«برستيج»... دراما التشويق تعود إلى واجهة الشاشات المصرية

المسلسل يبحث عن القاتل الغامض في 8 حلقات

محمد عبد الرحمن وأحمد داود في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)
محمد عبد الرحمن وأحمد داود في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)
TT

«برستيج»... دراما التشويق تعود إلى واجهة الشاشات المصرية

محمد عبد الرحمن وأحمد داود في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)
محمد عبد الرحمن وأحمد داود في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

تضرب العاصفة قلب القاهرة. يلجأ عدد من الغرباء إلى مقهى صغير وسط المدينة. تبدأ رحلة عن ملاذ مؤقت. لا أحد يتوقع أن تنقلب تلك الليلة الماطرة الهادئة إلى نقطة تحوّل، حين تُكتشف جثة في ركن بالمكان. هكذا تبدأ أحداث المسلسل المصري «برستيج» الذي يقدّم قصة تدور في مكان واحد؛ حيث لا أحد يستطيع المغادرة. كل شخص يُحتمل أن يكون القاتل.

المسلسل الذي يُعرض عبر منصة «يانغو بلاي» في 8 حلقات، بواقع حلقتَيْن كل خميس، من تأليف إنجي أبو السعود وإخراج عمرو سلامة. يعتمد على حبكة مغلقة، حيث يحاصر الغموض عدداً من الشخصيات المتنوعة التي اجتمعت بالصدفة، لتصبح فجأة أطرافاً في جريمة لم يكن لأيٍّ منهم استعداد لمواجهتها. ومع توالي الحلقات، تتعقّد العلاقات، وتتشابك دوافع الصمت والتورط، في حين يزداد التوتر داخل جدران لا تسمح بالخروج، ولا تتيح الراحة.

«برستيج» ينتمي إلى نوعية دراما الجريمة والتشويق، وتدور أحداثه في إطار مغلق داخل أحد المقاهي بوسط القاهرة، حيث تجتمع مجموعة من الأشخاص بعد اضطرارهم إلى الاحتماء من عاصفة مفاجئة، لتنشأ بينهم توترات تتصاعد مع وقوع سلسلة من جرائم القتل.

الملصق الترويجي للمسلسل (الشركة المنتجة)

المسلسل من تأليف إنجي أبو السعود وإخراج عمرو سلامة، ويشارك في بطولته عدد من الممثلين من أجيال مختلفة؛ منهم: محمد عبد الرحمن، ومصطفى غريب، ودينا، وسامي مغاوري، وآلاء سنان، بالإضافة إلى عدد من ضيوف الشرف، أبرزهم الفنانة يسرا وأحمد داود.

الحلقة الأولى تُفتتح بحدث مفصلي: مقتل «تامر الجمال»، وهو متخصص في وسائل التواصل الاجتماعي، ويجسّد دوره أحمد داود في ظهور قصير. الجريمة تقع داخل المقهى، في وقت لا يُسمح فيه لأحد بالخروج بسبب العاصفة، ما يجعل المشتبه بهم محصورين في دائرة مغلقة من الشخصيات، وتبدأ من هنا محاولات استكشاف القاتل. يتصاعد الغموض مع وقوع جريمة ثانية، وتصبح كل شخصية محل شك في سياق درامي يُبقي على وتيرة التوتر دون أن يُهمل الجوانب الإنسانية أو اللمسات الكوميدية الخفيفة.

من الناحية التقنية، اعتمد المسلسل على أسلوب بصري بسيط، يتماشى مع طبيعة الأحداث، ونجح في خلق توازن بين الإضاءة وزوايا التصوير بما يخدم أجواء الترقب. المونتاج حافظ على إيقاع مناسب. لا يتسرّع في تقديم الأحداث ولا يتباطأ في الكشف عنها؛ مما جعل الحلقات الأولى قادرة على جذب الانتباه، دون الاعتماد على مشاهد صادمة أو مفاجآت مبالغ فيها.

مصطفى غريب ومحمد عبد الرحمن في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

المخرج عمرو سلامة قال إن «برستيج» جاء بعد فترة من التحضير، وإنه اختار المزج بين التشويق والكوميديا ضمن قالب يعتمد على بطولة جماعية.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «العمل جرى تصويره بالكامل في موقع واحد تقريباً، وهو تحدٍّ من نوع خاص يتطلّب تنسيقاً عالياً بين الإخراج والتصوير والتمثيل»، مشيراً إلى أن «الفريق نجح في تقديم العمل بالصورة التي كان يأملها».

ويرى الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن أن «المسلسل يخوض تجربة غير معتادة في الدراما المصرية من خلال تقديمه نمط (كوميديا الجريمة)، وهو نوع لا يُطرح كثيراً محلياً». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «يُحسب لصنّاع (برستيج) اعتمادهم على بطولة جماعية، ومحاولتهم المزج بين الجريمة والتشويق بخفة، دون إثقال درامي». ولفت إلى أن «الحلقة الأولى تأخرت قليلاً في التمهيد، لكنها سرعان ما دخلت في مسار أكثر تشويقاً».

واحدة من الشخصيات التي أثارت اهتمام المتابعين هي شخصية متحكم في اللجان الإلكترونية. يجسّدها أحمد داود، وهي المرة الأولى التي تُعرض فيها هذه الشخصية بوضوح في عمل درامي مصري.

وعدّ عبد الرحمن «هذا الطرح يُعدّ خطوة لافتة، كونه يعالج موضوعاً معاصراً له امتداداته في الواقع الرقمي وتأثيراته في المجال العام»، مشيداً باختيارات المخرج عمرو سلامة للأبطال، فإلى جانب الأسماء المعروفة، شهد المسلسل عودة فنانين؛ مثل: راندا وبسام رجب، مع تقديم «اليوتيوبر» محمد عبد العاطي في أول تجربة تمثيلية له.


مقالات ذات صلة

«حرب الجبالي»... دراما مصرية حول صراع الثروة والنفوذ

يوميات الشرق أحمد رزق مع بعض أبطال المسلسل (قناة إم بي سي مصر)

«حرب الجبالي»... دراما مصرية حول صراع الثروة والنفوذ

جذبت الحلقات الأولى من مسلسل «حرب الجبالي» اهتمام الجمهور وتفاعلهم مع طبيعة المسلسل وأحداثه، وتصدَّرَ اسمه «التريند» على «إكس» في مصر.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «طريق» (شركة الصبّاح)

ميثاق دعم المرأة في صناعة الدراما اللبنانية... خطوة رائدة نحو بيئات عمل آمنة

تهدف المبادرة إلى خلق بيئات عمل آمنة ومحترمة للنساء العاملات في مجالات السينما والتلفزيون، من خلال ميثاقية ملزمة وتوفير الدعم القانوني والتدريبي لهنَّ.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق بوستر «حرب الجبالي» (إم بي سي)

مسلسلات جديدة تُنعش الشاشات بموسم الصيف في مصر

تبدأ قنوات مصرية عرض أعمال جديدة خلال الفترة المقبلة ليبدأ سباق «الأوف سيزون».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان المصري الكبير عادل إمام (حسابه على «فيسبوك»)

فنانات مصريات يتحدثن عن كواليس عملهن مع عادل إمام

يحتفي الوسط الفني والإعلامي المصري ومتابعون على «السوشيال ميديا» بعيد الميلاد الـ85 للفنان المصري الكبير عادل إمام، الذي يوافق 17 مايو (أيار) الحالي.

داليا ماهر (القاهرة)
الوتر السادس مي سليم في كواليس التصوير (حسابها على {فيسبوك})

مي سليم: أُركز في الغناء بعد انشغالي لسنوات بالدراما

قالت الفنانة مي سليم إن ردود الفعل على أحدث أغنياتها المصورة «اتعلقت بيه» أسعدتها كثيراً، وشجعتها على التركيز في اختيار أغانٍ جديدة خلال الفترة المقبلة

أحمد عدلي (القاهرة)

طبيب يروج لطريقة فعالة للتعامل مع سلوك الطفل السيئ: دعه يختر عقابه

لماذا يُجدي السماح للأطفال باختيار عقابهم نفعاً؟ (رويترز)
لماذا يُجدي السماح للأطفال باختيار عقابهم نفعاً؟ (رويترز)
TT

طبيب يروج لطريقة فعالة للتعامل مع سلوك الطفل السيئ: دعه يختر عقابه

لماذا يُجدي السماح للأطفال باختيار عقابهم نفعاً؟ (رويترز)
لماذا يُجدي السماح للأطفال باختيار عقابهم نفعاً؟ (رويترز)

عندما يخالف الطفل قاعدة أساسية، أو يؤذي أحداً، أو يرتكب مخالفة جسيمة، يشعر معظم الآباء بضرورة معاقبة أبنائهم.

وأشار الدكتور ج. تيموثي ديفيس، الذي يملك 30 عاماً من الخبرة السريرية والاستراتيجيات المُدعّمة بالأبحاث للآباء الذين يُواجهون صعوبات تربية الأطفال ذوي السلوكيات الصعبة، لموقع «سايكولوجي توداي»، إلى أنه يسأل كثيراً: «ما العقاب المناسب لما فعله؟»، وعادة ما تُفاجئهم الإجابة: «دع طفلك يختَر عاقبته بنفسه».

ووفقاً له، يتفاعل معظم الآباء بعدم التصديق: «سيقول ببساطة إن عقابه هو آيس كريم على العشاء!».

وقال: «قبل أن تستبعد الفكرة، دعونا نستكشف لماذا تفشل العقوبات غالباً، ولماذا يكون إعطاء الأطفال فرصة للتعبير عن أنفسهم أكثر فعالية».

لماذا تأتي العقوبات بنتائج عكسية؟

غالباً ما يبدو العقاب فعالاً. تقول: «لا (إكس بوكس) ​​لمدة أسبوع! وإذا استمررت على هذا المنوال، فسيستمر لمدة أسبوعين!»، ويتوقف سوء السلوك. ومع ذلك، هناك أكثر من ذلك بكثير في قصة العقوبات:

1- لا تعالج السبب الجذري لسوء السلوك

يحدث معظم سوء السلوك لأن الأطفال يشعرون بالإرهاق، وليس لأنهم يتصرفون بتحدٍّ. قد يُوقف العقاب السلوكَ في اللحظة، لكنه لا يُعلّم مهارات ضبط الانفعالات اللازمة لحل مشاكل السلوك على المدى البعيد.

