«الشباب» الصومالية تتبنى هجوماً مزدوجاً على فندق بمقديشو

مقتل 13 شخصاً في «أكبر هجوم» منذ تولي الرئيس الجديد منصبه

الفندق الذي تعرض للهجوم في مقديشو (رويترز)
الفندق الذي تعرض للهجوم في مقديشو (رويترز)
TT

«الشباب» الصومالية تتبنى هجوماً مزدوجاً على فندق بمقديشو

الفندق الذي تعرض للهجوم في مقديشو (رويترز)
الفندق الذي تعرض للهجوم في مقديشو (رويترز)

ارتفع عدد ضحايا «الهجوم المزدوج» الذي شنه مقاتلو حركة «الشباب» المتطرفة على فندق بالعاصمة الصومالية مقديشو، إلى أكثر من 13 قتيلاً. وتبنّت الحركة الهجوم الذي وقع مساء أمس، ويعتبر الأكبر من نوعه منذ تولى الرئيس الجديد حسن شيخ محمود، منصبه، في مايو (أيار) الماضي.
وقالت الحركة عبر إذاعة «الأندلس» التابعة لها، إن الهجوم بدأ بانفجارات، وأسفر عن سقوط 6 قتلى، وكبّد القوات الحكومية ما وصفته بخسائر فادحة، وادعت سيطرة مقاتليها على الفندق لبعض الوقت، قبل القيام بعملية إطلاق نار استهدفت قيادات ومسؤولين داخل المنشأة.
https://twitter.com/ShabelleMedia/status/1560697945414144001
وتابعت: «ولدى دخول المقاتلين المركز استهدف انفجار آخر شديد القوة الإسعافات الأولية التي وصلت إلى الموقع، وأوقع هذا الانفجار خسائر فادحة»، مشيرة إلى إصابة محي الدين ورباك، قائد المخابرات في منطقة بنادير، ومهاد كورو قائد فريق الإنقاذ، في هجوم ثانٍ خارج الفندق.
وأعلن عبد العزيز أبو مصعب، المتحدث باسم الحركة عبر إذاعة «الأندلس»، أن قواته ما زالت تسيطر على المبنى، وأنها «ألحقت خسائر جسيمة» بالقوات الأمنية.
لكن وكالة «رويترز» نقلت في المقابل عن ضابط استخبارات عرَّف نفسه باسم «محمد» فقط، أن 12 شخصاً على الأقل قُتلوا في الهجوم، وقال: «تأكدنا حتى الآن من مقتل 12 شخصاً معظمهم مدنيون. العملية على وشك الانتهاء لكنها ما زالت مستمرة». في وقت قال فيه مسؤولون آخرون إن القتلى 13 شخصاً.
وأفاد ضابط الاستخبارات بأن المسلحين يحتجزون عدداً غير معروف من الرهائن في الطابق الثاني من الفندق، مما حال دون استخدام السلطات للأسلحة الثقيلة، لافتاً إلى أنهم قاموا أيضاً بتفجير السلالم حتى يصعب الوصول إلى طوابق معينة.
وطبقاً لما أبلغه محمد عبد القادر، وهو مسؤول في الأمن الصومالي لـ«وكالة «الصحافة الفرنسية»، فقد «واصلت القوات الأمنية تحييد الإرهابيين الذين جرى تطويقهم في غرفة داخل الفندق». وأضاف: «تأكد مقتل 8 مدنيين على الأقل حتى الآن، وقوات الأمن أنقذت عشرات المدنيين بينهم أطفال، كانوا محاصرين في المبنى».
وكان المهاجمون لا يزالون مختبئين في الفندق في ساعة مبكرة من صباح أمس، كما سُمع أزيز رصاص ودوي انفجارات متقطعة في المنطقة.
ووفقاً لرواية المتحدث باسم الشرطة عبد الفتاح عدن حسن، فقد نجم الانفجار الأول عن انتحاري فجر نفسه خلال الهجوم على الفندق مع مسلّحين آخرين، بينما قال شهود إن انفجاراً ثانياً وقع خارج الفندق بعد بضع دقائق من الانفجار الأول، ما أدى إلى سقوط ضحايا في صفوف عمّال الإغاثة وعناصر القوات الأمنية والمدنيين الذين هرعوا إلى المكان على أثر الانفجار الأول.
https://twitter.com/DalsanTv/status/1560679420880244739
وكتبت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية على «تويتر»، نقلاً عن متحدث باسم الشرطة، أن ضباط الشرطة ينفذون عملية تهدف إلى وقف الهجوم.
https://twitter.com/SONNALIVE/status/1560700265896071168
وأضافت الوكالة التي نشرت صورة يظهر فيها دخان يتصاعد فوق المكان في وقت لاحق: «الفرسان المجهولون بالوحدة الخاصة في الشرطة الصومالية أنقذوا كثيرين من فندق (حياة) في مقديشو؛ حيث تتصدى القوات الأمنية للحادث الإرهابي».
وأظهرت لقطات مصورة بثتها وسائل إعلام محلية إنقاذ نحو 30 شخصاً، بعد الهجوم الذي يعد محاولة من حركة «الشباب» لنقل المعركة مجدداً إلى العاصمة مقديشو، رداً على غارات جوية وعمليات عسكرية شنتها القوات الأميركية بالتعاون مع السلطات الصومالية مؤخراً.
https://twitter.com/SONNALIVE/status/1560682357136424960
ودعا رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري الذي قدم تعازيه لأسر ضحايا الهجوم، الشعب والحكومة معاً، للعمل على التصدي واستئصال العناصر الإرهابية التي اعتادت على إبادة المدنيين الأبرياء.
وحذر وزير الداخلية أحمد فقي، حركة «الشباب» من عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من موجة الجفاف التي ضربت بعض أقاليم البلاد.
وكانت حركة «الشباب» قد أعلنت مسؤوليتها عن هجمات مماثلة في السابق، ففي أغسطس (آب) 2020، أعلنت الحركة مسؤوليتها عن هجوم على فندق آخر في مقديشو، سقط فيه ما لا يقل عن 16 قتيلاً. وهذا الأسبوع أعلن الجيش الأميركي مقتل 13 عنصراً في حركة «الشباب» كانوا يهاجمون جنوداً من الجيش الصومالي، في غارة جوية شنها على منطقة نائية.
وخلال الشهر الماضي، قال الرئيس الصومالي إن وضع حد لتمرد حركة «الشباب» يتطلّب أكثر من مجرد استراتيجية عسكرية؛ لكنه شدد على أن حكومته لن تتفاوض مع الحركة إلا في الوقت المناسب.
وطُرد عناصر الحركة من المدن الرئيسية في الصومال، بما في ذلك العاصمة مقديشو في عام 2011؛ لكنهم لا يزالون منتشرين في مناطق ريفية شاسعة، وهم قادرون على شن هجمات ضد أهداف مدنية وعسكرية.
وتقاتل الحركة المرتبطة بتنظيم «القاعدة» منذ أكثر من 10 سنوات، الحكومة الصومالية الضعيفة، للإطاحة بها، وتريد تأسيس نظام للحكم على أساس تفسيرها الصارم للشريعة الإسلامية.


مقالات ذات صلة

الجيش الصومالي يعلن مقتل 60 عنصراً من «الشباب» في عملية عسكرية

العالم العربي الجيش الصومالي يعلن مقتل 60 عنصراً من «الشباب» في عملية عسكرية

الجيش الصومالي يعلن مقتل 60 عنصراً من «الشباب» في عملية عسكرية

أعلن الجيش الصومالي نجاح قواته في «تصفية 60 من عناصر حركة (الشباب) المتطرفة»، في عملية عسكرية مخططة، جرت صباح الثلاثاء، بمنطقة علي قبوبي، على مسافة 30 كيلومتراً جنوب منطقة حررطيري في محافظة مذغ وسط البلاد. وأكد محمد كلمي رئيس المنطقة، وفقاً لوكالة الأنباء الصومالية، أن «الجيش نفذ هذه العملية بعد تلقيه معلومات عن سيارة تحمل عناصر من (ميليشيات الخوارج) (التسمية المتعارف عليها حكومياً لحركة الشباب المرتبطة بالقاعدة) وأسلحة»، مشيراً إلى أنها أسفرت عن «مقتل 60 من العناصر الإرهابية والاستيلاء على الأسلحة التي كانت بحوزتهم وسيارتين عسكريتين». ويشن الجيش الصومالي عمليات عسكرية ضد «الشباب» بدعم من مقات

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي رئيس وزراء الصومال: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش لاستعادة الاستقرار

