إسرائيل تتحفظ على المرشح التركي سفيراً لديها

TT

إسرائيل تتحفظ على المرشح التركي سفيراً لديها

أبدت أوساط دبلوماسية في تل أبيب تحفظاً شديداً من المرشح لمهمة سفير تركيا في إسرائيل، د. أفق أولوتاش، الذي اعتبرته معادياً لها. وأعربت عن خشيتها من أن يكون له تأثير سلبي على العلاقات وأن يعرقل تعيينه جهود القيادتين لتحسينها.
وقال دبلوماسي رفيع في تل أبيب لموقع «واينت» الإلكتروني، التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن أولوتاش، الذي يتولى حالياً منصب رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية «ستا»، التابع لوزارة الخارجية التركية، «معروف جيداً في إسرائيل». فقد عاش نحو السنتين في مدينة القدس حيث درس في الجامعة العبرية موضوع العلاقات الدولية. وهو يتحدث اللغة العبرية، وقد عاد لبلاده ليستغل معرفته في كتابة مقالات شديدة ضد إسرائيل وفي بعض الأحيان ضد اليهود. وهو «يعتبر معادياً ليس فقط لإسرائيل، وبشكل بارز، بل أيضا يعتبر معادياً للسامية. ولذلك فإنها تعارض بشدة تعيينه».
وجاء في موقع «واينت»، أن أولوتاش «نفى حق إسرائيل بالوجود في الأراضي الفلسطينية، واتهمها بتنفيذ تطهير عرقي. ومن خلال مقال نشره في الماضي، هاجم اتفاقية التطبيع بين الإمارات وإسرائيل من خلال منشورات على تويتر. وكتب في تغريدة: «كيف ومتى ستطبع أبوظبي وإسرائيل علاقاتهما مع الشارع الشرق أوسطي؟».
المعروف أن اسم أفق أولوتاش، طرح مرتين في السابق خلال عامي 2020 و2021 كمرشح مفضل سفيراً في تل أبيب. في البداية رحب الإسرائيليون واعتبروه بادرة حسن نية، لأنه درس في الجامعة العبرية، ولكن مسحاً خفيفاً لتاريخه وإنتاجه، جعلهم يغيرون موقفهم بشكل حاد.
وكان الاعتراض الإسرائيلي عليه أحد أسباب التأخير في تعيينه. وبقيت السفارة بلا سفير لعدة شهور. وحاولت أنقرة أن تشرح أن أولوتاش، وإن لم يكن دبلوماسياً عريقاً، لكنه يعتبر شخصية مهمة للغاية وهو مقرب شخصي من الرئيس، رجب طيب إردوغان، ما يمنح العلاقات التركية الإسرائيلية مكانة مميزة. وأكدت على أهمية المرشح سفيراً، كونه خبيراً ودارساً بعمق سياسة الشرق الأوسط والتاريخ اليهودي. ويعتبر أيضاً خبيراً في الشؤون الإيرانية.
ونصحت أنقرة بأن تتم الموافقة الإسرائيلية على التعيين، في أقرب وقت، قبل انتخابات الكنيست، في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) القادم، تحسباً من فوز رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، إلى الحكم، والتراجع عن خطوات التطبيع وإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الخارجية، يائير لبيد، قد اختار تعيين الدبلوماسية إيريت ليليان (60 عاماً)، سفيرة في تركيا، علماً بأنها تعمل منذ سنة ونصف السنة الماضية، كمسؤولة عن السفارة في أنقرة. وأشار «واينت» إلى أنه كان لليليان دور كبير في المصالحة بين الدولتين، من خلال إقامتها علاقات إيجابية مع مكتب إردوغان، خصوصاً مع مستشار الرئيس التركي إبراهيم كالين، «مهندس المصالحة مع إسرائيل». كما حافظت على علاقات جيدة مع وزارة الخارجية التركية، خلال فترة توليها مسؤولية السفارة الإسرائيلية في أنقرة. وهناك اعتبارات آخر هو أن لبيد يرى أنه لن تكون هناك إشكالية قانونية في تعيين ليليان سفيرة في أنقرة خلال فترة انتخابات الكنيست، لأنها تعتبر «دبلوماسية محترفة وليست تعييناً سياسياً».
ومع أن النشر عن التحفظ الإسرائيلي، يبدو بمثابة عرقلة لجهود تحسين العلاقات مع تركيا، فإن أوساطاً سياسية اقترحت على الحكومة أن تتقبل التعيين للسفير الجديد باعتبارها فرصة تاريخية لتحسين العلاقات ولا يجوز تفويتها.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


تركيا تؤكد أن هدفها الاستراتيجي في سوريا هو القضاء على «الميليشيا الكردية»

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
TT

تركيا تؤكد أن هدفها الاستراتيجي في سوريا هو القضاء على «الميليشيا الكردية»

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، يوم أمس (الجمعة)، إن القضاء على الميليشيا الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة هو «الهدف الاستراتيجي» لبلاده، ودعا أعضاء الميليشيا إلى مغادرة سوريا أو إلقاء السلاح.

وفي مقابلة مع قناة «إن تي في» التركية، دعا فيدان أيضاً حكام سوريا الجدد -المعارضة المسلحة التي اجتاحت دمشق والمدعومة من أنقرة- إلى عدم الاعتراف بالميليشيا، المعروفة باسم «وحدات حماية الشعب».

يذكر أن المجموعة متحالفة مع الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) لكن تركيا تعتبرها «منظمة إرهابية» وتهديداً أمنياً.

وقال فيدان «يجب على أعضاء وحدات حماية الشعب غير السوريين مغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن... يجب على مستوى القيادة بوحدات حماية الشعب بأكمله مغادرة البلاد أيضاً... بعد ذلك، يجب على من يبقوا أن يلقوا أسلحتهم ويواصلوا حياتهم».

وأكد وزير الخارجية التركي أن بلاده أقنعت روسيا وإيران بعدم التدخل عسكرياً في سوريا خلال هجوم الفصائل المعارضة الذي أدى إلى إسقاط بشار الأسد.

وقال فيدان، إن «الأمر الأكثر أهمية قضى بالتحدث إلى الروس والإيرانيين والتأكد من أنهم لن يتدخلوا عسكرياً في المعادلة. تحدثنا إلى الروس والإيرانيين وقد تفهموا».

وأضاف: «بهدف الإقلال قدر الإمكان من الخسائر في الأرواح، جهدنا لتحقيق الهدف من دون سفك دماء عبر مواصلة مفاوضات محددة الهدف مع لاعبَين اثنين مهمين قادرين على استخدام القوة».

واعتبر الوزير التركي أنه لو تلقّى الأسد دعم روسيا وايران، لكان «انتصار المعارضة استغرق وقتاً طويلاً، وكان هذا الأمر سيكون دموياً».

وأضاف: «لكنّ الروس والإيرانيين رأوا أنّ هذا الأمر لم يعد له أيّ معنى. الرجل الذي استثمروا فيه لم يعد يستحق الاستثمار. فضلاً عن ذلك، فإن الظروف في المنطقة وكذلك الظروف في العالم لم تعد هي نفسها».

وإثر هجوم استمر أحد عشر يوما، تمكنت الفصائل السورية المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام الأحد من إسقاط الأسد الذي فر إلى روسيا مع عائلته.