استهدفت القوات التركية صباح (الثلاثاء) بالقذائف المدفعية مركز مدينة عين العرب (كوباني) وريفها شرق حلب، ما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين وجرحى، فيما واصلت القوات التركية استهداف بلدة تل تمر بريف شمال الحسكة الشمالي بالقذائف الصاروخية والمدفعية، في وقت سادت حالة من الهدوء المشوب بالحذر في بلدتي عامودا والدرباسية بعد قصف عنيف شهدته ليل الاثنين/الثلاثاء تسبب بنزوح قسم من الأهالي.
وأخرج القصف التركي شركة المطاحن في مدينة عين العرب عن الخدمة، بعد تدمير مولدات الطاقة التي تغذيها بالكهرباء، كما طال القصف مركز قوى الأمن الداخلي. وتعرضت سيارة مدنية للقصف كانت مركونة بالقرب من المبنى، في حين سقطت 5 قذائف مدفعية على وسط المدينة تزامنت مع قصف مكثف بالأسلحة الثقيلة والرشاشات على عدد من القرى تقع بريفها الغربي.
وقال مصدر طبي من المدينة، أن طفلاً يبلغ من العمر 14 عاماً فقد حياته جراء القصف التركي وأصيب ثلاثة آخرون بجروح بليغة بينهم سيدة نقلت إلى مشافي الرقة لتلقي العلاج. وتزامناً مع الهجمات التركية العنيفة على المناطق الحدودية؛ قررت الشرطة العسكرية الروسية إلغاء تسيير دورية مشتركة مع القوات التركية بريف عين العرب الغربي شمال سوريا، وهي المرة الثانية التي تلغي فيها روسيا تسيير دورياتها مع نظيراتها التركية بعد إلغاء دورية في 8 من الشهر الحالي.
من جانبه، نفى المتحدث الرسمي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، فرهاد شامي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، شن هجمات من «قسد» على الأراضي التركية، وقال: «إن جميع الأخبار التي تنشرها وسائل إعلام الاحتلال التركي كاذبة وعارية عن الصحة، وهي عبارة عن استفزازات لأجهزة الاستخبارات التركية»، مشيراً إلى أن الجيش التركي كان ينوي شن عملية عسكرية على المناطق المحاذية لحدودها الجنوبية «الأمر الذي أوقف دورياته مع الروس منذ أكثر من 15 يوماً»، لافتاً لوجود فريق إعلامي يظهر أن الشعب ينزح ويهرب من مناطقه.
وعن موقف القوات الروسية وقوات النظام السوري المنتشرة بكثافة في تلك المناطق، انتقد المسؤول العسكري صمتها بالقول: «من المؤكد أن الصمت الروسي أعطى ضوءاً أخضر للهجمات التركية، لذا مطلوب من الروس اتخاذ موقف حازم. مع ملاحظة أن وجود قوات حكومة دمشق في المنطقة التي تعرضت للقصف، لم يمنع هذه الهجمات». وشدد على أن قوات «قسد» لن تلتزم الصمت وستدافع عن مناطق نفوذها في إطار الدفاع المشروع.
على الصعيد السياسي، أدان «مجلس سوريا الديمقراطية» في بيان رسمي نشر الثلاثاء على موقعه، الهجمات التركية، واستخدامها طائرات بدون طيار، وخرقها للأجواء السورية وانتهاك سيادة الدولة، وقصفها العشوائي للمدنيين الأبرياء، واستنكر «الصمت الدولي المريب تجاه ما ترتكبه تركيا من جرائم بحق السوريين».
وتطرق البيان إلى تصريحات وزير الخارجية التركي الأخيرة، عن وساطة بين المعارضة والنظام الحاكم. واعتبرها التفافاً على مطالب الشعب السوري في تحقيق الانتقال السياسي الذي يحقق التغيير الديمقراطي الجذري الشامل.
وشدد على أن «الشعب السوري بحاجة ماسة لحل سياسي مستدام، وليس إلى إذعان استسلام يفضي لإعادة إنتاج نظام استبدادي مركزي».
بدوره، أكد السياسي الكردي صالح مسلم، رئيس «حزب الاتحاد الديمقراطي»، لـ«الشرق الأوسط»، أن طرح وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو في هذه المرحلة «إنما يدل على إفلاس السياسة التركية التي لم يعد لها أصدقاء، وتحاول إيجاد غطاء للأوامر التي صدرت إليها من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين» على حد تعبيره، وشدد على أن المصالحة بين المعارضة السورية والنظام الحاكم غير ممكنة اليوم، مهما طرحتها القوى المتدخلة في سوريا، ليزيد: «ابتعاد أنقرة عن الغرب هو الأساس في المرحلة الحالية لدى موسكو، وتركيا تتأرجح بين حبلي الناتو وروسيا، لكن بوتين أرغمها على الانحياز الذي ستكون له العديد من النتائج».
قصف يُخرج شركة مطاحن الحبوب بريف حلب الشرقي عن عملها
«مجلس سوريا الديمقراطية» يحذّر من إعادة إنتاج نظام استبدادي مركزي
قصف يُخرج شركة مطاحن الحبوب بريف حلب الشرقي عن عملها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة