بدت الإشارات التي وردت في خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أمام مؤتمر «الأمن الدولي»، الذي تنظمه وزارة الدفاع في موسكو، بحضور وفود عسكرية وأمنية رفيعة من عشرات الدول، واضحة باتجاه ميل روسيا نحو توسيع نطاق المواجهة مع الغرب وإنهاء «النظام الأحادي القطب».
وبعد مرور ستة أشهر على بدء الحرب في أوكرانيا، بدأ بوتين يضع أولويات جديدة في تحركاته مع «الشركاء» تقوم على إطلاق عملية بناء «آليات جديدة» لضمان الأمن الدولي، تتجاهل الآليات القائمة حالياً التي يسيطر عليها الغرب، مؤكداً قراءة بلاده لـ«الواقع الجديد في العالم الذي تغير بشكل ديناميكي، وبات المزيد والمزيد من الدول والشعوب تختار طريق التنمية السيادية». ورفض بوتين الاتهامات الغربية، خصوصاً الأميركية، لبلاده والصين، بـ«المسؤولية عن كل الإخفاقات»، وقال إن موسكو وبكين «تدافعان عن رؤيتهما، ووجهات نظرهما في تبني سياسات التنمية السيادية بديلاً عن الخضوع لإملاءات النخب فوق الوطنية».
وكان لافتاً أن بوتين لم يذكر العملية العسكرية الجارية في أوكرانيا، لكن وزير دفاعه سيرغي شويغو، الذي أعقبه في إلقاء خطاب بالمؤتمر، ربط في مقدمته مباشرة بين هذه العملية و«انتهاء الهيمنة القطبية». وقال إن «تاريخ 24 فبراير (شباط) (تاريخ اندلاع الحرب) شكل نقطة رمزية لنهاية العالم أحادي القطب».
من ناحية ثانية، أدى انفجار وقع أمس (الثلاثاء)، في مستودع للذخيرة تابع للجيش الروسي في شبه جزيرة القرم، إلى اندلاع حرائق ضخمة في منشآت محيطة بالمستودع. وخلافاً للتفجير السابق الذي استهدف قبل أيام قاعدة جوية روسية على السواحل الغربية لشبه الجزيرة، فقد أقرت موسكو هذه المرة بأن التفجيرات نجمت عن «عمل تخريبي».
... المزيد