويشير إلى أنّه في الوقت نفسه تقريباً، تعرّض والده للاحتيال من قِبل شخص زعم أنّه مفوّض شرطة بكين، وتوفّي والده بعد بضعة أسابيع، وفي حين دخل دا بو في نزاع مع حماته على الميراث، تركته زوجته رغم أنّ الزّوجين أنجبا للتو طفلة صغيرة.
قرّر دا بو طي هذه الصفحة المظلمة، وغادر شمال الصين متّجهاً إلى بكين، حيث قرّر أن يكون سائق سيارة أجرة، على أمل أن يتمكّن لاحقاً من تولّي إدارة مطعم هناك، ويتحسّر قائلاً «لكنّ الأسعار (لشراء مطعم) لا يمكن تحمّلها».


مقالات ذات صلة

بعد أقل من شهر... قطب الإعلام روبيرت موردوك يفسخ خطوبته

يوميات الشرق بعد أقل من شهر... قطب الإعلام روبيرت موردوك يفسخ خطوبته

بعد أقل من شهر... قطب الإعلام روبيرت موردوك يفسخ خطوبته

فسخ الملياردير روبيرت موردوك، صاحب مجموعة «نيوز كورب» الإعلامية العملاقة، خطوبته، بعد أقل من شهر على إعلانه، عبر الصحافة، عقدها، وفق ما ذكرت مجلة «فانيتي فير» الأميركية، أمس الثلاثاء. وكان مقرراً أن يتزوج قطب الإعلام، البالغ 92 عاماً، المولود في أستراليا، والحائز الجنسية الأميركية منذ عام 1985، من آن ليزلي سميث؛ وهي مرشدة دينية سابقة لدى شرطة لوس أنجليس تبلغ 66 عاماً، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وقد روى، في تصريحات أدلى بها، الشهر الماضي، لصحيفة «نيويورك بوست»، إحدى المطبوعات التي يملكها، أنه طلب يدها للزواج، في يوم عيد القديس باتريك، في 17 مارس (آذار). لكنّ مجلة «فانيتي فير» نقلت، عن مق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق من هو برنار أرنو الذي أصبح أغنى رجل في العالم؟

من هو برنار أرنو الذي أصبح أغنى رجل في العالم؟

أصبح الفرنسي برنار أرنو، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة «LVMH Moët Hennessy Louis Vuitton»، الآن أغنى شخص في العالم ليحل محل الملياردير الأميركي إيلون ماسك، بزيادة قدرها 53 مليار دولار في صافي ثروته في الأشهر الـ12 الماضية، وفقاً لشبكة «سي إن بي سي». ووفقاً لقائمة «فوربس»، يبلغ صافي ثروة برنارد أرنو الآن 228.1 مليار دولار أميركي، اعتباراً من 5 أبريل (نيسان). وهو يشغل منصب الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة «LVMH Moët Hennessy Louis Vuitton» منذ عام 1989.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق إيلون ماسك يفقد صدارة قائمة «فوربس» السنوية لأغنى رجال العالم

إيلون ماسك يفقد صدارة قائمة «فوربس» السنوية لأغنى رجال العالم

فقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك رسمياً مركزه في صدارة قائمة «أغنى رجال العالم» السنوية التي تُصدرها مجلة «فوربس». وحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد احتل المركز الأول بالقائمة برنار أرنو، الرئيس التنفيذي لمجموعة «إل في إم إتش LVMH» الفاخرة، والذي زادت ثروته الصافية بأكثر من 50 مليار دولار في العام الماضي إلى 211 مليار دولار. أما ماسك، فقد انخفضت ثروته بـ39 مليار دولار العام الماضي لتصل إلى 180 مليار دولار. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، خسر ماسك لقب أغنى رجال العالم في قائمة «المليارديرات في الوقت الفعلي» التابعة لـ«فوربس»، والتي يتم تحديثها يومياً، حيث أصبح أول شخص يخسر 200 مليار دولار

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق أغنى رجل في الهند غوتام أداني (أ.ف.ب)

أغنى رجل في الهند يخسر 100 مليار دولار في أقل من أسبوع... والسبب؟

شهد أغنى رجل في الهند تقلص ثروته بمليارات الدولارات في أقل من أسبوع. عانى غوتام أداني، رئيس تكتل «أداني إنتربرايسيس»، من خسارة شركاته السبع المدرجة في البورصة لما لا يقل عن 100 مليار دولار (81 مليار جنيه إسترليني)، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز». في 25 يناير (كانون الثاني)، نشرت شركة «هيندنبورغ ريسيرش» التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، تقريراً من 100 صفحة عن مجموعة أداني، متهمة إياها بـ«تنفيذ أكبر خدعة في تاريخ الشركات». بعد تحقيق دام عامين، اتهم التقرير المجموعة بالتلاعب في الأسهم والاحتيال المحاسبي.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
يوميات الشرق الفنانة تايلور سويفت وقطتها أوليفيا (إنستغرام)

بـ97 مليون دولار... قطة تايلور سويفت ثالث أغنى حيوان أليف في العالم

صنّف تقرير جديد، صادر عن «أول أباوت كاتس»، قطة الفنانة الشهيرة تايلور سويفت، واسمها أوليفيا بنسون، ثالث أغنى حيوان أليف في العالم بثروة صافية قدرها 97 مليون دولار. وُضعت قائمة أغنى الحيوانات الأليفة في العالم باستخدام تحليلات «إنستغرام» لكل حيوان، مثل عدد المتابعين والإعجابات ومعدلات المشاركة ومقدار ما يمكنهم تحقيقه من كل منشور على المنصة، وفقاً لصحيفة «إندبندنت». وأوليفيا بنسون، صديقة تايلور سويفت ذات الفراء، تأتي في المركز الثالث في القائمة بصافي ثروة هائلة تبلغ 97 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.