عباس يعتذر عن «الهولوكوست» الذي أفسد زيارته لبرلين

اضطر الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإصدار تصريح أكد فيه أن الهولوكوست هي أبشع الجرائم التي حدثت في تاريخ البشرية الحديث، في محاولة منه لامتصاص الغضب الإسرائيلي والأوروبي غير المسبوق ضده، بعد اتهامه إسرائيل بارتكاب جرائم هولوكوست ضد الفلسطينيين،
توضيح عباس جاء بعد محادثة هاتفية أجراها رئيس الحكومة يائير لبيد مع حسين الشيخ المقرب من الرئيس الفلسطيني طالبه فيها باعتذار على التصريحات. وذكرت قنوات التلفزة الاسرائيلية بأن المكالمة بين لبيد والشيخ كانت "صعبة ومتوترة".
في المؤتمر الصحافي المشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتز في برلين مساء الثلاثاء. وقال عباس الأربعاء: «لم يكن المقصود إنكار خصوصية الهولوكوست، التي ارتكبت في القرن الماضي، فهو مدان بأشد العبارات». وأضاف «المقصود بالجرائم، المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني منذ النكبة على أيدي القوات الإسرائيلية، وهي جرائم لم تتوقف حتى يومنا هذا». وكان عباس واجه عاصفة انتقادات لا تنتهي بعدما قال في مؤتمر صحافي مع شولتز في برلين الثلاثاء إن «إسرائيل ارتكبت منذ عام 1947 حتى اليوم 50 مجزرة»، مضيفا «50 مجزرة 50 هولوكوست». وانبرى المسؤولون الإسرائيليون جميعا في الهجوم على عباس، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الذي دأب على لقاء عباس بشكل دوري: «كلام كاذب ومحاولة لتشويه التاريخ وإعادة كتابته». وقال وزير العدل جدعون ساعر إن التصريحات «مخزية»، ووصف وزير المالية أفيغدور ليبرمان عباس بأنه «منكر للهولوكوست»، وقال داني دايان، رئيس متحف ياد فاشيم التذكاري للهولوكوست في إسرائيل، إن كلمات عباس «مروعة». وقال الإعلام الإسرائيلي، إن بيان عباس الذي وضح فيه موقفه من الهولوكوست، جاء بعد غضب إسرائيلي كبير وطلب مباشر له بتصريح واضح. وأعادت وسائل إعلام إسرائيلية التذكير بجدل سابق أثاره عباس حول الهولوكوست، عندما قال، عام 2018، إن «السلوك الاجتماعي كان سبب الإبادة الجماعية لليهود الأوروبيين في ألمانيا النازية» والذي اعتذر عنه لاحقاً. كما انتقدت لجنة أوشفيتز الدولية بشدة، اتهامات عباس لإسرائيل بارتكاب هولوكوست بحق الفلسطينيين، وانتقدت أيضاً ما سمته برد الفعل «المتردد» من الجانب الألماني. يذكر أن أطروحة الدكتوراه لعباس عام 1982 كانت بعنوان «الجانب الآخر: العلاقة السرية بين النازية والصهيونية»، قد تضمن بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، تشكيكا في رقم ستة ملايين من ضحايا المحرقة.