رئيس وزراء الصومال: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش

(حوار سياسي) بين مواجهة «إرهاب» غاشم، وجفاف قاحل، وإسقاط ديون متراكمة، تتمحور مشاغل رئيس وزراء الصومال حمزة بري، الذي قال إن حكومته تسعى إلى إنهاء أزمتي الديون و«الإرهاب» بحلول نهاية العام الحالي، معولاً في ذلك على الدعم العربي والدولي لإنقاذ أبناء وطنه من مخاطر المجاعة والجفاف. «الشرق الأوسط» التقت المسؤول الصومالي الكبير بالقاهرة في طريق عودته من الأراضي المقدسة، بعد أداء مناسك العمرة، للحديث عن تحديات يواجهها الصومال حاضراً، وآمال كبيرة يتطلع إليها مستقبلاً...

خالد محمود (القاهرة)
العالم رئيس وزراء الصومال لـ«الشرق الأوسط»: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش

رئيس وزراء الصومال لـ«الشرق الأوسط»: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش

رئيس وزراء الصومال لـ«الشرق الأوسط»: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش لاستعادة الاستقرار حمزة بري أكد ضرورة القضاء على أزمة الديون لإنقاذ وطنه من المجاعة والجفاف بين مواجهة «إرهاب» غاشم، وجفاف قاحل، وإسقاط ديون متراكمة، تتمحور مشاغل رئيس وزراء الصومال حمزة بري، الذي قال إن حكومته تسعى إلى إنهاء أزمتي الديون و«الإرهاب» بحلول نهاية العام الحالي، معولاً في ذلك على الدعم العربي والدولي لإنقاذ أبناء وطنه من مخاطر المجاعة والجفاف. «الشرق الأوسط» التقت المسؤول الصومالي الكبير بالقاهرة في طريق عودته من الأراضي المقدسة، بعد أداء مناسك العمرة، للحديث عن تحديات يواجهها الصومال حاضراً، وآمال كبيرة يتطلع إ

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي واشنطن: مجلس النواب يرفض مشروعاً لسحب القوات الأميركية من الصومال

واشنطن: مجلس النواب يرفض مشروعاً لسحب القوات الأميركية من الصومال

رفض مجلس النواب الأميركي مشروع قانون، قدمه أحد النواب اليمينيين المتشددين، يدعو الرئيس جو بايدن إلى سحب جميع القوات الأميركية من الصومال في غضون عام واحد. ورغم هيمنة الجمهوريين على المجلس، فإن المشروع الذي تقدم به النائب مات غايتس، الذي لعب دوراً كبيراً في فرض شروط الكتلة اليمينية المتشددة، قبل الموافقة على انتخاب كيفن مكارثي رئيساً للمجلس، رفضه غالبية 321 نائباً، مقابل موافقة 102 عليه. وعلى الرغم من أن عدد القوات الأميركية التي تنتشر في الصومال، قد تراجع كثيراً، عما كان عليه في فترات سابقة، خصوصاً منذ عام 2014، فإن البنتاغون لا يزال يحتفظ بوجود مهم، في الصومال وفي قواعد قريبة.

إيلي يوسف (واشنطن)
العالم العربي الصومال يستعد لرحيل «قوات أتميس» الأفريقية

الصومال يستعد لرحيل «قوات أتميس» الأفريقية

عقدت الدول المشاركة في بعثة قوات الاتحاد الأفريقي العاملة في الصومال (أتميس)، اجتماعاً (الثلاثاء)، بالعاصمة الأوغندية كمبالا، لبحث «سبل تعزيز العمليات العسكرية الرامية إلى القضاء على (حركة الشباب) المتطرفة». ويأتي الاجتماع تمهيداً للقمة التي ستعقد في أوغندا خلال الأيام المقبلة بمشاركة رؤساء الدول المنضوية تحت بعثة «أتميس»، وهي (جيبوتي، وأوغندا، وبوروندي، وكينيا، وإثيوبيا)، وفقاً لوكالة الأنباء الصومالية الرسمية. وناقش الاجتماع «سبل مشاركة قوات الاتحاد الأفريقي في العمليات العسكرية الجارية للقضاء على فلول (حركة الشباب)، كما تم الاستماع إلى تقرير من الدول الأعضاء حول ذلك»، مشيدين بـ«سير العمليات

خالد محمود (القاهرة)

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».