جعجع : عون أضعف رئيس في تاريخ لبنان

طالب بشخصية «تتحدى باسيل وحزب الله»

وصف رئيس حزب «القوات» سمير جعجع الرئيس ميشال عون (الصورة) بأنه أضعف رئيس في تاريخ لبنان (إ.ب.أ)
وصف رئيس حزب «القوات» سمير جعجع الرئيس ميشال عون (الصورة) بأنه أضعف رئيس في تاريخ لبنان (إ.ب.أ)
TT

جعجع : عون أضعف رئيس في تاريخ لبنان

وصف رئيس حزب «القوات» سمير جعجع الرئيس ميشال عون (الصورة) بأنه أضعف رئيس في تاريخ لبنان (إ.ب.أ)
وصف رئيس حزب «القوات» سمير جعجع الرئيس ميشال عون (الصورة) بأنه أضعف رئيس في تاريخ لبنان (إ.ب.أ)

أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن انتخابات رئاسة الجمهوريّة «مفصليّة»، مجدداً الدعوة للمعارضة «للتفاهم للوصول إلى رئيس جديد وإلا فسنبقى مع رئيس قديم أوصلنا إلى جهنم». وفيما رفض «الدعوة للتفاهم مع محور الممانعة على الرئيس»، اعتبر أن «لبنان بحاجة إلى رئيس سيادي وإصلاحي يتحدى سياسات» النائب جبران باسيل و«حزب الله»، واصفاً الرئيس الحالي ميشال عون بأنه «أضعف رئيس بتاريخ لبنان».
وقال جعجع في مؤتمر صحافي تمحور حول انتخابات رئاسة الجمهورية: «يطرح البعض فكرة التوافق على رئيس يلتفّ الجميع حوله ولكن إذا وجد فريقان يتّخذان طريقين مختلفين فكيف سيلتفّان حول هذا الرئيس، ولا سيما أن مقاربة الرئيس التوافقي وحكومات الوحدة الوطنيّة اعتمدت لأكثر من 12 سنة وهي التي أسفرت عن هذه الوضعية». وانطلاقا من هذا الواقع، اعتبر جعجع «أن كل دعوة ترمي إلى التفاهم مع محور الممانعة على رئيس للجمهورية ليست بمكانها ولن تؤدي إلى أي نتيجة لأنها عود على بدء، وستستمر في اتباع السياسات القائمة».
وأكد رئيس حزب «القوات» أن «نقطة الانطلاق تبدأ بانتخاب رئيس جديد يختلف عن هذه المقاربات ويعاكس كل السياسات التي كانت قائمة ويبدأ بعملية الإنقاذ المطلوبة، فنحن نريد رئيساً يواجه ويتحدى الأزمة لا أن يتفاهم معها، باعتبار أن التفاهم مع الأزمة يعني استمرارها». وأضاف: «لمن يقول: لا نريد رئيس تحد، نؤكد له أننا بأمسّ الحاجة إلى هذا الرئيس، ليس بالمعنى الشخصي للكلمة، إنما إذا لم نأتِ برئيس يتحدى سياسات جبران باسيل وحزب الله، فكيف سيتم الإنقاذ؟ الرئيس الذي ينقذ البلد هو رئيس جديد، يتمتع بمواصفات معينة: يكون رجلاً، سيادياً وإصلاحياً بامتياز، وإلا فسيستمر الفساد في الدولة ولن نخرج من الأزمة». وأكد أنه «من المستحيل أن نتمكن من التوافق مع الفريق الآخر على رئيس للجمهورية لديه الصفات التي سبق وذكرتها».
كما شدد جعجع على أن «الحل هو برئيس جديد، ومن يستطيع تحقيق هذا الأمر هو فريق المعارضة بأطيافها كافة، وعليها تقع مسؤولية كبيرة وإلا فلماذا خاضت الانتخابات ووعدت الشعب بالخلاص». وجدد الدعوة لفريق المعارضين للتفاهم من أجل تأمين وصول «رئيس جديد، فعلاً جديد... وإلا فسنبقى مع رئيس قديم أوصلنا إلى جهنم».
ونّوّه «رئيس القوات» بالاجتماعات التي تعقد بين بعض النواب المستقلين والتغييريين والأحزاب في مجلس النواب، متمنياً أن «تستمر وتتوسع لنصل إلى تصور واضح قبل الموعد المحدد للاستحقاق الرئاسي... والقوات ستسير بأي اسم جديد تراه الأكثرية مناسباً».
ورداً على سؤال حول الأطر التي وضعها باسيل للاستحقاق الرئاسي والعودة إلى الرئيس القوي والأكثر تمثيلاً، قال جعجع: «لو قام باسيل بأي أمر إيجابي في السنوات الست الأخيرة لكنا اليوم بغنى عن أطروحاته التي لن أرد عليها. نحن في مكان آخر والمطلوب رئيس قادر على الإنقاذ من خلال اعتماد سياسات معاكسة لتلك المعتمدة في هذه المرحلة... والقصة ليست قصة رئيس قوي أو ضعيف، فإذا كان الرئيس الحالي يمثّل (الرئيس القوي) فقد رأينا القوة أين أصبحت وظهر أنه أضعف رئيس بتاريخ لبنان».
وعن التسريبات الإعلامية حول سعي البطريرك بشارة بطرس الراعي إلى اجتماع يضم جعجع وباسيل للاتفاق على اسم رئيس، أكد جعجع «أن معراب (مقر القوات) لن تلدغ من الجحر مرّتين…»، في إشارة إلى الاتفاق الذي حصل سابقاً مع عون لدعم وصوله إلى منصب الجمهورية.
وحول لقاء رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط مع «حزب الله» والتقارب بينهما، قال جعجع: «هناك تلاقٍ في سياسات كبرى كثيرة (مع جنبلاط) والعلاقة مستمرة مع (الاشتراكي)، ولكن ليس هناك تلاق في مقاربة مسألة رئاسة الجمهوريّة».
وحول إمكانية تعطيل «القوات» لجلسات مجلس النواب إذا فشل الاتفاق مع النواب الجدد والمستقلين، أوضح أنه «من الممكن أن يكون التعطيل لجلسة واحدة، بشكل استثنائي تقني، في حال كنا بحاجة لقليل من الوقت من أجل استكمال المساعي للتوافق على اسم واحد».
ورداً على سؤال عن إمكانية القبول بمرشح يطرحه «حزب الله»، اعتبر أن «هذا أمر مستحيل»، وساوى بين «الرئيس التوافقي والفراغ، لأن هذا الرئيس يعني الفراغ، وهذه هي التجربة التي خضناها في انتخابات الرئاسة منذ العام 2009».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

