وظائف أمن عالية وتصميم أنيق وفاخر في هاتف «بلاكبيري ليب»

مواصفات وتطبيقات تناسب احتياجات قطاع الأعمال والترفيه.. وبطارية مبهرة بسعر مناسب

وظائف أمن عالية وتصميم أنيق وفاخر في هاتف «بلاكبيري ليب»
TT

وظائف أمن عالية وتصميم أنيق وفاخر في هاتف «بلاكبيري ليب»

وظائف أمن عالية وتصميم أنيق وفاخر في هاتف «بلاكبيري ليب»

تستمر «بلاكبيري» في إطلاق هواتف جديدة مبتكرة، حيث أطلقت أخيرا هاتف «ليب» (Leap) في المنطقة العربية، والذي يتميز بشاشة كبيرة تعمل باللمس وبطارية طويلة الأمد، ومزايا أخرى للحفاظ على سرية وخصوصية بيانات الأفراد والشركات. ويعتبر الهاتف مناسبا لمحبي الشاشات الكبيرة دون التضحية بجزء منها لصالح أزرار لوحات المفاتيح، مع تقديم لوحة مفاتيح رقمية ذكية تصحح أخطاء المستخدم بشكل آلي.
تصميم الهاتف أنيق ومناسب لرجال الأعمال والمحترفين، مع تقديم جهة خلفية ذات ملمس فاخر ومريح للاستخدام. وصمم الهاتف لتوفير معايير أمان عالية وحماية الخصوصية، إذ إنه مزود بخاصية دعم التشفير (الترميز) وتوفير حماية داخلية ضد البرمجيات الخبيثة، مع قدرته على حفظ نسخ احتياطية من ملفات المستخدم واستعادتها وحذفها، وذلك لتجنب الوقوع ضحية للهجمات الرقمية عبر الإنترنت.
ويقدم نظام التشغيل وظائف أمان عالية، ويدعم تقنيات ترميز البريد الإلكتروني والدردشة النصية (عبر تطبيق «بلاكبيري ميسنجر») وحماية مدمجة من الفيروسات وتسريب البيانات وعمليات التلاعب، الأمر بالغ الأهمية للشركات وقطاع الأعمال. ويمكن الاتصال بمتجر «بلاكبيري وورلد» لتحميل التطبيقات الاحترافية وتطبيقات رفع الإنتاجية لقطاع الأعمال وبعض التطبيقات الترفيهية (مثل Evernote وBox وDocuments to Go وCisco WebEx Meetings، وغيرها)، أو بمتجر «أمازون آب ستور» لتحميل أكثر من 200 ألف تطبيق «آندرويد» ترفيهي وتشغيلها على الهاتف (مثل Candy Crush Saga وPinterest وSound Cloud وAmazon Shopping وKindle، وغيرها).
وتعتبر واجهة «بلاكبيري هاب» (Blackberry Hub) منطقة خاصة لإدارة كل المحادثات وتنبيهات البريد الإلكتروني ورسائل «بلاكبيري ميسنجر» والمكالمات الهاتفية وتنبيهات مواقع التواصل الاجتماعية وغيرها، ومن دون الحاجة إلى تشغيل عدة تطبيقات والتنقل بينها. وتتيح الواجهة للمستخدم الاطلاع على الأحداث المقبلة في جداول مواعيده لمساعدته على ترتيبها وفقا للأولوية والأهمية. وبالنسبة لتطبيق «بلاكبيري بليند» Blackberry Blend الجديد، فيتيح إمكانية نقل ميزة التراسل الفوري والمحتوى من الهاتف إلى الكومبيوترات والأجهزة اللوحية بكل سهولة وسلاسة. ويستطيع المستخدم تسلم إشعارات فورية والرد على الرسائل والوصول إلى الوثائق وجداول المواعيد وجهات الاتصال والملفات متعددة الوسائط بشكل فوري ومباشر عبر أي جهاز. ويعمل التطبيق مع أنظمة تشغيل مختلفة؛ مثل «ويندوز» و«ماك أو إس إكس 10.7» ونظام التشغيل الخاصة بالأجهزة الجوالة «آندرويد 4.4» أو أحدث.
ويقدم النظام كذلك «مساعد بلاكبيري» Blackberry Assistant الذي يتفاعل مع الأوامر الصوتية للمستخدم ويبحث في الإنترنت عن المعلومات ويعرضها على الشاشة، وهو يعتبر أول مساعد رقمي من الشركة يمكن استخدامه من خلال الأوامر الصوتية والنصية للمساعدة على إدارة الرسائل الإلكترونية وجهات الاتصال وجداول المواعيد، سواء كانت خاصة بالعمل أو شخصية. ويحدد المساعد كيفية الاستجابة للمستخدم حسب طريقة التفاعل المفضلة له، فإن كان يتفاعل بالكتابة سيستجيب له التطبيق بصمت، وإن كان يتفاعل بالأوامر الصوتية سيستجيب التطبيق صوتيا، أما إن قام المستخدم بتفعيل الاتصال عبر تقنية «بلوتوث» (السماعات الخارجية) فسيستجيب التطبيق صوتيا بمعلومات إضافية مفترضا أن المستخدم لا ينظر إلى الشاشة. وبالنسبة إلى تجربة تصفح الإنترنت، فيتمتع المتصفح المدمج بسرعة فائقة وواجهة استخدام جميلة ومريحة، وصنفه موقع «HTML5test.com» لفحص قدرات المتصفحات على دعم لغة الإنترنت «إتش تي إم إل 5» ضمن أفضل متصفحات الإنترنت في الهواتف الجوالة على الإطلاق. ويدعم المتصفح عرض الصفحات بشكل أسرع بكثير من السابق، مع القدرة على عرض عدد لا محدود من الصفحات داخل المتصفح نفسه.
ويبلغ قطر شاشة الهاتف 5 بوصات، وهي تعمل بالدقة العالية وتعتبر مناسبة لقراءة البريد الإلكتروني وتصفح الإنترنت والدردشة النصية مع الآخرين لفترات مطولة، مع تقديم لوحة مفاتيح رقمية تعمل باللمس ذات دقة عالية لدى الاستخدام تستطيع تعلم كلمات المستخدم أثناء الكتابة لاقتراحها بذكاء خلال الاستخدامات اللاحقة، مع دعمها للغات عديدة من بينها العربية. وتجدر الإشارة إلى أن لوحة المفاتيح تدعم ميزة تصحيح الأخطاء الإملائية غير المقصودة، الأمر الذي ينجم عنه سرعة كتابة الرسائل والمحتوى وتجاوز الهفوات غير المقصودة.
ويستخدم الهاتف نظام التشغيل «بلاكبيري أو إس 10.3.1» الذي يقدم مظهرا حديثا للأيقونات وشريط الوظائف الفورية بحيث يعرض الوظائف الأكثر استخداما في وسط الشاشة. ويستخدم الهاتف معالجا ثنائي النواة من طراز «سنابدراغون إس 4 بلاس» يعمل بسرعة 1.5 غيغاهرتز، مع استخدام 2 غيغابايت من الذاكرة للعمل وتوفير 16 غيغابايت من السعة التخزينية المدمجة التي يمكن رفعها بـ128 غيغابايت إضافية من خلال بطاقات الذاكرة المحمولة «مايكرو إس دي». وتبلغ دقة الكاميرا الخلفية 8 ميغابيكسل، بينما تبلغ دقة الكاميرا الأمامية 2 ميغابيكسل، وهو يدعم شبكات «واي فاي» و«بلوتوث 4.0» اللاسلكية والملاحة الجغرافية «جي بي إس» واستقبال بث الراديو «إف إم». وتستطيع بطاريته العمل لنحو 25 ساعة من الاستخدام المكثف للشحنة الواحدة (تبلغ قدرتها 2800 ملي أمبير)، مع تقديم وظائف داخلية ترفع من كفاءة استخدام البرمجيات للطاقة.
الهاتف متوافر في المنطقة العربية باللونين الأبيض والرمادي، ويبلغ وزنه 170 غراما، وتبلغ سماكته 9.5 مليمتر، ويبلغ سعره نحو 293 دولارا أميركيا.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)