2- تُولّد الاستياء لا التأمل

لا يتعلم الأطفال درسهم بالعقاب. فبدلاً من التفكير في مدى إيذاء أفعالهم، تدفعهم العقوبات إلى التفكير ملياً في مدى ظلم معاملتهم.

3- تُعزز السلوكيات الخاطئة من دون قصد

عندما يُسيء طفلك التصرف ويحظى باهتمامك الغاضب، فإنه يحصل على ما يتوق إليه تماماً - تفاعلك. ما الرد الأكثر فعالية على سوء السلوك؟ تجاهله عندما يكون ذلك آمناً. والأفضل من ذلك: «اكتشف طفلك وهو يُحسن التصرف»، من خلال البحث عن الفرص عندما يُحسن التصرف، وكافئه باهتمامك الإيجابي ومدحك.

4- يُضِرّ بعلاقتكما

العقاب يضعكما في فريقين مُتعارضين. يُعلّمكما نهج الفوز والخسارة في الخلاف: «أنا أفعل بك شيئاً مؤلماً لأنك فعلتَ شيئاً لم يُعجبني». بمرور الوقت، يُقوّض هذا الثقة. ماذا لو بدت الإساءة «أكبر من أن تُتجاهل»؟

لنفترض أن طفلك يضرب أحد إخوته، أو يكذب بشأن أمر مهم، أو يخالف قاعدة عائلية أساسية. قد تشعر بأن عدم فعل أي شيء يُرسل رسالة خاطئة؛ بأنك تتغاضى عن السلوك أو تتغاضى عن الضرر الذي وقع. في مثل هذه الحالات، يشعر العديد من الآباء بأنهم مُجبرون على معاقبة الطفل؛ ليس فقط لتصحيح السلوك، بل لتحقيق العدالة وتعزيز قيم الأسرة.

ويوصي ديفيس غالباً بتجربة الممارسات الإصلاحية أولاً: ساعد طفلك على إصلاح أخطائه بتقديم اعتذار صادق، واتخاذ خطوات لإصلاح الضرر.

ولكن ماذا لو لم يكن ذلك كافياً؟

هنا يصبح السماح لطفلك باختيار العقاب أداة قوية بشكل مدهش. فهو يُحوّل لحظة رد الفعل إلى لحظة تأمل - ويفتح الباب أمام المساءلة دون خجل.

لماذا يُجدي السماح للأطفال باختيار عقابهم نفعاً؟

بمجرد أن تهدأ المشاعر، ابدأ بمشاركة مشاعرك: «لقد جرحتني مشاعري حقاً عندما (اسم السلوك)».

ثم عبّر عن تعاطفك مع تجربة طفلك: «أعلم أنك كنت منزعجاً وغاضباً جداً عندما حدث ذلك».

من هنا، قدّم بلطف فكرة العقاب: «الآن وقد هدأنا، لنتحدث عن العاقبة العادلة».

هذا التغيير البسيط يُحوّل العقاب إلى حل للمشاكل.

في البداية، قد يختبر طفلك ما إذا كنتَ جاداً: «عقابي هو قضاء وقت غير محدود أمام الشاشات في نهاية هذا الأسبوع!». لا بأس. حافظ على هدوئك. امنحه دقيقة واحدة لمعالجة طلبك. إذا لم يأخذ الأمر على محمل الجد، فقل: «أرى أنك لست مستعداً تماماً للقيام بذلك. لنحاول مرة أخرى غداً». ثم عد إلى الموضوع في اليوم التالي.

عندما يُمنح الأطفال مساحة للتفكير، غالباً ما يقترحون عواقب قاسية بشكل مفاجئ - «لا شاشات لمدة ستة أشهر»، أو «سأتخلى عن لعبتي المفضلة»؛ ذلك لأن ضمائرهم لا تزال في طور النمو، وتميل إلى الصرامة المفرطة، وهذا ينطبق حتى على أكثر الأطفال تحدياً (نعم، حتى أولئك الذين يخشى الآباء أن يكونوا «مختلين اجتماعياً في طور التكوين»). غالباً ما يكون شعورهم بالذنب ورغبتهم في تصحيح الأمور أقوى بكثير مما نتوقع.

لماذا يُعد هذا النهج فعالاً جداً؟

1- يُقلل من الدفاعية، ويدعو إلى التأمل الحقيقي. يبدأ الأطفال بربط أفعالهم بالعواقب - وهي خطوة حيوية في تغيير السلوك على المدى الطويل.

2- يمنحهم شعوراً بالسيطرة، وهو أمر بالغ الأهمية، لأن سوء السلوك غالباً ما ينبع من الشعور بفقدان السيطرة.

3- كما أنه يُبقيكما في الفريق ذاته. يُحوّل طبيعة العقاب العدائية إلى تعاون.