كشف مصدر كبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن الصين وجهت «تحذيراً شديد اللهجة» إلى الحكومة الإسرائيلية عبر سفيرتها في بكين، بخصوص الضغوط الأميركية على تل أبيب، منبهة إلى أنّ أي تغيير في السياسة قد يلحق أضراراً بالعلاقات بين تل أبيب وبكين. وقال المصدر، وفقاً لموقع «واللا» الإلكتروني الإسرائيلي، إن المسؤول الصيني الكبير، ليو جينشاو، الذي يرأس قسم العلاقات الدولية في الحزب الشيوعي، وهو منصب برتبة وزير، سلّم الرسالة التحذيرية الصينية إلى السفيرة الإسرائيلية في بكين، إيريت بن آبا، الأسبوع الماضي. ونقل المصدر عن مسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الخارجية الإسرائيلية، قولهم إنها «المرة الأولى التي تتلقى فيها إسرائيل مثل هذه الرسالة الحادّة والمباشرة من بكين، بشأن مسألة العلاقات الثلاثية بين إسرائيل والولايات المتحدة والصين».
وتشهد العلاقات الإسرائيلية - الصينية تطوراً في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية وحتى الأمنية، وهي بلغت حد تسليم شركة صينية إدارة ميناء حيفا التجاري لمدة 25 عاماً. فيما تنظر الولايات المتحدة بشكل سلبي إلى هذه العلاقات، لدرجة أنها هددت بالتوقف عن دخول سفن أسطولها الخامس والسادس إلى هذا الميناء.
وتعتقد واشنطن أن بكين تستغل علاقاتها الاقتصادية من أجل التجسس الصناعي والعسكري، ما يعرض التكنولوجيا الأميركية المستخدمة في إسرائيل إلى الخطر.
وأكدت تل أبيب أن المخابرات الإسرائيلية مدركة لهذا الخطر، وهي تتخذ إجراءات واحتياطات لمواجهته. وللدلالة على ذلك، حذرت تل أبيب من تدخل الصين في الانتخابات الإسرائيلية العتيدة عبر «السايبر»، وانتقدتها على ممارساتها ضد تايوان. كما انتقدتها على تصريحاتها ضدها في الموضوع الفلسطيني وبشكل خاص خلال الهجوم الأخير على غزة.
في المقابل، فإن القيادة الصينية غاضبة من انضمام إسرائيل، تحت ضغط أميركي، إلى بيان صدر عن مجموعة من الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أدان السياسة الصينية تجاه الأويغور في منطقة شينجيانغ الصينية.
وبحسب مسؤولين كبار في وزارة الخارجية الإسرائيلية، فإن المسؤول الصيني افتتح الاجتماع بالتأكيد على أهمية العلاقات بين إسرائيل والصين، لا سيما في مجالات الابتكار والتكنولوجيا. وقال إنه على الرغم من أن الصين تتفهم العلاقة الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة، إلا أنها «تتابع عن كثب» السياسة التي تتبعها إسرائيل تجاه الصين، وترى أن العلاقات الصينية - الإسرائيلية وصلت إلى «نقطة اختبار حرجة»، معرباً عن أمله بألا تنحاز إسرائيل للسياسة الأميركية تجاه الصين. وأضاف المسؤول الصيني أن بكين «لا تريد أن تكون العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة مرتبطة بابتعاد إسرائيل عن الصين، اللتين تربطهما مصالح طويلة الأمد». وقال إنه من غير المجدي لإسرائيل اتباع السياسة الأميركية فيما يتعلق بوضع حقوق الإنسان في الصين، خصوصاً ما يتعلق بالاتهامات الموجهة للصين حول ارتكاب «إبادة جماعية» بحق أقلية الأويغور المسلمة. وشدد المسؤول، خلال حديثه مع السفيرة الإسرائيلية، على أنه «إذا أساءت إسرائيل في التعامل مع الصين بسبب الضغط الخارجي، فسيكون ذلك قراراً سياسياً إسرائيلياً خاطئاً».
وردت السفيرة الإسرائيلية بأن تل أبيب تتبع «سياسة خارجية مستقلة، بما في ذلك تجاه الصين». وقالت إن الصين في المقابل «تصوت ضد إسرائيل في مجلس الأمن ومؤسسات الأمم المتحدة الأخرى، وهذا لا يساعد في تعزيز العلاقات بين الجانبين». وأضافت: «مثلما تتوقع الصين ألا يؤثر طرف ثالث على العلاقات بين تل أبيب وبكين، كذلك تتوقع إسرائيل ألا تؤثر أطراف ثالثة على الصين في موقفها تجاه إسرائيل»، في تلميح إلى الضغوط الإيرانية على الصين، بحسب الموقع. ورد الدبلوماسي الصيني على طرح السفيرة الإسرائيلية بالتشديد على أن «إيران أو أي دولة ثالثة أخرى لا تؤثر على سياسة الصين تجاه إسرائيل»، واعتبر أن الخط الذي تتبعه الصين فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران «يهدف إلى مساعدة إسرائيل».
وأوضح التقرير أن المسؤولين في إسرائيل لم يفهموا سبب «الرسالة الصينية شديدة اللهجة والحادة بشكل استثنائي»، واعتبروا أن ذلك قد يكون مرتبطاً بالتوترات بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان، والزيارة الأخيرة لرئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان.
تحذير صيني «صارم» لإسرائيل من الرضوخ للضغوط الأميركية
تحذير صيني «صارم» لإسرائيل من الرضوخ للضغوط الأميركية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة