واشنطن وسيول تبدآن أكبر مناورات عسكرية وسط تهديدات متزايدة من بيونغ يانغ

تقارير ترجح إقدام كوريا الشمالية على إجراء اختبار نووي قبل انتخابات الكونغرس الأميركي في نوفمبر

دبابات كورية جنوبية مشاركة في المناورات (أ.ب)
دبابات كورية جنوبية مشاركة في المناورات (أ.ب)
TT

واشنطن وسيول تبدآن أكبر مناورات عسكرية وسط تهديدات متزايدة من بيونغ يانغ

دبابات كورية جنوبية مشاركة في المناورات (أ.ب)
دبابات كورية جنوبية مشاركة في المناورات (أ.ب)

بدأت القوات الأميركية والكورية الجنوبية، اليوم (الاثنين)، أكبر مناورات عسكرية منذ 2018، وتستمر لمدة 11 يوماً، وتأتي وسط تهديدات متزايدة من كوريا الشمالية.
وتشمل المناورات؛ التي سميت «أولتشي درع الحرية» محاكاة المعارك باستخدام الكومبيوتر والمناورات الميدانية وتدريبات للدفاع المدني.
وقالت وزارة الدفاع في سيول إنها «تشمل سيناريوهات واقعية تعكس التغيرات في الحرب الجديدة، واختبار مدى استعداد منشآت مهمة مثل الموانئ ومصانع أشباه الموصلات ومحطات الطاقة النووية».
ويشارك في التدريبات آلاف الجنود من القوات البحرية والبرية والجوية، وتجرى بالذخيرة الحية، مع تدريبات لمواجهة التهديدات الجديدة؛ بما في ذلك الإرهاب والهجمات الإلكترونية، وتحاكي وقوع هجمات على الموانئ البحرية والمطارات والمنشآت الصناعية الكبرى، وتختبر مدى تعزيزات الخطوط الأمامية للأسلحة والوقود.
وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن المناورات «بدأت كما هو مخطط لها»، وأكد أنها «ترسل رسالة قوة واضحة حول تعزيز التحالف مع الحلفاء وتقوية موقفهم الدفاعي ضد التهديدات الكورية الشمالية المستمرة».
ويوجد لدى الولايات المتحدة نحو 28500 جندي يتمركزون في كوريا الجنوبية؛ في إجراء ردع ضد تهديدات كوريا الشمالية التي أعلنت نفسها قوة نووية.
وكانت واشنطن وسيول قد خفضتا حجم تدريباتهما المشتركة في عام 2018 خلال إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لإعطاء فرصة للمحادثات الدبلوماسية بين واشنطن وبيونغ يانغ، والمفاوضات التي كان يجريها ترمب مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بهدف التخلي عن الترسانة النووية في مقابل رفع العقوبات الأميركية. وجرى إلغاء مناورات صيف 2018 في محاولة لزيادة فرص نجاحها، ومع ذلك، توقفت منذ فشل القمة الأميركية - الكورية الشمالية في فيتنام في فبراير (شباط) 2019.
ومع رحيل الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي، ومجيء الرئيس الحالي يون سوك يول، اتخذ الأخير سياسات أكثر قرباً من الولايات المتحدة وتعهد بتقوية العلاقات العسكرية مع واشنطن وتعزيز الردع الدفاعي ضد كوريا الشمالية.
ولطالما كانت التدريبات المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية محل انتقادات من قبل كوريا الشمالية التي تعدّها «نوعاً من الاستفزاز والاستعداد لغزو محتمل لأراضيها»، وكثيراً ما كانت ترد بإطلاق تجارب صاروخية. وفي الشهر الماضي، قال زعيمها؛ كيم جونغ أون، إنه مستعد «لاستخدام ترسانته النووية ضد واشنطن وسيول»، وأدان ما سماها «أعمالهما العدائية».
وتنفي واشنطن وسيول ذلك، وتؤكدان أن المناورات تهدف «إلى تحسين القدرات الدفاعية».
كما تأتي هذه التدريبات بعد أيام من رفض بيونغ يانغ القاطع عرض الرئيس الكوري الجنوبي تعزيز اقتصاد كوريا الشمالية وتقديم المساعدات لها إذا وافقت على التخلي عن ترسانتها النووية، وهو ما وصفته كيم يو جونغ؛ أخت زعيم كوريا الشمالية، بأنه «ذروة السخافة»، وسخرت من الرئيس يون قائلة: «إنه عرض صبياني، وعليه أن يغلق فمه».
وإضافة إلى ذلك، فإن هذه التدريبات تأتي في وقت تزداد فيه المخاوف في سيول وواشنطن من تخطيط كوريا الشمالية لإجراء اختبار نووي، حيث تشير بعض التقارير الاستخباراتية إلى أنها ستقدم على هذه التجربة قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي لاستعراض قدراتها، وإظهار التهديد بأن صاروخاً ينطلق من كوريا الشمالية يمكن أن يصل إلى سواحل الولايات المتحدة حاملاً رأساً حربياً صغيراً وخفيف الوزن.
وحذر خبراء وعسكريون من أنها قد تقدم على استفزازات جديدة احتجاجاً على التدريبات العسكرية.
وتصاعدت التوترات في المنطقة بشكل كبير منذ بداية العام الحالي، بعد سلسلة من التجارب الكورية الشمالية التي وصلت إلى أكثر من 30 عملية إطلاق صواريخ باليستية وأخرى قادرة على حمل أسلحة نووية عابرة للقارات.


مقالات ذات صلة

«سامسونغ» تواجه غضباً عمالياً في توقيت سيئ

الاقتصاد «سامسونغ» تواجه غضباً عمالياً في توقيت سيئ

«سامسونغ» تواجه غضباً عمالياً في توقيت سيئ

تواجه شركة الإلكترونيات الكورية الجنوبية العملاقة «سامسونغ إلكترونيكس» أول إضراب لعمالها، بعد أن هددت نقابة عمالية مؤثرة بالإضراب احتجاجاً على مستويات الأجور ومحاولات الشركة المزعومة لعرقلة عمل هذه النقابة. وذكرت «وكالة بلومبرغ للأنباء» أن النقابة التي تمثل نحو 9 في المائة من إجمالي عمال «سامسونغ»، أو نحو 10 آلاف موظف، أصدرت بياناً، أمس (الخميس)، يتهم الشركة بإبعاد قادتها عن مفاوضات الأجور.

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

تعتزم كوريا الشمالية تعزيز «الردع العسكري» ضد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، منتقدة اتفاق القمة الذي عقد هذا الأسبوع بين البلدين بشأن تعزيز الردع الموسع الأميركي، ووصفته بأنه «نتاج سياسة عدائية شائنة» ضد بيونغ يانغ، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية. ونشرت وكالة الأنباء المركزية الكورية (الأحد)، تعليقاً انتقدت فيه زيارة الدولة التي قام بها رئيس كوريا الجنوبية يون سيوك - يول إلى الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، ووصفت الرحلة بأنها «الرحلة الأكثر عدائية وعدوانية واستفزازاً، وهي رحلة خطيرة بالنسبة لحرب نووية»، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الألمانية. وذكرت وكالة أنباء «

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

حذرت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لتعزيز الردع النووي ضد بيونغ يانغ لن يؤدي إلا إلى «خطر أكثر فداحة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. كانت واشنطن وسيول حذرتا الأربعاء كوريا الشمالية من أن أي هجوم نووي تطلقه «سيفضي إلى نهاية» نظامها. وردت الشقيقة الشديدة النفوذ للزعيم الكوري الشمالي على هذا التهديد، قائلة إن كوريا الشمالية مقتنعة بضرورة «أن تحسن بشكل أكبر» برنامج الردع النووي الخاص بها، وفقا لتصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الكورية الشمالية» اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
العالم الرئيس الكوري الجنوبي يشيد أمام الكونغرس بالتحالف مع الولايات المتحدة

الرئيس الكوري الجنوبي يشيد أمام الكونغرس بالتحالف مع الولايات المتحدة

أشاد رئيس كوريا الجنوبية يوون سوك يول اليوم (الخميس) أمام الكونغرس في واشنطن بالشراكات الاقتصادية والثقافية والعسكرية التي تربط كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وتحدّث عن وحدة القوتين في وجه كوريا الشمالية، مشيراً إلى «تحالف أقوى من أي وقت مضى». وقال يوون، أمام مجلس النواب الأميركي، إنه «تشكل تحالفنا قبل سبعين عاماً للدفاع عن حرية كوريا». كما أوردت وكالة «الصحافة الفرنسية». وأشار إلى أن «كوريا الشمالية تخلّت عن الحرية والازدهار ورفضت السلام»، وحض الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان على «تسريع» التعاون فيما بينها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد 23 مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الكوري ـ الأميركي

23 مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الكوري ـ الأميركي

أعلنت وزارة الصناعة الكورية الجنوبية يوم الأربعاء أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وقعتا 23 اتفاقية أولية لتعزيز التعاون الثنائي بشأن الصناعات المتقدمة والطاقة، مثل البطاريات وأجهزة الروبوت وتوليد الطاقة النووية. وذكرت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أن وزارة التجارة والصناعة والطاقة الكورية الجنوبية قالت إنه تم توقيع مذكرات التفاهم خلال فعالية شراكة في واشنطن مساء الثلاثاء، شملت 45 مسؤولا بارزا بشركات من الدولتين، وذلك على هامش زيارة الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول للولايات المتحدة. وأضافت الوزارة أن من بين الاتفاقيات، 10 اتفاقيات بشأن البطاريات والطيران الحيوي وأجهزة الروبوت وال

«الشرق الأوسط» (سيول)

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.