البرلمان العربي يدعو وفد المعارضة السورية لحضور جلسته الختامية

محمد حجازي قال إن الجروان يسعى لطرح مبادرة تصب في مصلحة التغيير بسوريا

البرلمان العربي يدعو وفد المعارضة السورية لحضور جلسته الختامية
TT

البرلمان العربي يدعو وفد المعارضة السورية لحضور جلسته الختامية

البرلمان العربي يدعو وفد المعارضة السورية لحضور جلسته الختامية

قال أعضاء في وفد المعارضة السورية المشارك في «مؤتمر القاهرة من أجل الحل السياسي في سوريا ديمقراطية»، والذي عقد قبل أيام، إن «رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان، وجه دعوة للوفد لحضور اجتماع لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي المنبثقة عن البرلمان العربي».
ومن المقرر أن تنطلق غدا (الأحد) أعمال الجلسة السادسة والختامية لدور الانعقاد العادي السنوي الثالث من الفصل التشريعي الأول للبرلمان العربي، برئاسة الجروان، والتي تناقش على جدول أعمالها تطورات الشأن السوري على المسارين الميداني والسياسي.
وذكر مصدر بلجنة القاهرة التي تضم 13 معارضا سوريا من مختلف مكونات الشعب السوري، أن اللقاء يهدف إلى اطلاع البرلمان العربي على نتائج مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية، والذي تمخض عنه وثيقتان، الأولى: خارطة طريق للحل السياسي التفاوضي، والثانية، للعهد الوطني السوري، والتشاور حول خطة التحرك المستقبلية للمساهمة في تفعيل وثائق المؤتمر.
من جانبه، قال محمد حجازي عضو الوفد السوري المعارض، في تصريحات للصحافيين عقب لقاء الجروان، إن «البرلمان العربي وجه لنا الدعوة للاجتماع، وهو يحاول التدخل في الموضوع السوري بحيث يقوم بمبادرة بين المعارضة السورية والنظام السوري، باعتبار البرلمان العربي حلقة وصل بين الأنظمة والشعوب، وهو يميل لتمثيل الشعوب أكثر».
وأشار حجازي إلى أن البرلمان العربي يسعى إلى إيجاد أرضية يمكن من خلالها جمع ممثلين عن المعارضة وآخرين ممثلين للنظام، بما يصب في مصلحة الشعب السوري والتغيير في سوريا، لافتا إلى أنهم سيعودون للتشاور مع باقي أعضاء لجنة مؤتمر القاهرة حول ما دار في اللقاء.
وحول خطة تحرك لجنة مؤتمر القاهرة للمتابعة والتنسيق للتسويق لمخرجات المؤتمر، قال حجازي إنه «حتى الآن لم تجتمع اللجنة بعد المؤتمر حتى يكون هناك خطة للموضوع».
من جانبه، قال فراس الخالدي، عضو وفد المعارضة السورية، «التقينا مع الإخوة في البرلمان العربي وشرحنا لهم مأساة الشعب السوري ومعاناته، كما أطلعناهم على مخرجات مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية الذي عقد مؤخرا تحت رعاية مصرية، والتي تمخضت عن خارطة للطريق من أجل الحل السياسي التفاوضي في سوريا ديمقراطية، ووثيقة العهد الوطني السوري، لتحقيق تطلعات الشعب السوري وإنهاء هذا الشلال من الدماء».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.