بنهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ينتهي موعد الرحلة السنوية للطيور المهاجرة إلى محمية رأس محمد بمدينة شرم الشيخ المصرية، وهو نفس الموعد الذي تستقبل فيه المدينة قمة المناخ «كوب 27»، بمشاركة 120 من زعماء العالم.
وبينما أعلنت وزارة البيئة المصرية عن حالة الطوارئ داخل هذه المحمية التي تستقبل رحلة الطيور المهاجرة، وذلك لرفع كفاءتها من أجل استضافة زيارات المشاركين في المؤتمر، فإن هناك مخاوف من أن يحرم المناخ المتطرف الذي شهده العالم هذا الصيف، ضيوف مصر من الاستمتاع بمشاهدة هذه الطيور أو في أحسن الأحوال، قد يكون جمال المشهد منقوصا بسبب قلة الأعداد.
ويبدأ موسم هجرة الطيور من أوروبا إلى أفريقيا، مع نهاية شهر أغسطس (آب)، ويستمر حتى نهاية نوفمبر، ثم تعود الطيور من أفريقيا إلى أوروبا مجدداً في شهري مارس (آذار) وأبريل (نيسان) من كل عام، وفي كلا الرحلتين اللتين تقطع خلالهما الطيور آلاف الكيلومترات، تعد محمية «رأس محمد» بمدينة شرم الشيخ من محطات الاستراحة الرئيسية، التي تبيت داخلها الطيور يوماً أو يومين، لتناول الطعام والماء، حتى تستطيع استئناف الرحلة.
ووفق تحليل أجرته «جمعية الطيور العالمية»، ونقلت تفاصيله وكالة «أسوشيتد برس» في تقرير نشرته في 20 أغسطس، فإن «المناخ المتطرف» الذي شهده العالم هذا الصيف، سيترك أثره على هذه الرحلة السنوية، إذ قد تؤدي الظروف الأكثر سخونةً وجفافاً بسبب تغير المناخ، إلى فقدان تلك الأنواع المتنقلة مصادرها المائية ومناطق تكاثرها، مما يجبرها على تغيير أنماط هجرتها تماماً عن طريق الاستقرار في المناطق الشمالية الأكثر برودة.
ويأوي ممر الطيران، للطيور المسافرة إلى أفريقيا عبر البحر الأبيض المتوسط والصحراء الكبرى بفصل الشتاء، نحو أكثر من 2600 موقع للطيور المهاجرة، وتوصلت دراسة أجرتها وكالة البيئة التابعة للأمم المتحدة ومجموعة الحفظ الدولية للأراضي الرطبة، ونشرتها الوكالة في نفس التقرير، إلى أن ما يقدر بنحو 87 في المائة من المواقع الأفريقية معرضة لخطر تغير المناخ، وهي نسبة أكبر من تلك الموجودة في أوروبا أو آسيا.
وتأثر الطيور المهاجرة بتغير المناخ ليس مفاجئاً، لأن الطيور بشكل عام تتأثر، والطيور المهاجرة تتأثر بصورة أكبر، لأنها يجب أن تستمر في الحركة، كما يقول عادل سليمان، مساعد مدير مشروع الطيور الحوامة بوزارة البيئة المصرية لـ«الشرق الأوسط».
وفي حين أنه من المعروف تاريخياً أن الطيور تستجيب لتغير المناخ عن طريق تغيير نطاقاتها، فإن الوتيرة والحجم غير المسبوق لتغير المناخ يجعله تهديدا وجوديا للطيور، بحسب سليمان.
ويضيف «تغير المناخ تسبب في إذابة الجليد، ومعه فقدت الطيور أماكن وضع البيض، مما سيؤثر على أعدادها، كما أن حرائق الغابات بأوروبا أدت إلى التبكير برحلات الهجرة، وكل ذلك أثر سلبيا على الطيور».
وتوقع تقييم الأمم المتحدة العالمي للتنوع البيولوجي الصادر عام 2019 هذا التأثير، حيث ذهب إلى أن وتيرة «التنوع البيولوجي» تتراجع بشكل أسرع من أي وقت في تاريخ البشرية، وحذر التقرير وقتها من أن مليون نوع معرض لخطر الانقراض في جميع أنحاء العالم.
ويقول سليمان: «لا أحد ينكر أن ما توقعه التقرير صار محسوسا، ولكن استنادا على ما لاحظناه العام الماضي، فلا زلنا بعيدين عن القول بأن أعداد الطيور المهاجرة إلى مصر قد انخفضت بشكل ملحوظ، لذلك فإن ضيوف مصر في مؤتمر المناخ، سيتمكنون من الاستمتاع برؤية الطيور المهاجرة».
ويمر على مصر سنوياً نحو 500 مليون طائر في موسم الهجرة تنقسم إلى 350 نوعا مختلفا، وتشكل الحوامة منها 37 نوعاً، وأبرزها طائر اللقلق والنسور والصقور والعقبان.
وقالت وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد خلال الاحتفال في مايو (أيار) الماضي باليوم العالمي للطيور المهاجرة، إن الطيور المهاجرة أصبحت تتأثر تأثرا كبيرا بالتغيرات المناخية.
وأوضحت وزيرة البيئة أن مؤتمر المناخ (كوب 27)، سيناقش خلال الأحداث الجانبية التي تقام على هامشه، التنوع البيولوجي وآثار التغيرات المناخية عليها وآثارها على الطيور المهاجرة ورحلتها السنوية خلال الربيع والخريف من كل عام.
هل تغيب الطيور المهاجرة عن استقبال الزعماء في «كوب 27»؟
مخاوف من تأثر رحلتها السنوية بـ«المناخ المتطرف»
هل تغيب الطيور المهاجرة عن استقبال الزعماء في «كوب 27»؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة