شهد أغنى رجل في الهند تقلص ثروته بمليارات الدولارات في أقل من أسبوع. عانى غوتام أداني، رئيس تكتل «أداني إنتربرايسيس»، من خسارة شركاته السبع المدرجة في البورصة لما لا يقل عن 100 مليار دولار (81 مليار جنيه إسترليني)، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز».
في 25 يناير (كانون الثاني)، نشرت شركة «هيندنبورغ ريسيرش» التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، تقريراً من 100 صفحة عن مجموعة أداني، متهمة إياها بـ«تنفيذ أكبر خدعة في تاريخ الشركات».
بعد تحقيق دام عامين، اتهم التقرير المجموعة بالتلاعب في الأسهم والاحتيال المحاسبي. ويقول التقرير إن الشركات العائلية وشركاتها الوهمية «تقرض المال لبعضها لغسلها».
في الهند، كان للأحداث نتائج كارثية على الشركة، تسببت في خسارتها مليارات الدولارات. وتراجعت أسهمها بنحو 40 في المائة بعد المزاعم، ويبدو أن الشركة غير قادرة على وقف النزيف.
أصدرت مجموعة أداني رداً يدحض ما نُشر عنها مؤلفاً من 413 صفحة، قائلة إن هذا كان «هجوماً محسوباً على الهند»، وحذرت من اتخاذ إجراء قانوني ضد «هيندنبورغ».
رداً على ذلك، قالت «هيندنبورغ» إن «مجموعة أداني حاولت بشكل متوقع أن تقود التركيز بعيداً عن القضايا الجوهرية، وبدلاً من ذلك قامت بإذكاء السرد القومي».
وأضافت أن «مستقبل الهند يتراجع بسبب (مجموعة أداني) التي رفعت العلم الهندي، في حين كانت تنهب الأمة بشكل منهجي».
* التأثير على الأسواق العالمية
في غضون ذلك، يتردد أصداء التداعيات في أسواق الأسهم العالمية.
توقفت مجموعة «Credit Suisse Group AG» و«Citigroup Inc» عن قبول الأوراق المالية لشركات أداني كضمان للقروض.
كما أن ظهور المجموعة ضمن «وول ستريت» بمبلغ يصل إلى 9 مليارات دولار (7.3 مليار جنيه إسترليني) هو أيضاً تحت دائرة الضوء.
ونفى أداني المخاوف المتعلقة بالصحة المالية، وقال: «ميزانيتنا العمومية جيدة للغاية مع تدفقات نقدية قوية وأصول آمنة، ولدينا سجل حافل في خدمة ديوننا. لن يكون لهذا القرار أي تأثير على عملياتنا الحالية وخططنا المستقبلية».
* السلطات الهندية تحقق
تدرس الهيئة التنظيمية الهندية، مجلس الأوراق المالية والبورصات في الهند (SEBI)، مسار أسهم مجموعة أداني وتنظر في أي «مخالفات محتملة»، في حين بدأ بنك الاحتياطي الهندي تحقيقاً في عمل البنوك مع المجموعة.
وأداني يعتبر حليفاً قديماً لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وكلاهما ينحدر من ولاية غوجارات الغربية.
في سبتمبر (أيلول) الماضي، تفوق أداني على جيف بيزوس من «أمازون» باعتباره ثالث أغنى رجل في العالم بثروة شخصية تبلغ 150.6 مليار دولار (122 مليار جنيه إسترليني).
واتهمت أحزاب المعارضة في الهند مودي بتفضيله أداني.
في هذه الأثناء، يمتد وصول أداني إلى ما وراء الهند - إلى مشروع الفحم الضخم المثير للجدل في كوينزلاند بأستراليا.