مؤشرات اقتصادية متابينة في أميركا

بين نشاط تصنيعي وتراجع في البناء

سوق الإسكان في أكبر اقتصاد في العالم قد تواصل الانكماش في الربع الثالث (رويترز)
سوق الإسكان في أكبر اقتصاد في العالم قد تواصل الانكماش في الربع الثالث (رويترز)
TT
20

مؤشرات اقتصادية متابينة في أميركا

سوق الإسكان في أكبر اقتصاد في العالم قد تواصل الانكماش في الربع الثالث (رويترز)
سوق الإسكان في أكبر اقتصاد في العالم قد تواصل الانكماش في الربع الثالث (رويترز)

زاد إنتاج المصانع في الولايات المتحدة بأكثر من المتوقع في يوليو (تموز) الماضي، مما يشير إلى قوة كامنة في قطاع الصناعات التحويلية على الرغم من تراجع في ثقة الشركات.
وقال مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الثلاثاء إن إنتاج المصانع ارتفع 0.7 في المائة الشهر الماضي، بعد انخفاض بلغ 0.4 في يونيو (حزيران). وكان خبراء اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا أن الإنتاج سيرتفع 0.2 في المائة فقط. وعلى أساس سنوي، زاد إنتاج المصانع الأميركية 3.2 في المائة في يوليو.
وما زال قطاع الصناعات التحويلية، الذي يشكل 11.9 في المائة من الاقتصاد الأميركي، يلقى دعما من طلب قوي على السلع حتى مع تحول الإنفاق تدريجيا إلى الخدمات.
لكن في المقابل، هبط بناء المساكن في الولايات المتحدة بشكل حاد في يوليو متأثرا بارتفاع فوائد القروض العقارية وأسعار مواد البناء، مما يشير إلى أن سوق الإسكان في أكبر اقتصاد في العالم قد تواصل الانكماش في الربع الثالث.
وقالت وزارة التجارة الأميركية يوم الثلاثاء إن بناء المساكن الجديدة هوى 9.6 في المائة إلى معدل سنوي قدره 1.446 مليون وحدة الشهر الماضي. وعدًلت الوزارة البيانات لشهر يونيو الماضي بزيادة طفيفة إلى معدل قدره 1.599 مليون وحدة من القراءة السابقة البالغة 1.559 مليون وحدة. وكان خبراء اقتصاديون شملهم استطلاع أجرته «رويترز» قد توقعوا أن ينخفض بناء المساكن إلى معدل قدره 1.540 مليون وحدة. وهبطت التراخيص لبناء المساكن مستقبلا 1.3 في المائة إلى معدل قدره 1.674 مليون وحدة.
وأظهر تقرير اقتصادي نشر يوم الاثنين تراجع ثقة شركات بناء المساكن في الولايات المتحدة خلال الشهر الحالي، للشهر الثامن على التوالي، لتصل إلى أقل مستوياتها منذ انهيار سوق العقارات الأميركية في 2007، مع ارتفاع أسعار الفائدة على قروض التمويل العقاري وأسعار المساكن.
وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن مؤشر الاتحاد الوطني لبناة المساكن «ويلز فارغو» لقياس ثقة شركات البناء في أميركا، تراجع خلال الشهر الحالي بمقدار 6 نقاط عن الشهر الماضي، هابطا إلى 49 نقطة. وأضافت الوكالة أن هذه القراءة جاءت أقل من تقديرات المحللين الذين استطلعت بلومبرغ آراءهم، كما تراجعت إلى أقل من 50 نقطة لأول مرة منذ مايو (أيار) عام 2020.
وتراجعت ثقة شركات بناء المساكن بسبب ارتفاع أسعار فائدة التمويل العقاري مما أدى إلى تزايد المصاعب التي تواجه المشترين المحتملين للمساكن، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار مستلزمات البناء والعمالة. وأدى تردد المشترين إلى زيادة المعروض من المساكن في السوق وتراجع نشاط التشييد.


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

صدام جديد بين الديمقراطيين والجمهوريين لتجنب إغلاق الحكومة الفيدرالية

جانب من خطاب ترمب أمام الكونغرس في 4 مارس (د.ب.أ)
جانب من خطاب ترمب أمام الكونغرس في 4 مارس (د.ب.أ)
TT
20

صدام جديد بين الديمقراطيين والجمهوريين لتجنب إغلاق الحكومة الفيدرالية

جانب من خطاب ترمب أمام الكونغرس في 4 مارس (د.ب.أ)
جانب من خطاب ترمب أمام الكونغرس في 4 مارس (د.ب.أ)

يُصوّت المُشرّعون في مجلس النواب، الثلاثاء، على مشروع قانون للإنفاق الحكومي تقدّم به الجمهوريون لتوفير التمويل للوكالات الاتحادية لمدة ستة أشهر حتى نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل، وتجنب إغلاق الحكومة مع نفاذ التمويل بحلول منتصف ليل الجمعة المقبل. وحظي مشروع القانون بتأييد الرئيس دونالد ترمب، لكنه أثار توقعات بصدام محتمل مع الديمقراطيين حول معايير الإنفاق الحكومي، وعدم وجود نصّ يُقنّن سلطات إيلون ماسك وإدارة كفاءة الحكومة في خطط خفض الإنفاق.

ويقترح مشروع القانون، المُكوّن من 99 صفحة، زيادة الإنفاق الدفاعي بنحو 6 مليارات دولار، وخفض الإنفاق غير الدفاعي بمقدار 13 مليار دولار عن مستوى التمويل لعام 2024. كما يتيح مشروع القانون المزيد من التمويل لتنفيذ أهداف الرئيس ترمب في تعزيز أمن الحدود. ويتطلب تمرير مشروع القانون تصويت الديمقراطيين الذين من المتوقَّع أن يعارضوه في غالبيتهم. وحتى إذا تمكن الجمهوريون من تمرير المشروع في مجلس النواب، فإنه سيواجه تحدياً أكبر في مجلس الشيوخ؛ حيث يحتاج إلى 60 صوتاً على الأقل لتمريره، وهو ما يتطلب ضمان 7 أصوات ديمقراطية على الأقل، مع ضمان تصويت كل الجمهوريين البالغ عددهم 53 مشرعاً.

رئيس مجلس النواب مايك جونسون يحاول تمرير مشروع قانون لتجنب إغلاق الحكومة الفيدرالية (أ.ف.ب)
رئيس مجلس النواب مايك جونسون يحاول تمرير مشروع قانون لتجنب إغلاق الحكومة الفيدرالية (أ.ف.ب)

وأكّد مايك جونسون، رئيس مجلس النواب، أن الرئيس ترمب يُؤيّد مشروع القانون في محاولة لجذب الجمهوريين لتأييده والحصول على ما يكفي من الأصوات لتمريره في مجلس النواب، مع وجود 218 نائباً جمهورياً مقابل 214 ديمقراطياً.

وقال ترمب عبر منصة «تروث سوشيال»، السبت: «لقد وضع مجلس النواب والشيوخ مشروع قانون تمويل جيد للغاية، ويجب على جميع الجمهوريين التصويت بــ(نعم)، الأسبوع المقبل»، مضيفاً بأحرف كبيرة: «لا معارضة».

جانب من خطاب ترمب أمام الكونغرس في 4 مارس (د.ب.أ)
جانب من خطاب ترمب أمام الكونغرس في 4 مارس (د.ب.أ)

وقد التقى ترمب مع المشرعين الجمهوريين في البيت الأبيض الأربعاء، لمناقشة كيفية تمرير أجندة الرئيس التشريعية، وتمرير مشروع قانون جمهوري يجمع بين تخفيضات الضرائب وخفض الإنفاق، في وقت لاحق من هذا العام.

اعتراضات جمهورية

يحتاج الجمهوريون إلى البقاء مُتّحدين لتمرير مشروع القانون، لكن رئيس مجلس النواب مايك جونسون يواجه اعتراضات من داخل الحزب يهدد هذه الوحدة. وقد أعلن النائب الجمهوري عن ولاية كنتاكي، توماس ماسي، أنه سيعارض مشروع القانون. وأعلن السيناتور الجمهوري راند بول أنه يعارض مشروع القانون، فيما أعلن السيناتور الديمقراطي من ولاية بنسلفانيا جون فيزمان أنه يساند مشروع القانون، مما يمنح الحزب الجمهوري صوتاً ديمقراطياً واحداً حتى الآن.

وأشارت قيادات الحزب الديمقراطي في مجلس النواب إلى أنّها ستعارض مشروع القانون، وجهود الحزب الجمهوري لإبقاء الحكومة مفتوحة. وطالبوا بتغييرات تضمن تمويل برامج الضمان الاجتماعي، والرعاية الطبية، وصحة المحاربين القدامى. وقال الديمقراطيون في بيان: «لا يمكننا دعم إجراء يهدد الرعاية الصحية، وفوائد التقاعد للأميركيين العاديين، كجزء من المخطط الجمهوري لدفع ثمن تخفيض الضرائب على الأثرياء، مثل إيلون ماسك». وأضاف البيان أن «الرعاية الصحية هي خطنا الأحمر».

زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز متحدّثاً في مؤتمر صحافي 6 مارس (أ.ف.ب)
زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز متحدّثاً في مؤتمر صحافي 6 مارس (أ.ف.ب)

وقال زعيم الأقلية، في مجلس النواب، حكيم جيفريز الديمقراطي عن نيويورك، إنه يعارض مشروع القانون. وتشكّك في قدرة الجمهوريون على الحصول على ما يكفي من الأصوات لتمريره. ويثير العديد من الديمقراطيين معارضتهم لما يتضمنه مشروع القانون من تخفيضات في الوظائف الفيدرالية، والبرامج الحكومية التي يحاربها ترمب وماسك.

ويواجه الديمقراطيون تحدياً كبيراً؛ فإنْ صوّت بعضهم لصالح مشروع القانون، فسيظهر صدع في موقف موحد للحزب، ويُقوّض حجّة أن مشروع القانون يُهدّد بخفض برامج الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي. وإذا عارضوه، فإنهم سيواجهون هجمات من الجمهوريين تتهمهم بتأييد إغلاق الحكومة الفيدرالية.

بدورهم، يواجه الجمهوريون تحدياً من نوع آخر. فإذا فشلوا في تمرير مشروع القانون، فإن الحكومة الفيدرالية ستواجه خطر الإغلاق، مما سيضع إدارة الرئيس دونالد ترمب في حرج، خاصة أن مشروع القانون قدّمه الحزب الجمهوري الذي يسيطر على جميع أذرع السلطة في واشنطن، وسيعطي الفرصة للديمقراطيين لشن مزيد من الهجمات ضد سياسات ترمب وحزبه.