إسرائيل تحذّر من حرب وجيشها يحشد على الحدود مع لبنان

غانتس يهدد برد قاسٍ إذا هاجم «حزب الله» منصات حقول الغاز في البحر المتوسط

المبعوث الأميركي الخاص عاموس هوكشتاين يقود جهوداً للوصول إلى اتفاق بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية (إ.ب.أ)
المبعوث الأميركي الخاص عاموس هوكشتاين يقود جهوداً للوصول إلى اتفاق بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل تحذّر من حرب وجيشها يحشد على الحدود مع لبنان

المبعوث الأميركي الخاص عاموس هوكشتاين يقود جهوداً للوصول إلى اتفاق بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية (إ.ب.أ)
المبعوث الأميركي الخاص عاموس هوكشتاين يقود جهوداً للوصول إلى اتفاق بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية (إ.ب.أ)

في الوقت الذي هدد فيه وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، الاثنين، بالرد القاسي ضد لبنان، في حال هاجم «حزب الله» منصات حقول الغاز في البحر المتوسط، شوهدت حشود للقوات الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى على الحدود الشمالية، تحسباً لأي تطور.
وقال مسؤول عسكري رفيع إن الجيش الإسرائيلي: «يأخذ بجدية حراك حسن نصر الله (زعيم حزب الله اللبناني) وتصريحاته التي تشير إلى احتمال أن يقوم باستفزاز إسرائيل مرة أخرى على أمل الحصول على أي تنازلات إسرائيلية قبل توقيع الاتفاق حول الحدود البحرية مع لبنان».
وكانت مصادر في تل أبيب قد أشارت إلى تقدم ملموس في المفاوضات الجارية بوساطة أميركية حول ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان. وتحدثت عن إمكانية تنازل إسرائيل عن مقطع داخل البحر، مقابل تنازل لبناني عن منطقة أكثر قرباً من الشاطئ. ومساء الأحد، قالت القناة «12» الإسرائيلية إن «مسؤولي الأمن الإسرائيليين يخشون أن يسعى نصر الله لاستفزاز إسرائيل مرة أخرى على أمل الحصول على أي تنازلات إسرائيلية قبل توقيع الاتفاق»، مشيرة إلى أن «الطرفين على وشك التوقيع على اتفاق».
ومع أن مصادر في بيروت نفت هذه الأنباء وقالت إنها لا تعلم عن تنازلات متبادلة كهذه، فقد سئل غانتس إن كان يعرف بموضوع التنازلات وإن كان يستشف حراكاً لدى «حزب الله» للتخريب على مثل هذا الاتفاق من خلال افتعال صدام عسكري وربما قصف إحدى آبار الغاز الإسرائيلية، فأجاب، خلال حديث مع إذاعة 103 FM، في تل أبيب: «أنا أؤمن بأنه ستكون هناك لاحقاً منصتان، واحدة في جانبنا وأخرى في جانبهم. وأؤمن بأن حزب الله غير معني باتفاق لترسيم الحدود بين الجانبين. ولكن، إذا حاول تنفيذ تهديد نصر الله بأنه لن يمكن إسرائيل من استخراج الغاز في حال عدم التوصل لاتفاق ترسيم الحدود البحرية، فإن مهاجمة منصة إسرائيلية قد يؤدي إلى يوم قتال يمكن أن يتطور إلى عدة أيام قتالية، وهذا قد يقود إلى حرب. وستحدث مأساة لدولة لبنان ومواطنيها».
من جهته، حذر الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، عاموس يادلين، من أن «حزب الله أصبح واثقاً جداً من استفزازاته، ويخاطر بشكل مبالغ فيه لإشعال صراع آخر مع إسرائيل، على غرار الصراع الذي سبق الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006».
ومعروف أن لبنان وإسرائيل يتنازعان على منطقة بحرية غنية بالنفط والغاز في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومتراً مربعا، وفق خرائط مودعة من الطرفين لدى الأمم المتحدة. وتتوسط الولايات المتحدة في المفاوضات غير المباشرة لتسوية النزاع وترسيم الحدود البحرية بينهما، منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) من سنة 2020، برعاية الأمم المتحدة، وقد عقدت حتى الآن 5 جولات من التفاوض كان آخرها في مايو (أيار) 2021. وتم استئناف المفاوضات بقيادة المبعوث الأميركي الخاص، عاموس هوكشتاين، في الشهرين الماضيين.
وفي بيروت، أصدر المكتب الإعلامي لنائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب بياناً كشف فيه أن اتصالاً مطولاً حصل بعد ظهر أمس بين بو صعب والوسيط الأميركي هوكشتاين جرى خلاله استعراض لمسار المفاوضات، حيث تحدث الوسيط الأميركي عن الاتصالات التي أجراها مع المسؤولين الإسرائيليين وآخرها قبل أيام، مؤكداً أنه سيتابع تواصله مع الإسرائيليين في الأيام المقبلة وسيعاود التواصل معه (بو صعب) خلال أسبوع لاستيضاح بعض النقاط تمهيداً لوضع تصوره خطياً لما ناقشه في لبنان خلال زيارته الأخيرة.
من جهته، جدد بو صعب التأكيد على موقف لبنان، مشدداً على ضرورة العمل «ضمن المهل المقبولة لما فيه مصلحة التفاوض». وختم بيان بو صعب بأن «علينا أن لا نبالغ بالإيجابية كما بالسلبية كون الاتصالات لم تنته بعد».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

الجولاني: وضع سوريا «لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة»

قائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع المكنى أبو محمد الجولاني (أ.ف.ب)
قائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع المكنى أبو محمد الجولاني (أ.ف.ب)
TT

الجولاني: وضع سوريا «لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة»

قائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع المكنى أبو محمد الجولاني (أ.ف.ب)
قائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع المكنى أبو محمد الجولاني (أ.ف.ب)

ندد قائد «هيئة تحرير الشام» التي تولت السلطة في سوريا بعد سقوط بشار الأسد، السبت، بتوغل القوات الإسرائيلية في جنوب البلاد، مع تأكيده أن الوضع الراهن «لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة».

ودخلت القوات الإسرائيلية المنطقة العازلة في هضبة الجولان السورية المحتلة بعيد سقوط الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول). ونددت الأمم المتحدة بـ«انتهاك» اتفاق فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل العائد إلى 1974.

وقال أحمد الشرع، المكنى أبو محمد الجولاني، في تصريحات نقلتها قنوات الفصائل المعارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» على «تلغرام»: «إن الإسرائيليين تجاوزوا خطوط الاشتباك في سوريا بشكل واضح، ما يُهدد بتصعيد غير مبرر في المنطقة».

غير أن الجولاني أضاف أن «الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأكد الجولاني أن «الأولوية في هذه المرحلة إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى نزاعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار».

وخلّفت الحرب في سوريا التي اندلعت عام 2011 أكثر من نصف مليون قتيل، ودفعت نحو 6 ملايين سوري إلى النزوح أو اللجوء.

ومنذ سقوط الأسد، كثفت إسرائيل ضربها في سوريا، مستهدفة مواقع عسكرية في دمشق وأنحاء مختلفة من البلاد.