فیفیان حداد (بيروت)
المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

القيادة المركزية الأميركية: طائرة أميركية تعترض مسيّرة إيرانية فوق مياه الخليج

حاملة الطائرات أيزنهاور (أ.ف.ب)
حاملة الطائرات أيزنهاور (أ.ف.ب)
TT

القيادة المركزية الأميركية: طائرة أميركية تعترض مسيّرة إيرانية فوق مياه الخليج

حاملة الطائرات أيزنهاور (أ.ف.ب)
حاملة الطائرات أيزنهاور (أ.ف.ب)

أعلنت القيادة المركزية الأميركية في بيان، اليوم السبت، أن طائرة تابعة لحاملة الطائرات دوايت أيزنهاور اعترضت مسيّرة إيرانية فوق مياه الخليج.

وجاء في بيان للقيادة المركزية بحسابها على منصة «إكس» أن الطائرة المسيرة الإيرانية كانت تحلق بطريقة «غير آمنة وغير احترافية»، بينما كانت حاملة الطائرات تنفذ عمليات في الخليج.

وشددت القيادة المركزية على أن البحرية الأميركية ستواصل عملياتها الجوية والبحرية «وفقا للقانون الدولي».


شيخ الأزهر يقرر إعفاء الطلاب الفلسطينيين من المصروفات الدراسية واستضافتهم بالقاهرة

شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب (صوت الأزهر)
شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب (صوت الأزهر)
TT

شيخ الأزهر يقرر إعفاء الطلاب الفلسطينيين من المصروفات الدراسية واستضافتهم بالقاهرة

شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب (صوت الأزهر)
شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب (صوت الأزهر)

أصدر شيخ الأزهر أحمد الطيب توجيهات، اليوم (السبت)، بتوفير منح دراسية كاملة لطلاب فلسطين الدارسين في جامعة الأزهر ومعاهد البعوث الإسلامية تشمل الإعفاء من المصروفات الدراسية واستضافتهم بمدينة البعوث الإسلامية بالقاهرة وصرف مبلغ مالي شهرياً.

ونقلت صفحة الأزهر على «فيسبوك» عن الطيب تأكيده على اهتمام الأزهر، واهتمامه الشخصي، بأوضاع الطلاب الفلسطينيين في ظل تعرض قطاع غزة لهجمات إسرائيلية.

وأوضح الأزهر أن هناك 444 طالباً وطالبة فلسطينيين يدرسون بجامعة الأزهر ومعاهد البعوث، كما تقدم 75 للحصول على منح دراسية.


الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل قائد اللواء الجنوبي بفرقة غزة في هجمات 7 أكتوبر

جنود إسرائيليون ينتشرون في قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة المؤقتة (رويترز)
جنود إسرائيليون ينتشرون في قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة المؤقتة (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل قائد اللواء الجنوبي بفرقة غزة في هجمات 7 أكتوبر

جنود إسرائيليون ينتشرون في قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة المؤقتة (رويترز)
جنود إسرائيليون ينتشرون في قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة المؤقتة (رويترز)

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، إن قائد اللواء الجنوبي في فرقة غزة قتل في الهجوم المباغت الذي نفذته حركة حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأوضح الجيش في بيان أن إساف حمامي «سقط في معركة السابع من أكتوبر واحتجزت حركة حماس جثته».

وأشار الجيش إلى أنه أخطر اليوم عائلته بمقتله.

وتعليقا على بيان الجيش الإسرائيلي، قال ️فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس، إن «اعتراف الاحتلال بمقتل قائد لواء في فرقة غزة على أيدي القسام في 7 أكتوبر واحتجاز جثته يعكسان حجم الخسارة والهزيمة التي مني بها جيشه أمنيا وعسكريا في اليوم الأول للمعركة».

وأضاف برهوم «أمام بطولات القسام فعلى جنود وضباط الاحتلال الموجودين في غزة خياران لا ثالث لهما... إما الموت أو الفرار».


وزير الدفاع الإسرائيلي: هدف الحرب على غزة ليس السيطرة على القطاع بشكل دائم

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (د.ب.أ)
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (د.ب.أ)
TT

وزير الدفاع الإسرائيلي: هدف الحرب على غزة ليس السيطرة على القطاع بشكل دائم

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (د.ب.أ)
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (د.ب.أ)

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، السبت، إن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لا تهدف إلى السيطرة على القطاع بشكل دائم، وإنما تقويض قدرات حركة «حماس» وإنهاء سيطرتها على غزة.

واتهم غالانت في مؤتمر صحافي حركة «حماس» بالتسبب في انهيار الهدنة الإنسانية بعدما رفضت تسليم 17 امرأة وطفلاً ما زالت تحتجزهم.

وقال غالانت: «نتيجة قرار (حماس) عدم تنفيذ ما اتُفق عليه، ووفقاً لقرارات مجلس الوزراء الحربي، أصدرت تعليمات للجيش الإسرائيلي باستئناف إطلاق النار صباح الجمعة».

وأضاف: «ما دامت (حماس) لا تلتزم بما هو منصوص عليه، فسنواصل تكثيف النيران، وسنعمل حتى تتحقق الأهداف التي حددناها لأنفسنا. إنني أتابع من كثب عمليات الجيش».

وقال غالانت إن العملية البرية ستتواصل في قطاع غزة، وأضاف: «قبل نحو شهر، عندما كنا نستعد للدخول البري، كان هناك كثيرون في (حماس) يعتقدون أنهم سيتمكنون من إيقافنا».

وتابع: «لقد اعتقدوا أنهم قادرون على إحداث انقسام في المجتمع الإسرائيلي بين أولئك الذين اعتقدوا أنه من الضروري التفاوض وأولئك الذين اعتقدوا أنه من الضروري الدخول».

وشدد غالانت على أن تكثيف العملية العسكرية يؤدي إلى ضرب «حماس»، والقضاء على مزيد من القادة ومزيد من المسلحين.

وأشار إلى أن كثافة الضغط العسكري كانت نتيجته عودة 110 محتجزين معظمهم من الإسرائيليين، حسب قوله.


إسرائيل توسّع أحزمة النار إلى جنوب غزة... وقتال محتدم على الأرض

دمار جراء الغارات الإسرائيلية على خان يونس اليوم السبت (أ.ب)
دمار جراء الغارات الإسرائيلية على خان يونس اليوم السبت (أ.ب)
TT

إسرائيل توسّع أحزمة النار إلى جنوب غزة... وقتال محتدم على الأرض

دمار جراء الغارات الإسرائيلية على خان يونس اليوم السبت (أ.ب)
دمار جراء الغارات الإسرائيلية على خان يونس اليوم السبت (أ.ب)

ركز جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته المكثفة في جنوب قطاع غزة، للمرة الأولى منذ بداية الحرب على القطاع، بعدما تركزت الضربات سابقاً في الشمال، في مؤشر إلى توسيع العمليات البرية نحو الجنوب.

ونفّذ الجيش الإسرائيلي مئات الغارات في شمال القطاع وجنوبه، مقيماً أحزمة نار في مناطق بالجنوب يُفترض أن تكون آمنة. وترافق ذلك مع تقطيع القطاع إلى مربعات سكنية صغيرة، بخلاف الخطة القديمة التي كان يعمل الجيش بموجبها والتي تقوم على تقسيم القطاع إلى جزئين، شمالي وجنوبي.

وقالت مصادر في الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لـ«الشرق الأوسط»، إنه تم رصد محاولات تقدم إسرائيلية من جهة «كيسوفيم» شمال شرقي خان يونس باتجاه دوار «المطاحن»، لكن مقاومة شرسة أفشلت ذلك.

دمار واسع في خان يونس المتوقع أن تكون هدفاً للعمليات العسكرية الإسرائيلية في المرحلة المقبلة (د.ب.أ)

وأوضحت المصادر أن التقدم يشي بمحاولة إسرائيل فصل وسط القطاع عن جنوبه، وبالتالي تقسيم قطاع غزة إلى 3 أقسام وليس قسمين، ما يسهّل تقسيم كل منطقة إلى مربعات.

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه نفّذ في غزة غارات مكثفة طالت أكثر من 400 هدف في أنحاء القطاع، بما في ذلك 50 هدفاً في منطقة خان يونس، وشمل ذلك بنية تحتية مزعومة لـ«حماس» ومسجداً لـ«الجهاد الإسلامي».

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه يتم استهداف خان يونس للاعتقاد بأن بعض قادة «حماس» موجودون في المدينة، مشيرة إلى خطط للجيش الإسرائيلي لتوسيع العمليات البرية إلى هناك.

عمارات في خان يونس... قبل الضربات الإسرائيلية وبعدها (أ.ف.ب)

ومساء السبت، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي ورئيس جهاز الأمن الداخلي رونان بار صادقا على خطط عسكرية لمواصلة القتال في قطاع غزة خلال اجتماعهما السبت. ونقلت الهيئة عن هاليفي قوله في الاجتماع: «نحن نركز على تفكيك (حماس) بشكل أكبر، وتهيئة الظروف لعودة المزيد من المختطفين».

جاء ذلك في وقت قسّمت فيه إسرائيل القطاع إلى مربعات.

وبدأ الجيش الإسرائيلي، السبت، في استخدام خريطة تقسّم قطاع غزة إلى مئات المناطق الصغيرة، بما في ذلك في جنوب غزة، حيث من المتوقع أن تعمل القوات البرية عندما يوسع الجيش الإسرائيلي هجومه.

ويريد الجيش استخدام هذه الخريطة بدلاً من المطالبة بالإخلاء الجماعي، كما فعل في الجزء الشمالي من غزة.

صورة وزعها الجيش الإسرائيلي اليوم لمناطق يفترض إخلاؤها من السكان شمال قطاع غزة (الشرق الأوسط)

وطلب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية اللفتنانت كولونيل أفيخاي أدرعي، على منصة «إكس»، من الفلسطينيين في عدة مناطق في شمال غزة، بما يشمل جباليا والشجاعية والزيتون، الإخلاء إلى «الملاجئ المعروفة» في منطقتي الدرج والتفاح بمدينة غزة.

كما دعا الفلسطينيين في عدة مناطق في جنوب القطاع، بما يشمل خربة خزاعة وعبسان وبني سهيلا ومعن - القريبة من الحدود الإسرائيلية - إلى التوجه إلى ملاجئ في رفح.

كذلك طلب الجيش الإسرائيلي من الفلسطينيين الانتباه إلى أرقام مناطقهم ومتابعة التحديثات الصادرة منه.

ومحاولة تقسيم القطاع إلى مربعات تثير المخاوف من خطط طويلة للجيش في قطاع غزة تقوم على العمل من مربع إلى مربع.

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع إن إسرائيل ستشن عملية عالية الكثافة في الأسابيع المقبلة، ثم عملية بكثافة أقل.

وطال القصف الإسرائيلي العنيف مناطق واسعة في غزة ودمر مربعاً سكنياً كاملاً في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

ألسنة اللهب تتصاعد عقب غارة إسرائيلية على قطاع غزة السبت (رويترز)

وأعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، السبت، عن انتشال وإنقاذ أكثر من 300 مواطن فلسطيني، في الشجاعية بعد استهداف مربع سكني مأهول بالسكان في حي الشجاعية.

ووصف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ما جرى في الشجاعية بأنه مجزرة مُروّعة طالت 50 عمارة سكنية ومنزلاً.

ومع تواصل سقوط الضحايا، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، السبت، ارتفاع حصيلة قتلى الغارات الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي، إلى 15 ألفاً و207 فلسطينيين. وقال متحدث الوزارة أشرف القدرة، في مؤتمر صحافي، إن حصيلة الإصابات خلال الفترة نفسها ارتفعت إلى 40 ألفاً.

وتكثيف الهجوم في غزة جاء في وقت أعلن فيه جهاز الموساد أنّ رئيسه دافيد برنياع أوعز إلى فريقه المفاوض في العاصمة القطريّة الدوحة بالعودة إلى إسرائيل، بعد تعثّر المفاوضات الجارية مع الوسيط القطري لبحث استئناف الهدنة في قطاع غزّة مقابل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليّين المتبقّين في القطاع من النساء والأطفال.

وفي بيان أصدره الموساد جاء أنّ حركة «حماس» لم تنفّذ الجزء الخاصّ بها من الاتفاق، الذي تضمّن إطلاق سراح جميع الأطفال والنّساء وفق القائمة التي قُدّمت إلى الحركة ووافقت عليها. وأشار البيان إلى أنّ رئيس الموساد يشكر رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية «سي آي إيه» ووزير المخابرات المصري ورئيس وزراء قطر على شراكتهم في جهود الوساطة الجبّارة التي أدّت إلى إطلاق سراح 84 طفلاً وامرأة من قطاع غزّة، بالإضافة إلى 24 أجنبيّاً.

فلسطينيون ينزحون من خان يونس السبت (د.ب.أ)

وقالت قناة «كان» الإسرائيلية إن مطالبة حركة «حماس» بالانتقال إلى الإفراج عن مختطفين بالغين مقابل أسرى أمنيين فلسطينيين أدينوا بالقتل هي التي حالت دون تمديد الهدنة صباح الجمعة. وقالت مصادر إسرائيلية إن إسرائيل مستعدة لتمديد الهدنة يوماً واحداً مقابل الإفراج عن النساء والأولاد. وأوضحت في حديث مع مراسل قناة «كان» أنه بعد أربعة أيام على أكثر تقدير لن يكون بالمستطاع بحث التهدئة، لأن الجيش سيكون في خضم المرحلة الثانية من الحرب.

وتقول إسرائيل إن حوالي 135 رهينة ما زالوا في غزة، بينهم 16 طفلاً وامرأة، لكن «حماس» تقول إن النساء المتبقيات تحت أيديها هن مجندات ولا يجري التعامل معهن وفق ما جرى على النساء المدنيات.

ومع توسع القصف الإسرائيلي توسعت واحتدمت المعارك البرية.

واشتبك مقاتلون فلسطينيون مع الجيش الإسرائيلي قرب خان وينس ودير البلح وفي مناطق الشيخ رضوان والكرامة والنصر والعطاطرة ومخيم الشاطئ وبيت لاهيا وبيت حانون ومناطق أخرى.

وقالت «كتائب القسام» إنها استهدفت تحشدات للعدو شرق ماغين، وقصفت موقع «كيسوفيم» و«كيبوتس نيريم» والعين الثالثة وعسقلان برشقة صاروخية، كما استهدفت تحشدات في «زكيم» و«كيسوفيم»ودير البلح بمنظومة الصواريخ «رجوم» قصيرة المدى من عيار 114ملم، واستهدفت غرفة قيادة واستطلاع للعدو داخل مبنى شرق بيت حانون بـ4 قذائف مضادة للأفراد.

وأعلنت «القسام» قصف تل أبيب برشقة صاروخية، مشيرة إلى أنها استهدفت أيضاً دبابة بعبوة «شواظ» ما أدى إلى إحداث عدة انفجارات بداخلها وتدميرها بالكامل، وبرج دبابة أخرى بقذيفة «الياسين 105»، وجرافة من نوع «D9» بقذيفة «الياسين 105» في منطقة جحر الديك شرق المنطقة الوسطى، إضافة إلى استهداف منزل كان فيه عدد من جنود العدو بقذيفة «TBG» مضادة للتحصينات وذلك في منطقة الشيخ رضوان.

وقالت «القسام» إنها أوقعت قوة إسرائيلية راجلة متمركزة داخل مبنى في كمين محكم في منطقة التوام شمال غرب غزة، واستهدفتها بالعبوات المضادة للأفراد والقذائف المضادة للتحصينات والرشاشات الثقيلة، مؤكدة إيقاع أفراد القوة بين قتيل وجريح.

وأمام التطورات في غزة، حذرت الأمم المتحدة من أن القتال سيؤدي إلى تفاقم حالة الطوارئ الإنسانية الشديدة. وقال ينس لاركيه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في جنيف إن «الجحيم على الأرض عاد إلى غزة».

كما حذر مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» فيليب لازاريني، من أن «الهجوم الإسرائيلي على جنوب قطاع غزة قد يدفع مليون لاجئ إلى الحدود المصرية».

وأضاف المسؤول الأممي: «إذا كان هناك قتال، فمن المرجح أن يرغب سكان غزة في الفرار إلى المناطق الجنوبية، وإلى ما وراء الحدود».


«هيئة البث الإسرائيلية»: قادة الجيش يصادقون على خطة مواصلة القتال في غزة

جندي إسرائيلي يوجه دبابة قرب حدود غزة  (د.ب.أ)
جندي إسرائيلي يوجه دبابة قرب حدود غزة (د.ب.أ)
TT

«هيئة البث الإسرائيلية»: قادة الجيش يصادقون على خطة مواصلة القتال في غزة

جندي إسرائيلي يوجه دبابة قرب حدود غزة  (د.ب.أ)
جندي إسرائيلي يوجه دبابة قرب حدود غزة (د.ب.أ)

قالت «هيئة البث الإسرائيلية»، اليوم (السبت)، إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي ورئيس جهاز الأمن الداخلي رونان بار صادَقا على خطط عسكرية لمواصلة القتال في قطاع غزة خلال اجتماعهما اليوم.

ونقلت الهيئة عن هاليفي قوله في الاجتماع: «نركز على تفكيك (حماس) بشكل أكبر، وتهيئة الظروف لعودة المزيد من المختطَفين».

ولم تكشف هيئة البث تفاصيل عن خطط الجيش بشأن عملياته في غزة.


الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار انطلقت بسبب إسقاط مقاتلة لطائرة مسيرة إسرائيلية تعرضت لعطل فني

طائرة إسرائيلية من دون طيار (أ.ف.ب)
طائرة إسرائيلية من دون طيار (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار انطلقت بسبب إسقاط مقاتلة لطائرة مسيرة إسرائيلية تعرضت لعطل فني

طائرة إسرائيلية من دون طيار (أ.ف.ب)
طائرة إسرائيلية من دون طيار (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم السبت أن مقاتلة تابعة للجيش أسقطت طائرة مسيرة إسرائيلية تعرضت لخلل فني ما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في منطقة الجليل بشمال إسرائيل.

وأضاف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بحسابه على منصة «إكس» أنه لا توجد مخاوف من حادث أمني.

وكانت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» قالت إن دوي صفارات الإنذار سمع في مدن عفولة ونوف هچليل ومغدال هعيمق والناصرة لكن لم يتضح سبب انطلاقها.

من جانبه، أعلن «حزب الله» أنه استهدف قوتين عسكريتين إسرائيليتين في مستوطنة دوفيف على الحدود مع لبنان وحقق «إصابات مباشرة».


قصف إسرائيلي على مركز للجيش اللبناني قرب مقر «اليونيفيل»

الدخان يتصاعد من موقع قصفته إسرائيل قرب بلدة طير حرفا في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من موقع قصفته إسرائيل قرب بلدة طير حرفا في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

قصف إسرائيلي على مركز للجيش اللبناني قرب مقر «اليونيفيل»

الدخان يتصاعد من موقع قصفته إسرائيل قرب بلدة طير حرفا في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من موقع قصفته إسرائيل قرب بلدة طير حرفا في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

عادت المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل إلى ما كانت عليه قبل الهدنة. وسجل، السبت، استهداف مركز للجيش اللبناني في مرجعيون، في وقت رفض الحزب على لسان عضو مجلسه المركزي الشيخ نبيل قاووق، المطالب الداعية إلى تعديل القرار 1701، ووصفها بأنها «أهداف إسرائيلية من الداخل والخارج».

ونقلت وكالة «رويترز» عن سكان محليين تأكيدهم مقتل مواطن وإصابة أربعة آخرين في الجنوب نتيجة القصف الإسرائيلي على أحد المنازل في بلدة الجبين. وقال مختار البلدة جعفر عقيل لـ«رويترز»: «أغار الطيران الإسرائيلي على منازل مدنيين، مما أدى إلى استشهاد شخص وجرح أربعة أشخاص بالقرب من قريتنا».

من جهته، قال متحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) لـ«رويترز» إن قصفاً إسرائيلياً أصاب مكاناً على مقربة من مقر القوة، صباح السبت، بالقرب من بلدة الناقورة الساحلية وحول بلدة رميش الحدودية، بعدما كان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه نفذ قصفاً قرب الناقورة، بوصفه تحذيراً بعد رصد «نشاط غير عادي» في المنطقة.

وأعلن «حزب الله» أنه استهدف قوتين عسكريتين إسرائيليتين في مستوطنة دوفيف على الحدود مع لبنان، وحقق «إصابات مباشرة». وأكد الحزب أن العمليتين تم تنفيذهما «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، وفي إطار الرد الأولي ‏على قصف إسرائيل لمنزل في بلدة حولا يوم أمس». وكان استهداف المنزل قد أدى إلى مقتل شخصين، أحدهما عنصر في «حزب الله».

وفي بيانات متفرقة، أعلن «حزب الله» خلال ساعات النهار أنه استهدف تجمعاً لجنود إسرائيليين في محيط موقع بركة ريشا، إضافة إلى المواقع المطلة والمرج والراهب وجل ‏العلام ورويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة، وتمّت إصابتها إصابة مباشرة، وذلك بعدما كان قد أعلن استهداف مقر قيادة ‏الفرقة 91 في ثكنة برانيت، و«مربض خربة ماعر بالأسلحة الصاروخية، وتمّت إصابتها إصابة مباشرة».

ونعت «المقاومة الإسلامية» أحد مقاتليها ويدعى خضر سليم عبود من بلدة دير عامص في جنوب لبنان، «الذي ارتقى شهيداً على طريق القدس».

ومساء، أعلن عن استهداف مركز الجيش اللبناني في محلة سردة - قضاء مرجعيون واقتصرت الأضرار على الماديات.

وفيما أشارت «الوكالة الوطنية للإعلام» إلى تسجيل انفجار صاروخ اعتراضي في أجواء الناقورة لفتت إلى إطلاق عدد من القذائف الضوئية مستهدفة وادي حامول واللبونة شرق الناقورة بهدف افتعال الحرائق. ومساءً نفذ الطيران الإسرائيلي أربع غارات جوية متتالية على منطقة شرق الناقورة وواحدة على أطراف القوزح، بحسب «الوكالة».

كذلك أفادت «الوطنية» بتعرض عدد من الأودية في القطاع الأوسط وأطراف بلدتي عيتا الشعب ورامية صباحاً للقصف الإسرائيلي، بعد ليل سادته أجواء من الحذر في المناطق والقرى المتاخمة للخط الأزرق تخلله إطلاق القنابل المضيئة وتحليق للطيران الاستطلاعي، كما حلق الطيران الحربي فوق مناطق عدة في الجنوب على مستوى مخفض، خارقاً جدار الصوت، كما سمعت بين الحين والآخر وطيلة الليل صفارات الإنذار تدوي في الجانب الحدودي.

ومساء، مشّط الطيران الإسرائيلي بالرشاشات الثقيلة منطقة السلس غرب الحي المسيحي في أطراف بلدة يارون، بحسب «الوكالة»، فيما طاول القصف أطراف بلدة بيت ليف، حيث استهدفت غارة جوية منزلاً غير مأهول في البلدة. وأطلق الطيران الإسرائيلي قذائف فوسفورية على تلة المطران وفوق سهل مرجعيون، مشيرة كذلك إلى أن طائرة استطلاع إسرائيلية استهدفت منطقة وداد خراج بلدة كفرشوبا.

في موازاة ذلك، رفض عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق تعديل القرار 1701، مؤكداً أن «موقف الحزب بعد استئناف العدوان الأميركي والإسرائيلي على غزة، هو نفسه». وقال في احتفال تأبيني: «هناك من يروج للمطالب والأهداف الإسرائيلية من الداخل والخارج، فيطالبون بتعديل القرار 1701، وإنشاء منطقة عازلة على الحدود بهدف تطمين المستوطنين الذي يخافون العودة إلى مستوطناتهم بسبب وجود (حزب الله) على الحدود، ولكن على هؤلاء المراهنين أن ييأسوا، فـ(حزب الله) لن يسمح بأي مكسب إسرائيلي وبأي معادلة إسرائيلية جديدة على حساب السيادة اللبنانية؛ لأن حق اللبنانيين هو في الوجود والتحرّك على أي شبر من أرضنا في الجنوب، وهذا يتصل بكل السيادة والكرامة الوطنية اللبنانية».


أزمة الكهرباء غذّت «طاقة» السوريين على ابتكار حلول

بسطة لبيع الحطب في طريق رئيسية جنوب دمشق (الشرق الأوسط)
بسطة لبيع الحطب في طريق رئيسية جنوب دمشق (الشرق الأوسط)
TT

أزمة الكهرباء غذّت «طاقة» السوريين على ابتكار حلول

بسطة لبيع الحطب في طريق رئيسية جنوب دمشق (الشرق الأوسط)
بسطة لبيع الحطب في طريق رئيسية جنوب دمشق (الشرق الأوسط)

«أسبوع بالتمام والكمال استغرقت وجبة غسيل الأبيض حتى انتهت»، قالت إيمان (35 عاماً) وهي تعلن اليأس من البحث عن حل بديل لتنظيف الملابس القطنية في الشتاء، فقد اختبرت كل الحلول البديلة الممكنة ولم يتبق لها سوى تعمير موقد حطب لغلي الغسيل، إلا أن السكن ببناء طابقي وإشغال السطح من قبل الجيران حرمها من تجريب هذا الحلّ. وتقوم إيمان بغلي الغسيل الأبيض بالطنجرة على الغاز، وعندما تأتي الكهرباء تضع الغسيل في الغسالة على البارد، وبرنامجه يستغرق ساعة وربع الساعة بدل ساعتين وربع الساعة لدرجة حرارة ساخنة، لكن مع انقطاعات الكهرباء (برنامج التقنين 5 ساعات مع إعطال ليوم أو أكثر) قد يتعفن الغسيل قبل أن تنتهي عملية الفض. «آخر وجبة غسيل كان لونها مخجلاً لم أنشرها على الشرفة»، وفق ما ذكرته لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى خسارة فادحة تكبدها زوجها بسبب تعطل شبكة الاتصال في المنزل بسبب «لطشة كهرباء عطلت كل الأجهزة في البيت، واستغرق البحث عن حلول بديلة أكثر من يومين». وتضيف بأسف بالغ: «لتتمكن من مواصلة العيش في هذا البلد يجب أن تمتلك عقلاً قادراً على اختراع الحلول والبدائل على مدار الساعة».

مع بداية كل فصل شتاء أو صيف وتبدل درجات الحرارة، تزداد ساعات تقنين الكهرباء، مع ازدياد الضغط على الاستهلاك، وزيادة الأعطال، وتترافق مع انقطاع شبكات الاتصال والمياه في مناطق واسعة من مناطق سيطرة الحكومة، التي تتذرع بشح الوقود اللازم لتشغيل محطات تزويد الكهرباء وأبراج الاتصالات ومحطات ضخ المياه.

وزادت شكاوى سكان الطبقات العالية في دمشق خلال الفترة الأخيرة من عدم وصول المياه إليهم لعدم قدرتهم على تشغيل مضخات المياه بسبب انقطاع الكهرباء وعدم انتظام برامج التقنين، وغياب تنسيق مواعيد الوصل بين شركتي الكهرباء والمياه. إذ إن أغلب سكان الطابق الرابع وما فوق لا تصلهم المياه إلا عبر المضخات المنزلية.

وفي تصريح للصحافة المحلية، أفاد المدير العام للمؤسسة العامة لمياه الشرب بدمشق وريفها، محمد عصام الطباع، بأنه نتيجة واقع التيار الكهربائي الحالي يتم تأخير فتح الخزانات الرئيسية مدة نصف ساعة أو ساعة حتى يتم ملؤها بالكامل، والاستفادة منها بطاقة أقوى للوصول للمنازل بطاقة ضخّ عالية تصل لكل المناطق، مشيراً إلى أنّ أكثر من 95 في المائة من المناطق لا توجد فيها شكاوى بهذا الموضوع. دون نفي لوجود «بعض الشكاوى الفردية» من سكان طبقات مرتفعة، وفق ما نقلته صحيفة «الوطن» المحلية.

عن موقع «غلوبال»

نادين (46 عاماً) تسكن جنوب دمشق، تقول إن خط الكهرباء الذي يغذي البناء الذي تسكنه تعطل أكثر من يومين وبعد عدة اتصالات مع الطوارئ تم الرد، وقالوا إن عمال الطوارئ ليس لديهم بنزين لتشغيل السيارة والوصول إلى مكان العطل، والحل كان بتبرع أحد السكان بإحضارهم بسيارته الخاصة، وريثما تم إصلاح العطل استفدت بطاريات الإنارة واللابتوب وكل الأجهزة شحنها، وبعضها تعطل، ولم تعد قابلة للشحن، ولا بد من استبدالها بطاريات جديدة بها، أي ميزانية جديدة مع «أسعار مرتفعة وجيب فارغ»، حسب تعبيرها.

ويعتمد أغلب السوريين في مناطق سيطرة الحكومة على بطاريات لتوفير طاقة بديلة كافية للإنارة وتشغيل الأجهزة الإلكترونية. وخلال العامين الماضيين انتشر استخدام ألواح الطاقة الشمسية، على نحو واسع في المدن والمناطق التي تتوفر فيها مساحات على أسطح الأبنية لتركيب ألواح طاقة، لكن في العاصمة، دمشق، ما زالت الغالبية تعاني من عدم توفر تلك المساحات، لأن معظم الأسطح تم استغلالها لبناء ملاحق سكنية، وما زال استخدام المولدات هو الحل الأكثر رواجاً في دمشق، لا سيما المطاعم والورش الصناعية، رغم اصطدامه بعقبات كثيرة، أبرزها الضجيج وتلوث الهواء وارتفاع أسعار المحروقات.

صورة كبيرة للرئيس بشار الأسد في أحد شوارع دمشق (أرشيفية: رويترز)

علاء (20 عاماً)، وبعد انتظار أسبوع تسخين ماء الحمام على الكهرباء، تملكه «اليأس» فكلما وصلت درجة الحرارة إلى 35 انقطعت الكهرباء وعادت إلى الـ25 درجة، وهكذا إلى أن أعلن «العصيان» على التقنين المنزلي للغاز وسخن 5 لترات على الغاز رغم تحذيرات والدته: «إذا خلصت جرة الغاز ما في غيرها حتى تصل الرسالة»، وكل شهرين تحصل العائلة على جرة غاز من خلال البطاقة الإلكترونية. ويفكر علاء بحل بديل وهو مرافقة صديقه إلى حمام السباحة الشتوي، في نهاية الأسبوع، أو حمام السوق رغم ارتفاع أسعار الدخول إليها «بعد أن أجرى كافة حساباتي المالية».

وارتفعت أسعار دخول حمامات السوق مع ارتفاع أسعار الوقود والطاقة اللازمة لتسخين المياه، ليبلغ وسطي أسعارها 50 ألف ليرة، ما عدا الطلبات الخاصة كالشاي والأركيلة، وكذلك المسابح الشتوية، التي تتفاوت أسعارها حسب التصنيف والخدمات التي يقدمها، فتبدأ أسعارها بـ35 ألف ليرة لتصل إلى 75 ألف ليرة (الدولار الأميركي الواحد يعادل 14 ألف ليرة تقريباً).

الافتقاد للمياه الساخنة شكّل فرصة للارتزاق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهناك من يعرض خدماته بتوفير مياه ساخنة بدرجة حرارة 80 بكميات محدودة لزوم الاستحمام، مع خدمة التوصيل، حسب ما ذكره موقع «غلوبال» المحلي، الذي قال إنه تواصل عبر «فيسبوك» مع شاب اسمه فادي يقوم بتقديم هذه الخدمة في حي المزة بدمشق، وقد أجاب على استيضاح الموقع حول توفيره مياهاً ساخنة للاستحمام بأن «الخدمة موجودة فعلاً في منطقة المزة ونتقاضى على لتر المياه الساخنة بدرجة حرارة 80 درجة 450 ليرة وعلى 25 لتراً 10 آلاف ليرة، مع خدمة توصيل لباب المنزل، شرط أن تكون أقل كمية للطلب 10 لترات».

علاء الذي سمع بهذه الخدمة أثناء حديثه لـ«الشرق الأوسط»، عبّر عن إعجابه بالفكرة، وتمنى أن تشمل أيضاً خدمة مياه لغلي الملابس القطنية، لكنه استدرك: «تكاليف الخدمة ستكون منهكة، وقد تكون أجور التوصيل أغلى من المياه، فقطع 5 كيلو مترات بالتاكسي أجره ما يقل عن 15 ألف ليرة!! أما الأحياء البعيدة فتتجاوز الـ30 ألف ليرة. والنتيجة التي توصل إليها وصول الماء الساخن إلى البيت سيكون أغلى من الذهاب إلى المسبح».


صفقات التبادل: غالبية المعتقلات قبل 7 أكتوبر خرجن من سجون إسرائيل

فلسطينية أفرجت عنها إسرائيل بموجب صفقة تبادل مع «حماس» يوم 30 نوفمبر (أ.ب)
فلسطينية أفرجت عنها إسرائيل بموجب صفقة تبادل مع «حماس» يوم 30 نوفمبر (أ.ب)
TT

صفقات التبادل: غالبية المعتقلات قبل 7 أكتوبر خرجن من سجون إسرائيل

فلسطينية أفرجت عنها إسرائيل بموجب صفقة تبادل مع «حماس» يوم 30 نوفمبر (أ.ب)
فلسطينية أفرجت عنها إسرائيل بموجب صفقة تبادل مع «حماس» يوم 30 نوفمبر (أ.ب)

تُظهر قائمة المفرَج عنهم من السجون الإسرائيلية، في إطار صفقات التبادل بين إسرائيل و«حماس»، أن غالبية النساء المعتقلات قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي خرجن من السجن باستثناء 4.

وبلغت حصيلة مَن تم تحريرهم من الأسيرات والأطفال في سجون الاحتلال خلال الدفعات السبع التي تمت منذ تاريخ 24 - 11 - 2023، ضمن بنود اتفاق التهدئة في غزة، 240 أسيرة وطفلاً، بواقع 71 أسيرة و169 طفلاً.

ومضى اتفاق التهدئة حول الأسرى والأطفال بسلاسة إلى حد ما؛ لأنه لم تكن لدى إسرائيل مشكلة في إطلاق سراح فلسطينيين لم يشاركوا في عملياتٍ قُتل فيها إسرائيليون، وبالتالي فإنهم غير محكومين بالمؤبد، وهي الفئة التي ترفض إسرائيل إطلاق المسجونين وفقها في هذه المرحلة.

وأطلقت إسرائيل سراح الفلسطينيين الـ240 مقابل 105 محتجزين أطلقتهم «حماس» وكانوا محتجزين رهائن في غزة.

وضمت قائمة الأسرى الفلسطينيين المفرَج عنهم ميسون موسى الجبالي، وهي أقدم الأسيرات في السجون الإسرائيلية، حيث اعتُقلت في 29 يونيو (حزيران) 2015 وحُكم عليها بالسجن 15 عاماً.

وأظهر تحليل أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» للبيانات المتعلقة بالفلسطينيين المفرَج عنهم، أن غالبيتهم لم تتم إدانتهم بارتكاب عمليات. وكان هناك 107 مراهقين تحت سن 18 عاماً، من بينهم 3 فتيات. وكان هناك 66 مراهقاً يبلغون من العمر 18 عاماً. وكانت امرأة تبلغ من العمر 64 عاماً، هي الأكبر سناً بين مَن أفرجت عنهم إسرائيل.

وتركزت المفاوضات الخاصة بجولات التبادل السبع - واحدة لكل يوم من أيام الهدنة - على النساء والأطفال على جانبي الصراع. وكان مواطنون من تايلاند والفلبين وروسيا من بين المحتجزين الذين أطلقت «حماس» سراحهم، ولكن نتيجة محادثات منفصلة عن تلك الخاصة بالمحتجزين الإسرائيليين.

شابان فلسطينيان في رام الله بعدما أفرجت عنهما إسرائيل بموجب صفقات التبادل مع «حماس» يوم 30 نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)

ونشرت الحكومة الإسرائيلية في البداية قائمة تضم 300 طفل تحت سن الـ19 عاماً، ونساء فلسطينيات، يمكن إطلاق سراحهم من خلال صفقة التبادل مع «حماس»، وأضافت لاحقاً 50 اسماً إلى تلك القائمة مع تقدّم عمليات التبادل. وتضمّنت القائمة تواريخ ميلاد الأشخاص، والتهم الموجهة إليهم، ومعلومات أخرى. ومن بين أولئك الذين لم تتم إدانتهم بارتكاب جريمة، لم يميز التقرير بين المسجونين دون توجيه تهم رسمية إليهم وأولئك الذين اتُّهموا وينتظرون المحاكمة.

وقارنت «نيويورك تايمز» البيانات الإسرائيلية بقوائم الفلسطينيين التي تنشرها يومياً هيئة شؤون الأسرى التابعة للسلطة الفلسطينية. وتظهر البيانات الإسرائيلية أن ثلاثة أرباع الفلسطينيين المفرَج عنهم لم تتم إدانتهم بارتكاب «جريمة». وكان معظمهم في السجن لمدة تقل عن عام، كما تم اعتقال 37 شخصاً خلال حملة القمع التي شنّها الجيش الإسرائيلي في أعقاب الهجمات التي قادتها «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر.

واعتقلت إسرائيل الأشخاص المدرجين في القائمة جميعهم؛ بسبب ما قالت إنها «جرائم تتعلق بأمن إسرائيل»، من رشق الحجارة إلى اتهامات أكثر خطورة مثل دعم «حماس» ومحاولة القتل. وتمّ نظر أكثر من نصف القضايا أمام المحاكم العسكرية الإسرائيلية، التي تحاكم الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة ولكن ليس المستوطنين الإسرائيليين الذين يعيشون هناك.

وتتم إدانة جميع الفلسطينيين الذين يحاكمون في المحاكم العسكرية الإسرائيلية تقريباً، ويمكن سجن المتهمين بارتكاب قضايا أمنية إلى أجل غير مسمى دون تهمة أو محاكمة. وقد دافعت إسرائيل عن هذه الممارسات بوصفها ضرورية للحفاظ على أمنها، لكن جماعات حقوق الإنسان الدولية انتقدتها على نطاق واسع بوصفها انتهاكاً للقانون الدولي. وقالت إنها تُستخدم لقمع النشاط السياسي الفلسطيني والتعبير عنه.

وكان معظم المفرَج عنهم (155 منهم) من الضفة الغربية، و72 منهم من القدس الشرقية، و1 من غزة. وتضمنت القوائم أيضاً بعض المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، الذين لا يتم تضمينهم عادة في صفقات التبادل. وقد أثار ذلك قلق بعض المراقبين الذين يخشون أن يتم استخدام إدراجهم لربطهم بـ«حماس» أو التهديد بسحب جنسيتهم.

ومن بين الفلسطينيين الـ110 الذين بقوا على القائمة الإسرائيلية للإفراجات المحتملة إذا حصلت تهدئة جديدة، هناك 12 امرأة، و15 صبياً تحت سن 18 عاماً. والبقية هي أسماء رجال تتراوح أعمارهم بين 18 و19 عاماً.

وقال نادي الأسير الفلسطيني إن 60 سيدة وفتاة ما زلن حالياً في سجون إسرائيل، بينهن 56 أسيرة اعتُقلن بعد السابع من أكتوبر الماضي. وقالت مسؤولة الإعلام في نادي الأسير، أماني سراحنة، إن 60 أسيرة فلسطينية لا يزلن في السجون الإسرائيلية، بينهن 4 كنَّ ضمن 37 أسيرة في المعتقلات الإسرائيلية قبل 7 أكتوبر الماضي. وأوضحت سراحنة أنه بعد إفراج إسرائيل عن 33 أسيرة من أصل 37، تبقى 4 أسيرات معتقلات منذ قبل 7 أكتوبر الماضي.

وذكرت مسؤولة الإعلام في نادي الأسير أن إسرائيل اعتقلت 56 سيدة وفتاة بعد 7 أكتوبر، ضمن حملة اعتقالات طالت 3260 فلسطينياً، ليصبح مجموع الفتيات والسيدات حالياً في سجون إسرائيل 60.

أما الأطفال فلا يوجد رقم دقيق، حيث إن إسرائيل تعتقل يومياً العشرات منهم.

واعتقلت إسرائيل في أيام الهدن السبعة، 260 فلسطينياً في حين أفرجت عن 240.