روسيا «تشجع قنوات الاتصال» بين سوريا وتركيا

العلاقات الدبلوماسية مع لوغانسك ودونيتسك «هدية» دمشق لموسكو

وزيرا الخارجية الروسي والسوري خلال مؤتمرهما الصحافي في موسكو أمس (رويترز)
وزيرا الخارجية الروسي والسوري خلال مؤتمرهما الصحافي في موسكو أمس (رويترز)
TT

روسيا «تشجع قنوات الاتصال» بين سوريا وتركيا

وزيرا الخارجية الروسي والسوري خلال مؤتمرهما الصحافي في موسكو أمس (رويترز)
وزيرا الخارجية الروسي والسوري خلال مؤتمرهما الصحافي في موسكو أمس (رويترز)

شككت مصادر دبلوماسية روسية بصحة المعطيات التي تناقلتها وسائل إعلام في شأن احتمال ترتيب لقاء مباشر يجمع الرئيسين التركي والسوري، رجب طيب إردوغان وبشار الأسد، برعاية روسية على هامش قمة منظمة شنغهاي. ونفى مصدر دبلوماسي روسي تحدثت إليه «الشرق الأوسط» صحة معطيات روجت لها وكالة أنباء إيرانية عن اللقاء المحتمل، وقال إن «هذا الموضوع (لقاء الأسد وإردوغان) غير وارد أبداً، ولم يتم حتى التفكير بترتيبه في اجتماع شنغهاي». وزاد المصدر أن موسكو «عملت دائماً على تشجيع قنوات الاتصال والتواصل بين تركيا وسوريا، وبعض هذه القنوات موجودة عملياً وبعضها مباشرة والبعض الأخرى تتم عبر روسيا». لكنه أضاف أنه «فيما يخص ترتيب لقاء على المستوى الرئاسي نحن نقدر أن هذا صعب للغاية حالياً، ويجب أن تسبق أي لقاء خطوات مسبقة عملية على الأرض، وهذا ما نسعى إليه ونعمل لتحقيقه». وأفاد بأن «كل ما يشاع غير ذلك هو مجرد توقعات واجتهادات من جانب أوساط سياسية أو صحافية».
في غضون ذلك، يجري وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف جولة محادثات الثلاثاء مع نظيره السوري فيصل المقداد.
وأعلن نائب مدير قسم المعلومات والصحافة في الخارجية الروسية، إيفان نيتشايف في وقت سابق، أن الطرفين يجريان «تبادلاً مفصلاً لوجهات النظر حول قضايا الساعة على جدول الأعمال الدولي والإقليمي».
وزاد أن «الأبرز على طاولة البحث التسوية السورية وعمل اللجنة الدستورية السورية والوضع الإقليمي حول سوريا، فضلاً عن مناقشة آفاق تطوير العلاقات الروسية السورية متعددة الأوجه».
وتكتسب زيارة المقداد أهمية خاصة على خلفية الإشارات المتعددة أخيراً، إلى استعداد تركيا للتقارب مع دمشق. وكان لافتاً أن الكرملين تجنب قبل يومين التعليق بشكل مباشر على تصريحات مسؤولين أتراك حول الموضوع واكتفى الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف بالقول إن هذا «شأن سيادي للبلدين». لكن إشارات أخرى كانت قد صدرت عن موسكو خلال الأسابيع الأخيرة دلت على «تحرك دبلوماسي روسي نشط لتشجيع إردوغان على إعلان خطوات للتقارب مع دمشق في إطار رؤية واسعة لمعالجة المخاوف الأمنية التركية والترتيبات اللاحقة في مناطق الشمال السوري»، وفقاً لمصدر روسي تحدثت إليه «الشرق الأوسط» في وقت سابق.
وكان لافتاً، أن المقداد استهل زيارته إلى موسكو الثلاثاء بتقديم «هدية» إلى الجانب الروسي تمثلت في الإعلان عن بدء إجراءات التبادل الدبلوماسي بين دمشق و«جمهوريتي» لوغانسك ودونيتسك. وكانت دمشق اعترفت في وقت سابق بـ«استقلال» الكيانين عن أوكرانيا لتكون الدولة الثالثة بعد روسيا وكوريا الشمالية التي تعترف بهما، ما أثار غضباً في أوكرانيا التي أعلنت قطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق.
وقال المقداد في مستهل حديثه مع لافروف إن دمشق سوف «تعلن خلال أيام التبادل الدبلوماسي مع جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك». وأضاف المقداد أنه سيقوم بزيارة إلى أبخازيا الأربعاء، مشيراً إلى أن ذلك دليل على دعم سوريا لمبدأ حقوق الشعوب في تقرير مصيرها. وكانت أبخازيا انفصلت في وقت سابق عن جورجيا واعترفت روسيا وعدد محدود من بلدان العالم بينها سوريا باستقلالها.
وقال المقداد إن «العلاقات الثنائية بين روسيا وسوريا كانت دائماً تتطور بشكل كبير ومستمر، مضيفاً أن تطور العلاقات يأتي تتويجاً للعلاقات بين الشعبين وفي إطار الدعم الذي قدمته وتقدمه روسيا لسوريا في جميع مجالات الحياة».
وأضاف أنه «في الوقت الذي تحارب فيه روسيا النازية والتطرف في أوكرانيا وباقي دول العالم تحارب سوريا الإرهاب والتطرف»، مؤكداً وقوف سوريا «إلى جانب روسيا في حربها العادلة والضرورية».
في المقابل، أدان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الهجمات الصاروخية الإسرائيلية على سوريا، وقال خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره السوري: «ندين بشدة الممارسة الخطيرة للضربات الإسرائيلية على الأراضي السورية... نطالب بأن تحترم إسرائيل قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وقبل كل شيء، احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها».
وقال لافروف أيضاً إن تصعيد العمليات العسكرية في سوريا سيكون أمراً «غير مقبول»، في تصريحات تهدف إلى إقناع تركيا بالتراجع عن إطلاق حملة عسكرية جديدة في شمال البلاد، بحسب «رويترز».


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.